بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ترى ما الذي يلوح في الآفاق ؟؟

لقد مشينا حتى تاهت معالم الطريق .. ومازلنا نتخبط ونمتطي أفراس الأوهام .. نجتهد لسنوات وسنوات في غياب ذلك المرشد الحكيم .. وقد تبين لنا أن التكهنات خادعة بكل القياسات .. كلما نقترب من المعالم نجدها علامة من علامات السراب !.. وأقدامنا تتحرك شوقاً وتلهفاً نحو ذلك المجهول .. فنقول لها تمهلي قليلاً فإن الأقدار قد تسبق المسطر في الخيال .. والتخطي فوق حقول الألغام يوجب ذلك الحذر ثم التأني في المشوار .. ومهما يتسارع المتلهف فلن يكون أسرع من ذلك الموت .. وسنن الحياة تقول أن الأعمار أنفاس معدودة بالدقة والحساب .. والعاقل لا يسرف في ذلك المخزون بفرية اللحاق .. ومن ينال تلك الخطوة الحاضرة من الخطل أن يطمع في الخطوة التالية .. وتلك الحياة قد علمتنا بأن الجاهل هو من يركض حافياً فوق أشواك المجاهل .. ولو كان لبقاً عاقلاً لأمتطى فرساً كسولا حتى لا يفوز في سباق الموت والهلاك .. فتلك الإغراءات تملآ الدنيا زيفاً وبهجةً كأقواس القزح في آفاق السماء .. ألوان من المباهج الزائفة التي تنادي للحظات الردى والهلاك .. وكم من جاهل ينادي فوق المنابر ويملأ الدنيا ضجيجاً بتلك المهازل من الحروف والكلمات !.. يقول الكثير والكثير وأقواله لا تعادل وزناً كحال الخيوط للعناكب .. وتلك الألسن لا ترفع الصاحب إلا بمقدار الحقائق في المقال .. أما ذلك الإسهاب في متاهات الهوى فيذهب جفاءً كزبد البحار .. وتلك المعاني العميقة عصية على فهم هؤلاء الهواة في عوالم لغة الضاد .. وليست كافة العقول تفقه ما يقال من الحروف .. ولو كانت تلك النواقص في عقول البشر جدلاً يستحق العقاب لملئت الأرض بالسجون .. ولكن تلك الحياة تتسامح أحياناً وتفتح الأبواب لكافة ألوان التناقضات .. حيث يتواجد أصحاب النواقص بجانب أصحاب الكمال في الصفات .. وجواهر الأشياء لا تتجلى إلا في بيئة تتقبل نوازل السماء .. قال ذلك الفيلسوف : ( لقد ارتميت في أحضان الجهلاء لقلة الأحضان في غير الجهلاء ! ) .. ومازلت أردد القول بأن أسرار الضاد لا يفقهها إلا القليلون من هؤلاء الناس .. وتلك الأقوال قد لا تحتمل الصبر أحياناً ولا تنام في أرحامها حتى مواسم المخاض والولادة .. فهي شغوفة لكي ترى النور رغم ذلك الظلام الذي يكتسح عوالم الإنسان .. وسوف أترك تلك الطلاسم يجتاح العقول .. فليجتهد كل مجتهد ليعرف الحقيقة بالاجتهاد .. وهذه الكلمات هدية لهؤلاء العباقرة الذين يتواجدون في السواحل خلف براري الجهلاء .. وأعلم يقيناً بأن تلك السواحل أندر من الألماس في هذه الأيام .. كم وكم أضحك على عقول ضحلة تدعي العلم والمعرفة وهي محرومة من تلك الصفات .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 31 أكتوبر 2020 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,464