التلفاز.. خطورته على الأطفال تزداد عندما ينسحب الوالدان من الإشراف والمتابعة!

    لا يختلف اثنان من ان للتلفاز دوراً كبيراً وخطيراً في نفس الوقت في تأسيس المفاهيم وطمس مفاهيم خصوصاً اذا صيغت تلك الدعاية بأسلوب منمق يراعي نفسيات الطفل وبالذات في المرحلة العمرية الأكثر استقبالاً لأي تغير الا وهي مرحلة ما قبل المراهقة.

والتلفاز تزداد خطورته اذا انسحب الوالدان من الاشراف على متابعة اطفالهم، خصوصاً اذا علمنا ان هناك توجهات خطيرة لبعض القنوات لتغيير مفاهيم ومعتقدات ومسلمات توارثها الاجيال جيلاً بعد جيل.

والمتمعن فيما يقدمه التلفزيون بمحطاته المختلفة على المستوى العربي يشير الى ان المعلومات الإسلامية في برامج الاطفال لاتصل الى (8%) بينما تزيد المعلومات التي تتحدث عن الانفلات الأخلاقي عن (30%).

واذا هذا الامر يحدث ببرامج الاطفال فالأمر أسوأ بتلك البرامج الموجهة للكبار والتي مع الأسف الشديد تحتوي على محتوى اخلاقي تنفر منه الفطرة السليمة، لاسيما اذا علمنا انها تبث في اوقات يتواجد بها الاطفال مع الاسرة دون ان يحرك رب الاسرة ساكنا لسد هذا الثغرة التي تأتي من قبله.

وتزداد خطورة التلفزيون انه استبدل تلك القدوات العظيمة من السلف الصالح وسيرة الامة العظيمة او حتى العظماء الذين غيروا العالم بقدوات صنعهم العالم الحديث بمعاييره الخاصة البعيدة كل البعد عن القدوات الحقيقية التي يؤدي اتباع خطواتها الى دمار الأمة وتحطم مبادئها.

خطورة الاعلام هو في تعود العين على بعض المناظر غير المألوفة كاللبس الفاضح لدرجة ان العين ومع مرور الوقت تعتبر اللبس الفاضح هو الاصل والحشمة هي الشواذ، اضف لذلك بعض الكلمات والعبارات التي تستخدم مثل البرامج الدينية بدلا من الاسلامية او الفتوحات العربية بدلا من الاسلامية ودولة اسرائيل بدلا من العدو الصهيوني.

وهناك بعض المسلسلات المفضلة لدى الكبار يشاهدها الصغار وهذه المسلسلات ومع الأسف الشديد تبث كلمات نابية لا علاقة لها بالفضيلة تنغرس في عقل الطفل وتنمو معه وتصبح جزءاً من قاموسه اللغوي، فضلاً على تعليم تلك المسلسلات للعنف الاسري وصنع بعض المحرمات التي لايقرها لا عرف ولادين.

اضف الى ذلك ان التلفاز وما يبثه من مسلسلات وافلام كرتونية ساهم في القضاء على الاسرة الممتدة والمكونة من الزوج والزوجة والاطفال والجد والجدة واكتفي بالوالدين والاطفال او مايعرف بالاسرة النووية.

التلفاز ومع الأسف الشديد ساهم في توتر العلاقة بين الآباء والأطفال لدرجة ان عقوق الوالدين بدأ في الظهور خلال السنوات الأخيرة ودور الرعاية خير شاهد على ذلك.

 

 


يؤثر سلباً على العيون

التلفاز ساهم ايضاً في زيادة نسبة الطلاق بالمجتمعات العربية بسبب مطالبة الازواج لتلك المشاعر التي حبكها كاتب بارع ومثلها ممثل ماهر ليحسبها الجميع وكأنها ديدن تلك الشعوب او من يؤدي تلك الادوار.

كما ان التلفاز ساهم في زيادة الجريمة والسرقة والتمرد الاجتماعي.

ان المتمعن في تلك الافلام الكرتونية الموجهة للاطفال يجد انها تعزز مفاهيم ومعتقدات خاطئة تترسخ مع مرور الوقت بذاكرة الاطفال لتصبح جزءاً من شخصيته كثقافة، فضلاً عن انها تبث في اوقات الصلاة وفي اوقات نوم الاطفال.

وقد حدد علماء النفس عدة مواقف تسبب الفزع للاطفال اثناء مشاهدتهم لبرامج التلفزيون:

• اذا صدرت هذه السلوكيات التمثيلية من بطل معجب به هذا الطفل.

• عندما يكون الطفل صغيراً جداً "قبل سن الخامسة" بحيث انه لايميز بين الخيال والحقيقة.

• عندما يتطرق التلفاز لمخاوف مرت على الطفل خلال مراحل عمره.

ان الشواهد اليومية تؤكد بأن تلك المشاهد التي تبث عبر التلفزيون لا تؤثر فقط في السلوك او زعزعة المعتقد بل اصابة الاطفال بأمراض كثيرة فبالاضافة الى مشاكل العيون هناك اضطرابات النوم والاحلام المزعجة والكوابيس والتبول الليلي اللا إرادي والمخاوف المرضية وزيادة نسبة العدوانية.

وفي احدى الدراسات المنشورة قال (20%) من الكبار و(30%) من الصغار: إن هناك اشياء ترسخ في مخيلاتهم وتطاردهم يوميا وبالذات قبل النوم وفي ليلة المشاهدة.

ولو لم يسبب التلفاز من مضار على الاطفال سوى الركون للخيال والرغبة في الهروب من الواقع والتسويف في حل مشاكله لكفى لجعل الوالدين يصرفان ابناءهما عنه.

لابد ان يكون هناك انتفاضة من قبل رجال الاعمال وعلماء الشريعة والادباء والمفكرين واساتذة الجامعات في اصلاح المجتمع من خلال هذه الشاشة الصغيرة كل حسب جهده، ولو انني اعيب على بعض القادرين على تأسيس قنوات للاطفال من احجامهم عن تأسيس قنوات يؤجرون عليها يوم القيامة، وكم كنت اتمنى من أولئك الذين يتحدثون بالتلفاز كثيراً ان يركزوا على تأسيس قنوات جديدة موجهة للاطفال.

نريد منهم ان يكثروا من القنوات التي تتحدث عن:

• ترسيخ المعتقدات

• ترسيخ الآداب والأخلاق العامة

• الإقلال من الجريمة وخطورة السرقة

• احترام الوالدين وكبار السن.

• احترام النظافة

• احترام النظام

• حب العمل وزيادة الهمة

• الاستزادة من العلم

• حب الوطن

• احترام الآخر مهما كان هذا الآخر.

ولابد لنا كأفراد وكمؤسسات حكومية وغير حكومية من التركيز على البرامج الموجهة للأطفال من خلال:

• انتاج أفلام كرتونية إسلامية.

• إنتاج ألعاب إسلامية تعلم الأخلاق الإسلامية الأصيلة.

• المساهمة في إنتاح ألعاب الاتاري والبلي ستيشن بصيغة اسلامية.

• التوسع في تجميع القنوات الاسلامية سواء الموجهة للاطفال او للكبار حيث نلاحظ ان هناك اقبالاً عليها هذه الايام.

او صرف انظار الاطفال عن التلفاز ب

• التوسع في الاندية الرياضية المحلية واشراك الاطفال بها.

• تشجيع الاطفال على القراءة والاطلاع والتوسع في مجلات الاطفال واشراك الاطفال فيها.

التوسع في الحدائق والملاهي ونشرها بالأحياء القريبة.


تزيد المعلومات التي تتحدث عن الانفلات الأخلاقي عن (30%).


للتلفاز دور كبير وخطير في نفس الوقت في تأسيس المفاهيم وطمس مفاهيم

 

إقرأ أيضاً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 242 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,346

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.