المفهوم النفسي  والاصطلاحى للضغطوط عبر التاريخ   :

  يبدو أن المصطلح قد إشتق من الكلمة الفرنسية "Distress" والتي تشير إلى معنى الإختناق والشعور بالضيق والظلم ، وقد تحولت فى الإنجليزيه إلى "Stress" والتي أشارت إلى معنى التناقض ، أما استخدام"Distress" فكان للإشاره إلى الشيء غير المحبب أو المرغوب .

 

 وقد إشتقت كلمة "Stress" من الكلمه اللاتينيه  "Strictus"  وتعنى ضيق  "Narrow"  أو محكم "Tight"  والفعل من هذه الكلمه  "Stringer" أي يضيق ، وتعكس هذه الكلمات الأصيله مشاعر داخليه بالضغط أو الإحكام الذي يقع على جزءً أو أجزاءً من الجسد .         

 

 ويمكن القول إن المصطلح فى "الأصل" قد أستخدم للتعبير عن معاناه أوضيق أو اضطهاد ، وهى حاله يعانى فيها الفرد من الإحساس بظلمً ما ، أما فى الإنجليزيه فإن الحاجه قد ظهرت لوجود مصطلح يعطى معنى الضغط  " Pressure"والتوكيد   "Emphasis"فى آن واحد ، وذلك لوصف الألم الكامن والمتضمن فى كلمة "Pressure" وأيضاً الإعتداليه المنظمه فى كلمة "Emphasis" .                      

                                                         

 ومع بداية القرن الرابع عشر إكتسب المصطلح معاني متعدده واستعمل فى شكل مثير أوباعث "Stimule"  أو ضواغط"Stressors"  على حد سواء .

وإستخدمت كلمة "Stress" فى القرن السابع عشر لتشير إلى معانى متعدده ، مثل الصعوبه "Hardship" والصرامه "Straits" والشده  Adversity"والإصابه "Afflication"، ثم تطور مفهوم"Stress"إلى معاني أخرى مثل القوه "Force " والضغط " " Pressureوالشده Strain" " أو الجهد الشديد  "Strong effort"وكانت هذه المعاني تستخدم لوصف  حالة شخص أو حالة عضو من أعضاء جسده أو قواه العقليه ، وفى الأدب التكنيكي "Technical literature" فقد كان الإجماع على إعطاء مصطلح"Stress" معنى الضبط أو التأكيد على الشيء .         

 

  وفى نهاية القرن الثامن عشر أستخدمت الكلمة بمعنى القوه والضغط والإجهاد ، وقد شهد القرن التاسع عشر تزايد الإهتمام بدراسة الضغط  ، وفى نهاية القرن العشرين ، برز مصطلح الضغط "Stress" ليشير إلى عملية مواجهة مشاق الحياه ومشكلاتها والمشاعر السلبيه التى تثيرها هذه المشاق .

  وبذلك تشير كلمة "Stress" فى عصرنا هذا إلى الإنعصاب أو الشده أو الكرب أو الضائقه ، أو الإجهاد ، كما تشير إلى الضغط أو العبء أو المحنه ، وتفيد الكلمه فى الفيزياء  والميكانيكيه ، كل ما يسبب إجهاد لغيره مثل القوه التى تضغط شيئاًَ أو تجذبه ، وقد تغير حجمه أوشكله بانقاصه أومطيه مثلاً وفى علم الوظائف تفيد الكلمه إحداث توتراً بالعضله لدرجة الإجهاد أو الإحساس بهذا التوتر ، وفى الناحيه المرضيه قد تستخدم الكلمه لكل ما يسبب إجهاداً أو توتراً نفسياًَ شديداً .

 

 والضغوط كما يشير جرنيبرج"Greenbrerg1980" عباره عن رد فعل سيكولوجي وفسيولوجي وعقلي ناتج عن إستجابات الفرد للتوترات البيئيه والصراعات والأحداث الضاغطه .

.                                                                   

  كما إنها إجهاد بدني أو نفسي يلازم الفرد عاده لفتره من الزمن تهدد قدراته على التوافق مع أحداث الحياه ومتطلباتها المختلفه (Statt,1981,p.121 ) ، وهى الظروف التى ترتبط بالشده والضغوط الناتجه عن المتطلبات التى تستلزم نوعاً من إعادة التوافق عند الفرد ، وما ينتج عن ذلك من أثار جسميه ونفسيه ، وقد ينتج الضغط كذلك من الصراع والإحباط والحرمان والقلق .

                                       

 

  والضغوط حاله تنتج عن عدم حدوث توازن بين المطالب الموقفيه لدى الفرد وقدرته على الإستجابه لتلك المتطلبات .                                                        

    كما إنها نتيجة الإحساس بالطلب يفوق الإحساس بقدرة الفرد وامكانياته على سد إحتياجاته ، وتنظر سميه طه  "1998" إلى الضغط بأنه الحاله التى يظهر فيها تباين ملحوظ بين المتطلبات التى ينبغي أن يؤديها الكائن الحى وقدرته على الإستجابه ، وهى بذلك ظاهره مدركه تنشأ من مقارنة الشخص للمتطلبات التى تطلب منه ، وقدرته على مواجهة تلك المتطلبات ، وعندما يحدث عدم توازن أوإختلال فى الآليات الدفاعيه الهامه لدى الشخص تحدث الضغوط وتظهر الإستجابه المختلفه الخاصه بها .                                                               

                                       

   ويعتبر الطبيب الكندي هانز سيلي "Hans,Seley" هو أشهر من تطرق إلى موضوع  الضغط النفسي ، فقد كان أول من قدم مصطلح الضغط النفسي" Stress" للمجال الطبي فى عام"1926"، فعندما كان طالباًَ فى السنه الثانيه بكلية الطب لاحظ بأن الأفراد يعانون على نطاق واسع من الأمراض الجسميه ، ولكن هناك عامل مشترك فى الأعراض ، مثل فقدان الشهيه ، إنخفاض فى قوة العضلات ، إرتفاع ضغط الدم ، وفقدان الحماس لإنجاز أي شىء .

           

 

   وفى النهايه توصل سيلي" Seley" إلى تعريف الضغط النفسي على أنه إستجابة الجسم لأي متطلب يوضع عليه ، ويأخذ سيلي الجانب العضوي فى تعريفه ، فيصف الضغط النفسي بالتركيز على إستجابة الضغط ، والتي تحدث عندما يسجل المخ أي ضاغط أو مثير ضاغط"Stressor" مثل حادث سياره أوتهديد بالفصل من العمل .

         

  وينظر البعض للضغوط بإعتبارها تهديداً لأمن وسلامة الفرد حيث تجعله أكثرعرضه للصدمات والاضطرابات ، وعدم قدرته على إتخاذ أي قرار إيجابي قاطع تجاه المشكلات والضغوط التى تواجهه ، أو العمل المكلف به .

,

  بينما يرى البعض الأخر بأنها عباره عن التوقع الذي يوجد لدينا حول عدم قدرتنا على الإستجابه المناسبه لما قد يعترضنا من أمور أوصعوبات قد تكون نتائج إستجابتنا لها غير موفقه وغير مناسبه

              

    فى حين أكد البعض فى تعريفاتهم على أنها حاله نفسيه ناشئه عن تفاعل الفرد مع مواقف البيئه الضاغطه ، والتي تخلق لديه مواقف صراعيه حاده مصحوبه بتوتر انفعالى .

 

 وفى سياق آخر ينظر البعض إلى الضغوط بإعتبارها دافع للحياه ومحرك للأداء عندما تكون بدرجه معتدله .     

 

 

          

المصدر: جزء من دراسة للباحث ناجى داود إسحاق
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 2433 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

868,675