هذا دين الرافضة

قال عليه الصلاة والسلام: «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية».

كم هو داع إلى الإشفاق والاعتبار أن يقوم دين الشيعة الروافض على ضرب الخدود والصدور، وشق الجيوب والنياحة، والصراخ، والعويل، والتعبد بإحياء المآتم على قتل الحسين رضي الله عنه أو غيره، ثم ما يتبع ذلك من دعوة الثارات الجاهلية واستغلال عواطف العامة السذج بتصوير كل الصحابة متآمرين على قتل الحسين، وأعداء لأهل البيت، ومن ثم كيل السباب والشتائم لهم، والمجاهرة بلعن كبارهم.

ولك بعد ذلك أن تتصور مدى غرس الحقد والكراهية لصدر هذه الأمة ورعيلها الأول وسط هذه المشاعر المتأججة في نفوس قد امتلأت حنقاً وغيضاً ليس على معاوية وذريته كما يزعمون، ولكن على جميع الأصحاب الكرام لا يستثنى منهم إلا من استثناه الكيد الرافضي اليهودي خداعاً وتمويها، وإلا فيبتدئ السخط على أعلام هذه الأمة ورموزها من أبي بكر الصديق فعمر فعثمان فمن بعدهم رضي الله عنهم أجمعين.

بحجة أنهم أول من سلب حق آل البيت وسطا عليه وهي الخلافة، إلى آخر واحد في هذه الأمة يترضى عن هؤلاء الأصحاب، ولم يقتنع بتراهات هؤلاء الروافض الأذناب!!

ولك أن تتصور أي دين هذا الذين يدين أتباعه بالعداء المطلق لا لليهود ولا للنصارى ولا للمشركين، ولا للمنافقين وغيرهم، وإنما لصدر هذه الأمة وسادتها في العلم والفضل والسبق والجهاد في نصرة الله ورسوله عليه الصلاة السلام!!!

ترى من أي طريق غير هؤلاء يأخذون الدين؟!!! وأي سبيل غير سبيل هؤلاء الصحابة يكون اتباع المؤمنين؟!!

ومن يكون أسوتهم وقد صار جميع هؤلاء البررة في أعينهم من المجرمين!!!

أخي المسلم قف معي قليلاً لتعلم أن الله لم يتعبد أي أمة بلعن أعدائه وسبهم، وعلى رأسهم إبليس، ولم يجعل ذلك ديناً بل نهى المؤمنين عن سب آلهة المشركين لما قد يجره ذلك من تجرئة المشركين على سب الله تعالى ظلماً وعدواناً وجهلاً فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:108].

وفي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: «لا يكون المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش ولا البذيء» وهذا إذا كان في حق أعدائه إذ ليس ذلك بمجد شيئاً في جهادهم في الله تعالى ناهيك عن أن فعل هذا السب واللعن فيه مجاراة لهم وتشبه بهم، وهذا ليس دين حجة ولا يلوح لأعدائه فيه أدنى مصلحة تستهوي قلوبهم إليه، وتعطفهم عليه واسمع إلى قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف:199] وقوله تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر:85] وقوله: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:34] وفي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان:72] وقوله: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص:55] وغير ذلك من أدلة هذا الشرع المنزه عن سفاسف الأقوال وبذيء الكلام، والذي يأمر بمعالي الأخلاق، وحسن القول، ولين الخطاب، وأدب الحوار والمجادلة، والدفع بالتي هي أحسن.

هذا كله مع العدو المخالف ولو كان من أشد الناس عداوة وأسفهم عبارة، وأغلظهم قولاً كاليهود وغيرهم، فقد قال الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ [المائدة:82] ومع ذلك أمر تعالى بمجادلتهم بالتي هي أحسن فقال: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت:46] وإن خشنت العبارة أحياناً للذين ظلموا منهم فذلك أمر نادر لا يتنافى مع أصل الأدب المتبع عند المؤمن.

هذا هو دين الإِسلام وهذه هي أخلاقه مع أعدائه..!!

أما مع أوليائه وأنصاره فقد جعل أدنى عبارة يراد بها تحقير المسلم أو تصغيره أو سبه فسوقاً عظيماً، يخرجه عن الجادة وينافي صدق أخوته وصفاء مودته، واسمع إلى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ﴾ إلى قوله: ﴿بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات:11].

وفي قوله النبي عليه السلام: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وهذا الفسوق الذي هو خروج عن المألوف والمعروف يتناول جميع أفراد المؤمنين ولو كانوا من فساقهم أحياناً لما في ذلك من إعانة الشيطان عليهم أو التألي على الله بعدم رحمة من مات منهم، بل أمر المؤمنون بإدراجهم ضمناً في الدعاء والاستغفار لهم بل تخصيصهم بالدعاء والاستغفار بأعيانهم كما في صلاة الجنازة وغيرها، ووجوب الكف عن ذكر مساوئهم بعد موتهم والتحدث عنهم بخير ما يؤثر من أعمالهم وتركهم لمشيئة الله تعالى وعدم قطع رجاء الرحمة والمغفرة عنهم!!

إما إذا كان الأمر يتعلق بصالح هذه الأمة من علمائها وفقهائها وأئمتها فضلاً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم في الأولين والآخرين، فالأمر هنا مختلف تماماً.

إذ يصير حب هؤلاء ديناً يدان الله به ويتقرب به إليه، ويصير بعضهم نفاقاً ومؤاذاة لله ورسوله يستحق صاحبه سخط الله وغضبه ولعنته قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب:58].

وإذا لم يكن أصحاب رسول الله الكرام داخلين في هؤلاء المؤمنين، وزوجات رسول الله الطيبات المطهرات أمهات المؤمنين داخلات في هؤلاء المؤمنين، فمن يا ترى يكون المؤمنون والمؤمنات، ومن يا ترى أحق باللعن والطرد من رحمة الله وحلول الغضب عليه من هؤلاء الروافض الأشرار الذين آذوا الله ورسوله والمؤمنين بسب هؤلاء الصحابة والتعريض بهم والتنقص لقدرهم؟!!

بل جعلوا سبهم ولعنهم ديناً وإيماناً ومنهجاً بنوا عليه نحلتهم وأسسوا به بدعتهم..

عاملهم الله بما يستحقون وكبتهم وأخزاهم، وجعل النار متقلبهم ومثواهم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 106 مشاهدة
نشرت فى 18 أغسطس 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

927,255

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.