#السيد_زيتون
مدبولي: لن نألو جهداً فى استثمار كل الفرص الممكنة لتعزيز التعاون مع الجمهورية اللبنانية
بمجرد عودتي إلى مصر سنبدأ الخطوات التنفيذية لما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم
الحريري: نشكر الرئيس السيسي لدوره القيادي في حماية المصالح العربية والأمن القومي العربي من التهديدات والمخاطر
اختٌتمت اليوم في بيروت اجتماعات الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، بمقر رئاسة الحكومة اللبنانية، ورأس الوفد المصري في الجلسة الختامية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء ، وترأس الجانب اللبناني سعد الحريري، رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية، وذلك بحضور وزراء الكهرباء والطاقة، والبترول، والقوى العاملة، والاتصالات، والتجارة والصناعة، وسفير مصر في بيروت.
واستهل رئيس الوزراء اللبناني كلمته خلال الجلسة بتوجيه الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، لدوره القيادي في حماية المصالح العربية والأمن القومي العربي من التهديدات والمخاطر.
وأثنى الحريري على دور الرئيس السيسي فى دعم الاستقرار في لبنان، خاصة ما ذكره السيسي من أن أمن لبنان من أمن مصر. وأكد الحريري أن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية اللبنانية أظهرت حجم العلاقات الأخوية بين البلدين، وأنها تمثل نموذجاً للعلاقات بين الدول العربية.
واعتبر الحريري أن اجتماعات الدورة التاسعة للجنة المشتركة التي استضافتها بيروت سوف تكون مدخلاً لتعميق العلاقات واستكمال متابعة ما تم الاتفاق عليه في السابق.
وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى ما تم مناقشته خلال الاجتماعات في مجالات التعاون المختلفة وأبرزها تعزيز الاستثمارات المتبادلة، وزيادة حجم التجارة، وحل مشكلات العمالة، وكذا مجالات الطاقة والكهرباء والصحة.
وأكد الحريري أن التبادل التجاري بين مصر ولبنان لا يزال دون المستوى الذي يتناسب مع إمكانات البلدين. وقال: " ننظر إلى مصر على أنها بلد الـ ١٠٠ مليون شقيق للبنان".
ودعا الحريري المستثمرين في البلدين إلى زيادة حجم استثماراتهم، جنباً إلى جنب مع إنشاء شركات مشتركة.
وأشاد رئيس الوزراء اللبناني بما حققته مصر من إنجازات اقتصادية ونجاح في حل مشكلة نقص الطاقة، متمنياً لمصر وشعبها الاستقرار والرخاء.
من جانبه، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته في الجلسة الختامية عن سعادته بتواجده في العاصمة اللبنانية بيروت، بصحبة نخبة من الوزراء والمسئولين المصريين، وفي ضيافة الأخوة في لبنان الشقيق، لعقد اجتماعات الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة المصرية – اللبنانية، كما نقل تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، لحكومة وشعب لبنان الشقيق، وتمنياته للبنان بدوام الاستقرار والرخاء، وكذا بأن تُكلل أعمال اللجنة العليا المشتركة بالتوفيق والنجاح.
وقال مدبولي في كلمته : "نتواجد اليوم معاً في بيروت.. ويحدونا أمل كبير في أن تٌثمر اجتماعات لجنتنا المشتركة عن الاتفاق حول مجالات وملفات تعاون تعود بالنفع على شعبَينا الشقيقين.. فلقد مضى عامان منذ أن عُقِدت اجتماعات الدورة الثامنة للجنة المشتركة والتي استضافتها القاهرة في مارس 2017، حين ترأستم دولة الرئيس وفد لبنان في تلك الاجتماعات، واليوم تنعقد اجتماعات الدورة التاسعة وأنتم تترأسون حكومة جديدة، تحمل على عاتقها آمالاً وطموحاتٍ كبيرة، في ظل ظروفٍ إقليمية ودولية صعبة ودقيقــة.. لكننا على ثقة في حكمة قيادتكم.. وندعو الله أن يوفقكم لما فيه خير ورفاهية لبنان الشقيق".
وأضاف: أحب في هذا المقام أن أؤكد ما سبق أن ذكره الرئيس السيسى من أن أمن لبنان ورخاءها، من أمن ورخاء مصر.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذا الاجتماع ليس فقط من أجل التوقيع على اتفاقيات جديدة، وإنما يأتي أيضاً من أجل ضرورة العمل على متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، والعمل على تذليل أية عقبات تحول دون تنفيذ البنود التي تضمنتها الاتفاقيات، مشدداً على الإيمان بأن مقياس نجاح التعاون بين الدول، ليس في عدد الاتفاقيات الموقعة بينها، وإنما في حجم ما يتم تنفيذه منها، مشيراً إلى أن نصيحته كانت لزملائه الوزراء عند الإعداد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة، أن يعطوا الأولوية للمجالات التي تمثل اهتماماً خاصاً لمصر وللأشقاء في لبنان، من أجل التوصل إلى تفاهمات وخطوات تنفيذية قابلة للتطبيق بشأنها، مضيفا: بمجرد عودتي إلى مصر سنبدأ الخطوات التنفيذية لما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم.
وفى هذا الصدد أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه على مستوى التعاون الثنائي المصري اللبناني، لدينا اتفاقيات تؤسس وتنظم هذا التعاون، سواء من خلال أطر ثنائية أو متعددة الأطراف، فمصر ولبنان أعضاء في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، موضحاً أن الالتزام بتفعيل هذه الاتفاقية كفيل بأن يزيل عوائق انسياب حركة التجارة البينية، وأن يٌسهم في زيادة حجم وقيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى يتناسب مع الإمكانيات الإنتاجية والتصديرية لديهما.
وأضاف مدبولي أنه على الصعيد الاستثماري، تمتلك مصر قطاعاً صناعياً متطوراً بما يٌمكّن معه إقامة استثمارات مشتركة بين القطاع الخاص المصري واللبناني للإنتاج والتصدير ليس فقط لسوقَي البلدين، وإنما أيضاً للأسواق المجاورة والدول الأفريقية.
وشدّد الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته على أنه توجد فرص واعدة للتعاون في مجالات البنية التحتية، في ضوء ما يتوفر لدي مصر من خبرات، خاصة التجربة الرائدة في مجال الكهرباء والتي حولت العجز إلى فائض، ويمكن تكرار التجربة بلبنان، مضيفاً أن الدولة تسعى لتطوير التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كجزء مهم ومحوري من البنية الأساسية من جهة، وللدور الحيوي الذي يلعبه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الاقتصاد الحديث، في ظل تنامي التجارة الإلكترونية وتطور عمليات البيع عبر الإنترنت، فضلاً عن عمليات الدفع الإلكتروني والمساهمة في تنفيذ مبادرة الشمول المالي.
وأوضح رئيس الوزراء أن من بين أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اللجنة العليا موضوع تنظيم أوضاع العمالة المصرية في لبنان، مشيراً إلى الخطوات المهمة التي تم اتخاذها في هذا المضمار، حيث تم التوافق على خطوات فاعلة تم تضمينها في محضر الاجتماع.
كما أكد رئيس الوزراء على أن مصر التي تعتز بكونها أول دولة عربية اعـترفت باستقلال لبنان في عام 1943، لن تألو جهداً في استثمار كل الفرص الممكنة لتعزيز التعاون مع الجمهورية اللبنانية، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، تتناسب مع ظروف البلدين، وتوظف إمكاناتهما المشتركة، بما يخدم أهداف التنمية، ويعود بالنفع على الشعبين المصري واللبناني.
وفى ختام كلمته جدّد الدكتور مصطفى مدبولي التأكيد على ثقته في أن الروح الإيجابية، والحماس الملحوظ، اللذَين ظهرا من الجانبين أثناء الإعداد لاجتماعات اللجنة العليا، سوف ينعكسان بشكل غير مسبوق على مسار التعاون بين مصر ولبنان خلال الفترة المقبلة، داعياً الله أن يرزق مصر ولبنان العيش الآمن المٌستقر، وأن يوفقنا جميعاً لما فيه خير وازدهار شعبَينا الأبيَّين.
ساحة النقاش