بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

عـالم مجنــون !!!

 

في مرحلة سوداء احتاج الغرب وأوربا إلى ثروات الأمم الضعيفة والمقلوبة على أمرها .. فاستعمرتها .. ونهبت ثرواتها .. وأذلت شعوبها .. وأحكمت قبضتها .. ثم بنت حضارتها من دماء الشعوب الفقيرة .. ثم بدأت تتآكل من داخلها فغلبها الاستمرار في التسلط .. وواجهت معارك التحرير .. فقد صحوت شعوب المستعمرات وبدأت تقاوم .. ثم أخذت الدول تعيد سيادتها واحدة بعد الأخرى .. فمنها من أخذت حقها بمجرد نضوب ثرواتها .. ومنها من تحررت بعد أن دفعت الثمن بأبنائها ليحاربوا جانب المستعمر في الحرب العالمية الثانية .. ومنها من ناضلت وقدمت الملايين من الشهداء حتى أجبرت المستعمر على الفرار .. ودامت فترة التحرر من الاستعمار إلى قبل سنوات قليلة في الدول الجنوبية من أفريقيا .. وما زالت هنالك بؤرات استعمارية قائمة هنا وهناك في أرجاء من العالم ..  واليوم نرى تقلباً في الحال ونرى حوجة أمم  المستعمرات إلى عون الغرب .. فدوام الحال من المحال .. الآلاف من أبناء  الدول الفقيرة تناضل براً وبحراً وجواً للوصول إلى نقطة جافة وحافة طرفية في دولة غربية !! متجهة من كل صوب وحدب .. من أفريقيا ومن دول شرق آسيا ومن الدول اللاتينية ومن دول أخرى .. فمنهم من ينجح ويصل براًً غربياً .. وقد لا يخالفه الحظ فيعتقل ثم يسجن في ( كانتونات ) كئيبة كالحيوانات ..  ومنهم من يقابل الموت في أعالي البحار ثم يموت غرقاً قبل الوصول إلى بر الأحلام  .. ومنهم من يكبل ثم يحاكم ثم يعاد إلى منبعه ذليلاً يجرجر ذيل الخيابة والفشل  .. ومنهم من يصل إلى بر الأمان ثم يفاجأ عندما تتبخر تلك الأماني وأحلام اليقظة في نيل الثروة والغنى .. فيصبح عاطلاً أسوا منهم حالاً في بلده .. ومنهم من تجعله الظروف في بلاد الغرب أن يمارس كل ما هو متاح من الفواحش حتى يجد ما يسد به رمقه ..  وهناك دول الغرب دول الحضارة التي يسمونها بالمتقدمة تسلط كل أدواتها في إيقاف المهاجرين .. تسلط الأقمار الاصطناعية .. وتراقب البحار والسفن والجزر والصحاري .. ثم تقيم معسكرات الاعتقالات في شواطئ أفريقيا الشمالية ..  وتقيم أحزمة دفاعية عند حدودها .. وتقييم أجهزة متقدمة وكاشفات الظلام كما يحدث بين أمريكا والمكسيك ..  الدول الغربية عندما احتاجت إلى الثروات في وقت من الأوقات نهبت ثروات الشعوب الضعيفة .. وعندما احتاجت إلى الأيدي العاملة في مرحلة معينة عملت في الرق وجلبت تلك الأيدي إليها بالقوة .. ثم الآن عندما احتاجت إليها تلك الشعوب المقلوب على أمرها تنكرت لها .. واعتبرتها آفة من الآفات التي تستوجب المحاربة ..! وأقامت السياج ومنعت الاقتراب منها .. وتنكرت  كلياً بأفضال تلك الأمم والشعوب في بناء وإقامة البنية الأساسية لها .. فهكذا الاستعمار يأخذونك عصارة ثم يلفظونك تفلاً ..  أما تلك الشعوب المقلوب على أمرها فهي مبهورة بحضارة الغرب الزائفة .. وترى أن الحياة السعيدة لا تكون إلا بإتباع نسق الحياة والعيشة الغربية .. وهي في الحقيقة حضارة الترف والقرف والنزف !! ولا تعلم أنها لو بصرت ونظرت لوجدت أن لا سعادة لأمم تسعى في نيل الصيد في عرين الوحوش .. لأن ذلك الغرب بنا حضارته من دماء الشعوب الضعيفة .. وفي كل ركن منه رائحة دماء الفقراء .. فمتى ما وصل إليها الفقير فسوف يشتم تلك الرائحة !! .. وهو إنه ارتاح مادياً فلن ولن يرتاح نفسياً ..  في عالم مجنون مجنون وظالم  !!

ــــــ

          الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

  

المصدر: الإطلاع الدائم
OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 96/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 623 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2010 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,457