بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

                ـ   مجموعة من المواقف الطريفة والنوادر والمفارقات

 

 

إعـداد

عمر عيسى محمـد احمـد

 

 


المـؤلف في سطور

  •    ـ عمـر عيسـى محمـد احمـد

  •    ـ من منطقة المحس ( جزيرة بدين ) .

  •    ـ الابتدائية  : مدرسة بدين الأولية .

  •    ـ الثانوية العامة : معهد بكار العلمي  بامدرمان .

  •    ـ الثانوية العليا  : معهد امدرمان العلمي الثانوي  .

  •    ـ الجامعة : جامعة القاهرة فرع الخرطوم  ( كلية التجارة /  بكالوريوس محاسبة )

 

 ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

بســم اللـه الرحمـن الرحيـم

 

كتـاب طرائف سـودانيـة

 

مقدمة

        معظم أحداث هذه الطرائف يتم تداوله في المناطق الشمالية من السودان  في منطقة النوبة والتي تضم أبناء حلفا والسكوت والمحس والدناقلة ..  ومن المعروف جداً أن أبناء هذه المناطق عرفوا منذ القدم بسرعة البديهة ، وروح النكات والمرح في جميع مراحل حياتهم وخاصة فيما بينهم .حيث أن المزاولة اليومية العادية لحياتهم كلها عبارة عن مواقف مرحة وطرائف مهما كانت الظروف أو المناسبات ،  ومعروفة تلك القصة التي تروى عن ذلك المحسي الذي أضحك الناس وهم يحملون جنازة والدته..حيث عندما رأىالجموع الذين يحملون النعش  جماعة اخرى قادمة من بعيد وضعوا النعش على الأرض لحين وصولهم وتقبل التعازي منهم ،  ولكن الرجل استعجلهم قائلاً  : هيا احملوا الجنازة .. فرد عليه أحدهم قائلاً : أصبر قليلاً ولماذا العجالة ؟   هل تظن أن الأمر فقط هكذا ؟   فقال الرجل صاحب الجنازة : وكيف يكون الأمر ؟ هل يقتضي الأمر أن نضع قيمة مالية للجنازة حتى يتم رفعها ؟   وهنا ضحك جميع المشيعين وهم في موقف حزن .

            وعندما تروى أية طرفة عن الحلفاوي بين السودانيين فلا يعني ذلك أن المقصود هو ابن حلفا فقط ولكن ذلك الاسم في الطرائف يطلق عادة على أبناء النوبة ( الحلفاوي والمحسي والسكوتي والدنقلاوي )  فإذا اجتمع أبناء  هذه المناطق في أية مناسبة بينهم فإنك سوف تجد كل أقوالهم وعباراتهم وحركاتهم كلها مواقف طريفة ومرحة . ومعظم الطرائف تدل على الذكاء الخارق وسرعة البداهة المبنية على تبني الموقف الكوميدي الساخر .

      والحلفاوي لايمكن أن يفوت أي موقف درامي دون التعليق عليه بعبارة سريعة مرحة .. حيث أن البداهة في التعبير لدية حاضرة في كل الأوقات والظروف ..    وهنالك المئات من النكات والطرائف التي تروى باللغة النوبية  ومن الصعب جداً ترجمتها إلى العربية حيث أن المترادف اللفظي في كثير من الأحيان يفقد الطرفة روعتها . والكثير من الطرف التي وردت مع هذا هي أساساً تروى باللغة النوبية حتى نقترب من المعنى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أين الحمار ؟

     يقال أن أحد الظرفاء في إحدى قرى شمال السودان أراد أن يصل إلى قرية اخرى تبعد مسافة ثلاثة أيام  حيث الصحراء الفاصلة ، وذلك للتواصل وتقديم التعازي في وفاة أحد الأقرباء . وكانت وسيلة التنقل في ذلك الزمان هي استخدام الدواب ، فركب الرجل حماره وقضى اليوم الأول في الطريق وعندما أقبل الليل نزل ونام على الأرض بعد أن ربط حماره على شجيرة بالقرب منه .    ولكن أثناء نومه تهجم أحد الضباع على حماره وقضى عليه  ،  ثم مكث الضبع في موضع الحمار  حيث الاستمتاع بباقي الوليمة .

           يقول الرجل : صحوت من نومي قبل الفجر بقليل  وما زالت الظلمة سائدة ، وفوراً أسرجت حماري وركبت ، فانطلق كالسهم ! وتعجبت من سرعة وقوة حماري الذي اشتهر في الماضي بكسله.. وبسرعة البرق تلاشت المسافات..  ووصلت القرية المطلوبة في ساعتين بدلاً من اليومين !

       وعندما رآني أهل القرية مقبلاً  من بعيد  فقد رأيتهم وهم يفرون ويحتمون بالجبال المحيطة بالقرية !!    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفاهيم المغلوطة

           أعلنت السلطة المحلية بأنها استجلبت  نوعية جيدة من سلالة التيوس الأوروبية ، وأنه بالإمكان لأي مواطن يمتلك ماعزاً أن يتصل بهم لإتمام عملية التلقيح  وتحسين النسل .                                                                      

         فجاء رجل من أبناء حلفا  بماعزه للمركز وقابل الموظف المسئول والذي استلم منه الماعز وطلب منه الانتظار ،  ثم ادخل الماعز حيث يتواجد التيس ..  وبعد مضي  نصف ساعة من الوقت تم إعادة الماعز للرجل وقيل له أن العملية قد تمت بنجاح .  وهنا اخذ الرجل ماعزه وهمّ بمغادرة المكان بعد أن شكرهم ، ولكن الموظف ناداه قائلاً :  إن هناك رسوم يجب دفعها مقابل عملية تحسين النسل ،  فضحك الرجل بشدة  وقال :  من الذي سيدفع للآخر ؟ !    ما هذا الزمن العجيب ؟!  وما هذه المفاهيم المغلوطة ؟!   ولقد استمتع تيسك  بالأمر حيث أن المتعة تأتيه حتى عقر داره  دون مشقةٍ أو عناءٍ ؟ !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمل المغلوب على أمره

     أجفلت الإبل في الصحراء عند مرور الباص القادم من الشمالية ،  وركضت مستبعدة من الطريق ،  ولكن أحد الجمال المسن تعثر ووقع على الأرض ثم قام مرة اخرى ثم وقع مرة اخرى ثم قام محاولاً الابتعاد .. وهنا علق أحد الظرفاء من ركاب الباص قائلاً :  خيبك الله  يا هذا !  المفروض في عمرك هذا  أن تكون سائقاً لباص  الزد واي  ( ZY ) في هذا الخط !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استحال التمييز

      قدّم لصديقه الصورة الفوتوغرافية الحديثة قائلاً : أنظر هذه الصورة الجميلة لي ولحماري ونحن على الشاطئ .. فأخذ صديقه الصورة بين يديه وبدأ يتأمل فيها ثم قال : أيهما أنت ؟ على اليمين أم على اليسار؟!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العناد حتى بعد الموت

    رجلان من أبناء حلفا يتسامران ، فقال أحدهم للآخر :  أتعرف أن فلاناً قد غرق في النهر منذ خمسة أيام  ولم يتم العثور على جثته حتى الآن ؟   فرد عليه الآخر قائلاً  :  يرحمه الله فقد كان الفقيد يحب العناد كثيراً في حياته ،  ومن الأرجح أن جثته عاندت ومازالت تسبح ضد التيار !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السكران والحافلة

قبل تطبيق الشريعة الإسلامية بالسودان  كان من الشائع مشاهدة السكارى  في الشوارع وفي الأماكن العامة . وفي مرة من المرات ركب رجل في حافلة وهو في حالة سكر شديد ولم يجد مكاناً للجلوس فوقف مع الواقفين  وهو يمسك زجاجة خمر بيدٍ  وبالاخرى يمسك مشبكاً في سقف الحافلة ،    ثم جاء إليه الكمساري وطلب منه اجرة الحافلة ،  فقال له السكير : ألا ترى ؟  فإنني امسك الزجاجة بيدٍ وبالاخرى امسك الحافلة ! فكيف تتوقع مني أن اخرج لك الاجرة ؟؟   فرد عليه الكمساري قائلاً :   ذلك امرٌ يسير ،  دعني امسك عنك الزجاجة حتى تخرج الاجرة من جيبك . فرد السكير بحدة قائلاً :  إشمعنى  ؟!  ولماذا لا تمسك عني الحافلة ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرجيم المغلوط

  لتخفيف الوزن طُلب من احدهم عمل رياضة متواصلة ،  وقيل له أن الأفضل في ذلك ركوب الخيل بصفة مستمرة  ولفترات طويلة ، فركب الرجل الحصان لمدة شهرين .. ولكن بعد مضي الشهرين فلم يفقد الرجل شيئاً من وزنه  أما الحصان فقد فقد من وزنه  خمسون كيلو .!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرجل الجامح

   يقال أن رجلاً ظريفاً جفل منه حماره ، وظل يركض خلفه لمسافة طويلة حتى أخذ يلهث من التعب ، ومن بعيد  أقبل هو وحماره على جماعة من الناس ،  فلما شاهدوا  الرجل والحمار يركضان وقفوا محاولين كبح جماح الحمار ، ولكن الرجل بادرهم قائلاً : دعوا أمر الحمار حالياً واجتهدوا جميعاً في كبح جماحي أنا أولاً !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حالة الاُمة  

       علق أحد الظرفاء على الوضع الحالي للامة العربية  قائلاً :  إن الاُمة العربية يجري عليها حالياً المثل السوداني المشهور الذي يقول : ( إذا  عجز الأسد وهرم يصبح ملطشة للقرود !! )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 مثل غـاندي

صرخ الرجل قائلاً : لقد لدغتني نملة الرتيلة (1) فوق ظهري المكشوف .. فرد عليه صاحبه الحلفاوي قائلاً : وكيف لا تلدغك النملة  إذا كنت أنت طول عمرك ماشي عريان مثل غاندي ؟!

ملحوظة : الرتيلة نوع من النمل القارص ذات لدغة حادة ومؤلمة ولكن أقل درجة من لدغة العقرب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوقوع في ما لا بد منه

        يقال أن أحد الظرفاء في إحدى قرى شمال السودان أراد أن يصل للبر الثاني من نهر النيل ،  والذي تتواجد فيه الأسواق والمدارس والمقابر ،وكان البرد قارصاً جداً ، ولا بد من الخوض في النهر عبر المناطق الضحلة للوصول للبر الآخر، وحتى يتفادى الرجل خوض النهر في ذلك البرد القارص فكر في حيلة طريفة ..  حيث أتفق مع زوجته بأن يتظاهر بالموت  فرقد بدون حراك ،  وتولولت الزوجة وادعت  بأن زوجها قد مات وأنها قامت بتكفينه ،  وتجمع الناس وحملوا الرجل في نعشِ وذهبوا به إلى الشاطئ ، ولكنهم  عندما  أخذوا في عملية المخاض تراجعوا حيث أن الموقع ليس بالضحالة المطلوبة ،  ثم عاودوا المحاولة مرة اخرى  من  موقع آخر ، وهكذا تكررت المحاولات.. مما أفقد الميت صبره ،  وعندئذِ  نهض وجلس فوق نعشه قائلاً :   يا ناس ! عندما كنا احياءاً  كنا نخوض عادة عند  تلك الشجرة . ألا يوجد بينكم رجل رشيد ؟  وهل  نمضي اليوم كله في هذه المخاضة  العقيمة  ؟ !  ومن هول المفاجأة قذفوا بالرجل وبالنعش في النهر !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيهم أولى بالقيام ؟

   في أحد المساجد عندما سجد المصلون ، دخل أحد المجانين شاهراً سيفه قائلاً أقسم بالله أن أقطع رأس أول رجل منكم يرفع رأسه من السجود ،  فمكث الإمام في السجود لفترة من الوقت ثم قال وهو مازال ساجداً : ألا يوجد فيكم من ينهض ويعالج هذا الأمر ؟  فرد عليه أحد المأمومين وهو ما زال ساجداً أيضاً : لقد تابعناك منذ عشرون عاماً ولم يحصل أن رفع أحدنا رأسه قبلك من السجود!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلفاوي والماعز

    اشتهرت الماعز التي يمتلكها الحلفاوي في القرية بكثرة مشاغبتها وأكلها لكل شئ يابس ولين .. حتى أن أشجار القرية لم تسلم منها ..  ووصل بها الحال أن تقضم لحاء الأشجار وتسلق الأسوار وأكل النواشف التي تكون في الأطباق أينما وضعت في مخابئ القرية .. وبالاختصار أصبحت تمثل كارثة يتحاشاها الجميع .. وفي مرة من المرات سقمت فأخذها الحلفاوي للطبيب البيطري ومعه صديقه ،  وعندما حان دوره دخل إلي كاتب الطبيب بينما وقف صاحبه بالخارج ،   فسأله الكاتب عن الاسم لزوم التسجيل وعمل الإجراءات اللازمة ..فهنا نادى الحلفاوي  صديقه الذي يقف بالخارج قائلاً :  هل سمعت بالأمر العجيب ؟  انهم يسألون عن اسم الماعز ! فرد عليه صاحبه فوراً قائلاً : قل لهم  إن اسمها قولدا مايير !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البخيل حتى الموت

   يقال أن رجلاً اشتهر بالبخل الشديد ، وفي إحدى المرات كان ضمن الركاب في مركب نهري ، وفجأة سقط من المركب وغرق رغم المحاولات الكثيرة لإنقاذه ،   وبعد انتشال الجثة ودفنها جاء ابن الرجل يستفسر عن الحادثة ، وقيل له أن الركاب كانوا يقولون له هات يدك حتى ننقذك فكان يرفض . فقال الابن : لقد قتلتم أبي!  فكان الأجدر أن تقولوا له خذ بدلاً من أن تقولوا له هات !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 الحصان في غفلة

     طلبت امرأة سمينة جداً من أحد الظرفاء وهو صاحب عربة كارو يجرها الحصان  بأن يوصلها معه إلى السوق ،  فقال لها الرجل لا مانع لدي  ولكن إياك أن تدعي الحصان يشاهدك !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمل المذاب

             بعد ترحيل أبناء حلفا إلي منطقة القربة وبعد أن توطئت العلاقات بينهم وبين أبناء عرب المنطقة .. يقال أن أحد أبناء حلفا الظرفاء أصر أن يمتلك جملاً مثله ومثل أبناء المنطقة من العرب ، فاشترى جملاً كبيراً وأقام له حظيرة أمام منزله ، وكان أبناء العرب يحبون هذا الرجل كثيراً لطرافته ونوادره .

      وفي إحدى المرات بدأت الأمطار تهطل بغزارة  ولمدة خمسة أيام دون انقطاع ، ولم يغادر أحد منزله ..  وفكر أحد أبناء العرب في عمل مقلب للحلفاوي  فقام باستبدال الجمل بجمل صغير حديث الولادة ، وبعد اليوم الخامس خرج الحلفاوي  يتفقد جمله  ، فلما رأى  جملاً قزماً في حظيرته صاح قائلاً : لا حولة ولا قوة إلا بالله  لو استمر هطول المطر ليومين آخرين  فان جملي قد لا يبقى منه شئ !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أين الملف  ؟

  في أيام الاستعمار أخذ أحد العمال في مصلحة حكومية يطالب بحقه في الترقية مثله ومثل غيره ،  وعندما عجز عن تحقيق ذلك بالطرق العادية كتب شكوى للمسئول البريطاني الأول ،  وجاءت في ذيل شكواه العبارة

العربية المشهورة  ( أنا مظلوم ظلم الحسن والحسين )  ولما قرأ الخواجة الشكوى اتصل فوراً  بسكرتيره قائلاً : أحضر لي ملف الحسن والحسين حتى نعرف كيف تم ظلمهم  وحتى نستطيع معالجة امرهم !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما كان الأجدر ؟

    حاصرت مياه الفيضانات القرية بالكامل ، وبدأت البيوت تتساقط ، وبدأ الناس في استخراج ما أمكن حمله من الأمتعة .

              يقول أحدهم استأجرت مركباً لرجل ظريف يحب النكات والطرفات ،  وبدأت في  إنقاذ الموجودات في الدار عندي ..  وصاحب المركب كلما أحضرت له شيئاً من الأثاث أخذه مني ووضعه في المركب بالطريقة المرتبة المطلوبة ،  ثم  دخلت الدار  وأحضرت  من داخل الغرفة جدتي التي تبلغ من العمر نيفاً وتسعون عاماً احملها بين يديَّ ،  فلما اقتربت من الرجل  سألني :  ما هذا الذي تحمله ؟ فقلت له إنها جدتي ،  فقال :    أما كان الأجدر أن تحضر  خزانة ملابس أو أثاثاً مفيداً  بدلاً من هذه ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا ليته سكت

    عندما حاصرت الفيضانات إحدى الجزر اضطر أحد الأشخاص أن يستند على قطعة خشب ورمى بنفسه في الماء ،  وفي منتصف النهر بدأ ينادي ويستنجد طالباً من أهل المروءة  أن يسرعوا في إنقاذه ، فمرت به التيارات القوية أمام قرية اشتهر أهلها بالنوادر والطرائف ،   فوقف رجل من تلك القرية على الشاطئ ونادى الرجل بأعلى صوته قائلاً : ما اسمك ؟ فرد  عليه المستنجد قائلاً : أنا اسمي العود  بن اليابس، فقال له الرجل  إذن  واصل المسيرة  حتى يصبح اسمك اللين بن المطيع !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا يستأهلون

      تعود المؤذن في أحد المساجد أن سكان المنطقة لا يهتمون بالصلاة في المسجد بالرغم من محاولاته المتكررة لحثهم على الحضور إلى المسجد لأداء الصلاة في جماعة .. والوعظ والتبشير والتحذير .. ، ولكن لا حياة لمن تنادي . حيث الوعظ والوعيد والترغيب والترهيب ، حتى انه بدأ يحس باليأس . 

      وفي مرة من المرات رآه أحدهم وهو يؤذن للصلاة وهو راقد على جنبه و قابض على الميكروفون ، فزجره  قائلاً : كيف تؤذن  وأنت راقد على جنبك ؟  وأنت تعلم أن هذا لا يجوز ؟  فرد المؤذن بغضب  قائلاً :  وحتى أن هذا كثير عليهم  لأنهم لا يستأهلون !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أين هم الناس ؟

     حضر أحدهم من الأقاليم للخرطوم لعمل الإجراءات اللازمة لأداء العمرة ، وفي جيبه كل ما يملك من المال ..والذي عمل من اجله لسنوات عديدة ..    ولكن عندما كان يقف في الصف لاستخراج جواز السفر تمكن أحد اللصوص من نشل كل ما يملك ، فغضب الرجل كثيراً ..   وأخذ  يتجول في شوارع الخرطوم  تاءهاً مهموماً وفجأة  وقف في منتصف الشارع وأخذ يتبول ،  فرآه رجل الشرطة الذي زجره بشدة قائلاً : ألا تستحي من الناس بفعلتك هذه  ؟  فرد الرجل قائلاً  :  وأين هم الناس ؟  أهؤلاء  اللصوص ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أين الشنطة ؟

  حضر أحد القرويين لأول إلى الخرطوم .. وإنبهر من الأنوار الكهربائية في الشوارع .. ومن حركة السيارات السريعة .. فأخذ يتجول في شوارع الخرطوم وفي يده شنطة السفر .   وعند أحد التقاطعات عندما شاهد أنوار إشارات المرور  وضع الشنطة على الرصيف  وبدأ يتفاعل  معها  قائلاً :

                  يا سلام  لقد ولعت  حمراء  !

                  يا سلام  لقد ولعت صفراء  !

                  يا سلام  لقد ولعت خضراء !

ثم فجأة          يا سلام لقد سرقوا الشنطة !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولماذا الرمل ؟؟

   مر رجل مسافر في طريقه بقرية اشتهر أهلها بالبخل وعدم الترحاب بالضيوف ، ولما كان الظلام قد حل فقد اضطر الرجل أن ينزل في ساحة القرية حيث المبنى التقليدي  للضيافة ، وعندما شاهد بعض أفراد القرية ناداهم وشرح لهم بأنه ضيف وفي حاجة إلى موازرتهم وانسهم ، فاجتمع البعض حوله ، ثم بدأ يتسلل الواحد تلو الآخر ، ولما رأى منهم ذلك قال لهم :  أنا لست في حاجة إلى العشاء ويكفي أن تأتوني  بفراش ناعم كي أنام عليه .  وبعد غياب وجيز  أحضروا له قطعة بالية من مفرش مصنوع من سعف النخيل اليابس وألقوه في أرض صلبة وقالوا له نم على هذا  .  فقال لهم الرجل :  حيث أنكم بخلتم عليَّ بالعشاء ثم أبيتم بالمفرشالملائم  وبالغطاء اللازم  فعلى الأقل دلوني على موقع رملٍ ناعمٍ حتى أضع جنبي وأنال قسطاً ولو قليلاً من الراحة .  فقالوا له وما حاجتك بالرمل ؟  أتريد أن  تبيض ؟ !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل كان المدفون كيبلاً  ؟

    صداقة قوية جمعت بين أحد أبناء الجعليين وأحد أبناء حلفا ،  ودامت لسنوات عديدة .. ولكن عندما توفي والد الحلفاوي لم يسمع الجعلي بالخبر ولم يحضر للدفن أو التعزية   ،  فغضب الحلفاوي جداً وأضمر ذلك في نفسه .. وبعد سنة مات والد الجعلي ولم يحضر الحلفاوي أيضاً للدفن أو التعزية .

       وعندما التقيا  قال الجعلي للحلفاوي معاتباً : هل يعقل أن يموت أبي ولا تحضر الدفن أو التعزية ؟!

فرد عليه الحلفاوي قائلاً : وهل كنت تظن أن الذي دفنته أنا قبل عام كان كيبل  تلفون ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمرعيسى محمد أحمد 

  

المصدر: من التراث الشعبي السوداني .. بالشمالية وبالعاصمة .. فهي معظمها يحتفظ الناس في مناطق التي جرت فيها الطرفة أو النكتة .
OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 140/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 4374 مشاهدة
نشرت فى 29 يناير 2010 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,078