التحالف الصهيوني الصليبي/الصفوي في كتاب وثائقي..

 

أعترف بتقصيري وأستغفر الله من ذلك، فلم أعلم بهذا الكتاب –التحالف الغادر/ التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية -إلا مؤخراً، بالرغم من أهميته الفائقة وريادته في توثيق العلاقات السرية بين الكيان الصهيوني والشيطان الأكبر ودولة ملالي قم الصفوية.

وإن كنتُ ممن ركز على هذه العلاقات وفضحها بالاستنباط من الوقائع، أما هذا الكتاب فهو يكشف جوانب كانت خافية، وقد حرص الحليفان على كتمانها بشدة، لأن تجارة المجوسية الجديدة في إيران الخميني إنما تعتمد على اصطناع العداء مع اليهود وأمريكا-الشيطان الأكبر!!-كما تستفيد واشنطن من تعمية هذه العلاقة البائسة لأنها تتناقض مع مزاعمها عن حقوق الإنسان والديموقراطية والحداثة والعلمنة.... ومن مصلحة الصليبية الجديدة وربيبتها الصهيونية هذه السرية المغلظة، لأن إرهاب الدولة هو المنهج الذي تسير عليه دولة الملالي، وهو أمر يسيء إلى صورة الغرب الملفقة في وسائل الإعلام.

وعندما هممتُ بالكتابة عن هذا الكتاب، وجدتُ عرضين رائعين له، سبقني فيهما باحثان فاضلان اطلعا على الكتاب منذ زمن، ولهما –بعد الله-الفضل في التعريف به.ولأنه ليس من الأمانة ولا من المهنية تكرار ما قاله الآخرون، فإنني أعرض أبرز ما جاء في القراءتين المذكورتين بإيجاز لا يخل بالغاية التي نتفق عليها جميعاً، وهي عرض أهم ما قاله مؤلفه الأمريكي  تريتا بارسي    وهو إيراني الأصل، ويعمل أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة جون هوبكنز الأمريكية المشهورة.

ومن مفارقات الأمر أن بارسي ارتبط بعلاقات وثيقة مع صانعي القرار في كل من واشنطن وطهران وتل أبيب!!

القراءة الأولى للكتاب  في حدود اطلاعي كتبها الأستاذ علي حسين باكير، أما القراءة الثانية فقد كتبها الأستاذ سعود عبد الله المعيقلي الذي يحترز قائلاً: ليكن معلومًا منذ البداية أنَّ مقالي هذا لا يَهدِف إلى تغليب خطر إيران على خطر إسرائيل؛ فإسرائيل هي الخطر الأوَّل بلا مُنازِع، وإذا كانت إيران خطرًا محتملاً فإنَّ إسرائيل خطرٌ محقَّق، وإنما هو موجَّه إلى مَن طاروا بإيران عاليًا واعتبروها نِدًّا يُواجِه الغطرسة الأمريكية والصِّهيَوْنيَّة، كما أنَّه مُوجَّه لِمَن خدعَتْه الولايات المتَّحِدة فأوهمَتْه أنها عدوٌّ حقيقي لإيران.

وهو على حق في قوله الدقيق، ولو أنني أختلف معه في اعتباره أن الخطر الإيراني محتمل –أي: غير مؤكد- وليس ها هنا المجال للحديث حول هذه النقطة الحاسمة، ولكن يكفي التنبيه إلى أن الشر الصهيوني الخطير لا يستهدف فرض ملته الضالة على الأمة، وهمه الأكبر احتلال الأرض ولا يعمل على استئصال العرب والمسلمين لأن عدد اليهود لا يمكنه أداء عمل بهذا المستوى الواسع!!

المهم أن بارسي  في كتابه الذي نشرت مكتبة مدبولي بالقاهرة ترجمة له إلى العربية، يميط اللثام عن خبايا العلاقات الفعلية الحميمية بين أضلاع مثلث الشر المشار إليه، استِنادًا إلى أكثر من 130 مُقابَلة مع مسؤولين رسميين رفيعي المستوى من صُنَّاع القَرار في الدول الثلاث، كما استَنَد إلى كثيرٍ من الوثائق والتحليلات المُعتَبَرة والخاصة، ومن هنا اكتَسَب كتابه أهميَّة كبيرة.

يرى المؤلف أنَّ العلاقة بين أركان المثلث (الإسرائيلي، الإيراني، الأمريكي) تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو إستراتيجي، وليس على الإيديولوجيا والخِطابات والشعارات الحماسية الرنَّانة التي ليس لها أيُّ أثرٍ ملموس على مسرح الأحداث، فلم يتمَّ استِخدام أو تطبيق أيٍّ من تلك الخطابات الناريَّة من كِلاَ الطرفين.فلا مشكلة دينية لدى إيران من وجود دولة تسمَّى إسرائيل تحتلُّ أوَّل قبلةٍ للمسلمين، ولشرح ذلك يسرد الكتاب الكثير من التعاملات السريَّة التي تَجرِي خلف الكواليس واللقاءات الخفية في سويسرا واليونان، ولم تُكشَف من قبل. وفوجئ المحافظون الجدد من عرض طهران استعدادها للاعتراف بالكيان الصهيوني رسمياً وعلنياً، لكن شعور نائب الرئيس في عام 2003م ديك تشيني رفض العرض الذي نقله إلى الأمريكيين وسيط سويسري، لأن تعاوناً أمريكياً معلناً مع إيران سيكون فضيحة قاتلة لصورة أمريكا، التي يجب أن ترفض مهادنة صريحة مع إحدى دول محور الشر-بحسب التصنيف الدعائي الأمريكي الرسمي-.

لكن المفاجأة الكبرى كانت في أن الساسة الأمريكان بعامة في إدارة بوش وأكثرهم من غلاة المحافظين الجدد يرون أن إيران "عاقلة" وأن عداءها لهم لفظي يمكن احتواؤه، وأنها ليست "حمقاء مثل طالبان  وصدام حسين"!!

ويا للمفارقة فإن الغزو الصليبي لكل من بغداد وكابل جرى بتواطؤ رسمي بين النظام الصفوي والشيطان الأكبر!!

المصدر: موقع المسلم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 212 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,421

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.