في التحذير من التبرج ومحادثة النساء للرجال

 

الحمد لله نحمده، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، حذّر أمَّته من عُقوبات الذنوب والمعاصي، صلَّى الله عليه وعلى آله صحابته، المُهتَدِين بهدْيِه، والمتَّبِعين لآثاره، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
 
أمَّا بعدُ: فيا عبادَ الله:
اتَّقوا الله - تعالى - وتوبوا إليه، وفكِّرُوا في أحوالكم وأوضاعكم، واعلَمُوا أنَّ الكثير من الرجال قد أُصِيبَ بالضعف والخور أمام النساء، وأصبح القول والعمل لدَيْه ما قالَتْه المرأة وعملَتْه، ولو كان في ذلك القضاء على الغيرة والشيم والرجولة، فقد طغت المرأة، وفسق الشباب، وضعُفت الغيرة لدى الأولياء؛ تخرُج المرأة مُتبرِّجة مُتعطِّرة، لابسةً لأرقِّ الثياب وأضيقها، مبدية لمحاسنها، عارضةً نفسَها بدون حَياء ولا خجل ولا خوف، تنتقل من شارع إلى شارع، ومن مَتجَر إلى متجر آخر، تدعو بفِعلِها إلى نفسها، تُغازِل الرجال وتُضاحِكهم، وخُصوصًا مَن فسقَ من الشباب، وترفَع الخمار عن وجهها أمام صاحب المتجر، وكأنَّه أحدُ محارمها، ومع هذا الشر والداء فلا أحد يُنكِر ولا يتغيَّر إلا القليل النادر، إنها مصيبة حلَّت بالمسلمين!
 
توفَّرت وسائل الشر، وتُرِكَ الحبل على الغارب للفاسقين، بل وفَّرت لهم وسائل هدم الأخلاق، فالتاجر يضرُّ البضائع الفاتنة، والوليُّ يُوفِّر النقود للمرأة، ويُهيِّئ السيَّارة بسائقها أمام البيت لحاجة المرأة، وناقصة العقل والدِّين تذهب للسوق لتعرض نفسها، والذئاب الجائعة تنتظرها في أماكن الاجتماع والاختلاط، ورجال الحسبة فقدوا حتى من هذه الأماكن التي ظهرت فيها المنكرات، وسُذَّج الرجال ظنُّوا أنَّه لا خوف على الشاة من الذئب ما دامت مع شِياةٍ بين ذئاب، ولعلَّهم لم يعرفوا مكْر النساء، وحِيَلَ الرجال، وشدَّة ميل المرأة للرجل وذوبانها أمامه.
 
قال بعض العارفين: احذروا الاغترارَ بالنساء، وإن كن نُسّاكًا عبّادًا؛ فإنهن يركنَّ إلى كلِّ بليَّة، ولا يستوحشن من كلِّ فتنةٍ.
 
وقال آخَر: النساء لحم على وضم، كلُّ أحدٍ يشتهيهنَّ، وهنَّ لا مدفع عندهن، بل الاسترسال فيهنَّ أقرب من الاعتصام.
 
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - خُلِقت المرأة من الرجل، فجعلت نهمتها في الرجل، وخلق الرجل من الأرض، فجعلت نهمته في الأرض، فاحبِسُوا نساءَكم.
 
وذكر أنَّ رجلاً خرج حاجًّا، فورد بعض المياه ليلاً، فإذا بامرأةٍ ناشرة شعرها، فأعرض عنها، فقالت له: هلمَّ إليَّ، فلِمَ تعرض عنِّي؟ فقال: إنِّي أخافُ الله رب العالمين، فتجلببَتْ ثم قالت: هبت والله مهابًا، إنَّ أولى مَن شركك في الهيبة لمن أراد أنْ يشركك في المعصية، ثم ولَّت فتَبِعَها فدخلت بعض خِيام الأعراب، قال: فلمَّا أصبحت أتيت رجلاً من القوم فسألته عنها، وقلت: فتاة صفتها كذا وكذا فقال: هي والله ابنتي، فقلت: هل أنت مُزوِّجي بها؟ فقال: على الأكفاء، فمَن أنت؟ فقلت: رجل مَن تيم الله، قال كفؤٌ كريم، فما رمت حتى تزوَّجتها ودخلت بها، ثم قلت: جهِّزوها إلى قُدومي من الحج، فلما قدمت حملتها إلى الكوفة، وها هي ذي، ولي منها بنون وبنات، قال: فقلت لها: ويحك، ما كان تعرُّضك لي حينئذ، فقالت: يا هذا، لبس للنساء خير من الأزواج، فلا تعجبن من امرأة تقول: هويت، فوالله لو كان عند بعض السودان ما تريده من هَواها، لكان هو هَواها.
 
فالمرأة تَذُوبُ أمام الرجل كالدهن إذا طلعت عليه الشمس، فلا يغترَّ أحدٌ بها، والرجل كالذئب مع الشاة، فلا يؤمن عليها، واختلاط النساء بالرجال خطر عظيم وشرٌّ مستطير، وأعظم من ذلك خلو الرجل بالمرأة الأجنبية منه، فما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا وكان الشيطان ثالثهما، كما أخبر بذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم.
 
فيا أيتها النساء، اتَّقين الله في أنفسكنَّ، احذرن من الخُروج إلى الأسواق، والاختلاط بالرجال الأجانب، فإنكنَّ فتنة.
 
ويا أيها الأولياء، اتَّقوا الله في نسائكم ومَن وُلِّيتم أمرَهنَّ، احذَرُوا من العار في الدنيا بهتْك المحارم، وفساد الأخلاق، والوقوع من الرذائل والعقوبات المتوقَّعة بسبب الإهمال، ومن العذاب الأليم في الآخرة.
 
ويا أيها الرجال - وخصوصًا الشباب - اربؤوا بأنفُسكم عن متابعة النساء الأجنبيَّات منكم ومحادثتهن؛ فإنَّ ذلك يجرُّ إلى الرذيلة والوقوع في المحرَّمات؛ ومن ثمَّ العقوبات في الدنيا والآخرة.
 
ويا باعةَ حَوائِج النساء، لا تجعَلُوا أماكنَ بيعكم شِباكًا لصيد ضعيفات العقل والدِّين، فإنَّكم مسؤولون ومُحاسَبون عن إنكار المنكر الذي يظهر أمامكم، فلا تبيعوا دِينكم بدُنياكم، انهوا عن المنكر الذي يظهر أمامكم تُفلِحوا وتُرزَقوا.
 
ويا رجال الحسبة، اتَّقوا الله في الأمانة التي طَوَّقتم بها أعناقكم، وأخذتم عليها أجرًا، لا تُهلِكوا أنفُسَكم وتجنوا على أمَّتكم بسبب إهمال المنكر.
 
يا أيها المسلمون:
اتَّقوا الله جميعًا، تآمَروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فقد ظهرت المعاصي، وقلَّ الإنكار، وتُوقِّعت العقوبات، فاتَّقوا الله وارجعوا إليه قبلَ حُلول النقمات.
 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
 
بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.
 
أقول هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
 
واعلَموا أنَّ المصيبة قد عمَّت وطمَّت بسبب إهمال النساء وتبرُّجهن، وهنَّ فتنة الرجال؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء))[1].
 
فقد غزينا بوسائل الهدم والتدمير، ومن ذلك التخاذُل في إنكار المنكر، وتشجيع النساء على السفور والتبرُّج، والدعوة إلى خروجهن واختلاطهن بالرجال الأجانب، ولا شكَّ أنَّ هذه من الدعوات المسمومة، والتحسين للباطل، والتشجيع على الانحِلال، والقضاء على الفصائل، وارتكاب الرذائل.
 
فاتَّقوا الله يا عبادَ الله وخُذوا على أيدي النساء، فإنَّ خطر الافتتان بهن عظيم وقد أنعم الله عليكم بالأموال، فاشكُروا الله على نعمة الغني، ولا تستعينوا بالأموال على معاصي الله، تناصَحُوا فيما بينكم، رجالاً ونساءً وشبابًا، واحذَرُوا عواقبَ الذنوب والمعاصي، ومن ذلك تبرُّج النساء وخروجهن إلى الأسواق فاتنات، فإنَّ خطر ذلك عظيم، وعقوبة الإهمال مُتوقَّعة، فاحذروا ذلك ولا تغترُّوا بالإمهال.



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/1091/63441/#ixzz2nFaLb2Yo

المصدر: الالوكة-رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/1091/63441/#ixzz2nFaLb2Yo
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

901,791

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.