الهزل في وقت الجد هو شعار غالب الفضائيات العربية الآن،
وهي استراتيجية تغيبية تفتيتية رسمها الغرب ولم يكن يحلم بأن ينفذها أبناء الشرق بهذه الكفاءة.
فبنظرة إحصائية على القنوات الهزلية بالقمر الصناعي المصري نايل سات نجدها تأخذ الأرقام التالية:
قنوات الأغاني 88 قناة.
قنوات الأفلام والمسلسلات 60 قناة.
القنوات الرياضية 50 قناة.
قنوات الشعر والإنشاد 20 قناة.
قنوات الإعلانات 8 قنوات.
قنوات المطبخ والنساء 6 قنوات.
هذا فضلاً عن 78 قناة متنوعة تقدم قليلا من النشرات والبرامج الهادفة والباقي أفلام ومسلسلات وأغان هزلية.
والآن نحن أمام نوع آخر من القنوات الهابطة المدندنة على وتر الشهوات والنزوات، ففي دراسة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة حول "الفيديو كليب" وأثره: أكدت أنه بتحليل 364 أغنية بثتها 6 قنوات فضائية مشهورة بلغت نسبة اللقطات المثيرة فيها 77%.
علماً بأن هناك دراسة بجامعة الزقازيق كشفت عن أن حجم الاستثمارات العربية في صناعة الفيديو كليب، بلغ 16.4 مليار دولار.
والأمر في هذه القنوات الهزلية لا يقف عند حدود الشهوة والبحث عن طرائق تفريغها، لكنه يمتد لاستنزاف أموال المسلمين من خلال ما يدفعونه من قيمة اتصالات ورسائل نصية موجهة للقناة سواء بالتصويت أو طمعاً في الجوائز واليانصيب أو لمجرد المشاركة والغراميات أحياناً، وسندلل على هذا الاستنزاف ببعض الأرقام والدراسات الموثقة التالية:
1- كشفت شرطة دبي عن أن فتاة إماراتية دفعت فاتورة هاتف قيمتها 90 ألف درهم، في شهر واحد، جراء إدمانها على التواصل مع الفضائيات الهزلية عبر إرسال الرسائل النصية القصيرة.
2- كشفت شرطة دبي عن أن قناة واحدة جمعت في شهر واحد من وراء الرسائل النصية التي تتلقاها من المشاهدين 25 مليون درهم.
3- كشفت دراسة على إحدى المحطات الغنائية أعدتها جمعية توعية ورعاية الأحداث في دبي أن هذه المحطة تتلقى يومياً نصف مليون رسالة sms وأن متوسط عدد المكالمات التي تتلقاها هذه المحطة يصل إلى 33 ألف مكالمة في الساعة الواحدة، هذا فضلاً عن تحميل الرنات والصور.
4- بلغ التصويت في أحد قنوات الأغاني حول نجمك المفضل في أحد البرامج الشهيرة وفي يوم واحد 588 ألف صوت وكلها بالرسائل sms.
5- برنامج ستار أكاديمي وبحسب التقارير الصحفية وصله في موسم واحد له 70 مليون اتصال.
6- أشارت دراسة إعلامية إلى أن متوسط انتظار المتصل حتى يبدأ في المشاركة نحو 16 دقيقة، وهذه الدقائق المعلقة تدر دخلاً يومياً بالملايين على القنوات الفضائية ووزارات وشركات الاتصالات.
7- أشارت إحصائية لمركز رصد إعلامي أن متوسط أرباح رسائل الـ SMS لإحدى القنوات تجاوزت 2 مليار دولار سنوياً، ونذكر هنا بأن مجموع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي هو (1.7) مليار دولار سنوياً.
8- أشارت دراسة إحصائية للمؤسسة العربية للبحوث والدراسات الاستشارية إلى أن حجم الإنفاق العربي على الإعلانات في عام 2007 بلغ 8 مليار دولار.
9- الكارثة أن شرائط رسائل sms ظهرت على قنوات الأطفال لتأخذ نفس دورة القنوات الهزلية، ومعلوم أن غالبية الأطفال لديهم الآن هواتف محمولة ومع متعة ظهور الاسم على الشاشة وهم صغار، ومع التفاعل والانجذاب تستنزف القناة أموال الآباء من خلال الأبناء الصغار.
إننا إذن أمام مليارات ضخمة من أموال المسلمين تستنزف من خلال الأبناء المغيبين، وبعض الآباء المهووسين بأوهام اليانصيب، وذلك من قبل فئة قليلة تمتلك القنوات الفضائية الهزلية وتقتسمها مع شركات ووزارات الاتصالات والله أعلم بدائرة المستفيدين.
ووقف هذا الهزل الذي يغيب المسلمين عن همهم وقضياهم الحيوية، يعرقل نهضتهم، يشتت رأيهم الجمعي، ينشر المعاصي والانحلال في صفوفهم، يحرق وقتهم، يهلك صحتهم، ويستنزف أموالهم وثرواتهم، لن يكون إلا بطريقين:
الأول... التدخل الحاسم من قبل ولي الأمر والذي لا يرضيه هذا الانحلال وذلك الاستنزاف الاستغفالي للمليارات.
والثاني... من قبل الأب الذي ينبغي عليه تشديد المراقبة على استخدامات الأبناء للهاتف والتليفزيون قبل أن يضيع ولده وماله وفي النهاية قد يكونان سبباً لدخوله النار
المصدر:موقع الهدف
ساحة النقاش