تحية الإسلام..السلام عليكم..فضائل وآداب 

عباد الله ..اتقوا الله ربكم على الدوام، وخذوا بكل خصلة تنشر بينكم المودة والوئام، وتورثكم الجنة دار السلام، وكل ذلك موجود فيما هداكم الله له من ملة الإسلام .

أيها المسلمون:

إن مما شرعه الله تعالى لعباده في هذا الدين العظيم، ومما يغرس المودة بين الجميع ويشيع المحبة بينهم والألفة بين المسلمين : إفشاء السلام على الخاص والعام من أهل الإسلام ، ورد التحية بمثلها أو بأحسن منها ، مقابلةً للإحسان بأفضل منه ورعايةً للجميل بما هو أكثر ، قال سبحانه : { وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}  [النساء: 86]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(( لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ))[رواه مسلم].

وجعل عليه الصلاة والسلام التسليم على المسلم عند ملاقاته حقًا من حقوقه المتحتمة؛ فإذا التقى المسلمان فخيرهما الذي يبدأ بالسلام، قال عليه الصلاة والسلام : (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ. قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ )[رواه مسلم 2162]والتسميت: هو الدعاء بالخير والبركة.  وكيف لا يكون إفشاء السلام – عباد الله - أمانًا من المسلِّم للمسلَّم عليه ، والسلام: اسم من أسماء الله الحسنى يذكره المسلم مثنيًا به على ربه، وداعيًا به لأخيه بالسلامة من الآفات والشرور في الدنيا والآخرة، فالسلام اسم من أسماء الله مأخوذ من السلامة؛ إذ هو سبحانه السالم من مماثلة المخلوقات ومن النقائص والعيوب فيما له من الأسماء والصفات وأنواع الكمالات.

قال ابن حجر رحمه الله:(السلام من أسماء الله تعالى؛  فقد جاء في حديث التشهد: ((فإن الله هو السلام)) وكذا في الآيات السابقة، ومعنى السلام: سالم من النقائص، وقيل: المسلِّم لعباده، وقيل المسلِّم على أوليائه.

قال ابن منظور: والسلام الله عز وجل، اسم من أسمائه لسلامته من النقص والفناء، وقيل معناه: أنه سلم مما يلحق الغير من آفات الغير كالفناء، وأنه الباقي الدائم الذي تفنى الخلق ولا يفنى وهو على كل شيء قدير.

والسلام في حقيقته أمان من المسلم، ودعاء بالرحمة والسلام لمن يسلم عليه، ولذا كان إفشاؤه مشروعًا بين الكبير والصغير والأمير والمأمور والفاضل والمفضول طلبًا لإشاعة الأمان، وتحقيقاً للاطمئنان بين المؤمنين حتى تشيع المحبة والإكرام. فلا يترفع عنه عظيم لعظمته ولا يتوانى عن بذله صغير لصغره ، فالكل مطالب ببذله وإفشائه؛ فالسلام قول كريم يصدر من المسلم لأخيه المسلم تؤيده سائر الأقوال وتصدقه عموم الفعال والأقوال؛ ليكون دليلاً على صدق الإسلام، وكمال الإيمان، وسببًا في توثيق المودة وإشاعة الإيمان والأمان؛ إذ المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا. ولما سُئل عليه الصلاة والسلام: أي الإسلام خير؟ قال: ((تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )) متفق عليه.

وفي البخاري عن عمار رضي الله عنه قال: ( ثلاث من جمعهن فقد استكمل الإيمان: الإنصاف من النفس، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار ).

ولهذا كان إفشاء السلام من الدعائم التي أرسى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بنيان المجتمع المسلم أول مقدمه إلى المدينة مهاجرًا، كما أخبر بذلك عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال: لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل قد قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا؛ فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال:( يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام)[رواه ابن ماجة وصححه الألباني]. وعن ربعي قال: حدثنا رجل من بني عامر: أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج؟  فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: ((اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم أأدخل؟)) فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل. [رواه أبو داود وقال الألباني صحيح].

وعن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) [البخاري ومسلم].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم؛ يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك))[أخرجه الترمذي ( 2698 ) وقال : (( حديث حسن غريب )) وضعفه الألباني.] فصلوات ربي وسلامه عليك ما ترك خيراً إلا دلنا عليه.

وقد أمر النبي بالسلام عند اللقاء فقال : ((إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه )) [رواه أبو داود، وصححه الألباني]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام)) [رواه الطبراني في الأوسط، وقال المنذري في الترغيب: إسناده جيد قوي، وصححه الألباني انظر حديث رقم : 1044 في صحيح الجامع].

وقد أخبر النبي  صلى الله عليه وسلم بأن من علامات آخر الزمان أن يكون السلام للمعرفة ! ففي الحديث عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة)) [رواه أحمد، وقال العلامة أحمد شاكر: إسناده صحيح]. وفي رواية له: ((إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة)).

وهذا أمر مشاهد في هذا الزمن، فكثير من الناس لا يسلمون إلا على من يعرفون، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على إفشاء السلام على من عرفت ومن لمن تعرف. والله المستعان.

فلتفخروا أيها المسلمون بهذه الشعيرة العظيمة، ولتعتزوا بها، فإن اليهود يحسدونكم عليها فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : ((إن اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين))[أأخرجه الطبراني ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير]، وفي رواية: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين))[البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].

واعلموا أن السلام هو تحيتكم في الدنيا والآخرة، والسلام تحية أهل الجنة، قال الحق سبحانه: {دَعْوٰهُمْ فِيهَا سُبْحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} [يونس: 10].

وهو أيضًا تحية الله إليهم كما قال سبحانه : {سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ} [يس: 58].

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم.............

* الخطبة الثانية :

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعملوا بشرائع دينكم؛ لترضوا ربكم وتنالوا جزيل ثوابه، وتنجوا من أليم عقابه، فقد شرع لكم ربكم أفضل الشرائع، وجعل لكم في نبيكم أفضل قدوة، وإن من أعظم ما شرعه الله في الإسلام إفشاء السلام، الذي هو تحية أهل الإسلام، وتحية الملائكة، وتحية أهل الجنة، وتحية المؤمنين يوم يلقون ربهم، وقد أمر الله بالسلام عند دخول المسلمين بعضهم على بعض في بيوتهم، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]،وقال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور: 61] .

وكما أنه يشرع السلام عند القدوم وبداية الجلوس ، فإنه يشرع عند القيام والمفارقة للمجلس، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة))[ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن،و قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 356): وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات].

وللسلام آداب وأحكام أرشد إليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ينبغي للمسلم مراعاتها ، فمن ذلك:

أن يُسلّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير .

وكيفية السلام أن يقول المبتدئ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وهذه أكمل صيغة للسلام ، وإذا اقتصر المبتدئ على قول : السلام عليكم ، فرد عليه بقوله : وعليكم السلام ، فهذا يجزئ والأحسن أن يزيد في الرد ، قال تعالى : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]،قال ابن كثير – رحمه الله – أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم ، أو ردوا عليه بمثل ما سلم ، فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة: أي أن الابتداء بالسلام مستحب، ورده واجب، ويكون بلفظ السلام لا بلفظ آخر.

فما يعتاده الناس من استبدال لفظ السلام : بقولهم : صباح الخير، أو : صباح النور،  أو غير ذلك من الألفاظ هذا ليس بسلام ، وإن قالها بعد تحية الإسلام الشرعية فلا بأس .

ومن الأحكام : أن يتلفظ بالسلام ولا يكتفي بالإشارة باليد أو الرأس ، فقد جاء النهي عن ذلك في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالكف)) [رواه الترمذي وضعفه ، و قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 227):"لكن الحديث جاء مفرقا في أحاديث يتقوى بها" ثم ذكر شواهده].

  لكن إذا كان المُسَلّم عليه لا يسمع لبعد أو صمم أو غيره فلا بأس بالإشارة لتنبيهه مع التلفظ بالسلام.

والسلام من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وأما الكفار فتحرم بداءتهم بالسلام؛ فإن بدؤونا قلنا: وعليكم، لما في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه )). وفي الصحيحين عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سلم عليكم أهل الكتاب؛ فقولوا: وعليكم)).

ثم اعلموا – رحمكم الله – أن هناك أحوالا لا يشرع فيها السلام ، منها :

إذا كان الإنسان في قضاء حاجته من بول أو غائط، ومنها حال خطبة الجمعة ، فلا يسلم المأموم على المستمعين للخطبة ؛ لأنهم مأمورون بالإنصات ، ولا يردون على من سلم عليهم.

ومما اعتاده بعض الناس من السلام والمصافحة بعد صلاة الفريضة أو صلاة النافلة وقول : تقبل الله ، فهذا السلام غير مشروع ، وإذا داوم عليه فهو بدعة . أما لو فعله لسبب عارض من غير مداومة ، كما لو سلم على من لم يره قبل ذلك ، أو سلم عليه ليكلمه في حاجة فلا بأس بذلك.

والمصافحة عند اللقاء سنة مرغب فيها ، ففي سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجة عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِر لهما قبل أن يتفرقا )). وفي رواية :( إلا تحاتت خطاياهما كما تحات ورق الشجر !)[حسنه الألباني انظر حديث رقم : 5777 في صحيح الجامع]، وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس فقال: عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه السلام فجلس فقال: ثلاثون)) [أبو داود والترمذي وقال الألباني: صحيح].

وأما المعانقة والتقبيل فإنهما مشروعان في حق القادم من سفر، أما غير القادم من سفر فلا ينبغي فعلهما معه .

ويحرم الانحناء عند السلام لما في سنن الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يلقى أخاه ينحني له ؟ قال : لا ، ولأن الانحناء نوع ركوع، والركوع والسجود لا يجوز فعلهما إلا لله – عز وجل – ومما ينبغي التنبيه عليه حكم القيام للسلام أو للتقدير، فالقيام لأجل السلام على القادم من سفر أو الداخل على قوم جالسين في مكان لا بأس به .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله - : لم تكن عادة السلف على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن يعتادوا القيام كلما يرونه عليه السلام كما يفعله كثير من الناس ، بل قد قال أنس بن مالك : لم يكن شخص أحب إليهم من النبي ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له من كراهته لذلك.

وربما قاموا لقادم من مغيبه تلقيا له كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام لعكرمة. وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ رضي الله عنه: ((قوموا إلى سيدكم..))[رواه البخاري]، والذي ينبغي للناس أن يعتادوا اتباع السلف على ما كانوا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم خير القرون ، فلا يعدل أحد عن هدي خير الورى وخير القرون إلى ما هو دونه ، وينبغي للمطاع أن لا يقر ذلك مع أصحابه بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا في اللقاء المعتاد.

وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقيا له فحسن ، قال : وليس هذا هو القيام المذكور في قوله  صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ))[رواه الترمذي، وصححه الألباني]، فإن المنهي عنه أن يقوموا وهو قاعد .

عباد الله : ومن بلغه سلام من غائب وجب الرد عليه ، فإن كان بواسطة شخص فإنه يقول في الرد وعليه السلام ، وإن كان بواسطة كتاب فإن قرأه يقول : وعليكم السلام ، فيرد عليه بأحسن من تحيته أو مثلها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام ، قالت : فما أقول يارسول الله ؟ قال : قولي : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ).

فاتقوا الله – عباد الله – وأفشوا السلام بينكم واعلموا أن فيه مصالح وخيرات وإحياء للسنة وإزالة للجفوة ، فإنه من أطيب الكلام ..

المصدر: منبر الجمعه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1094 مشاهدة
نشرت فى 8 ديسمبر 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,379

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.