عذاب القبر حقيقة واقعة

فيما يلي تحليل علمي يؤكد وجود عذاب القبر بل إن الكافر يُعذب منذ لحظة الموت.. أما المؤمن فهو في حالة نعيم وفرح وسرور منذ لحظة الموت وما بعده....
أنكر بعض الباحثين عذاب القبر بحجة أن القرآن لم يتحدث عنه! والحقيقة لا يمكن لأي إنسان مهما بلغ من العلم أن يعلم بالضبط كل ما أشار إليه القرآن، لأن حدود معرفتنا البشرية ضئيلة جداً بمقدار المعلومات الموجودة في القرآن الكريم الذي هو كتاب الله تعالى والذي تعهد الله في آية من آياته أن معجزات هذا الكتاب ستكون مستمرة إلى يوم القيامة.
قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 533]... هذه الآية تؤكد أن القرآن يحوي آيات أو معجزات سوف تنكشف على مرور الزمن، وحتى يتبين لكل مشكك أن هذا القرآن هو الحق.
كما قال تعالى: (وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل: 899]. فالقرآن فيه تبيان لكل شيء، ولابد أن نجد فيه إشارة إلى عذاب أو نعيم بعد الموت مباشرة.. وطيلة فترة البرزخ: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَ مِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون: 99-100].
المشكلة ليست أن القرآن لم يذكر عذاب القبر، ولكن المشكلة أن فهم البعض للقرآن محدود جداً! ولذلك دعونا أولاً نحلل هذه القضية علمياً ومنطقياً وماذا نتوقع أن يحدث حسب قانون العدل الإلهي الذي يقضي بأن الكافر الذي كان يتمتع بحياته الدنيا لابد أن يبدأ رحلة شاقة من العذاب منذ لحظة الموت..
ماذا عن مصير نفس الكافر
إن الإنسان عندما يموت يوضع جسده في القبر ولكن النفس تكون قد ذاقت الموت وغادرت الجسد. لذلك وبعد الموت مباشرة يتحلل الجسد بفعل البكتريا الموجودة في التربة وكذلك بعض الكائنات والديدان.... جميعها تأتي لتلتهم هذه الوجبة الشهية (الميت). أما النفس فتبدأ رحلة جديدة مليئة بالعذاب بانتظار البعث يوم القيامة... هذا ما يفرضه المنطق.. لأن النفس بعد الموت لا تتحلل ولا تأكلها البكتريا مثلاً!! بل تذوق سكرات الموت.. وبعد ذلك تغادر الجسد وتكون في نعيم وسعادة، أو تكون في عذاب وشقاء...
فالعذاب يكون للنفس وليس للجسد.. لأن الجسد يفقد أي إحساس بسبب مغادرة النفس والروح.. وبالتالي يتحول إلى تراب. وهذه النفس إذا كانت نفساً خبيثة فإنها بلا شك ستعذب ليس في القبر فقط، بل بمجرد حضور ملائكة العذاب لقبض روح الكافر، فإن هذه النفس تُعذب بل وتذوق ألوان العذاب ويستمر هذا الحال حتى عودة هذه النفس إلى جسد الكافر فيقوم الجسد، ويدرك هذا الكافر أن العذاب الذي مرّ به هو أشبه بعذاب النائم..
رحلة العذاب المزدوج للنفس والجسد
أما يوم القيامة فتبدأ رحلة عذاب الجسد والنفس معاً منذ لحظة البعث وحتى دخول جهنم ليجد نفسه خالداً فيها.. إلا ما رحم الله.. وبالتالي نحن أمام نوعين من العذاب: عذاب النفس فقط خلال فترة (الموت: وهو فترة فاصلة أو انتقالية بين الدنيا والآخرة تسمى البرزخ)، وبعد ذلك يبدأ عذاب الجسد بعد البعث.
إن النفس بعد الموت لا يمكن أن تختفي من الوجود أو تفنى بل تذوق الموت وتبقى تحوم حول صاحبها أو ربما تكون في مكان آخر (الله أعلم به).. وبالتالي لا يمكن أن نقول إن الإنسان بعد الموت لا يشعر بأي شيء لأن النفس موجودة ولا تختفي ولا تفنى.. إنما تنتقل من حالة لأخرى.. إذاً منطقياً يجب أن تكون هذه النفس في إحدى خالتين: عذاب أو نعيم.
والآن دعونا نتأمل كيف تحدث القرآن عن النفس بعد الموت:
طبعاً القرآن يخبرنا عن لحظة الموت ماذا سيحدث للكافر أو الملحد الذي يدعي أنه جاء بمثل القرآن وكذب على الله تعالى.. والذي ينكر وجود الله تعالى. قال عز وجل: (وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ  تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93].
هذه الآية تخبرنا بأن الكافر يعذب لحظة الموت.. ولكن ماذا بعد الموت؟
يقول تعالى عن عذاب فرعون في مرحلة البرزخ: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 46]. إذاً الكافر يُعرض على النار كل يوم صباحاً ومساءً، بانتظار يوم القيامة سيُدخلون إلى أشد العذاب. وهنا نلاحظ أن الله تعالى قال: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا)، ولم يقل (يعذبون بها) ليدل على أن العذاب هو عذاب للنفس وليس للجسد.. فهذه النفس ترى النار وتتعذب بها.. مثل النائم الذي يرى في الحلم أنه يغرق مثلاً فهو يتألم تماماً مثل اليقظة.. ولكنه عندما يستيقظ ويدرك أنه كان في حلم فإنه يفرح ويعلم بأنه عاد إلى الدنيا دون أن يموت..
الذي يحدث مع الكافر أن نفسه تُعذب خلال فترة البرزخ.. ولكن عندما يُبعث يدرك أن كل العذاب الذي مرّ به كان عذاباً للنفس.. وأن العذاب الكامل للنفس والجسد سيبدأ منذ هذه اللحظة.. فيصرح ويحزن ويتمنى لو أنه بقي ميتاً... وهذا بالضبط ما أنبأ عنه القرآن: (وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس: 51-522].
إذاً الكافر سوف يسمي فترة عذاب القبر بالمرقد لأنه يدرك أن العذاب الذي مرّ به هو عذاب نفسي.. ولكن جسده سيُعذب الآن مع نفسه الخبيثة.. فيقول على الفور: (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا).. حتى إنهم لا يدركون أنهم مكثوا في حياة البرزخ لكل هذه السنين.. بل يظنون أنهم مكثوا يوماً أو بعض يوم مثل النائم..
ماذا عن مصير نفس المؤمن
كل مؤمن منا بلا شك يحب أن يرى النعيم والنور في قبره.. يحب أن تكون أجمل لحظة هي لحظة الموت عندما يغادر الدنيا وهمومها إلى حياة ليس فيها هم ولا حزن ولا خوف... وكل واحد منا يتمنى أن يكون في حالة فرح وسرور وطمأنينة بعد الموت..
فإذا كانت نفس الكافر تعذب خلال ملحة البرزخ، فيجب أن تكون نفس المؤمن في حالة نعيم ونور وفرح وسعادة.. وهذا ما أشار إليه القرآن في حالة الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله.. قال تعالى: (وَ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي  سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 169-171]. والمقصود بالحياة هنا (بَلْ أَحْيَاءٌ) حياة النفس لأن النفس تذوق الموت ولكن لا تفنى ولا تبلى!
إذاً المؤمنون فرحون بعد الموت بالنعيم والرزق الكريم الذي يفرحون به وبرحمة الله.. كل هذا النعيم كيف يحدث بعد الموت؟ لابد أن النفس هي التي ترزق وتفرح.. أما الجسد فهو ميت لا حراك به.. وبعد ذلك ستعود هذه النفس الطيبة إلى خلقها.. قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَ ادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-300].
فوائد عذاب القبر
إن اعتقاد الإنسان بوجود عذاب للقبر هو أمر مفيد جداً لتصحيح أعمال الإنسان وامتناعه عن فعل المعاصي وزيادة خوفه من هذا الموقف. فالإنسان إذا اطمأن للموت واعتبر أن الموت حدث عادي في حياته وأنه سيتحول إلى تراب بعد ذلك وأنه لن يُعذب في قبره، فإن هذا الاعتقاد يجعله يتراخى في عباداته وينسى عذاب الله..
أما المؤمن الذي يفكر بالموت وما بعد الموت من نعيم ورزق كريم من الله يأتيه بعد موته، فإن هذا الإحساس يجعله أكثر تفاؤلاً وسعادة وفرحاً برحمة الله تعالى.. بل ويقضي على همومه ومشاكله في الدنيا ويشعر أنها ضئيلة جداً أمام أهوال القبر!
كما أن القرآن وصف لنا في عدة آيات حال الإنسان لحظة الموت.. فعندما يرى عذاب الله لحظة الموت يطلب العودة إلى الدنيا ليعمل صالحاً.. قال تعالى: (وَ أَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون: 10].. فهذه الآية تدل على أن الإنسان يرى عذاب الله لحظة الموت فيطلب الرجوع للدنيا..
كذلك المؤمن عندما يأتيه الموت فيرى النعيم فيتمنى لقاء الله تعالى، قال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل: 32]. فالمؤمن تتوفاه الملائكة وتخاطبه أن الجنة هي موعده بل ويرى نعيم الجنة.. فيفرح بأنه سيكون من أهل الجنة، فيبقى في حالة نعيم وفرح طيلة حياته في البرزخ حتى يوم القيامة عندما يُبعث فيكون أكثر سعادة وشوقاً للقاء الله رسوله والمؤمنين...
النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد عذاب القبر
روايات كثيرة تؤكد عذاب القبر.. ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) [رواه البخاري ومسلم].
ونعلم كيف كان نبينا يستعيذ بالله من عذاب القبر بل ويأمر بالاستعاذة منه.. ونعلم أيضاً أن هناك فتنة للقبر أثناء سؤال الملكين... وجميع هذه الأحاديث صحيحة ولم ينكرها أحد من علماء المسلمين... إلا بعض الباحثين في العصر الحديث الذين لم يتذوقوا حلاوة التدبر الحقيقي لأحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام.
خطورة إنكار عذاب القبر
لا أدري ماذا سنستفيد من إنكار عذاب القبر؟ هل سنصبح أكثر خوفاً من الله تعالى إذا أنكرنا عذاب القبر؟ هل سنترك المعاصي إذا اعتقدنا أننا بعد الموت سنفنى وبعد آلاف أو ملايين أو مليارات السنين سوف نبعث من جديد؟ هل سنتقرب إلى الله ويزيد إيماننا ويقيننا إذا اعتقدنا أن القبر هو مجرد تراب ليس فيه عذاب؟
إن المؤمن عندما يدرك أن العذاب سوف يبدأ منذ لحظة الموت، سوف يستعد لهذا اليوم ويستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، ويصبح أكثر خشوعاً وخوفاً من ذلك القبر.. فيحسُن خُلُقُه وتهون عليه مصائب الدنيا أمام هذا القبر المظلم.. ويسعى لأعمال الخير ليكون في مأمن من عذاب القبر.
ثم ماذا سنستفيد من إنكار حيث نبوي شريف، بل إنكار عشرات الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن عذاب القبر وتحذرنا منه، وتأمرنا بالاستعاذة من عذاب القبر، والاستعداد لما بعد الموت؟ ماذا لو كان عذاب القبر موجوداً بالفعل؟ ماذا سنفعل لو لم نكن قد جهزنا أنفسنا لمثل هذا المصير المؤلم؟
ماذا لو كانت أحاديث عذاب القبر صحيحة؟ ما هو موقفنا أمام الله تعالى يوم القيامة؟
طبعاً نحن لا ننكر بأن هناك أحاديث ضعيفة بالفعل.. أحاديث تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته رضوان الله عليهم.. مثل هذه الأحاديث يجب أن ننكرها لأنها بمثابة إيذاء للنبي وأزواجه وصحابته.. فيجب أن ننزه حبيبنا المصطفى عن كل ظن سيء.. فالله يقول: (وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ  الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58].
فعندما نسيء لشخص مثل البخاري رحمه الله. ونقول إنه يفتري الكذب على رسول الله.. وعندما نسيء لعلماء وأئمة كبار لا نشك في إيمانهم مثل الإمام الشافعي وأبو حنيفة وأحمد ومالك والنووي وكثير من الصحابة والتابعين والقراء الذين نقلوا لنا القرآن مثل حفص وابن كثير ونافع.... ونقول إن كل هؤلاء (عشرات الآلاف) كانوا يؤمنون بخرافة عذاب القبر.. هذا إيذاء لهم واستخفاف بعقولهم وشكّ بإيمانهم.. فيُخشى ممن يفعل ذلك أن يحتمل البهتان والإثم المبين كما قال تعالى...
معجزة للنبي الكريم
من الأشاء العجيبة التي نبأنا بها النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، حيث علم أنه سيأتي زمن فيه إنكار كلامه الشريف والاكتفاء بالقرآن الكريم.. وهذا الأمر من أخطر الفتن التي تهدد المسلمين اليوم.. ولذلك فقد حذر منه لكي لا نقع في مثل هذه الأمور.. قال النبي الكريم: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) [السلسلة  الصحيحة].... والله يا أحبتي إن هذا الحديث ليشهد بصدق نبوة المصطفى عليه السلام.. فلا يمكن لأحد في ذلك الوقت أن يتنبأ بأن هناك من سينكر الحديث النبوي الشريف، ولكن معرفة النبي بهذا الأمر هو دليل على أنه رسول الله..
إذاً نؤكد أن من ينادي بخرافة عذاب القبر هو مجرد وهم لا يقوم على أساس علمي ولا شرعي، ونحذر كل مؤمن من خطورة إنكار بعض أحاديث النبي الثابتة.. فكل من بدأ هذه الخطوة، بدأ بإنكار حديث تدرجياً انتهى بإنكار السنة أو معظمها.. نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا.. ونعوذ به من علم لا ينفع.. والحمد لله رب العالمين
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2012-12-04-18-32-28/1950-2016-05-28-23-29-31

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 210 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2017 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,428

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.