المخدرات وأضرارها وطرق العلاج من إدمانها 

تسبب الخمور والمسكرات والمخدرات والعقاقير المخدرة مخاطر ومشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم , وتكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة . حيث تسبب المشكلات الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتي تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمعالجتها . 
فالإدمان لم يعد مشكلة محلية تعاني منها بعض الدول الكبرى أو الصغرى أو بلدان محلية أو إقليمية , بل أصبح مشكلة دولية , تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية , لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصالها , وترصد لذلك الكفاءات العلمية والطبية والاجتماعية , لمحاولة علاج ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية , وتنفق الأموال الطائله لتضيق الحد من تفشيها وانتشارها . 

والخمور والمسكرات معروفة منذ ما قبل التاريخ , كما كانت منتشرة في الجاهلية , فكان من بين تلك النباتات التي أستخدمها الإنسان نبات القنب الذي يستخرج منه الحشيش والماريجوانا , ونبات الخشخاش الذي ينتج الأفيون والذي يتم تصنيع المورفين والهيروين والكودائين منه حالياً , وبعض أنواع الصبار , ونبات الكوكا الذي يصنع منه الكوكائين في العصور الحديثة , ونباتات ست الحسن والداتورة وجوزة الطيب وعش الغراب .
فلما جاء الإسلام حرم تعاطيها والاتجار بها , وأقام الحدود على ساقيها وشاربها والمتجر بها , وقد أكد العلم أضرارها الجسمية والنفسية والعقلية والاقتصادية , و مازال انتشارها , يشكل مشكلة خطيرة تهدد العالم كله . 
فبمرور الزمن تعرف الإنسان في عصرنا الحالي على النتائج الخطيرة التي تنجم عن استخدام تلك المخدرات و العقاقير والمركبات والمشروبات الكحولية , بعد أن أصبح الإدمان أحد مظاهر الحياة المعاصرة . وتبين أن استخدام العديد من هذه المواد يؤدي إلى ما يسمى بالاعتماد البدني والاعتماد النفسي . 
ويشير الاعتماد البدني إلى حالة من اعتماد فسيولوجي للجسم على الاستمرار في تعاطي المواد التي أعتاد المرء على تعاطيها . وإن التوقف عن التعاطي يؤدي إلى حدوث أعراض بدنية مرضية خطيرة يمكن أن تنتهي في ظروف معينة إلى الوفاة , الأمر الذي يجعل المرء يعود مقهوراً إلى استخدام تلك المواد لإيقاف ظهور هذه الأعراض البدنية الخطيرة . 
وبعد أن كان المرء يتعاطى العقاقير أو المركبات أو المخدرات أو الكحوليات بهدف الدخول في حالة من اللذة والبهجة , يصبح تعاطي هذه المواد هادفاً لإيقاف الأعراض البدنية المزعجة التي يثيرها التوقف عن التعاطي .
وهكذا يصبح المرء أسيراً و عبداً للمادة التي أعتاد على تعاطيها و لا يستطيع الفرار منها إلا إذا اتخذت أساليب علاجية معينة لفترة طويلة. 
وعادة ما يتطور الموقف لأبعد من هذا , حيث يعمد المتعاطي إلى استخدام مواد أخرى جديدة بالإضافة إلى المواد التي أدمن عليها بهدف نشدان المتعة والمشاعر الأولى التي كان يسـتمتع بها من قبل. إلا أنه بعد فترة وجيزة يعجز عن تحقيـق ذلك , ويصبـح التعاطي هدفـاً فقط إلى إيقـاف الأعراض المؤلمـة - المميتة في بعض الأحيان – التي يعاني منها المرء بمجرد توقفه عن استخدام تلك المواد . 
وأما فيما يتعلق بالاعتماد النفسي , فان ذلك يشير إلى نشوء رغبة قهرية نفسية شديدة من نشدان الحصول على المادة التي أدمن عليها المرء لتعاطيها . 
وتدور حياة المرء في حلقة مفرغة , إذ أنه ما أن يتعاطى الجرعة التي أدمن عليها حتى يبدأ في البحث عن مصادر يستمد منها الجرعات التالية , الأمر الذي ينتهي به إلى التدهور اجتماعيا واقتصاديا ومهنياً وإهمال شئون نفسه وأسرته . 
لذا يجب علينا أن لا نقف موقف المتفرج , بل علينا أن نشارك بكل ثقلنا وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانات مادية أو معنوية . فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , فعلى الآباء والمربون وأولو الأمر ملاحظة أبنائهم واحتضانهم واحتوائهم . وفي الوقت نفسه يكونوا القدوة والمثل لهم , والعين مفتوحة عليهم وعلى أصدقائهم والأماكن التي يرتادونها هؤلاء الأبناء . 
وعلينا أن نحمى أبنائنا ومستقبلنا الحضاري من هذا الخطر . بل أخطر المعارك التي تهدد المسلمين بالتخلف والتمزق وضياع الأمل في التنمية . إنها مؤامرة تستهدف وتستدرج المسلمين إلى حروب مهلكة تستهلك طاقاتهم كلها . مؤامرة لإغراق المسلمين في دوامة المخدرات . 
فبتضافر الجهود وبمزيد من الإيمان بالله سيتم القضاء على مشكلة المخدرات . 
ما هي المخدر ؟
المخدرات هي جمع مخدر، وهي تأتي بشكل حبوب أو أقراص أو كبسولات أو مسحوق، وعند تعاطي هذه المواد تؤثر في جسم الإنسان وتؤدي إلى الأمراض الصحية والنفسية والعقلية .
أضرار المخدرات
تعد مشكلة المخدرات من أكبر المشكلات في وقتنا الحاضر، والتي تستهدف الدين والإضرار بعقول الأبناء بجميع فئاتهم العمرية . 
ويؤدي تعاطي المخدرات إلى الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، وربما تؤدي إلى الجنون، 
ج كما أن المخدرات تصيب الإنسان بأمراض الكبد والاضطرابات الهضمية وأمراض السرطان وبالتالي تؤدي إلى الموت . 
في أحيان كثيرة يؤدي تعاطي المخدرات إلى مرض الغرغرينة التي تسبب بتر القدمين أو اليدين، وكما أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية ومنها القلق والاكتئاب والكسل وعدم الاستطاعة على مواصلة الدراسة .
أسباب تعاطي المخدرات
1- رفقاء السوء : وعلى الإنسان أن يبحث عن أشخاص طيبين يثق بهم . 
2- التربية الأسرية : فيجب على الوالدين والأخوة أن يتحابوا وأن تكون علاقتهم جيدة بعيداً عن المشكلات والمشاجرات . 
3- ضعف الوازع الديني : وعلى الإنسان أن يتمسك بالدين الإسلامي وأن يحافظ على الصلاة التي هي عماد الدين، والتعامل مع الناس بالصدق والكلمة الطيبة . 
حكم تعاطي المخدرات في الإسلام

نهى الإسلام عن شرب الخمر وتعاطي المخدرات أو التعامل بها لأضرارها الجسيمة على صحة وعقل الإنسان وما تسببه من أمراض خطيرة تؤدي به إلى التهلكة . 
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } ( سورة المائدة آية 90 ــ 91 ) . 
ونهى الله سبحانه وتعالى عن الخمر وحذر منها وفي الحديث ( اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث وهي مفتاح كل شر ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أسكر كثيرة فقليله حرام ) . 

والمخدرات تعتبر أكثر ضرراً من الخمور لشدة تأثيرها على العقل، ، ويقول سبحانه وتعالى : { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهَ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ( سورة البقرة آية 195 ) فالخمور تهلك الإنسان وتميته، ولذلك حرم الإسلام تعاطي هذه السموم لخطورتها على صحة الفرد ونشرها الجريمة بين أفراد المجتمع . 
تعريف المخدرات
التعريف في اللغة 
المخدر : بضم الميم و فتح الخاء وتشديد الدال المكسورة من الخدر – بكسر الخاء وسكون الدال – وهو الستر , يقال : المرأة خدَّرها أهلها بمعنى : ستروها , وصانوها عن الامتهان . ومن هنا أطلق اسم المخدر على كل ما يستر العقل ويغيبه 
التعريف العلمي 
المخدر : مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم . وكلمة مخدر ترجمة لكلمة Narcotic)) المشتقة من الإغريقية (Narcosis) التي تعني يخدر أو يجعل مخدراً . ولذلك لا تعتبر المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدرة وفق التعريف , بينما يمكن اعتبار الخمر من المخدرات . 
التعريف القانوني 
المخدرات : مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك . وتشمل الأفيون ومشتقاته والحشيش وعقاقير الهلوسة والكوكائين والمنشطات , ولكن لا تصنف الخمر والمهدئات والمنومات ضمن المخدرات على الرغم من أضرارها وقابليتها لإحداث الإدمان .
تصنيف المخدرات وأشكالها
مخدرات طبيعية
الخشخاش 
يمكن أن تزرع شجرة الخشخاش ( Papaver Somniferum ) في جميع أنحاء العالم على إمتداد يقع من خط الاستواء إلى 56 درجة شمالاً . ويمكن أن تزرع في أي نوع من التربة , على أي إرتفاع , شأنها شأن زراعة المحاصيل الزراعية العادية . 
ويصل طول شجرة الخشخاش إلى ثلاثة أو أربعة أقدام , ذات أزهار كبيرة يصل قطر بعضها إلى أربعة أو خمسة بوصات. تتراوح في لونها من أبيض صاف إلى أحمر غامق أو قرمزي . 
ويمكن زراعة من أربعين ألف إلى ستين ألف شجرة في الفدان الواحد عندما تكون الظروفملائمة , تعطي كمية من الأفيون حوالي عشرة كيلوجرامات , وهي كمية من الأفيون تكفيلتصنيع كيلوجرام واحد من الهيروين . 
فنبات الخشخاش يستخلص منه الأفيون , و من الأفيون يشتق المورفين , ومن المورفين يشتق الكودائيين والهيروين .
الأفيون
يذهب بعض الباحثين إلى أن كلمة ( الأفيون ) مشتقة أساساً من كلمة أوبيوم ( Opium ) اليونانية ومعناها العصارة. 
يحتوي الأفيون على مجموعة كبيرة من القلويدات ( Alkaloids ) , ويمكن تقسيم المواد المهمة الموجودة في الأفيون الخام إلى مجموعتين : 
أ*- مجموعة الفينانثرين (Phenanthrene) : وتحتوي على المواد التالية : المورفين – الكودائين – الثيبايين (Thebaine)
ب*-مجموعة إيزوبنزيل كوينولين ( BenzylIsoquinolone ) : وتشمـل : البابافرين ( Papaverine ) – النوسكابين ( Nuscapine )
ويتم جمع الأفيون من خلال إحداث شقوق غير عميقة في أكياس بذور النبات بسكين خاص بذلك لعمق بضعة ملليمترات. ويتم ذلك عادة في وقت متأخر من بعد الظهر أو عند بداية المساء. 
ويخرج عصارة لبنية بيضاء من هذه الشقوق خلال الليل , تتحول بعد ذلك إلى لون بني من مادة لزجة. وتمثل هذه الكتلة اللزجة الأفيون الخام .
ويعود المزارعون صباح اليوم التالي ويجمعون هذه المادة بواسطة سكين غير حاد .
وتتعدد وسائل تعاطي الأفيون , فأكثرها شيوعاً : استحلابه تحت اللسان أثناء شرب القهوة , ابتلاعه مباشرة مع الماء , يوضع في القهوة أو الشاي أثناء إعدادهما على النار ويستعمل تدخيناً عن طريق السجاير , الغليون , أو الجوزة أو الشيشة . 
المورفين
المورفين عبارة عن عنصر نشط يشتق من الأفيون بواسطةعملية كيماوية
إن المواد شبه القلوية النقية الموضحة في الصور تظهر في هيئة مواد دامعة منشورية الشكل أو في شكل إبر دقيقة أو في شكل مسحوق بلوري وتشبه الطباشير من حيث الملمس. ويتراوح لونها ما بين اللون الأبيض , اللون الأبيض العاجي , اللون الأسمر المصفر أو اللون البني. 
ويتواجد اليوم المورفين الذي تقل درجة قلويته بالمقارنة مع ما كان متواجداً في السابق وذلك لأن معظمه يتم تحويله للهيروين . 
ويستخدم المورفين بطريقة نظامية في مجال الصيدلة , ومن الممكن أن يجده موظفو الجمارك في صورة وصفات طبية أو مواد ممنوعة مهربة . 
أما عن طرق تعاطيه , أساساً , عن طريق الحقن ( الزرق ) تحت الجلد , وفي العضل , وفي الأوردة .
الكودائين
يشتق الكودائين عموماً من المورفين ويستعمل كمادة فعالة في أدوية الكحة وفي بعض المسكنات . 
ومن الممكن أن يوجد الكودائين في شكل بلورات بيضاء لا رائحة لها , مسحوق بلوري , أقراص , كبسولات أو في شكل محلول كالأدوية المستعملة في علاج الكحة . 
وأقراص الكودائين التي تتم حيازتها بطريقة غير شرعية تكون عادة عبارة عن أقراص مسروقة أو تم الحصول عليها باستعمال وصفات مزيفة أو مسروقة . 
الهيروين
يشتق الهيروين – ثنائي خلات المورفين - (Diacetylmorphine) بصورة عامة من المورفين , وذلك بإضافة مقدارين متساوين من المورفين وحامض الأستيك – الخليك – (Acetic anhydride) , حيث يتم تسخينهما معاً. ويؤدي ذلك إلى الحصول على صورة غير نقية من الهيروين.
ويتم غسل الناتج بالماء والكلوروفورم لإزالة الشوائب. ثم تضاف كربونات الصوديوم لاستخراج جزيئات الهيروين من المحلول , ثم يرشح المحلول. وتتم تنقيته بعد ذلك بمزيج من الكحول والأثير وحامض الهيدروكلوريك. ويرشح المحلول للمرة الأخيرة للحصول على هيروين نقي. 
ويوجد الهيروين عادة في صورة بلورية تشبه السكر المسحوق , الدقيق الناعم , أو مساحيق التنظيف. 
ويتراوح لون الهيروين ما بين اللون الأبيض , اللون الأبيض العاجي , اللون الرمادي الغامق , اللون الرمادي المائل للون البني , اللون الأسمر المصفر أو اللون البني , وإن تعريضه للهواء بصورة مستمرة يجعل لونه غامقاً خفيفاً. 
وإن ألوان الهيروين الأوروبي والشرقي ألوان فاتحة مما يدل على درجة جودته العالية وتنقيته. 
والهيروين المكسيكي لونه غامق وله ملمس حبيبي نظراً لتعرضه لضوء الشمس أو عمليات المعالجة الكيماوية التي تؤدي لتكوين ناتج من الهيروين غير نقي . 
يوجد نوع من الهيروين منشؤه الشرق الأوسط يتراوح لونه ما بين اللون الأحمر الداكن , الرمادي أو الأبيض , ويتكون من حبيبات غير منتظمة تشبه رائحة الفلين . 
ومن الممكن أن يكون للهيروين رائحة قوية أو ضعيفة تشبه رائحة الخل ( حامض الخليك ) . 
ويستخدم الهيروين بالاستنشاق على صورة سعوط , أو بحرقه على ورق فضي واستنشاق أبخرته , أو عن طريق الحقن في الوريد .
ويكفل أسلوب التعاطي عن طريق الحقن أقصى تأثير ممكن , ويتم ذلك بإذابته في الماء وتسخينه في وعاء صغير مثل الملعقة وتتم عملية التسخين باستخدام أعواد الثقاب أو الولاعة , ثم يتم سحب المحلول من الحقنة من خلال قطعة من القماش أو القطن تخدم كمرشح للمحلول . 
ومفعول الهيروين أقوى من مفعول الأفيون ثلاثون مرة . 
الكوكائين
الكوكايين منبه طبيعي قوي يستخرج من أوراق أشجار الكوكا (Erythroxylon coca). وأشجار الكوكا عبارة عن شجيرات مزدهرة ذات حجم متوسط تزرع اساساً على سفوح جبال الأنديز وفي حوض الأمازون وبالأخص في بيرو وبوليفيا وكولومبيا , وأيضاً في تايوان وجاوه وبعض مناطق الهند وأفريقيا . 
يحتوي الكوكايين الخام أو عجينة الكوكا على حوالي 56 % من مادة الكوكايين. ويتم تحضير الكوكايين بإذابة أوراق الكوكا الجافة في حامض الكبريتيك , ثم تعالج بكربونات الصوديوم. وبعد ذلك تتم معالجة عجينة الكوكا بمحلول من حامض الهيدروكلوريك , وتتم له معالجة أخرى للحصول على مادة كلوريد الكوكايين الذي يباع في الأسواق للمتعاطين. إلا أن الكوكايين الذي يستخدم لأغراض طبية يعالج بطرق أخرى . 
وهناك أسلوب أخر لاستخراج الكوكايين من أوراق شجرة الكوكا , إذ يتم حصاد محصول أوراق الكوكا وهي في حجم الإبهام كل ثلاث أو أربع شهور , ثم تجفف وترسل إلى المصانع البدائية المجاورة , حيث تغسل الأوراق في مزيج من الماء والكيروسين وكربونات الكالسيوم , إلى أن يخرج معجون الكوكايين من المحلول. ثم يجفف المعجون في الشمس أو على نار هادئة , ويتم تصديره بعد ذلك إلى أحد المصانع الأكثر تنقية وذلك لتنقية الكوكايين .
يتعاطى الكوكايين عن طريق الشم , والتدخين في الغليون أو مثل السجائر , وعن طريق الفم أو الحقن في الوريد باذابته في الماء , وقد يخلط في هذه الحالة بالهيروين ويسمى الكرة السريعة (Speed ball) , أو الميثاكولون أو الباربيتيورات. 
ويفضل المدمنون على الكوكايين تعاطيه عن طريق الشم. وتبدأ العملية بسحق الكوكايين إلى بودرة دقيقة بنصل موسى أو بأداة مماثلة حتى تتفتت الدقائق الكبيرة من الكوكايين و تصبح أكثر نعومة , حيث يمكن أن تستقر بعض الدقائق كبيرة الحجم في مجرى الأنف , وتسبب التهاباً شديداً للغشاء. ثم يتم ترتيب الكوكايين في خطوط رفيعة يبلغ طولها من 3 إلى 5 سم. ويتم استنشاق كل خط بورقة نقدية يتم لفها في شكل أنبوب . 
القنب
نبات القنب (Hemp)المسمى (Cannabis Sativa) نبات بري ينمو تلقائياً أو يزرع , ويتراوح طول شجيرته بين متر واحد ومترين ونصف , تبعاً لجودة الأرض , وهطول الأمطار , وأوراقه طويلة وخفيفة ومشرشرة تتجمع على شكل مروحة ومتبادلة على الساق , أما أزهاره فهي وحيدة الجنس – بمعنى أن هناك شجيرات ذكرية وأخرى أنثوية – صغيرة الحجم منتظمة , ذات غلاف زهري أخضر اللون . 
وزهر النبات المؤنث هو الذي يحتوي على البذور و ينتج في الوقت نفسه مادة راتنجية تمتاز عن سائر النبات باحتوائها على اكبر نسبة من المخدر( Cannabinol , Tetrahydrocannabinol-THC- ) , أما الشجيرات الذكرية فتزهر ولكنها تحتوي على بذور ولا تنتج المادة الراتنجية كالأنثى وتحتوي أجزاؤها على نسبة ضئيلة من المادة المخدرة . 
ويتم استخراج الحشيش بضغط المادة الراتنجية في نبات القنب , وهناك طرق عدة لحصاد هذه المادة الراتنجية منها : ضرب النبات الجاف على الحائط في غرفة مغلقة , ثم جمع المسحوق من على الحائط والأرض والسقف ومن أجسام العاملين . وعادة ما يكون الحشيش النقي بني قاتم , ويليه في النقاء الحشيش ذو اللون البني المائل إلى الإخضرار , أو المائل إلى اللون الرمادي . 
أما الحشيش السائل أو زيت الحشيش فهو مادة لزجة لونها أخضر قاتم , ولا تذوب في الماء . ويتم إنتاجها عن طريق إذابة الحشيش في محلول كحول , ثم يسخن المحلول إلى درجة التبخر , ثم يكثف بعد ذلك للحصول على السائل . 
وللحشيش أسماء كثيرة وذلك تبعاً للمنطقة التي يزرع أو يستهلك فيها ومن أشهر أسمائه : 
1. البَنج ( بفتح الباء ) : وهي كلمة هندية تعني الغبار أو غبار الطلع , وهي المادة المستخرجة من الأوراق والأزهار مع السيقان المزهرة. ويعرف في السودان باسم بانجو (بنقو)
2. الجانجا : وهي المادة الراتنجية المستخرجة من الأوراق الصغيرة والأزهار فقط , ويسمى أيضاً شاراس في مناطق الشرق الأقصى.
3. الماريوانا : وهو يشمل الزهرات مع الأوراق والسيقان , وهذا الاسم شائع في الولايات المتحدة والبلاد الغربية .
4. الحشيش : شائع في مصر وسوريا ولبنان .
5. الكيف : اسم منتشر في المغرب والجزائر .
6. التكروروي : اسم مشتهر في تونس نسبة إلى بلاد تكرور .
7. الجنزفوري : في الخليج . 
8. الحقبك : في تركيا . 
9. الدقة ( Dagga ) : في أستراليا . 
10. الجريفا ( Grifa ): في المكسيك . 
ويتم تعاطيه إما بتدخينه عن طريق الجوزه ( الشيشة ) أو البوري أو السجاير , أو عن طريق الفم حيث يضاف إلى الحلوى وما أشبه , أو بالمضغ . 
القات
تنمو نبتة القات كاثا أيديوليس فورسك (Catha EdulisForssk) على مرتفعات بعض المناطق مثل اليمن والحبشة والصومال , أي يزرع بشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية . كما أنه يزرع في أغلب الأمر مع البن . 
وأوراق شجرة القات ذات رائحة عطرية مميزة , وذات مذاق عطري حلو وقابض . وتظل الأوراق طازجة لمدة تقرب من أربع أيام ثم تتحول من اللون الخضر إلى اللون الأصفر حيث تفقد قدراً من فعاليتها . 
ويمضغ المتعاطي أوراق النبات ويستحلبها بوضعها بين الخد والفكين ( التخزين ) وإذا مضغت أوراقه كما يفعل اليمنيون يكثر اللعاب ويمنح حالة منعشة ميقظة , ثم مغيبة . 
أما الأحباش فيستعملونه بدلاً من الكوكا ويمضغونه بكثرة ليزيل عنهم النعاس . 
وأما سكان الصومال فينسبون له مفعولاً يشبه مفعول الأفيون إذا دخن . 
يبدو أن للقات نوعين من التأثيرات المتعارضة. فهو يعمل على تنبيه أو تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي وما يصاحب ذلك من مشاعر حسن الحال وتزايد القدرة البدنية. كما أن له تأثير آخر من الكف والإنهباط , حيث يبطيء من نشاط الأمعاء ويعمل على كف الشهية . ويماثل هذان التأثيران فاعلية الأمفيتامينات . 
وفي الواقع فان تعاطي القات يعمل على استثارة تأثيرات فسيولوجية شبيهة بما تحدثه الأمفيتامينات مثل : ارتفاع ضغط الدم , زيادة معدل سرعة التنفس , سرعة ضربات القلب وخفقانه , اتساع حدقة العين , ارتفاع درجة الحرارة , العرق , أرق , قلق , سلوك عدواني , مشاعر من زيادة القدرة على العمل وان كان تعاطي القات يؤدي بالفعل إلى خفض الإنتاج كماً والتأثير فيه نوعاً . 
وعادة ما يمر المتعاطي بمراحل ثلاث وهي : 
1- مرحلة التنبيه أو التنشيط , وتبدأ عقب تناول القات بفترة من 15 إلى 20 دقيقة حيث يشعر المتعاطي بالقوة والنشاط وزوال التعب وتزايد النشاط الفكري . 
2- حالة حسن الحال , حيث يشعر المتعاطي براحة نفسية , وينتقل إلى عالم من التخيلات. وتبدأ هذه المرحلة بعد حوالي ساعة ونصف من بدأ التعاطي . 
3- مرحلة التوتر والقلق النفسي , حيث يمر المتعاطي بحالة من الشرود الذهني والتوتر والقلق . 
وكما هو الحال في جميع أنواع العقاقير , فان تأثير القات يختلف من شخص لآخر وفقاً لعوامل عدة منها نوع القات ومدة التعاطي وعمر الشخص نفسه . 
وتتم عملية تعاطي القات خلال تجمعات اجتماعية , حيث يسود في بداية الأمر حسن الحال والإنشراح والتفكه والثرثرة , كما يحدث في جلسات الحشيش عادة , ثم يدخل المتعاطون بعد ذلك في حالة من التوتر والعصبية ينفض خلالها ذلك التجمع .
مخدرات تصنيعية ( تخليقيه )
أ ـ المسهرات و المنشطات .
ب ـ المنومات .
ج ـ المهدئات . 
د ـ المذيبات الطيارة .
طرق العلاج من إدمان المخدرات
في بداية الاهتمام بمكافحة المخدرات وتعاطيها وإدمانها كان ينظر إليها كما ينظر إلى الجراثيم والميكروبات التي تهاجم الناس وتصيبهم بالمرض فبدا الأمر وكأن المتعاطي إنسان لا إرادة له استدرجه تاجر المخدرات وأعوانه حتى جعلوه يدمنها فلما انفق كل ما يملكه عليها تحول إلى مروج لها يغرر بالناس كما غرر به. وهذا ليس صحيحا إلا في حالات قليلة للغاية ، أما في الغالبية العظمى من الحالات فإن تعاطي المخدرات وما تبعه من إدمان كان عملا واعيا أقدم عليه الشخص عن علم واختيار وبإرادة كاملة لا ينتقص منها أن يكون قد تأثر بعوامل نفسية أو اجتماعية .
ونتيجة لهذه النظرة الضيقة إلى المخدرات وجهت الحكومات ومؤسساتها على اختلافها اهتمامها إلى الأشخاص الذين يجلبون المخدرات والذين يتجرون فيها فشددت عقوباتهم المرة تلو المرة ، لعل ذلك يثنيهم عن جلبها والاتجار فيها . ولم تنس المتعاطي والمدمن ، فشددت العقوبة المنصوص عليها في القانون بالنسبة لهما أيضا كي يفيقا ولا يدعا هؤلاء وأولئك يخدعونهما أو يغررون بهما .
وهكذا فات الحكومات أن تدرك أن تشديد العقوبات ، سواء بالنسبة للجالبين والمهربين والتجار، أو بالنسبة للمتعاطين والمدمنين لا يكفى بذاته لمنع الفريق الأول من جلب المخدرات والاتجار فيها ولا لصرف الفريق الثاني عن تعاطيها وإدمانها .
هل للإدمانله علاج ؟
الإدمان له علاج ، وكل مدمن يمكن علاجه وشفاؤه -بإذن الله- والتوقف فوراً عن الإدمان قد يؤدي إلى عواقب خطيرة .
الوقت ليس متأخراً أبداً .. فالإنسان يعيش مرة واحدة في الدنيا ، والحياة قصيرة ، والمخدرات تسرق منك حياتك ، ولذلك لابد أن تكون في أمرك حازماً ، وفي قرارك حاسماً . قرر التوقف عن التعاطي من هذه اللحظة ، لتعود إنساناً سوياً ، ورجلاً فاعلاً . 
لا تقل إن الوقت قد فات ، لا تقل إنك في مرحلة متأخرة ، احذر أن تيأس من شفائك ، احذر التفكير في الماضي ، احذر أن تفكر أنك ضيعت وقتك وعمرك وصحتك في التعاطي ... في هذه الحالة قد تندفع إلى المزيد من التعاطي ، لكي تجهز على البقية الباقية من حياتك . 
فاستعن بالله ، وتوكل عليه ، وقوي عزيمتك ، وشد إرادتك على تركها ، حتى تحيى حياة هانئة فلا حياة مع المخدرات بل هي التعاسة والضنك .
أهمية الوقاية
مهما قيل فلن يقال أبلغ مما قالت العرب : ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) . 
1- نشر التوعية بخطورة المخدرات وأساليب ترويجها وسبل معالجتها وأنواعها وعلامات متعاطيها نشر ذلك على كافة المستويات . 
2- توعية أرباب الأسر بالاهتمام بأفراد أسرهم ، وأهمية ذلك لوقايتهم من هذا الشر المستطير ، وبيان الثغرات في التربية التي تكون سببا لا انتشار هذا الوباء . 
3- إنزال أقصى العقوبات بالتجار والمروجين ، وتكثيف ملاحقة المتعاطين لمعاقبتهم أو معالجتهم قبل أن يستفحل الأمر في أنفسهم وفي أهليهم وأعراضهم . 
4- توعية الشباب خصوصاً إذا ما وقعوا في الشراك كيف يتصرفون قبل أن يستفحل الأمر فيهم ، فإن من نجا من الفخ الأول نجا ومن سقط فيه فستجرئه واستحى وخاف فقد هوى . 
5- الرجوع جميعاً إلى الله ، وتقواه وجعل هذا الدين الحنيف منهج حياة ومنهج وقاية ومنهج معالجة ومن حفظ الله حفظه . 
أهم خطوات العلاج
ويبدأ العلاج في اللحظة التي يقرر فيها الشخص التوقف عن تعاطي المخدرات. ومن الأهمية بمكان أن يكون هو الذي اتخذ القرار بالتوقف ولم يفرض عليه وإلا فإنه لن يلبث أن يعود إلى التعاطي في أول فرصة تسنح له. وهنا يثور تساؤل حول القرار الذي يصدره القاضي بإيداع الشخص الذي قدم إلى المحكمة، وثبت لها أنه مدمن، لإحدى المصحات ليعالج فيه لمدة معينة والذي يبدو بجلاء أنه ليس هو الذي اتخذه وبإرادته وإنما فرضته عليه المحكمة وهل يرجح ألا يستجيب للعلاج ولا يلبث أن يعود إلى التعاطي؟ نعم من المرجح أن يحدث ذلك، وهو ما أكدته الدراسات التي أجريت على عينة من المدمنين الذين تم إيداعهم المصحات لتلقي العلاج وتبين أنهم استمروا في تعاطي المخدرات أثناء وجودهم فيها وبعد خروجهم منها.
العلاج الاجتماعي
1- المسارعة إلى المعالجة . 
إن العاقل هو الذي يسارع في علاج ما أصابه قبل أن يستفحل وقبل أن يتحول المرض إلى كارثة خلقية أو اجتماعية أو بدنية ، يصعب بعد ذلك معالجتها ووضع الحلول لها فكلما بادر المريض إلى العلاج ، كان الشفاء أقرب . 
2- مصارحة أحد الناصحين ليكون لك عوناً : إن للصاحب الصادق أثراً كبيراً في العون على المصائب ووضع الحلول الناجحة لها . 
3- البعد الفوري عن أصحاب السوء مهما كانت التكاليف . 
4- الرجوع إلى الله ، والإنابة إليه ، والإكثار من عمل الصالحات . 
وفي ذلك مصلحتان : 
الأولى : التوبة والغفران فإن عذاب الآخرة أشد وأبقى .
الثانية : أن عمل الصالحات يعين على معالجة المرض ، إذ يقوي العزيمة ، ويشرح الصدر ويطيب النفس قال تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ( سورة النحل آية 97 ) 
5- الإكثار من ذكر الله والدعاء قال تعالى { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ( سورة الرعد آية 28 ) 
6- مصاحبة الصالحين ، وحضور حلق الذكر . 
إن من أنفع ما يعين المرء في حياته ومشكلاته ، الصحبة الصالحة التي لا تريد من صحبتها إلا الإصلاح والخير للناس جميعاً . 
7- المسارعة إلى دخول أحد مراكز العلاج اليوم قبل غداً . 
إن عزمك وخطوتك نحو أحد مراكز العلاج بداية الحياة السعيدة ، ووضع حد لحياة الشقاء والسعادة .
العلاج الطبي
الطريقة المثلى لعلاج المدمن والتعامل معه 
يمكن القول: إن المدمن يمر أثناء علاجه بثلاث مراحل ، حيث يقيم المريض بالمستشفى أثناء المرحلتين الأولى والثانية . والمرحلة الثالثة وهي مرحلة المتابعة . 
وعلاج المدمن طويل الأجل قد يصل إلى عدة أعوام داخل وخارج المستشفى .
المرحلة الأولى
التام عن التعاطي ، ويتم العلاج في غرف فردية أو مزدوجة ، حسب حالة المريض بإشراف الأطباء الأخصائيين في الطب النفسي ، وفريق العلاج المكون من أخصائيين اجتماعيين ونفسيين ، وأعضاء هيئة التمريض بالمستشفى ، أو المركز المتخصص ، مع وجود معمل (طبي كيميائي) لإجراء الفحوص المختلفة ، وتحديد نوع المخدر الذي يتعاطاه المدمن ، ومتابعة سير العلاج ، والتأكد من أن المريض قد انقطع فعلاً عن تعاطي المخدر ، ويتم العلاج بالأدوية حسب نوع المخدر ، وأعراض الانسحاب التي تظهر على المريض ، وهذه المرحلة تسمى مرحلة إزالة السموم من جسم المريض .
وتتراوح فترة العلاج في هذه الفترة من أسبوع إلى أسبوعين وأحياناً أكثر من ذلك .
المرحلةالثانية
إعادة التأهيل : يحاول المعالجون اكتشاف الصراعات التي تكمن في نفس المريض ، واقتراح الحلول لها .
والطريقة المفضلة : تكون هذه الطريقة باستخدام العلاج النفسي الجماعي ، ويكملها - عند الحاجة -جلسات من العلاج النفسي الفردي ويتراوح هذا البرنامج من مجرد النصح إلى العلاج الأسري ، ويتدخل في العلاج الطبيب والأخصائي النفسي والاجتماعي.
العوامل المهمة والصعوبات المتوقعة
العوامل المهمة والصعوبات المتوقعة في العلاج وإعادة التأهيل
أ- خداع النفس : 
خداع النفس أحد أهم الصعوبات المتوقعة في العلاج ، وإعادة التأهيل ؛ وذلك بسبب العمليات العقلية الدفاعية التي يستخدمها المريض ، باعتباره غير قادر على اكتشاف نفسه على حقيقتها وهذا يؤدي إلى أن المريض يستخدم في أسلوب حياته طريقة وسواسيه ، تدفعه إلى الكذب وخداع النفس . 
ولذلك فإن الإدمان عبارة عن قناع يخفي وراءه حقيقة نفسه ، وتصبح الأكاذيب طريقه الطبيعي للحياة . 
ورؤية المدمن لنفسه من خلال عيون الآخرين ، تجعله يحصل على تصور حقيقي لنفسه ، لا يستطيع الحصول عليه بمفرده. 
ب- المواجهة : 
إن الشفاء في أغلب الأمراض الأخرى بعد إرادة الله هو مسؤولية الطبيب أساساً . 
أما في الإدمان فإن الشفاء بعد إذن الله هو مسؤولية المريض نفسه. 
ج- سرية العلاج : 
السرية في العلاج مطلوبة وضرورية ، لكي يصبح العلاج مؤثراً . وما يقال داخل الجلسة يجب أن يبقى داخلها ويجب أن يتعلم أعضاء الجماعة ، أن يحافظوا على هذه السرية . 
ويصبح العلاج الجماعي قوياً عندما يشمل كل الأعضاء. فالغضب والخوف والحب والكراهية والفرح والحزن كلها مشاعر ، وهذه تعتبر استجابات عاطفية ، أما الأفكار فهي تعتبر استجابات عقلية . 
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة ( المتابعة ) .
بعد خروج المدمن من المستشفى يستحسن أن يقوم بها الفريق العلاجي نفسه الذي أشرف على علاجه في المراحل السابقة . وهذه الفترة قد تصل إلى عدة أعوام ، وحتى نتأكد فعلاً من أن المريض قد شفي تماماً من الإدمان . 
ماذانقول للمدمنين ؟
هناك أكثر من سبب يدعوك لأن تتوقف عن تعاطي المخدرات ليس فقط لسبب تدهور حالتك الصحية أو لسبب تدهور قدراتك العقلية وليس فقط بسبب تدهور أحوالك الاقتصادية.
ولكن السبب الرئيسي هو : تدهور حالك كإنسان.... كزوج .... كأب ... كمسئول في العمل . مهما كانت دوافعك للتعاطي ، فإن المخدرات سوف تزيد مشاكلك تعقيداً .. سوف تبعدك عن الناس أكثر ، وتزيد من وحدتك وعزلتك. وسوف تفقدك أقرب الناس إليك...إنك تدمر نفسك بنفسك .. إلى أن تسعى بتعاطي المخدرات في خيال .. وتجري وراء سراب حتى إذا وصلت وجدت نفسك في عالم الدمار وعالم أللإنسان . 
كن واضحاً وصريحاً مع نفسك ، تحدث إلى نفسك بصوت عالٍ ، اسأل عن سبب إدمانك ، الوحدة الاكتئاب ، الفشل ، الضغوط والمشاكل ثم اسع إلى حلها من خلال أصحابك المخلصين ، ذويك العاقلين . 
ولنفس هذه الأسباب توقف !! حتى تستطيع بعقل سليم ، وجسم سليم ،أن تواجه هذه المشاكل ، أو تغير ظروفك كلها ، كن واضحاً بشأن قرارك ، وأخبر شريك حياتك وأولادك وأصدقاءك بهذا الخبر السعيد ، والذين يحبونك ، سوف يفرحون بهذا القرار ، والذين يكرهونك ، أو يحقدون عليك ، أو يغيرون منك سوف يكتئبون لهذا القرار . 
احذر الآخرين ، وخاصة الذين يتعاطون المخدرات أياً كان نوعها ؛ لأنهم يودون لو أن كل الناس يتعاطون الفساد ، إنهم حاقدون على المجتمع ، منقمون من أفراده ، فاحذر أن تكون فريسة لهم إن مثلهم الأصدقاء القدامى سيشعرون أنك خذلتهم ، ولذا سوف يجرونك إلى التعاطي... لينتقموا منك . 
مستشفيات الأمل
بالرغم من أن جريمة تهريب أو ترويج أو تعاطي المخدرات لم تصل في المملكة العربية السعودية إلى مستوى خطير بالمقارنة مع ما يجري في المجتمعات الغربية ، إلا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثبته الله على الحق حرصت على اتخاذ الإجراءات الوقائية واللازمة لصدّ هذه الظاهرة ومحاصرتها قبل وقوعها وتفشيها لا سمح الله .
وقد أنشأت وزارة الصحة مستشفيات متخصصة للعلاج من إدمان المسكرات والمخدرات ، وزودتها بالمعدات والأجهزة الحديثة. ووفرت لها فريقاً من أكفأ الأطباء والأخصائيين النفسانيين والأخصائيين الاجتماعيين ، تحت إدارة وإشراف نخبة من الشباب الواعي المثقف. 
إن الرغبة الصادقة في العودة إلى الطريق السوي والعلاج الطبي والنفسي من الإدمان ، كل ذلك كفيل بالشفاء بإذن الله من هذا الوباء الخطير. 
وقد افتتحت وزارة الصحة في المدن الرئيسية ، مستشفيات أسمتها ( مستشفيات الأمل ). وتشمل هذه المستشفيات على العلاج اللازم للفرد المدمن أثناء إيقاف المواد المستعملة. وآثار الانسحاب التي تمثل خطراً على جسمه وعقله. وذلك تحت إشراف فريق علاجي يتكون من : 
1- طبيب نفسي. 
2- أخصائي نفسي. 
3- أخصائي اجتماعي. 
4- فريق تمريض نفسي وباطني. 
والقاعدة المتبعة في المملكة العربية السعودية وفي جميع دول العالم ، أن الدولة لا تعاقب المدمن الذي يسعى نحو العلاج وإنما تشجعه ، وتقدر ظروفه ، وإن مرضى الإدمان يمنحون خلال فترة العلاج الضمانات التي تحميهم من التبعات وتكفل لهم عدم خدش كرامتهم ، وتكتم أسرارهم محافظة على مراكزهم الاجتماعية . 
- وقد ذكر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية أنه بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية بمعالجة مدمن المخدرات ، فإن من يرغب في علاج نفسه من مدمني المخدرات بإمكانه أن يذهب مباشرة إلى المستشفى للعلاج ، دون أي مساءلة من الجهات الأمنية عن كيفية استخدامه للمخدر أو طريقة حصوله عليه ، كما أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ، على أتم استعداد لمساعدة أولياء الأمور في معالجة أبنائهم ، ونقلهم إلى المستشفى مجاناً. 
- كما يؤكد مدراء مستشفيات الأمل بالمملكة ، أن المدمن الذي يراجع المستشفى للعلاج ، يلقى عناية خاصة ، وتحاط عملية مراجعته المستشفى بالسرية التامة . فلا أحد يطّلع على أسراره سوى المشرفين على علاجه .
كيف يتم الدخول إلى المستشفى الأمل ؟
1- يتقدم المريض إلى قسم الاستقبال ، ويقوم الموظفون بقسم الاستقبال بإجراء اللازم ، نحو فتح ملف له ، ويكون هذا الملف في بادئ الأمر ملف (عيادة خارجية) . 
2- يتم إرسال الملف إلى الأخصائي الاجتماعي الذي يقوم بدوره بإعداد البحث الاجتماعي للمريض في النموذج الخاص بذلك . 
3- يعرض المريض بعد ذلك على أخصائي الأمراض النفسية ، فيقوم هذا الطبيب بالكشف الطبي النفسي عليه ، وبعد ذلك يكون هناك احتمالان : 
الاحتمال الأول : 
معالجته عن طريق العيادات الخارجية بالمستشفى ، حيث يقوم الطبيب النفسي بإجراء الجلسات النفسية اللازمة ، وإعطائه مواعيد للمتابعة بالعيادات الخارجية ، في فترات يحددها الطبيب ، ربما يكون أسبوعياً أو مرة كل أسبوعين. 
الاحتمال الثاني : 
دخول المريض المستشفى ، حيث يعيده الطبيب إلى قسم الاستقبال لاستكمال إجراءات دخول المستشفى ، وبعد دخول المريض المستشفى ، يقوم الفريق العلاجي المختص بتقرير الخطة العلاجية له ، وتقرير متابعة العلاج كل حسب حالته ، ودرجة إدمانه. 
الله أكفينا شر المخدرات وزدنا فيها وأنواعها وأشكالها جهل على جهل .
اللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن . 
اللهم أرنا الحق حقاً ، وارزقناإتباعه .. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم أغنتا بحلالك عن حرامك، وأعننا بفضلك عمن سواك .. واجعلنا جميعاً ممن يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويجتنبه.
اللهم اجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المصدر: البحوث الدراسية - استار تايميز
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 326 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,622

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.