جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحيــاة خلــف جـــدار التهميــش !!
الشمس هي الشمس لنا ولهم .. والأرض هي الأرض لنا ولهم .. والأنفاس هي الأنفاس لنا ولهم .. والمسميات هي المسميات لنا ولهم .. ولكن الحياة ليست هي الحياة لنا ولهم ؟؟. لقد تباينت حقيقة الحياة بيننا بمقدار لا يحتمل الإجتهاد والتكهن .. أمم تولد وفي أفواهها ملاعق من ذهب .. وأخرى تولد وهي ترضع من أثداء اللهب !. فاصل يحدد البين بمقدار البون الشاسع بين الألماس والحجر .. وإرتقاء يمنع ألوان المشابهة والمماثلة .. أمم تصول وتجول في واد ونحن في واد .. لقد أستترت خلف جدار التجاهل حتى لا توجع رأسها بفوارغ الأحداث .. ولا يكتفي الأمرعند حد الفواصل الظالمة المجحفة .. بل يتمادى ليقال : هنالك فوق وجه الأرض ( بشرغير البشر! ) .. سنواتنا تهدر في حقول الهموم والألغام وسنواتها تكمل عجباَ في حقول الصفاء والهناء .. وقد تمكنت ملهيات الحياة أن تحجبها عن رحاب الأوجاع .. وذلك هو قدرنا أن نرتع في خانة النكرة بين البشر !. لقد باغتني أحدهم حين رمى بأسئلة حائرة تماثل العجب .. وقال من أين أنتم يا هؤلاء ؟. فخشيت أن أقول له اسم بلدتي لعلمي بأنه يجهل المكان .. فقلت له اسم مدينتي .. فقال وأين تلك المدينة ؟. فقلت له اسم دولتي .. فقال وأين تلك الدولة ؟. فقلت له اسم قارتي .. فقال وأين تلك القارة ؟. فقلت له ( عجباً ) إن قارتي ضمن القارات لكوكب الأرض .. ثم خشيت أن يسألني وأين تلك الأرض .. إلا أنه قد تواضع إكراماَ ولم يزد بعد ذلك بحرف !. وحينها أدركت أننا أمم تعيش في هوامش الحياة .. وتلك الأصداء المزلزلة التي تلازم حياتنا اليومية لا تعني شيئاَ في أولويات الآخرين من الأمم .. فهي بالنسبة لها مجرد زوابع في قعر فنجان منكسر .. أمم تجهل أو تتجاهل أننا نعيش سوياَ في كوكب واحد !!. وهي فقط بحكم الأقدار تشاركنا سنن الكون .. من شمس وهواء ومياه وأنفاس .. ولا تشاركنا سنن النكبات والآلام .. وقد أغلقت منافذها حتى لا تسمع ضجيج الموت في ديارنا .. وبالنسبة لها فإن وتيرة الحياة عادية للغاية .. أما بالنسبة لنا فتلك وتيرة للحياة تجلب الملل والضجر .. حيث تلك الحياة التي تخلو من المستجدات والإثارة .. وتخلو من القتل والموت والدمار والأحداث .. وحيث البيئة التي لا تستنشق فيها روائح الدماء بديلاَ عن عبق السعادة .. ومن المعروف والمألوف أن حياتنا تنوء بألوان المستجدات .. وهي مستجدات تحرك العالم بسواد الأنباء .. كما تعين مصانع الموت بكثرة الإنتاج .. ولذلك فإن تلك الأمم حياتها ومماتها توافق مراسيم الأقدار بالتمام والكمال .. وهي حياة وممات تخلو من الضجيج والضوضاء .. حياة في رحاب الأهواء وممات يوافق المكتوب في الكتاب .. أما حياتنا فهي تلك المعركة المستديمة في حمم المشاق منذ النشأة و حتى الممات .. ورغم ذلك فقد يحسدنا الحاسدون من هؤلاء !. ودائماً نحن في مرمى الرماة والأعداء .. وقد لا تخلو سيرتنا من الإشفاق !. حيث ترى تلك الأمم الجهل في عقولنا ومعتقداتنا !. وتسخر من قصة آدم وحواء .. وتقول في عجب كيف لم تسمعوا بنظرية النشوء والإرتقاء والتطور لتشارلز روبرت داروين ؟؟. حيث كان الإنسان في البداية خلية .. وهي تلك الخلية المجهرية .. ثم تقاسمت الخلايا إلى كائتات أولية .. ثم تطورت الخلايا لتصبح كائنات فقارية .. ثم تدرجت الفقاريات لتتحول إلى الحيوانات الثدية .. ثم تطورت الثديات بالقدر الذي بجاري متطلبات الطبيعة عبر ملايين السنين .. ثم في مرحلة كانت القردة .. وهي القردة التي تحولت في تطور آخر إلى الإنسان الحالي !.. فيا لها من نظرية مربكة عجيبة .. وهي نظرية نحن أبعد الناس عن تصديقها .. وقد حمانا الله من ربكة الإجتهاد في الظلمات .. وكان منهج السماء واضحاً يعلم الإنسان بالحقائق التي تمنع الإجتهادات وتطرد التكهنات .. وهو منهج يوافق العقل والمنطق جملة وتفصيلاَ .. ورغم ذلك فنحن نرمى بالجهل من قبل الجهلاء .. ودائماَ سيرتنا هي تلك السيرة التي تربك الورى .. كما أننا دائماً في سلم المقام نحتل الدرجات الأدنى !. وتلك الأحداث في ساحاتتا لا تعرف أبداً الإستكانة والهدوء والاستقرار .. فهل نحن نلتقي في المعايير حين ينادون بالعولمة ؟؟.
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش