امتلأت رأسى بعدة تساؤلات عندما شاهدته اول مرة بالتلفاز ... و كان يتكلم عن اختراع لغة البرانكا التى تمكن التواصل بين الكفيف و الأصم ليجمع بين شخصين لا يلتقيان !! و زادت حيرتى عندما قال أنه أسس علما جديدا يسمى علم الديناتولوجى !!! و أيضا قام بتاليف عدة كتب و منها 30 قانون للمذاكرة الفعالة و دليل الطالب العبقرى ...

و انتهى البرنامج الذى كنت اشاهده رحلة بحث للاجابة على الأسئلة الكثيرة التى امتلأ بها عقلى لأعلم انه لازال طالب بكلية الصيدلة جامعة المنصورة و يدعى أمين محمود صبرى ...  و انه قام بتقديم برنامج نجوم العلم الذى تحدث فيه عن أهمية العلم و أنواع العلوم و كيفية تعلمها.

علم الديناتولوجى (علم المعلومة) هو العلم الذى يختص بدراسة المعلومة تركيبها ظواهرها ارتباطاتها ومراحل نشأتها ويدرس قواعد تقديمها وتطبيقات ذلك .. اننا نعرف أن الوحدة البنائية للمادة هى الذرة ولهذه الذرة ارتباطات  وقواعد و قوانين جاء علم الفيزياء ليجمع كل تلك الاشياء .. كما نعلم أيضا أن الوحدة البنائية لاى علم هى المعلومة .. فالمعلومة تدخل فى كل شىء المعلومة التى تذاكرها فى دروسك , المعلومة التى يشرحها المدرس , المعلومة التى يقولها الخطيب ع المنبر , المعلومة التى يقولها المحامى , المعلومة التى يستشهد بها الاعلامى, المعلومة التى يغرسها الأب فى عقل ابنه , لذا كان هناك الزاما ان يظهر علم يجمع كل ما يخص المعلومة وهو علم الديناتولوجى .

و للمعلومة ثلاث مسارات المسارات الثلاثة للمعلومة وهى كالتالى عندما يتم شرحها وتدريسها فتدخل ذاكرة المتلقي فان لتلك العملية قواعد وتسمى عملية الشحن وعند استرجاعها فان لها قواعد وتسمى عملية التفريغ  اما المسار الثانى فهو عندما تدخل المعلومة الى العقل فانها تتحول الى مفهوم هذا المفهوم يتحول الى سلوك ومع تكراره يتحول لعادة و بالزمن تتحول لطبع و المسار الثالث تأثير المعلومة على فسيولوجية المرء فالنكته تسبب ضحك والنكتة فى الاصل هى معلومة والسب يسبب الغضب وافراز الادرينالين فهو يدرس تأثير المعلومات على فسيولوجية الانسان ... اما تطبيقات فهى فى عدة مجالات و منها : مجال الدراسة و مجال الخطابة و الاعلام و مجال التربية و مجال يهتم بذوى الاحتياجات الخاصة...الخ

و لم تنتهى رحلة البحث بعد ما وجدت عدة معلومات و لقاءات عن علم الديناتولوجى و بالأخص طرق مختلفة تفيد الطلبة فى مذاكرة و تلخيص و استرجاع المعلومات بشكل سهل و يسير ... و كان على أن استكمل رحلة البحث لأجد اجابة عن عدة التساؤلات و الشكوك التى تساورنى و لذلك اتجهت لحضور احدى دبلومات علم الديناتولوجى.

كنت أتوقع أن تكون دبلومة الديناتولوجى مثلها كمثل أى دورات أخرى فى التنمية البشرية و علم النفس ... و لكنى وجدت اختلافا كبيرا عن ما توقعته... فكان كل التركيز يصب على "المعلومة" و بدأنا بعدة تساؤلات منطقية مثل هل يجوز أن نعامل كل المعلومات بنفس الطريقة؟ هل يجوز أن نشرح المعلومات جميعها بنفس الشكل؟ نلخصها و نكتبها بنفس الشكل؟ و كانت الاجابة بالتأكيد لا ... و لذلك كنا فى حاجة لمعرفة أنواع المعلومات و كيف نتعامل معها؟ و كيف تخرج المعلومة و كيف تؤثر و كيف تبقى فى الذاكرة؟ و كل تلك الأسئلة يطرحها و يجيب عليها علم الديناتولوجى (علم المعلومة).

أما عن أخر اعمال أمين محمود صبرى فهو كتاب المواهب الذى يتحدث في موضوع يخصك , ويخص كل من حولك , ألا وهو موهبتك التي خلقها الله فيك لكي تؤمّن لك احتياجاتك وبالتالي تتمكن من تأدية ثغرتك التي خُلقت لها , وهذا الكتاب يحكي ويتناول هذه الرحلة الإنسانية التي على كل إنسان منا مراعتها وتعلمها لأنه لن يعيش إلا مرة واحدة !

اما الآن فسأختم بأحدى خواطر أمين محمود صبرى التى يقول فيها :

" يخلق كل إنسان وتخلق له ثغره في الحياة يأتي ليحققها ويسدها ولا يسدها أحد سواه , فلكل انسان طريق تم صنعه وتفصيله علي مقاسه تماما للأٍسف يترك الانسان هذا الطريق ويسير في طرق الاخرين ويشتكي من الازدحام , ويالروعه الحياة حينما تعرف ثغرتك فيها وتسعي لسدها وتحقيقها ويالبؤس الحياة حينما تظل تجري ويضيع العمر وأنت عن تلك الثغرة بعيد ".

 

كتبت نوران رضوان

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1029 مشاهدة
نشرت فى 4 نوفمبر 2012 بواسطة NouranRadwan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

22,017