التحكم في استهلاكها ربما يساعد على خفض الخطر في تطور مرض شريان القلب التاجي

الدهون.. مصدر غذاء غني بالطاقة!

اللحوم مصدر للدهون

    الدهون هي واحدة من مجموعة مركبات كيميائية موجودة في كل الحيوانات والنباتات، تتكون الدهون من كربون وهيدروجين وأكسجين والدهون أحد الأصناف الغذائية الرئيسية الثلاث المهمة للجسم والصنفان الآخران هما البروتينات والكربوهيدرات.

ويقال للدهون الحيوانية والنباتية زيت إذا كانت سائلة عند درجة حرارة 25مْ. ولا تذوب الدهون والزيوت في الماء لكنهما يذوبان في الكحولات والأيثر والكلورفورم والبنزين. وشحم البقر والضأن والماعز والأبل صلبة عند درجة حرارة 25مْ أي عند درجة حرارة الغرفة. وهناك دهون طرية عند درجة حرارة الغرفة مثل الزبد وشحم الخنزير والسمن النباتي.

وللدهون استخدامات متعددة كثيرة فهو مصدر غذاء غني بالطاقة للحيوان والنبات، ويختزن الدهن تحت سطح الجلد في معظم أنواع الحيوانات وكذلك جلد البشر، وتقوم طبقات الدهن المترسبة مقام العازل الحراري. أما الطبقات الدهنية التي تحيط بحدقة العين وحول أعضاء أخرى من أعضاء الحيوانات فإنها تقوم مقام الواقيات ضد الإصابات. ويختزن معظم الدهن عند النباتات في البذور. وتستخدم مؤسسات صناعية كثيرة الدهون الحيوانية والنباتية في تصنيع منتجات متنوعة.

أما بالنسبة للأهمية الغذائية للدهون فتعتبر مصدراً مهماً للطاقة في الغذاء. وهو وقود أكثر فاعلية من الكبروهيدرات أو البروتينات، ذلك لأن الجرام الواحد من الدهن يعطى 9 سعرات حرارية من الطاقة بينما يعطى الجرام الواحد من الكربوهيدرات ومن البروتينات حوالي 4 سعرات حرارية، أي أقل من نصف ما يعطى الدهن من طاقة.

ونظراً لما للدهون من مكون عالٍ من الطاقة فإنها تكون الشكل الأكثر كفاية للجسم من أشكال الوقود المختزن. ويمكن للجسم أن يختزن الدهن حتى ولو كان جافاً تقريباً، ولكنه يحتاج إلى مقدار كبير من الماء لاختزان الكربوهيدرات والبروتينات. ويحول الجسم الكربوهيدرات والبروتينات إلى نسيج شحمي أثناء التخزين، وإذا ما أحتاج الجسم إلى وقود إضافي استمد ذلك من الدهن المخزون.

مما تتكون الدهون ؟

تتكون من مواد تسمى الأحماض الدهنية ومن كحول يطلق عليه جليسرول. وتعرف بعض الأحماض الدهنية بالأحماض الدهنية الجوهرية، وهي ضرورية في نمو الجسم والمحافظة عليه، إذ لا يملك الجسم أن يصنع أحماضاً دهنية جوهرية مما يستدعي وجودها في الغذاء. تكون الأحماض الدهنية الجوهرية الوحدات البنائية للأغشية التي تُكَّون الحواف الخارجية في أية خلية من خلايا الجسم. وتشكل هذه الأحماض كذلك كثيراً من التركيبات المعقدة، داخل خلايا الجسم. بل تشكل الأحماض الدهنية الجوهرية جزءاً رئيسياً من أغشية الشبكية، أي الجزء من العين الذي يحول الضوء إلى نبض عصبي. وتدخر الأحماض الدهنية الجوهرية في المشابك التي تمثل نقاط الالتقاء بين الخلايا العصبية.

تنقسم الدهون الغذائية إلى مجموعتين عامتين رئيسيتين هما: دهون مرئية، ودهون غير مرئية. ومعظم الناس يعرفون الدهون المرئية التي يتناولونها كدهن اللحوم والزبدة وزيوت السلطة. بيد أن بعض الأفراد لا يعلمون الدهون غير المرئية الموجودة في بعض الأغذية كالحليب والبيض والسمك والجوز. وتنتشر الدهون غير المرئية انتشاراً متناثراً في أجسام بعض الحيوانات والنباتات، وتكثر في مثل هذه الدهون الأحماض الدهنية الجوهرية بشكل خاص.

الدهون ومشاكلها الصحية:

يعتقد كثير من العلماء أن التحكم في استهلاك الدهون ربما ساعد في خفض الخطر في تطور مرض شريان القلب التاجي. يحدث هذا المرض نتيجة ترسب الكوليسترول، والكولسترول عبارة عن مادة شمعية بيضاء تترسب على جدران الشرايين الداخلية التي تغذي القلب. تغدو جدران الشرايين أحياناً صلبة وخشنة وضيقة، وكثيراً ما تحدث النوبات القلبية نتيجة جلطة دموية تسد الشريان التاجي المتقلص.

تسمى أنواع معينة من الدهون: الدهون المشبعة، ويبدو أنها تزيد من كمية الكولسترول في الدم، ولذلك ينصح كثير من الأطباء بتجديد ما يؤخذ من الأغذية الغنية بالكولسترول وبالدهون المشبعة. وفي المقابل يوصي الأطباء بتناول أغذية غنية بالدهون غير المشبعة والدهون عديدة اللاتشبع، حيث يبدو أنها تخفض الكولسترول في الدم. لقد نشر الباحثون عام 1984م دليلاً يفيد أن انخفاض مستويات الكولسترول العالية في الدم يقلل من مرض القلب. ولكن علماء كثيرين يقرون أن عوامل أخرى، كالتدخين والإجهاد وقلة التمارين الرياضية أو ازدياد الوزن يسهم في تطور مرض القلب التاجي، على الأقل بالمقدار الذي يفعله الغذاء.

يسمى الإفراط في تراكم الدهون في النسيج الدهني بالسمنة. وقد تكون البدانة نتيجة للإفراط في الغذاء والإقلال من التمارين أو الاضطرابات الغدية. ويغدو علاج البدين أكثر تعقيداً وبخاصة إذا كان المرض كالتهاب الزائدة الدودية وتليف الكبد ومرض القلب التاجي ومرض البول السكري.

الدهون غير المرئية موجودة في بعض الأغذية كالحليب والبيض

تركيب الدهون:

تتكون معظم الدهون من جزيء جليسرول متحداً بثلاث جزئيات أحماض دهنية. ويمثل كل حمض من هذه الأحماض الدهنية سلسلة طويلة تتكون من ذرات الكربون المرتبطة فيما بينها بذرات هيدروجين، وتتصل السلاسل الحمضية بجزيء جليسيرول لتكون جزيء الدهن، وفي كل حمض دهني مشبع أكبر عدد ممكن من ذرات الهيدروجين يمكن أن تتصل بسلسلته الكربونية بقدر ما تتحمل. أما ذرات الكربون في السلسلة فيصل بعضها ببعض بروابط أحادية، وحمض الأستياريك مثالاً للأحماض الدهنية المشبعة.

وترتبط ذرتا كربون على الأقل برابطة ثنائية في حمض دهني غير مشبع، وعليه تفقد السلسلة ذرتي هيدروجين إزاء كل رابطة من هذا القبيل. ويعد حمض الأوليك نموذجاً لحمض دهني غير مشبع.

ويسمى الحمض الدهني الذي توجد فيه أكثر من رابطة ثنائية بالحمض الدهني عديد اللاتشبع.

إيجابيات الدهون:

يجب أن نعرف أن الكميات القليلة من الدهون ضرورية للحفاظ على الحياة فهي تزود الجسم بالأحماض الدهنية التي يحتاجها للقيام بكثير من الأنشطة الكيميائية ومنها النمو وعملية الأيض وتصنيع الهرمونات الجنسية وأغشية الخلايا. كما أنها تنقل الفيتامينات التي تذوب فيها وهي أربعة فيتامينات أ، د، ه، ك في الجسم. وتضفي نكهة ورائحة وقوام طري للطعام مما يجعله مشهياً للطعام، بالإضافة إلى كونه مصدر مهم للحصول على الطاقة لعملية الأيض الأساسية. ومن المعروف أن الدهون أو الزيوت غير المشبعة والتي تنقسم إلى دهون أحادية اللاتشبع وعديدة اللاتشبع. ومن الأحماض الدهنية أحادية اللاتشبع والتي يحتاجها الإنسان زيت الزيتون وزيت الكانولا، والأفوكاتو والمكسرات والبذور. ومن الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبع الذرة ومعظم الزيوت النباتية السائلة الأخرى، وزيت السمك والأسماك الدهنية، وأميغا -3 وهي مشتقة من حمض اللينولنيك ومن مصادرها الجيدة زيت بذر اللفت، وزيت زهرة الربيع، وزيت جوز الخشب والأسماك الدهنية مثل السالمون والساردين والأسقمري، وأوميغا – 6 المشتقة من حمض اللينوليك مثل زيت الذرة وزيت العصفر وزيت فول الصويا وزيت دوار الشمس.

كما أن من أهمية الدهون أنها تحفز الأمعاء لإطلاق هرمون منشط حركة المرارة Cholecystokinin وهو هرمون يضعف الشهية ويدفعنا إلى التوقف عن الأكل. ومن سلبيات الدهون أنها تسبب زيادة الوزن وأن الدهون المشبعة بالذات ترفع كولسترول الدم وكذلك ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وجميع أمراض الجهاز الدوري الدموي. كما وجد العلماء في السنوات الأخيرة إن استهلاك الكثير من الدهون المشبعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان وبالأخص سرطان الثدي والمبايض والقولون.

استخدامات الدهون في الصناعة:

تُمد الدهون النباتية والحيوانية الكثير من المواد الخام المستعملة في الصناعة. وتؤدي هدرجة زيوت نباتية متنوعة مثل زيت الذرة وزيت الصويا وزيت بذرة القطن إلى إنتاج سمن المرجرين وسمن المعجنات. ويستعمل زيت بذر الكتان في عمل طلاءات لها قاعدة زيتية، ويستخدم المصنعون زيت جوز الهند في عمل زيت المكابح الهيدروليكية وأحمر الشفاه والصابون والشوكولاتة التي تغطى بها الحلوى، والمثلجات. ويسمى دهن البقر " الشحم " وهو جزء مهم يدخل في صناعة الصابون ومواد التجميل.

المصادر:

1 أ.د. جابر سالم موسى القحطاني: صحتك في الفيتامينات والمعادن الأحماض الأمينية الأحماض الدهنية الأساسية الأنزيمات مضادات الأكسدة، الطبعة الأولى: العبيكان 2010 م.

2 تهاني الموسى: الغذاء داء ودواء دليل الطعام الصحي السليم من الألف إلى الياء. الطبعة الأولى الدار العربية للعلوم 2002 م.

3 Jean Buneton , Pharmacognosy – Phytochemistry – Medicineal Plants , 2nd edition , Intercept , 1999.

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 212 مشاهدة
نشرت فى 28 أكتوبر 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,633

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.