بسم الله الرحمن الرحيم

الخيــــانة !!

رأيتكما معـاً .. الوجنتين تجـاورا ..  وأنامل قد التقت بتجـرد .. وتلك وشوشـة تدور على شجن .. وتراقصت مـن حولكم زمـر الفراشات  ..  وتمايلت من فوقكم طوائف الفنن  ..  كفاكما عذراً  فلقد رأيت بأعيني كل المحن .. وتلك علامات في عينكم توحي بالبراءة ولكن النية في عمقها تنسج بالكفن .. لا يحتمل القلب أغطية الضباب حين تفقد شفافية الإخلاص في المسار وفي السنن ..  ولا أمان حين تمشي الأفئدة فوق بساط من خيوط الكذب ..  لقد أكتفي القلب من ذاك الكذب ولا يحتمل المزيد من الألـم  .. لقد رأيت محنة موتي حين جرى الطعن والغدر بلا خجل .. رأيت أعيناَ تلتقي في مودة خالصة لا يخالطها الشك والظن .. وكأن أمري قد مات في ساحتهم ولا يهم قلباَ كان يدعي الشجن  .. فحملت جرحي في عمق فؤادي ثم تسللت سراَ من ساحة السجن .. وتخاذلت الأقدام تحتي حين حملتها وكان عليها أن تحمل الثقل  ..  وتـلك ساحة الأحزان أصبحت مقبرة مضجعي .. أهيم فيه بقلب أصبـح منحوراَ بذاك المقتل  ..  زرف الفؤاد دموعاً ودماً لتسيل الأحزان فوق منابري .. الطعن بخنجر غدر قمة ألم ثم نزع الخنجر أوجع من طعن .. وتلك نقاط دماء تسقط من طرف الخنجر .. لا توجدي الأعذار فإني قد اكتفيت من ذاك الـدرب ولا أملك قلباَ يحتمل المزيد من الثقل .. كنت صادقاَ في دربي حين تعاهدنا ولم أعرف ملامات الشجن .. والوعد منكم قد تنصل عن إخلاصه فأي منا يستحق عقوبة القتل ؟  .. وذاك الوعد قد مات وأصبح لا يفي الصدق  ..  فالذي يغدر في الماضي يغدر بالغد  .. وعيناكما تحكي المزيد من علامات الألـم .. وقـد نزف القلب كثيراً وقد مات ولا يحتمل المزيد من النحر .. يهرب من موت ومن كمد  .. فالطعن أوغل وقد ازداد عمقاً في الكبد .. لقد أعطى القلب كثيراً في الماضي .. فكان جزاه الموت بلا سـبب  .. فـرح الحساد من فجعي وقد رقصوا ..  ولم يبكي على قلبي ذلك الأحد   .. وتلك دمعة منكم أعلم أنها كذبـة .. ولولا أن رأت عيني غدر الخيانة كاد القلب أن يرقص من دمعة كـذب  !!.

ــــــ
الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد