كثيراً ما نسمع عن مفهوم سن اليأس ولكننا احياناً لا ندرك ما يتضمنة هذا المفهوم تفصيلاً ، وربما ما ياتى فى اذهان الجميع ان سن اليأس مرتبط بالمراة ارتباطاً مباشراً والاغرب من ذلك ربما المشكلة الأخطر أهمية والأكثر عجبا هو وجود فتيات فى مقتبل العمر يملؤهن الإكتئاب والقلق والتوتر ...فتيات فقدن القدرة على العطاء والحب، لايفكرن إلا فى الخوف والهزيمة والاستسلام والشك. فيجب انندرك ان سن اليأس لايعتبر مرضا من الامراض لانه يدخل حياه كل امراه ، فعندما تبلغ المرأه عامها 45 أو قبل ذلك أو بعده بقليل تبدأ اعضائها التناسيله في الضمور حتى اذا انقطع الطمث توقفت هذه الاعضاء عن اداء عملها ، ولنعلم ان ذلك الاسم الذي يوحي بالتشاؤم والاكتئاب؛ بل وربما عدم الرغبة في الحياة!! فهو عنوان ـ في أذهان ووجدان الكثيرات من النساء ـ على اليأس بكل ما تعنيه هذه الكلمة، من فقدان الأنوثة، وعدم القدرة على العطاء، بل-وأحيانا- انتهاء دورها في الحياة كزوجة وإنسانة، هذا ما تتخيله بعض النساءـ للأسف الشديد ـ وكأنها حينما ينتهي بها العمر إلى تلك المرحلة سينتهي مع بدايتها كل شيء في حياتها ولن يبقى معها إلا اليأس؛ حتى باتت هذه المرحلة شبحًا مخيفًا يطارد نفسيات المقبلات على تلك المرحلة.

والحقيقة أن عبارة (سن اليأس) هي جملة لها مدلول آخر، غير هذا المفهوم المخيف الذى صار إليه العرف الشائع مؤخرًا بين الكثيرات؛ لأنها بذلك ناقصة بل وخاطئة، ولا تعبر عن حقيقة المراد بها، والمعنى الصحيح لها (سن اليأس فى الإنجاب) أي عدم القدرة على الإنجاب في هذه السن .....من هنا جاءت هذه التسمية.....وسن اليأس هي مرحلة انتقالية بيولوجية طبيعية في عمر المرأة ،مثلها مثل البلوغ،والمراهقة،والحمل،والولادة، فهي ليست مرضًا من الأمراض، ولا عرضًا من الأعراض المرضية؛ حتى ترتعد منه النساء؛ لأن كل امرأة صائرة إليه لا محالة.

إن سن اليأس ما هو إلا مرحلة انقطاع الدورة الشهرية لفترة تزيد عن 6 أشهر، وهي ظاهرة طبيعية تحدث عندما تصل المرأة عمر 45-55 سنة، و تمثل مرحلة انتقال من سن الخصوبة إلى مرحلةعدم القدرة على الإنجاب .

 وتختلف اعراض سن اليأس بالظهور من سيده الى اخرى فبعضهن قد ينقطع
الحيض دفعه واحده دونما أعراض والبعض الاخر قد تمتد الاعراض عندهم من شهور الى سنه وكما ذكرنا يملن  بعض السيدات  لمواجهة الحياة بمنتهى السلبية ومنتهى العجز مع أنهن في قمة شبابهن وقدرة كاملة على الإنجاب .
أعراض سن اليأس

 

يعتبر سن اليأس تجربة ذاتية تختلف من سيدة لأخرى ، فبعض النساء تلاحظ تأثيرًا خفيفًا على الجسم أو المزاج، بينما البعض الآخر يعانين من تأثيرات مزعجة ومعطلة للحياة وهي:

1- الشعور احياناً بارتفاع في حراره الجسم يعقبها احساس بالبروده
2- احيانا قد تعتل صحه المريضه وينقص وزنها وتفقد شهيتها
3-قد تحدث اضرابات هضميه كالشعور بالرغبة بالتقيء وحدوث امساك او اسهال
4-حدوث صداع والام في الظهر واغماء
5-قد تحدث اضطرابات عصبيه ونفسيه وضيقت صدر لاتفه الاسباب
6-قد تشعر الملايضه بنوع من الاكتئاب دون مبرر لوجوده

ومن الاعراض ايضاً شعور المرا بالهبّات الساخنة وهى تحدث  في أي وقت من اليوم، وتزيد حدة هذه الهجمات نتيجة عوامل غذائية وشدات نفسية مختلفة، مثل: القهوة – الكحول - المشروبات الساخنة ـ الأطعمة الحارة – حالات الشدة والعصبية والقلق والتوتر الشديد.

كما تشعر المراة بالاضطربات النفسية.
وهي أيضًا من أشهر الأعراض المصاحبة لهذه الفتره السنية؛ حيث يضيق الصدر لأتفه الأسباب هذا بالإضافة إلى القلق، وعدم القدرة على النوم، وتغير المزاج، وزيادة الشكوك، والوسوسة، والاكتئاب بلا مبرر.
كيف يزداد تأثير الأعراض المصاحبة لسن اليأس؟

العوامل التي تؤدى الى زيادة الأعراض المصاحبة لسن اليأس يمكن حصرها في الآتي:

• العوامل الشخصية الدوافع النفسية: فشخصية المرأة ودوافعها النفسية فى فترات حياتها المختلفة، قبل دخولها مرحلة سن اليأس (توقف الطمث)ـ لها دور كبير في زيادة تلك الأعراض أو تقليلها عند المرأة في تلك المرحلة؛ فهناك شخصيات تكون أكثر ثباتًا في الأزمات والمواقف الصعبة بشكل عام .

• عدد فترات الحمل والإنجاب: تشير الدراسات أنه كلما زادت خصوبة المرأة تأخر –إلى حد ما- سن توقف الطمث.

• عمل المرأة: فإن مشاكل فترة توقف الطمث تكون أكثر حدة عند ربات البيوت،عنها فى النساء العاملات.

• سن الزواج: فكلما تأخر سن زواج المرأة أدى ذلك إلى تقدم سن توقف الطمث.

• عوامل شخصية وبيئية: مثل مستوى المعيشة وطبيعة المجتمع الذى تعيش فيه (زراعى –صناعى)؛ بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن سن اليأس أو سن توقف الطمث يأتى مبكرًا نسبيًا وبمشاكل أكثر –إلى حد ما – فى البلاد الحارة، وكذلك فى الزنوج أكثر من البيض، وفى المجتمعات الزراعية أكثر من الصناعية .


علاج سن اليأس :


أفضل العلاجات المتاحة لأعراض تلك المرحلة هي العلاجات الطبيعية ( الطب البديل ) فلقد شائع مؤخرًا استعمال الطب البديل في علاج أعراض سن اليأس؛ وذلك لما له من نتائج إيجابية بلا آثار جانبية؛ حيث وجد أن 21% من النساء في سن اليأس يستعملن الطب البديل، وأن 25% من النساء في سن اليأس يستخدمن الطب البديل مع الهرمونات البديلة . وعلى رأس تلك البدائل:

• الفيتواستروجين: وهو مستخرج الأستروجين النباتى ويمكن أن يستخدم فى علاج ترقق العظام أو حتى منع حدوثه، وكذلك في علاج مشاكل سن اليأس الأخرى، والفيتواستروجين له قليل من الأخطار والأعراض الجانبية وليس له موانع استخدام.

• عقار التيبولون (لييفيال) و عقار الريزيندرونات (الأكتونيل): وهو من العقارات المهمة لما لهما من دور فعال فى منع وعلاج هشاشة العظام؛ وذلك من خلال تقليل معدل فقد الكالسيوم من العظام، وكذلك يظهر دورهما الفعال فى تقليل ومنع النوبات الحرارية وكثير من المشاكل التى تحدث في هذا السن.

• الفيتامينات المهمة مثل: فيتامين ب، د، هـ ، ج ، وخاصة فيتامين د والذى يستخدم مع الكالسيوم فى علاج هشاشة العظام فى هذه المرحلة. ويكثر أيضًا استخدام بعض المعادن الأخرى مثل أملاح الفلوريد والماغنسيوم.
- بعض الهرمونات مثل:

هرمون الكالستيونين: من أهم الهرمونات المستخدمة في علاج تلك المرحلة، ويكثر تواجده فى أسماك التونة، هو ذو دور فعال فى علاج هشاشة العظام.
• وكذلك هرمون الغدة الجاردرقية وخاصة المنتج المعد بواسطة الهندسة الوراثية ، ويعطى استخدام هذا الهرمون أفضل نتائجه فى زيادة كثافة العظام وعلاج هشاشتها عندما يستخدم لمدة عام. • ويتبعه استخدام الاليندرونات (البايفوسفونات).

• وتعطى بعض مضادات الاكتئاب الحديثة مثل: (الباروكستين والفلوكستين) وكذلك عقار الجابابنتين المستخدم فى علاج التشنجات، ولهما نتائج جيدة فى علاج النوبات الحرارية والاكتئاب المصاحب لسن اليأس.

• الوخز بالإبر : يقلل من أعراض سن اليأس مثل الحرارة و التعرق و يستمر تأثيرها لمدة 3 أشهر، و هي فعالة في علاج أعراض سن اليأس عند النساء.

 

نصائح تساعدك على كيفية  التصدى للإصابة بالاكتئاب والتوتر في سن اليأس؟

هناك بعض النصائح التي أثبتت فاعليتها في التصدي لنوبات القلق والاكتئاب المصاحبة لهذه المرحلة:

أول شيء ينبغي عمله هو أن تحدد المرأة السبب وراء إحساسها بالاكتئاب وتعمل على تصحيحه .
ممارسة الرياضه الخفيفهة واليومية للمحافظة على الصحة والنشاط.
الإكثار من الخضار والفواكه للمحافظة على الفيتامينات والمعادن المفيدة
الإقلال من المواد الدهنية والأملاح. -
الإكثار من ساعات النوم والاهتمام بالراحة الجسدية.
إقامة الصداقات:لاشك أن السيدة في هذه السن الناضجة يمكنها إقامة صداقات مفيدة وهامة مع سيدات أخريات في مثل سنها، تقوم من خلالها بأنشطة مختلفة تهدف إلي صالح المرأة بصفة عامة.
الذهاب للطبيب والبداية بأخذ العلاجات المناسبة لأنها تخفف من الصداع والاكتئاب النفسي.


كيف تؤثر العادات الغذائية على المرأة في سن اليأس:

تعتبر العادات الغذائية إحدى العوامل التي تفسر الاختلاف في أعراض سن اليأس، فالنساء الأقل عرضة للإصابة بكسور الحوض و هشاشة العظام هن من الدول الأسيوية؛ حيث يحتوي الغذاء الآسيوي على كمية عالية من مادة (phytoestrogen) (حوالي 200 ملغم يوميا في الغذاء الآسيوي مقارنة ب 5 ملغم يوميًا في غذاء الدول الغربية). و تعتبر حبوب الصويا(soybean) المصدر الغني بهذه المادة، و هي في تركيبها مشابهة لهرمون الاستروجين الموجود في جسم المرأة، و بذلك تسهم في التقليل من أعراض سن اليأس.

لقد أظهرت الدراسات التي أجريت في أمريكا أن وجود كميات كافية من بروتين الصويا في الغذاء أو الأدوية ـ يساهم في تقليل الكوليسترول في الدم، ويقلل من الإصابة بتصلب الشرايين، وتحسن من وظائف الشرايين؛ و بذلك تقلل نسبة الإصابة بأمراض القلب, كما أثبتت الدراسات أنه لا توجد أضرار جانبية من استعمالها لفترات طويلة.

أيضًا وجد الباحثون أن تناول أقراص تحتوي على المعادن و الفيتامينات مثل فيتامين E بمقدار (I.U 400-1200 ) في اليوم يقلل من الحرارة و التعرق الذي تشعر به كثير من النساء في سن اليأس.

كما تحتاج المرأة في هذا السن إلى أقراص غنية بالكالسيوم و فيتامين D تقلل من نسبة التعرض لكسور الحوض بمقدار 22%.

 

كيف تقي التمارين الرياضية المرأة من الأعراض السلبية لسن اليأس؟

ممارسة التمارين الرياضية مهم جدًا لسلامة العظام و الوقاية من أمراض القلب؛ حيث إن ممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن، و انخفاض ضغط الدم، وانخفاض مستوى الكوليسترول في الدم؛ فقد وجد أن النساء اللاتي يمارسن الرياضة بصورة منتظمة هن الأكثر حيوية، والأقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم و السكري، والأقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس؛ حيث تسهم الرياضة في التقليل من الكآبة و تحسين حالة النوم، إضافة إلى تقليل العرق و الحرارة وهما من أكثر ما يقلق النساء في سن اليأس.

و لقد وجد أن المشي لمدة ساعة كل أسبوع يقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى النصف، وهو أبسط أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء.

وأخيرًا استمرار المرأة فى نشاطاتها المعتادة سواء فى المنزل أوالعمل أو فى هواياتها الخاصة أو الرياضة التي تزاولها ـ فذلك يزيد من شعورها بالاستقرار والثقة، وأنه مازال لديها الكثير لتعطيه.

كيف تبدو أعراض سن اليأس على بعض الفتيات ؟

نحن جميعًا نتفهم أن السيدة التى تخطت الأربعين أو الخمسين، وتنتابها تلك الأعراض النفسية السلبية تعتبر حالة تحتاج إلى وقفة، وإلى علاج أحيانًا، ولكن العجب في تلك الحال مع فتاة فى مقتبل عمرها، فى عمر الزهور والتفتح والجمال، ومع ذلك تعيش بفكر وقلب وروح امرأة عجوز. حقًا هي ليست إلا فتاة فى سن اليأس .
ولندرك جيداً ان داخل كل فتاة امراة عجوزة وداخل كل فتاة شابة قوية اذا استطاعت ان تنجز وتحطم جسور اليأس فهى تستطيع وهناك امثال نسائية عالمية وعربية حطمنا سياج سن اليأس بالانجاز والمثابرة والطموح فدعوة لفتاة اليوم وامراة الغد ان ينمى المعرفة القائمة على اسس علمية وثقافة نفسية لنحيا حياة كريمة بعيدة نسبياً عن المشكلات الظاهرة والخفية ومازال الانسان فى مدرسة الحياة يتعلم مابين الواقع والمأمول فى شتى مجالات الحياة .

Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2166 مشاهدة
نشرت فى 8 يوليو 2012 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

860,391