ُملتزات و ُمحافظات .. لكن
الكثير من الأخوات الفاضلات تحافظ على صلواتها الخمس بحمد الله، وربما تصلي النوافل والرواتب، وعندها ورد في قراءة القرآن بتدبر وخشوع، ولسانها كثير الذكر لله جل وعلا، وأحياناً تصوم الأيام المستحبة تطوعاً لله جل وعلا، وتحب الاستماع للدروس الدينية ومجالس الوعظ والذكر، وتتميز الكثيرات منهن بالتربية الصالحة والأخلاق الفاضلة، فلا يجرؤ أي
سفيه أن يتحرش بها أو يستدرجها، فإن حاول فلن يجد منها إلا التوبيخ والقسوة في النصيحة، لأنها خرجت من بيت صالح متحشم، وكل ما ذكرته في نسائنا نفخر به ونفرح لكن ينقص
بعض أولئك الفاضلات شيء واحد، وهو شيء مهم جداً، فتجدها تفعل كل ما ذكرنا لكنها مع هذا إلى الآن لم تلتزم (الحجاب) الشرعي!
عدم التزام الكثيرات من صاحبات الخلق والدين بالحجاب له أسباب كثيرة، لكن كل هذه الأسباب لو اجتمعت فإنها لا تكفي لتكون سبباً مقنعاً لتأخير لبس الحجاب الذي أمر الله به المؤمنات القانتات الصالحات
صحيح ولكن ..
صحيح أن الأخلاق والالتزام بالعفة والشرف أهم من مجرد لبس الحجاب
لكن هذا لا يعني عدم أهمية لبسه، بل لا يلغي كونه واجباً شرعياً من أتت به فلها الأجر والثواب عند الله ومن لم تلتزم به فإنها قد عرضت نفسها للاثم ووقعت بالحرام!
صحيح أن هناك من النساء السيئات اللواتي يتسترن بالحجاب وهن أبعد ما يكن عن الحشمة والحياء والعفة والفضيلة، وربما استغلت غطاء وجهها المشروع لتبحث عن المحرم والممنوع، لكن هذا ليس عذراً لترك الحجاب فالله جل وعلا هو الذي أمر به وهو الذي شرعه جل وعلا
فكم من المصلين -مثلاً- من يظلم ويسيء للناس ويخون زوجته ويأكل حقوق الناس!
فهل هذا يعطي العذر لمن يترك الصلاة في تركه لها؟!! بالطبع لا يقول هذا عاقل!!
دورك أيتها الأم
عتبنا الشديد على بعض الأمهات اللواتي لم يشجعن بناتهن على لبس الحجاب من الصغر فالبنت التي بلغت العاشرة من العمر لابد من تعويدها على الحجاب، ومن بلغت المحيض لا يجوز لها الخروج إلا بالحجاب، وكلما تحجبت الفتاة وهي صغيرة كلما سهل الأمر عليها
وأحبته، والعتب الأكبر على أمهات منعن بناتهن من لبس الحجاب!!
وبعضهن تبكي وتتوسل لأمها تريد تطبيق أمر ربها تعالى وأمر نبيها صلى الله عليه وسلم، ومع هذا أمها تمنعها بحجة سخيفة وللأسف وكأنها اعلم من الله فيما يصلح لابنتها
دورك أيها االزوج
إن زوجاً أيتها الأخت الفاضلة يأمرك بترك الحجاب أو يمنعك من لبسه هو زوج (ناقص الرجولة) عديم الغيرة! نعم هو كذلك، وان لم يعلم عن نفسه هذا الأمر فالرجل ذو الشخصية المتكاملة المحب لزوجته حباً صادقاً، يغار على زوجته غيرة سليمة طبيعية، وهو يتمنى أن تكون زوجته بكامل حجابها أمام الرجال الأجانب لأنه يحبها ويخاف عليها :
أولاً من القلوب والنفوس المريضة
وثانياً من عقاب الله لها يوم القيامة
فالغيرة الطبيعية يحث عليها الشرع ويصدقها العقل الصحيح والفطرة السليمة.
الواحد الأعظم يناديكِ
نعرف أن الكثيرات من غير المحجبات عندهن الكثير من الأعمال الصالحة، ومنهن من بنت المساجد وأطعمت المساكين، وتصدقت ومنهن ممن تسافر لأداء العمرة والحج، وربما بكت من خشية الله كثيراً، ولا شك في حب أولئك لله جل وعلا، ولكن، أرجو أن يقرأن معي بتمعن قول الله جل وعلا
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ سورة الأحزاب اية 59
لترجع كل فاضلة إلى تفسير هذه الآية ولتعلم أن حبيبها الأعظم وهو خالقها جل وعلا
لا يحب خروجها من بيتها إلا كما أمرها، بحجابها وسترها الذي أراده لها، ولتقل من قلبها سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ سورة البقرة اية 285
هل لا زلتِ مترددة ؟
ربما تكون بعض الأخوات لازلن مترددات في لبس الحجاب من عدمه،
لكن القرار بالحجاب أرجو أن يكون سريعاً، فكم من فتاة ترددت حتى أتاها ملك الموت وضاعت الفرصة وستندم يوم القيامة إذا لقيت ربها وسألها لم كانت بلا حجاب!! فما عذرها عند الله يوم القيامة؟!
أما آن الأوان ؟
أختي الفاضلة أعلم مدى طيبة قلبك وحبك لربك ولنبيك، ولكن..
أما آن لك أن تتخذي القرار بالحجاب، لا عليك من كلام الناس، ولا نظراتهم الساخرة، ففي سبيل الله يهون كل شيء، فكري فقط في رضا الرب عز وجل، أما رضا الناس فهي غاية لا تدرك، واعلمي أنك باتخاذك هذا القرار الآن وليس غداً فإنك ستتقربين إلى الله وتتعرضين لرحمته، وقوليها من كل قلبك...
يا رب... يا الله... يا رحمن... تحجبت من الآن... من أجلك...
ومن أجلك فقط
اللهم خذ بيد ابناء وبنات المسلمين أجمعين الى طريقك المستقيم .. آمين
المصدر:موقع الهدف
المصدر: www.al-hadaf.org
نشرت فى 31 مارس 2010
بواسطة Naseem
شكرا جزيلا لك
<p>بارك الله فبك</p>
5 إبريل 2010
عدد زيارات الموقع
330,482
ساحة النقاش