تستدل على فريستها بالاهتزازات والذبذبات الصوتية

لدغات العقرب.. معظم الإصابات لا تحتاج إلى معالجة دوائية


تستدل على فريستها بالذبذبات

    تعيش العقرب في المناطق الحارة والجافّة، مختبئة في الجحور والشقوق وتحت الحجارة والصخور، التماسا للرطوبة وتجنبا لحرارة الشمس. يوجد حوالى 1500 نوع حول العالم الا أن 30 منها فقط يعتبر خطرا إذ تتواجد الغدة السامة في نهاية الذيل ولكن سميتها لا تعتبر خطيرة جدا على الإنسان مقارنة بلدغة الثعبان، العقرب الأسود احد هذه الأنواع يغلب انتشارها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

الانثى يمكن ان تضع في كل مرة من 2 إلى 100 من العقارب الصغيرة. العقارب رؤيتها ضعيفة جداً، لا تسمع ولا تشم، بل تعتمد على الذبذبات الصوتية والاهتزازات لمعرفة اتجاه فريستها. تظهر العقارب خصوصا في فصل الصيف عندما تتعدى درجة الحرارة 30 درجة مئوية. تتغذى العقارب ليلا على الحشرات الصغيرة وتستطيع بعض أنواع العقارب الحياة بدون ماء أو غذاء لمدة أربعة أسابيع.

يتكون جسم العقرب من الرأس والصدر كقطعة واحدة، وله أربعة أزواج من الأرجل تنتهي بمقرض صغيرة جداً، أما الذيل فيتكون من خمس حلقات ينتهي بما يشبه الإبرة التي تلدغ بها.

لاحظ العلماء أن العقارب التي تكون مقارضها ضعيفة تكون سميتها أقوى والعجيب أن أغلب فرائسها من اللافقاريات الصغيرة. يتركب السم من أنزيمات ومركبات تؤثر على الجهاز العصبي، حيث تخدر الجسم وتسبب له الاضطراب في التنفس وهبوطا في القلب. تبلغ الآلام والاضطرابات أشدها بعد تقريباً ساعة من اللدغة، وتستمر لمدة ساعة أو ساعتين يبدأ بعدها التحسن، وتزول كل الاعراض تقريبا بعد يومين أو ثلاثة. تختلف حساسية الناس للسم حسب العمر والوزن، فالصغار وكبار السن أكثرهم تأثراً بالسم.

عادة تقوم العقرب باللدغ عندما يتم التعرض لها كعملية دفاعية عن نفسها وتعتبر اللدغة مؤلمة والعقرب لا تنفث السم مع كل لدغة وانما يكون ذلك بحسب احساسها بالخطر الذي يحيط بها في حال مهاجمتها حيث ينتشر السم في المكان المصاب ويختلف التأثير حسب نوع السم. تظهر بعض السموم تأثيرها على الجهاز العصبي وتتراوح تلك الأعراض من البسيطة إلى الشديدة ويكون ذلك على شكل ألم في مكان اللدغة، تنميل في محيط الفم، سرعة في التنفس، تسارع في ضربات القلب، ارتفاع الضغط، كثرة خروج اللعاب، عدم وضوح في الرؤية وقد تتطور الحالة إلى التشنجات في حالات نادرة. هناك بعض الأنواع من السموم قد تتسبب في حدوث التهاب في البنكرياس أو قصور في تروية القلب. في مثل هذه الحالات ينصح بعدم تحريك الطرف المصاب في محاولة لابطاء عملية انتشار السم في الدورة الدموية مع وضع ثلج على المنطقة المصابة أو دهان الليدوكين لتخفيف الألم الناتج من اللدغة ونقل المريض للمستشفى أو أقرب مركز صحي حيث يتم إعطاء المريض مضاداً للسم عبارة عن مادة مستخرجة من بلازما الخيل بعد حقنه بسم العقارب ويعمل على إخفاء الأعراض سريعا في خلال أربع ساعات قد تحدث بعض الاعراض الجانبية نتيجة اعطاء ذلك المصل وتظهر على هيئة استفراغ، ارتفاع في درجة الحرارة، طفح جلدي بسبب حساسية بعض الاشخاص لذلك البروتين المستخرج من بلازما الخيول وفي بعض الحالات يتم علاج الأعراض العصبية باستعمال مثبطات مستقبلات الفا وبيتا الادرينالية بالإضافة إلى التحكم في ارتفاع الضغط الدم ولكن بوجه العموم معظم لدغات العقارب لاتحتاج الى علاج دوائي. أما في حالات لسعات الثعابين والأفاعي فإن الأعراض تتشابه مع لدغات العقارب حيث يشعر المصاب بألم شديد مع غثيان كما قد يحدث صعوبة في البلع نتيجة شلل في العضلات وفي حالات يترافق مع ذلك هبوط في الدورة الدموية وتوقف بالتنفس ولإسعاف مثل تلك الحالات فمغايرة إلى ما ذكر في لدغات العقارب فإن عادة لا يوضع ثلج مكان الإصابة في تلك الحالة لأنه قد يؤدي إلى تلف في الأنسجة ولكن قد يربط الطرف المصاب بمسافة سنتيمترات بسيطة من مكان الإصابة إذا تأخر الانتقال للمستشفى مع ارخائه بين فترة وأخرى واحداث جرح بسيط في مكان الإصابة وسحب الدم في تلك المنطقة وذلك بالضغط في المنطقة المحيطة بمكان الإصابة. وتبقى الوقاية خير من العلاج فيجب محاولة تجنب الأماكن التي تكثر فيها الأحراش والشجيرات الصغيرة وحمل أدوات الإسعافات الأولية في كل التنقلات مع تمنياتنا ودعائنا للجميع بدوام الصحة والعافية.

 

 

 


المصل المضاد للسم

 

المصدر: د.خالد بن عبد الله المنيع --- جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 257 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,233

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.