
تحتضن مدينة بيليم البرازيلية الإثنين 10 نوفمبر 2025 مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الذي ينظم في كل عام، لبحث أبرز الجهود العالمية لإنقاذ العالم من كارثة مناخية.
ما الذي تعنيه كلمة (كوب)؟
تُعرف القمة السنوية باسم (كوب)، وهو اختصار لمصطلح "مؤتمر الأطراف"، الذي يشير إلى الدول الموقعة على (اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ) لعام 1992. وألزمت الاتفاقية الدول بالعمل معا لمكافحة تغير المناخ، وهي مشكلة أقرت الدول بأنها تواجه جميع البلدان ومن الأفضل معالجتها معا.
كما أرست الاتفاقية مبدأ "المسؤوليات مشتركة ولكن متباينة"، ما يعني أن الدول الغنية المسؤولة عن معظم الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب تتحمل مسؤولية أكبر في حل المشكلة.
وتضع الرئاسة الدورية، التي تتولاها البرازيل الآن، جدول أعمال القمة وتعمل على مدار العام لحشد الحكومات نحو العمل والأهداف المشتركة. ثم تنطلق بعد ذلك القمة التي تستمر لمدة أسبوعين، ما يلفت الانتباه العالمي إلى القضية، ويمنح قادة الدول فرصة لتبادل الأفكار ومحاسبة بعضهم البعض.
وعلى مر السنين، صارت القمة السنوية مركزا رئيسيا للنقاشات الجيوسياسية والمالية، مما يبرز فكرة "القرية العالمية" التي ترحب بجميع البلدان ومنظمات المجتمع المدني والشركات والممولين.
ما أهمية مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي؟
بالنسبة للكثيرين، تمثل النسخة الثلاثين لقمة المناخ هذا العام لحظة تاريخية مهمة.
واستضافت البرازيل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (قمة الأرض) في ريو دي جانيرو، حيث تم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ قبل 33 عاما.
وألحّت البرازيل أن تعود الفعالية هذا العام إلى جذورها في ما يتعلق بالاعتراف بالفئات الأكثر ضعفا في العالم مثل مجموعات السكان الأصليين، مع انضمام بعض هذه المجموعات إلى المحادثات. وطلبت من الدول العمل على تحقيق التعهدات السابقة، مثل تعهدات (كوب 28) بالتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، بدلا من تقديم وعود جديدة.
كما أن النسخة كوب30 هي الأولى التي تعترف بالفشل في تحقيق الهدف السابق المتمثل في منع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بما يزيد على 1.5 درجة مئوية.
واختارت البرازيل عقد (كوب30) في مدينة بيليم الواقعة في منطقة الأمازون، على أمل التأكيد بشكل رمزي على أهمية غابات العالم التي لا تزال مستهدفة، بسبب عمليات قطع الأشجار والصناعات بما في ذلك التعدين والزراعة واستخراج الوقود الأحفوري.
من هم اللاعبون الرئيسيون في قمة البرازيل؟
ترسل معظم الحكومات الوطنية وفودا إلى المحادثات، وغالبا ما تتحدث البلدان معا في مجموعات متشابهة المصالح.
ومن بين أبرز الأصوات (تحالف الدول الجزرية الصغيرة) التي تواجه تهديدًا وجوديا من ارتفاع منسوب البحار، وتكتل البلدان النامية المعروف باسم (مجموعة 77 والصين).
ومن المجموعات المؤثرة أيضا، مجموعة أفريقيا ومجموعة باسيك التي تضم البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين.
لكن الولايات المتحدة، التي قالت في يناير/كانون الثاني إنها ستنسحب من (اتفاق باريس للمناخ)، تخلت عن الدور القيادي التي اضطلعت به في السابق.
في المقابل، تدخلت الصين والبرازيل وغيرهما لملء هذا الفراغ.
ما هو برنامج قمة كوب30 في البرازيل؟
عادة ما يعج مقر عقد القمة مترامي الأطراف بالحركة والنشاط مع سعي النشطاء إلى تسليط الضوء على قضاياهم بينما تضغط الشركات لتغيير السياسات ولإبرام صفقات تجارية. وتتميز قمة هذا العام، بإلغاء الفعاليات الجانبية المعتادة، وإفساح المجال أمام الممولين للاجتماع في ساو باولو، بينما اجتمع قادة محليون في ريو دي جانيرو.
ونُظمت هذه الفعاليات، إلى جانب اجتماع لقادة العالم في بيليم، قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب30) الذي يستمر من 10 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني، على أمل حشد الدعم والزخم اللازمين للعمل المناخي قبل انعقاد المحادثات الفعلية.
وخلال الأسبوع الأول من القمة، سيحدد مفاوضو الدول أولوياتهم ويقيمون مواقف بعضهم البعض. ومن المتوقع أن تبدأ الموضوعات في الظهور، بينما تعلن الدول والشركات عن خطط عمل وتعهدات بتمويل مشاريع.
وعادة ما ينضم وزراء من مختلف الدول إلى المفاوضين خلال الأسبوع الثاني، من أجل التفاوض بشأن القرارات النهائية بما في ذلك التفاصيل القانونية والفنية.
ونادرا ما تمر القمة بشكل سلس، حيث تتنافس الدول على الصفقات بمايخدم مصالحها الوطنية، وتحدد شروا لا يمكن تجاوزها. وقد تتعثر المحادثات أحيانا ما يؤدي إلى توتر وخلافات.
ومع قرب اختتام المفاوضات، غالبا ما يجتمع المفاوضون في جلسات تستمر طوال الليل للبحث عن حلول وسط. ثم تجتمع الدول مرة أخرى للموافقة على القرارات من خلال توافق أغلبية الآراء وليس الإجماع.



ساحة النقاش