التحذير من فتنة النساء
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) متفق عليه
الـشـرح
قوله:( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أنه زينت الدنيا للناس كما قال تعالى:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ } كل هذه مما زين للناس في دنياهم وصار سبباً لفتنتهم فيها لكن أشدها فتنة النساء ولهذا بدأ الله بها فقال: {,زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ }
وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء وأن يكون الناس منها على حذر لأن الإنسان بشر إذا عرضت عليه الفتن فإنه يخشى عليه منها
ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب فتغطي وجهها وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين من جانب الرجال ومن جانب النساء
ولهذا كان خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها وما ذلك. كله من أجل بعد المرأة عن الرجال فكلما بعدت فهو خير وأفضل وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد ولكنهن لا يختلطن مع الرجال بل يكون لهن موضع خاص حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن وهذا يدل على أن النساء كنّ في مكان منعزل عن الرجال وكان هذا والعصر عصر قوة في الدين وبُعد عن الفواحش فكيف بعصرنا هذا ؟
ولكن مع الأسف فإن بعض الناس منا ومن أبنائنا ومن أبناء جلدتنا يدعون إلى التحلل من مكارم الأخلاق وإلى جلب الفتن إلى بلادنا في توسع النساء ومحاولة توظيفهن مع الرجال جنباً إلى جنب نسأل الله تعالى أن يعصمنا والمسلمين من الشر والفتن إنه جواد كريم