بسم الله الرحمن الرحيم
البلهاء فقـــــط هـــم مــــن يزغـــــردون لأزهــــــــار ( العشــر ) !!
الأسماع من صفاتها الترقب .. حيث تتوقع الأنباء من حين لحين .. وتلك الأنباء فيها ما تسر الأنفس وفيها ما تغم .. ولحظات التلقي جوهرية تستحق التمعن .. فهي لحظات تتجلى فيها مقدرات العقل في التمحيص .. بعدها تكون سلامة الأحكام أو بلاهة الأحكام .. فهي تلك النقطة الجوهرية التي تمثل مفترق الطرق .. إما غشيم يجاري الأهواء من صنع الخيال .. وإما لبيب محترف يعرف أسرار العواقب .. وحينها يقال ساذج يمتطي أفراس الهوى .. أو عاقل يمتطي مستقبل الأيام .. ويقال في الأمثال : ( كل إناء بما فيه ينطح ! ) .. حيث تتوالى الخطوات بمقدار المفاهيم .. وأي نبأ يرد في الأسماع يترك ذلك الأثر في النفوس بمقدار الحصافة في الإنسان .. فهو إما نبأ يسر السامع ثم يتلاشى كالوميض الخاطف .. وإما نبأ يستقر في الأذهان ليمثل أرضية المستقبل .. الأول نبأ كالبرق المختفي بعد ثواني .. والثاني نبأ يواكب الأحوال ويدوم كالأعياد .. وفي الناس من يهدر الأعمار وهو يرسم في الهواء .. كما في الناس من يعرف صواب الآيات ثم يخضع لها بالسجود .. وهو يرى أن تلك الأصوات تستحق الخشوع .. ومن العجب العجيب أن ساحات البشر دائماُ تعج بهؤلاء الذين يمتطون الأهواء !.. ويمثلون تلك الكتل الصماء البكماء .. وهي تلك الكتل التي تشتكي العلل في مستوعبات العقول .. حيث تفتقد كنوز الثقافات والمعارف القيمة .. عقول تشتكي وتجد الصعوبة في مواكبة الأحداث والمجريات .. بالقدر السليم .. وهؤلاء دائماُ تلاحقهم في الحياة ألوان السخرية والاستهانة .. وتتجلى تلك الظاهرة جليةُ حين يرقص البعض من أبناء البشر عند رؤية بوادر النوار فوق الأغصان .. والعبرة ليست في مظاهر وجمال الأزهار .. إنما العبرة والقيم في ثمار الحصاد .. والعجالة في الأحكام قد تخذل هؤلاء في نهاية المطاف .. والمثال في ذلك كمن يرقص طرباُ عند مشاهدة بوادر الأزهار فوق ( نبات العشر ) .. ذلك النبات المحير في محصلاته !.. وتلك أزهاره الزاهية التي تلوح بالجمال والنضار .. ولكن العارفون بأسرار النبات يقولون أن ثمار ( العشر ) في نهاية المطاف تتمثل في تلك البالونات المنفوخة الكاذبة !.. مجرد أوعية مليئة بالهواء في أعماقها تلك الهوامش اللاهية الهزيلة التي تتطاير في الأجواء .. فهي هوامش لا تسمن ولا تغني من الجوع !.. ولا تملك الأوزان والأثقال والقيم في كفوف الموازين .. وهؤلاء البسطاء من الناس دائماُ يرقصون لمجرد المظاهر وطنين الجراد في الجراب .. ويزيدون الأحوال عجباُ حين يسكبون المياه المتاحة في الكف طمعاُ في مياه السراب !,, أما هؤلاء العقلاء من الناس فيمثلون دائماُ ذلك ( الرقم المستحيل ) في المعادلات .. وهم الأشداء الذين يجيدون برم الحبال .. حيث دائماُ يكتسبون المهارات بكثرة المواجهات والشدائد .. كالحديد يزداد قوة ومتانة بكثرة النار والطرقات .. ويقال في الأمثال : ( تلك النوازل تلو النوازل فوق الرمال المتحركة تخلق الأرضيات الثابتة في نهاية المطاف ! ) .. والإنسان كذلك بكثرة الجهد والمثابرة دائماُ يكتسب المناعة .. وكذا يكتسب القوة والمتانة بكثرة التواجد في أعماق الزوابع .
ساحة النقاش