المقارنة بين المعرفة والعلم

 

الوقوف على دلالات العلم والمعرفة بُغية تحديد مفهومهما يتطلب الخوض في مباحث العلماء الفكرية، المتعددة الألوان والاتجاهات اللغوية والعقدية؛ لأنَّهم يتصرفون بالألفاظ ويُطوِّعون معانيها لأفكارهم، وينقلون دلالتها إلى عُرفهم.

 

لذا كان الرُّجوع إلى الأصل اللغوي مهمًّا لفهم الدلالة، وتحديد الحقل الدلالي؛ لضبط المصطلحين.

 

المطلب الأول: الفروق اللغوية والاصطلاحية:
تَحديد الفروق بين العلم والمعرفة يكون بالبَحثِ في الدلالات المعجمية والاستعمالية، وتحليل مادة كلٍّ منها، ومتابعة الأصول باستقراء المادة بالمعاجم اللغوية والاصطلاحية.

 

الفرع الأول: الفروق اللغوية:
نتيجة للتداخل بين مصطلحي العلم والمعرفة، فلا مندوحةَ من تتبُّع المصطلحين؛ لضبط الفروق بينهما، ولأن لكل مصطلح عَلاقة بأصله اللُّغوي، كان لزامًا علينا الرجوع إلى المعاجم، فكلمة "علم" قالوا عنها: "سمي العلْمُ علمًا من العلامة، وهي الدلالة والإشارة، ومنه مَعَالم الأرض والثوب.

والمَعلَمُ: الأثر يستدل به على الطريق، والعلم من المصادر التي تجمع"[1].
وقال الزمخشري: "ما علمت بخبرك: ما شعرت به"[2].
فيكون بمعنى الشُّعور، والعلم نقيض الجهل[3]، وقال عنه الفيروزآبادي: هو حق المعرفة[4].

أمَّا المعرفة فهي من العُرف ضدَّ النكر، والعرفان خلاف الجهل[5]، وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان، مصدره التعَرُّف: تَطَلُّب الشيء، وعرَّفه الأمر: أعلمه إياه، وعَرَّفه به، وسَمه، وجاء من المصدر "مَعْرِفة، على غير القياس؛ لفعله الذي هو على وزن "يَفْعِل"؛ إذ إنَّ أكثره يأتي على وزن "مَفْعَل"[6].

وعند ابن فارس: المعرفة والعرفان من العلم بالشيء، يدلُّ على سكون إليه؛ لأنَّ من أنكر شيئًا توحَّش منه ونبا عنه[7]، كما وردت بمعنى المجازاة؛ قال الزمخشري: لأعرفن لك ما صنعت؛ أي: لأجازيك به[8].

وفي مادة عرف حروف "رفع"، ومن ثم كان هذا المعنى مناسبًا؛ حيث وردت كلمة "المعرفة"؛ لتدل على ما هو: "عالٍ، مكرم، وطيب  "؛ إذ يقال للقوم إذا تلثَّموا: غطوا معارفهم، وتقول: بنو فلان غرُّ المعارف، وتقول: ما أطيبَ عَرْفَه! وهو الأنف وما والاه، وتطلق "معرفة" على أعراف الخيل؛ أي: على الشعر الذي يعلو رقاب الخيل، وقلة عرفاء: مرتفعة، واعْرَوْرَف البحر: ارتفعت أمواجه[9].

فالمعرفة حاصلة بعد عدم، وذاك العدم هو إمَّا لجهل أصليٍّ بالشيء، أو لنسيان بعد معرفة، فكان عدمًا بين معرفتين، فكأنَّ الشيء كان مختفيًا عن الذِّهن؛ ثم تجلى أمامه بارتفاعه وعلوه عن غيره من المدركات في تلك اللحظة، فصار مُمَيزًا وبينًا وواضحًا في الذِّهن بعد خفائه عنه لجهل أو لنسيان، فهو علا في صفحة الذِّهن بعد تستره وخفائه؛ إذ المعرفة عِلمٌ بعَيْن الشيء مُفَصَّلاً عما سواه؛ أي: يعلو في الإدراك، ويُميز عما يكتنفه من مُتشابهات، فيتميز المعلوم من غيره، وسر المسألة: أنَّ المعرفة لتمييز ما اختلط فيه المعروف بغيره فاشتبه، فالمعرفة تمييز.

والمعرفة فعلها يقع على مفعول واحد، فتقول: عرفت الدار، وعرفت زيدًا؛ قال تعالى: {فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [يوسف: 58].

أمَّا فعل العلم، فيقتضي مفعولين؛ كقوله - تعالى -: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} [الممتحنة: 10].

نلاحظ قربًا بين معنى العلم ومعنى المعرفة، ذلك أنَّ كلاًّ منهما يُعَدُّ علامة أو دلالة على شيء، وإن كانت المعرفة تدُلُّ على ما ارتفع من الشيء، والمعرفة بمعنى المجازاة إنَّما تتضمن العلم بحال المجازى وقدره، وفي المعرفة علم بسبب المجازاة، وفيها علم وعمل، وفيها ارتفاع لقدر المعروف على العارف، ومن ثم كانت معرفة الله - تعالى -: العلم اليقيني به، وعمل ما يتناسب مع قدره – سبحانه - والمعرفة تشمل في معانيها الاعتراف والإقرار، وهما علم وأدلة[10].


الفرع الثاني: الفروق الاصطلاحية:
المعرفة عند البعض أخصُّ من العلم؛ لأنَّها عِلمٌ بعَيْن الشيء مُفَصَّلاً عما سواه، وكل معرفة علم، وليس كل علم معرفة، وذلك أنَّ لفظ المعرفة يُفيد تمييز المعلوم من غيره، ولفظ العلم لا يفيد ذلك[11]، والمعرفة تقال فيما يُتَوصل إليه بتفكر وتدبر، وتستعمل فيما تدرك آثاره، ولا يدرك ذاته، تقول: عرفت الله، وعرفت الدار، والعلم يستعمل فيما يدرك ذاته[12]، وحال الإبهام تقول: عرفت زيدًا، بعد أن لم تكن، ولا تقول: علمت زيدًا.

وقيل: العلم يكون بالاكتساب، فخصَّ به الإنسان، والمعرفة بالجبلَّة، فهي إدراك جُزئي يَحصل بواسطة؛ لذلك يقال: عرفت الله، ولا يقال: علمت الله، فالعلم لما يدرك ذاته مع الإحاطة به[13].
وقيل: العلم أخصُّ من المعرفة؛ لأنَّها قبله؛ إذ تكون مع كل علم معرفة، وليس مع كل معرفة علم، إلى جانب تضمنها للخبرة العملية، فالمعرفة هي ثَمرة التقابُل والاتصال بين الذَّات المدركة والموضوع المدرك، وتتميز من باقي معطيات الشعور، من حيث إنَّها تقوم في آنٍ واحد على التقابل والاتحاد الوثيق بين هذين الطرفين.

فالمعرفة تقال على استثبات المحصول المُدْرَك، خصوصًا إذا تكرر إدراكه، فإنَّ المُدْرِك إذا أدرك شيئًا، فحفظ له محصولاً في نفسه، ثم أدركه ثانيًا، وأدرك مع إدراكه له أنَّه ذلك المُدْرَك الأول، قيل لذلك الإدراك الثاني بهذا الشرط: (معرِفة).
والمعرفة عند جمهور الناس أصلها قد يقع ضروريًّا فطريًّا، وقد يَحتاج إلى النظر والاستدلال، وقال البعض: إنَّ المعرفة نتيجة العقل: "العقل غريزة، والمعرفة عنه تكون"[14].

والبعض يرى أنَّ المعرفة لا تكون إلا مكتسبة، فلا يَجوز أن تقع بالضَّرورة لارتفاع الكلفة[15].

العلم يقال لإدراك الكلي أو المركب، والمعرفة تقال لإدراك الجزئي أو البسيط، فمتعلق العلم في اصطلاح المنطق هو المركب المتعدد، كذلك عند أهل اللغة هو المفعولان.

ومتعلق المعرفة هو البسيط الواحد، كذلك عند أهل اللغة وهو المفعول الواحد، وإن اختلف وجه التعدد والوحدة بينهم بحسب اللَّفظ والمعنى[16].

والمعرفة تنصرف إلى ذات المسمَّى، أمَّا العلم فينصرف إلى أحواله من فضل ونقص، ولذا جاء الأمر في القرآن بالعلم دون المعرفة[17] [18]، وميز بينهما.


كما أنَّ العلم يقابله في الضدِّ الجهل والهوى، أما المعرفة فهي ضد الإنكار والجحود.

ورد كلاَ اللفظين في القرآن الكريم، فلفظ المعرفة كقوله - تعالى -: {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83]، وفي {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146]، وأمَّا لفظ "العلم"، فهو أوسع إطلاقًا، كقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، وفي قوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]، وقوله: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]، وغيرها كثير.

واختار الله - سبحانه - لنفسه اسم "العلم" وما تصرف منه، فوصف نفسه بأنَّه "عالم"، و"عليموعلام ويعلم"، وأخبر أن له علمًا، دون لفظ "المعرفة" في القرآن كله، ومعلوم أنَّ الاسم الذي اختاره الله لنفسه هو الأكمل المشارك له في معناه.

وجاء لفظ "المعرفة" في القرآن في مُؤمني أهل الكتاب خاصة؛ كقوله - تعالى -: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83]، وقوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146].

فالفرق بين إضافة العلم إلى الله - تعالى - وعدم إضافة المعرفة لا يرجع إلى الأفراد والتركيب في متعلق العلم، وإنَّما يرجع إلى نفس المعرفة ومعناها، فإنَّها في مجاري استعمالها إنَّما تستعمل فيما سبق تصوُّره من نسيان، أو ذهول، أو عزوب عن القلب، فإذا تُصوِّر وحصل في الذِّهن قيل: عرفه، أو وصف له صفته ولم يره[19][20].


فإذا رآه بتلك الصفة وتعينت فيه، قيل: عرفه، ألا ترى أنَّك إذا غاب عنك وجه الرجل، ثم رأيته بعد زمان، فتبيَّنتَ أنه هو، قلت: عرفته؟ وكذلك عرفت اللفظ، وعرفت الديار، وعرفت الطريق، وسر المسألة: أن المعرفة لتمييز ما اختلط فيه المعروف بغيره فاشتبه، فالمعرفة تمييز، ومن هذا قوله - تعالى -: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146]، فقد كان عندهم من صفته - عليه الصلاة والسلام - قبل أن يروه، ما طابق شخصه حين رؤيته، وجاء {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146] من باب ازدواج الكلام، وتشبيه أحد اليقينين بالآخر.

قال ابن القيم: وأمَّا ما زعموا من قولهم: إنَّ "علمت" قد يكون بمعنى "عرفت"، واستشهادهم بنحو قوله - تعالى -: {لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101]، وقوله: {وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60]، الذي دعاهم إلى ذلك أنَّهم رأوا "علمت" قد تعدت إلى مفعول واحد، وهذا هو حقيقة العرفان، فاستشهاد ظاهر على أنَّه قد قال بعض الناس: إنَّ تعدي فعل العلم في هذه الآيات وأمثالها إلى مفعولٍ واحد لا يُخرجها عن كونها علمًا على الحقيقة، فإنَّها لا تتعدى إلى مفعول واحد على تعدي "عرفت"، ولكن على جهة الحذف والاختصار.

فقوله: {لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101] لا تنفي عنه معرفة أعيانهم وأسمائهم، وإنَّما تنفي عنه العلم بعدوانهم ونفاقهم، وما تقدم من الكلام يدلُّك على ذلك، وكذلك قوله: {وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60]، فربَّما كانوا يعرفونهم ولا يعلمونهم أعداءً لهم، فيتعلق العلم بالصفة المضافة إلى الموصوف لا بعينه وذاته، ومثل ذلك من يقول: إنَّ "سأل" يتعدى إلى غير العقلاء: سألت الحائط، والدار، يَحتج بالآية، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]، وذاك جهل بالمجاز والحذف، وليس ما قاله هؤلاء بقوي، فإن الله - سبحانه - نفى عن رسوله معرفة أعيان أولئك المنافقين، وهذا صريح اللفظ.

ومجيء نفي معرفة نفاقهم من جهة اللزوم، فهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يعلم وجود النفاق في أشخاص منافقين مُعيَّنين، وهو موجود في غيرهم ولا يعرف أعيانهم، وليس المراد أن أشخاصهم كانت معلومة له معروفة عنده، وقد انطَوَوا على النفاق، وهو لا يعلم ذلك فيهم، فاللفظ لم يدل على ذلك بوجه، وعلى هذا ينبغي حمله على معرفة أشخاصهم لا على معرفة نفاقهم.

نخلص إلى ترتيب ما سبق في نقاط عن الفروق بين العلم والمعرفة:
1 - "المعرفة" تتعلق بذات الشيء؛ أي: مسماه، و"العلم" يتعلق بأحواله   وصفاته، فتقول: عرفت أباك، وعلمته صالحًا عالمًا، ولذلك جاء الأمر في القرآن بالعلم دون المعرفة؛ كقوله - تعالى -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، فالمعرفة: حضور صورة الشيء، ومثاله العلمي في النفس، والعلم: حضور أحواله وصفاته، ونسبتها إليه، فالمعرفة تشبه التصوُّر، والعلم يشبه التصديق.
2 - "المعرفة" في الغالب تكون لما غاب عن القلب بعد إدراكه، أو تكون لما وصف له بصفات قامت في نفسه، فإذا رآه وعلم أنه الموصوف بها، قيل: عرفه.
قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} [يونس: 45]، وقال تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [يوسف: 58]، وقال: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ} [الأنعام: 20] لما كانت صفاته معلومة عندهم، لما رأوه عرفوه بتلك الصفات، فالمعرفة تشبه التذكر للشيء، وهو حضور ما كان غائبًا عن الذكر، ولهذا كان ضد المعرفة الإنكار، وضد العلم الجهل.
3 - "المعرفة" تفيد تمييز المعروف عن غيره، و"العلم" يفيد تمييز ما يوصف به عن غيره، وهذا الفرق غير الأول، فإنَّ ذاك يرجع إلى إدراك الذَّات، وهذا يرجع إلى تخليص الذَّات من غيرها، بتخليص صفاتها من صفات غيرها.
4 - أنَّك إذا قلت: علمت زيدًا، لم يُفِدِ المخاطب شيئًا؛ لأنَّه ينتظر أن تخبره على أي حال علمته، فإذا قلت: كريمًا أو شجاعًا، حصلت له الفائدة، وإذا قلت: عرفت زيدًا، استفاد المخاطب أنك أثبته وميزته عن غيره، ولم يبقَ مُنتظِرًا لشيء آخر، وهذا الفرق في التحقيق إيضاح للفرق الذي قبله.
5 - "المعرفة" علم بعين الشيء مُفصلاً عمَّا سواه، بخلاف "العلم"، فإنَّه قد يتعلق بالشيء مجملاً.
وهذا يشبه فرق "صاحب المنازل  "، فالمعرفة إحاطة بعين الشيء كما هو، وعلى هذا الحدِّ لا يُتصور أن يُعرف الله ألبتة، ويستحيلُ عليه هذا الباب بالكلية، فإنَّ الله - سبحانه - لا يُحاط به علمًا، ولا معرفة ولا رُؤية؛ {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110]، بل حقيقة هذا الحد انتفاء تعلُّق المعرفة بأكبر المخلوقات وأظهرها، وهي الشمس والقمر، بل لا يصحُّ أن يعرف أحد نفسه وذاته أَلْبَتَّة، وهذا على مذهب.
6 - أكثر استعمالات المعرفة في القرآن كان في مقام الذم، كالجحود والإنكار والنِّفاق، وهذه المواقف لم تكن لما وصف أنَّه علم، بل لم يأمر الله - تعالى - نبيَّه بالدُّعاء له بالزيادة في شيء إلا في العلم؛ {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].
7 - المعلومات المتراكمة بالحافظة في أصلها تُسمى معارف ومعرفة، سواء كانت خبرة تجريبيَّة أم فكرية، فإذا رتبت ونظمت، وكانت على قواعد ونسق كانت علمًا، مثال ذلك: العرب تتكلم الفصحى أصالةً، لكن لا يسمى أحد منهم نحويًّا؛ حتى يدرك قوانين النحو وينظمها، ويعلم علة تغيُّر أواخر الكلم، ومثل ذلك البنَّاء والمهندس، فالمعرفة إدراك الفعل، والعلم إدراك علة الفعل.

خلاصة ذلك:

يتبيَّن أنَّ مسألة الوقوف على دلالات لفظيِ العلم والمعرفة؛ بُغية تحديد مفهومهما - تتطلب الخوض في مباحث العلماء الفكريَّة المتعددة الألوان والاتِّجاهات، فهم يتصرفون بالألفاظ ويطوعون معانيها لأفكارهم، وينقلون دلالتها عن العُرف، وإلى الاصطلاح، بلغة قد تصل إلى درجة الغموض، في الابتعاد عن مدلولها الأصلي، خدمة لاتِّجاهاتِهم ومذاهبهم، بدليل كثرة المنازعات، والمجادلات الفكرية حول وضع بعض هذه الألفاظ، في حدود اصطلاحات معلومة؛ ولذا سعينا بالبحث قَدْر المستطاع في المعاني بالقرآن الكريم، وجعله معيارًا لها، رغم ذلك فجهود العلماء بتنوع مشاربهم واختلاف توجهاتهم إنَّما كانت تعكس صورة للتقدُّم الفكري والحضاري، حتى إنَّك لتجد نُكَتًا ولطائفَ بديعة تخلب اللُّب، وتحير الذِّهن؛ لقوة نظرهم، وسعة علمهم، ودقة فهومهم.

المطلب الثاني: المصطلحات المرادفة للعلم والمعرفة في القرآن الكريم:
أخذ العلم مفهومًا جامعًا لمعاني كثيرة، ذلك لأنَّ العلم أو المعرفة علاقة بين عالم ومعلوم، وبين ذات عارفة وموضوع معروف، فهو من جهة ذاتي، ومن جهة أخرى موضوعي؛ أي: له موضوع متحقق في الخارج، ثم العلم أو المعرفة درجات تبدأ من الحس إلى التجريد العقلي، ثم الحفظ والتذكُّر، ثم التفكر والتدبُّر.

وللعلم درجات من حيث الشك والظَّن واليقين، وفيه حركة للفكر في المعقولات، كما أن فيه انقداحَ فكرٍ وخاطرٍ، وسرعة بديهة وذكاء، وقد يكون العلم علمًا مجردًا سطحيًّا، كما قد يكون علمًا مستغرقًا عميقًا، أو فقهًا.

لذلك كلِّه نَجد أنَّ للعلم أو المعرفة مرادفات كثيرة، وإن كان لكل لفظ مرادف له علاقة بالعلم الشامل من جهة ما، واختصاص من جهة أخرى، والتي حاولنا تتبُّعها في الفصل السابق؛ حيثُ تجاوز "100" لفظ، كما عرضنا في مَراتب وصول العلم "العمليات الإدراكية"، وكلها درجات للعلم في النفس تصعد وتنزل، نُحاول إجلاء أهم ما وافق ورادف العلم والمعرفة في القرآن، وإن كان لكل لفظ شيء من زيادة معنى.

1 - الأَذَن: العِلم، الاسم من أذِن يأذَنُ، مصدره بمعنى الإعلام، وقد ورد في القرآن بأكثر من صيغة دالاًّ على معنى الإعلام والإخبار؛ قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]؛ أي: علم ربك، وتَفَعَّل بمعنى فَعِل أو افعَل، فتَأَذَّن ربك مثل علم الله، وشهد الله[21].
2 - البصير: العليم بالشيء الخبير به، في الآية: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} [طه: 35] عالمًا بالأحوال، وفي قوله: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا} [طه: 96]؛ أي: علمت ما لم يعلموا.
3 - الحس: مأخوذ من إصابة الحاسَّة، من الثلاثي حَسَّ، والإحساس الوجود والمشاهدة، فأحسَّ: علم ووجد ورأى؛ كما في آية: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87]؛ أي: فتعرَّفُوا منهما، وتطلبوا خبرهما، وهما تَفعُّل من الإحساس وهو المعرفة[22].
4 - الحكمة: هي العلم بالأمور العمليَّة فقط، والعلم أعمُّ منها، والحكمة من الله - تعالى - العلم بالأشياء وإيجادها على وجه الإتقان وغاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات.
5 - الخبر: العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر[23]، والخُبر - بالضم - العلم بالشيء مع بيانه؛ {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [الكهف: 68]؛ والخِبرة: المعرفة ببواطن الأمور.
6 - الدَّرك: والإدراك، وهو اللقاء والوصول، فالقوة العاقلة إذا وصلت إلى ماهية المعقول، وحصلتها كان ذلك إدراكًا من هذه الجهة[24]، كما أدرك يأتي بمعنى: بَلَغ أقصى الشيء في العلم[25]، ويدل على تمثل حقيقة الشيء وحْدَه، من غير حكم عليه بنفي أو إثبات، وهنا يُسمى تصوُّرًا، وإذا دل على تمثل حقيقة الشيء مع الحكم عليه بأحدهما سمي تصديقًا[26]، وهو بهذا المعنى مرادف للعلم، كما يتناول جميع القوى المدركة، فيقال: إدراك الحس، وإدراك الخيال، وإدراك الوهم، وإدراك العقل.
7 - الذِّكر: يراد به هيئة للنفس، بما يُمكن للإنسان أنْ يَحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إلا أنَّ الحفظ يقال اعتبارًا بإحرازه، والذِّكر يقال باستحضاره، سواء بالتدبُّر أو بالنطق أو بالحديث على هيئة الحكاية، ويقال لحضور الشيء بالقلب أو القول: ذِكْر، وكل واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان، وذكر عن غير نسيان، بل عن إدامة الحفظ[27].
ويُسمى العلم تذكُّرًا لقُوة الدَّلائل وظهورها، كأن العلم كان حاصلاً، ولو بعد حين؛ {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ} [يس: 69].
8 - الرأي: النَّظر بالعين والقلب، و"رَأَى" البصرية تنصب مفعولاً واحدًا، ورأى القلبيَّة تنصب مفعولين.
فـ"رأى" مُشترك بين الإدراك والعلم، فما يذكر مَنسوب إلى الله - تعالى - من الدَّلائل فبمعنى العلم، وما كان غير ذلك، فينصرف معناه إلى الإدراك للأمور التي تنظر بعين القلب.
9 - السُّؤال: استدعاء معرفة، أو ما يُؤدي إلى معرفة، غَيْرَ أنَّه من الله - تعالى - للتنبيه، أو التعريف، أو التبكيت، فلا يصحُّ عليه – تعالى - طلب المعرفة[28].
10 - الشُّعور: علم الشيء عن علم حِسٍّ، ومشاعر الإنسان حواسه، فتقول: شعرت كذا؛ أي: عَلِمْتُ علمًا في الدقة كإصابة الشَّعر، فهو يأتي بمعنى: علم وفطن ودرى؛ قال الزمخشري: وما شعرت به: ما فطنت له وعلمته... وما يشعركم: ما يدريكم، وأشعرت أمر فلان: جعلته معلومًا مشهورًا[29]، وقال رشيد رضا: إنَّه إدراك ما دق من حسي وعقلي[30].
فهو إدراكٌ بغير استثبات، وأول مَراتب وصول العلوم إلى القوة العاقلة، وعند علماء النفس هو: إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله إدراكًا مباشرًا، وهو أساس كل معرفة، وللشُّعور مراتب مُتفاوتة الوضوح[31].
وجملة القول:إنَّ الشعور هو الظاهرة الأولى للحياة العقليَّة، أو هو ما تتميز به الظَّواهر الطبيعية، وله عدة مظاهر هي: الحضور الذهني أو الإدراك المباشر، والأثر المركزي للتنبيه الحسي، والقُدرة على الاختيار، وإدراك علاقة المدرك بالعالم الخارجي، وقدرته على التأثير فيه.
11 - الظَّن: علم يحصل من مُجرد أمارة، ومتى قَوِيَت أدَّت إلى العلم، ومتى ضعفت جدًّا لم يتجاوز حد التوهم؛ قال المُبَرِّد: ليس من كلام العرب: أظنُّ عند زيد مالاً، بمعنى أعلم؛ لأنَّ العلم المشاهدة لا يناسب الظَّن، وأصل الظن ما يَجول في النفس من الخاطر، الذي يغلب على القلب كأنَّه حديث النفس بالشيء، ويُؤوَّل جميع ما في القرآن من الظن بمعنى العلم على هذا.
والظَّن والشك والتجوز نظائر، إلا أنَّ الظن فيه قوة على أحد الأمرين دون الآخر، وحَدُّه: ما قوِي عند الظانِّ على ظنِّه، مع تجويز أنْ يكون على خلافه، فبالتجويز ينفصل عن العلم، وبالقوة ينفصل عن الشك[32]، وهذا خارج عن الدلالة المعجمية؛ لأنَّ غالب الظن يُسمى علمًا، وقد ورد في القرآن بمعنى اليقين وبمعنى الشك والتهمة والحُسبان.
قال الطبري عن مجاهد: كُلُّ ظن في القرآن - "إنِّي ظَنَنت" - بمعنى إنِّي علمت[33]؛ لأن الظن من المؤمن يقين، وما كان من ظن الآخرة فهو علم، وكل ذم له فهو بمعنى الإدراك المرجوح، غَيْرَ أنَّ وجه الفرق بين قولك: ظننت أنه كذا، قاصدًا اليقين، وعلمت أنه كذا - أنَّ الظن يقين عن غير معاينة، إنَّما هو بالخبر اليقين، أمَّا علمت فتلزم المعاينة.
12 - العقل: ضد الجهل، وهو مجموعة علوم لأجلها يَمتنع الحي عن كثير من المقبِّحات، ويفعل كثيرًا من الواجبات، وسميت تلك العلوم عقلاً؛ لأنَّها تعقل وتَمنع، وقيل: لأنَّها تعقل العلوم المكتسبة، والفرق بين العقل والعلم هو: أنَّ العقل قد يكمُل لمن فقد بعض العلوم، ولا يكمل العِلم لمن فقد بعض عقله؛ لأنَّه القوة المتهيئة لقَبول العلم[34].
والمراد بالعقل في كلامه - تعالى - هو الإدراك الذي يتمُّ للإنسان مع سلامة فطرته، فالبيان يُتِم العلم، والعلم مقدمة للعقل ووسيلة إليه؛ {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
13 - الفقه: هو العلم بالشيء والفهم له والفطنة، وقيل: هو التوصُّل إلى علم غائب بعلم شاهد، وهو أخصُّ من العلم، فالفقه: العلم بغرض المخاطِب من خطابه، تقول: فقهت كلامك؛ أي: وقفت على غرضك من هذا الخطاب[35].
ويلاحظ في الفقه أثر علمي في النُّفوس، وأنَّه من جهة الخطاب، كما يلاحظ فيه كذلك أنه ليس مجرد العلم، وإنَّما هو العلم المؤثر في النَّفس الدافع للعمل، ولذلك سمي علم الفروع فقهًا؛ لأنه علم بالأحكام الشرعية الفرعية العلمية المكتسبة من الأدلة التفصيلية.
فالعلم والفقه وإن اجتمعا بمعنى واحد، وهو الإدراك والعرفان، إلاَّ أنَّ المتبادر من العلم تيقن المعلوم، والمتبادر من الفقه تأثيرُ العلم في النفس، الدافع للعمل، ولذلك وصف الله - تعالى - المنافقين بأنَّهم لا يفقهون ولا يعلمون؛ إذ قال سبحانه: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 87]، {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 93] [36].
14 - الفهم: هو سُرعة الفطنة وتوقدها، وسرعة انتقال النفس من الأمور الخارجيَّة إلى غيرها؛ لأنَّه السبيل الوحيد إلى العلم والعرفان، وقيل: هو تصوُّر المعاني، واستنباطها من الألفاظ، أو هيئة للنفس يتحقَّق بها ما يكون حسنًا، وما يكون غير ذلك بتصور الشيء من لفظ المخاطب.
15 - النَّظر: هو الإقبال على الشيء بالبصر، ومن ذلك النظر بالقلب؛ لأنَّه إقبال على الشيء بالقلب، والانتظار: الإقبال على الشيء بالتوقع له، وأكثر ما جاء من مادته في القرآن بالبصر والبصيرة؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى التفكر والتدبر[37].
16 - الوَعْي: معناه الجمع والحفظ، وجاء بمعنى التفكُّر والتدبُّر، ولما يحفظ ويجمع في قوله - تعالى -: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12].
17 - اليقين: يعبر عن التحقق، وإزاحة الشكِّ، والإدراك الواثق الذي لا يلتبس بوَهم، أو ظن أو تخمين أو ارتياب، ولما فيه من معنى الشك والتحقُّق، لا يوصف به الله - تعالى - بأنه يتيقن الأشياء[38]؛ لأن اليقين هو العلم بالشيء بعد أنْ كان شاكًّا فيه، وذلك بعد أن تكثُر الدَّلائل، وتتوافق وتتطابق، فتصير سببًا لحصول اليقين، على سبيل الثقة؛ لذا كان كلُّ يقين علمًا، وليس كل علم يقينًا[39].
فهو فوق المعرفة والدِّراسة، ولا يقال: معرفة يقين؛ لأنَّ اليقينَ من صفة العلم، وذكر بعض المفسرين أنَّ من معاني اليقين في القرآن الكريم العلم والعَيَان[40]

ـــــــــــــــــــــــــ

[1]   "جمهرة اللغة"، ابن دريد، ج3، ص 16. [2]   "أساس البلاغة"، الزمخشري، ص 653. [3]   "مجمل اللغة"، ابن فارس، ج3، ص 624. [4]   "القاموس"، الفيروز آبادي، ص 1140.
 - "بصائر ذوي التمييز"، الفيروز آبادي، ج4، ص 88. [5]   "صحاح اللغة"، الجوهري، ج4، ص (1400 - 1401). [6]   "الأفعال"، أبو القاسم علي بن جعفر السعدي بن القطاع، عالم الكتب، بيروت، 1983، ج1، ص 12. [7]   "مقاييس اللغة"، ابن فارس، ج4، ص 281. [8]   "أساس البلاغة"، الزمخشري، ص 624. [9]   "المرجع نفسه"، ص 624. [10]   "نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة"، راجع الكردي، ص 34. [11]   "الفروق اللغوية"، أبو هلال العسكري، ص (62 - 63). [12]   "معجم ألفاظ العلم والمعرفة"، عادل زاير، ص11. [13]   "الأفعال"، ابن القطاع، ج2، ص 323. [14]   "المسائل في أعمال القلوب والجوارح"، الحارث المحاسبي، تح: مصطفى عبدالقادر عطا، دار الشهاب، باتنة، 1987، ص239. [15]   "مجموعة الرسائل الكبرى"، تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني، تح: محمد رشاد سالم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط(2)، 1992، ج 1، ص 14. [16]   "الكليات"، الكفوي، ص 612. [17] "بصائر ذوي التمييز"، الفيروزآبادي، ج4، ص 49.
قال ابن القيم: وهذه الطائفة [الصوفية] ترجع المعرفة على العلم، وكثير منهم لا يرفعُ بالعلم رأسًا، ويعدُّه قاطعًا وحجابًا دون المعرفة،وأهل الاستقامة منهم أشدُّ الناس وصية للمريدين بالعلم، وعندهم لا يكون ولي الله كاملَ الولاية من غير أولي العلم أبدًا.   [18] "الفروق الشرعية واللغوية عند ابن قيم الجوزية"، علي إسماعيل القاضي، دار ابن القيم، الرياض. ط(1)، 1923، ص 70، "بدائع الفوائد"، أبو عبدالله محمد بن أبي بكر قيم الجوزية؛ تح: هاني الحاج، المكتبة التوفيقية، القاهرة، دت، ج1، ص 301.
[19]"الفروق الشرعية واللغوية عند ابن قيم الجوزية"، علي إسماعيل القاضي، دار ابن القيم، الرياض. ط(1)، 1923، ص 70، "بدائع الفوائد"، أبو عبدالله محمد بن أبي بكر قيم الجوزية؛ تح: هاني الحاج، المكتبة التوفيقية، القاهرة، دت، ج1، ص 301. [20] قال بعض أهل التحقيق: يجوز إسناد العلم بمعنى المعرفة إليه – تعالى - وإن لم يجز إسناد المعرفة؛ لأن منع إسنادها نشأ عن لفظ المعرفة دون معناها؛ إذ لفظ المعرفة شاع في الإدراك بعد النسيان أو بعد الجهل؛ "الكليات"، الكفوي، ص 612. [21] "الكشاف"، الزمخشري، ج2، ص 127. [22] "بصائر ذوي التمييز"، الفيروزآبادي، ج2، ص 153. [23] "المفردات"، الراغب، ص 141. [24] "مفاتيح الغيب"، الرازي، ج1، ص 282. [25] "معجم ألفاظ العلم والمعرفة"، عادل زاير، ص 89. [26] "التعريفات"، الجرجاني، ص 9. [27] "المفردات"، الراغب، ص 177. [28] "بصائر ذوي التمييز"، الفيروزآبادي، ج3، ص 162. [29] "أساس البلاغة"، الزمخشري، ص 494. [30] "تفسير القرآن الحكيم: تفسير المنار"، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، دت، ج1، ص 117. [31] "المعجم الفلسفي"، جميل صليبا، ج1، ص (703 - 704).  [32] "بصائر ذوي التمييز"، الفيروزآبادي، ج3، ص 545. [33] "جامع البيان"، الطبري، ج29، ص 60. [34] "بصائر ذوي التمييز"، الفيروزآبادي، ج4، ص 85. [35] "التعريفات"، الجرجاني، ص (147 - 148). [36] "نظرية المعرفة"، راجح الكردي، ص 56. [37] "الكشاف"، الزمخشري، ج1، ص 599. [38] "التفسير الكبير"، الرازي، ج2، ص 33. [39] "المفردات"، الراغب، ص 575. [40] "إصلاح الوجوه"، الدامغاني، ص 504.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,419

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.