اختم له بـ: جزاك الله خيراً


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن من السنة أن نقول لمن صنع لنا معروفاً (جزاك الله خيرا) لحديث أسامة بْنِ زيْدٍ قال: قال رسُولُ اللّهِ صلّى اللّهُ عليْهِ وسلّم: «منْ صُنِع اليْهِ معْرُوفٌ فقال لِفاعِلِهِ جزاك اللّهُ خيْرًا فقدْ أبْلغ فِي الثّناءِ» (رواه الترمذي 2035، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي)، لكن للأسف بعض الناس اتخذ هذا الدعاء أسلوباً من أساليب رد الحق وليعرض به عن قبول النصيحة! 
فتجده لا يكاد يقبل نصيحة ناصح وليس عنده استعداد لقبول الحق بل هيأ نفسه بأن لا يقبل أي قول يخالف قوله أو عقيدته أو منهجه أو رأيه حتى لو جاءته آية كونية أو شرعية!! ويا ليته يبدي لمن نصحه بعدم قبول نصيحته أو يناقش ويأخذ ويعطي بالكلام وإنما يقول «جزاك الله خيرا» ويقصد بذلك الهروب من قبول الحق وعدم امتثاله حتى يوصي بعضهم بعضاً فيقول اختم له بختم (جزاك الله خيراً) ولا تسمع له!!

ينصح ولا يقبل النصيحة


التناصح أصل من أصول الإسلام لقوله تعالى: {والْعصْرِ (1) ان الإنْسان لفِي خُسْرٍ (2) إلا الّذِين آمنُوا وعمِلُوا الصّالِحاتِ وتواصوْا بِالْحقِّ وتواصوْا بِالصّبْرِ (3)}، ومعنى (تواصوا) أي وصى بعضهم بعضا. 
وفي الحديث الذي رواه مسلم (55) وعلقه البخاري (22/1) عن تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الدين النصيحة - ثلاثاً»، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامته». وهذا أمر لا ريب فيه لكن العجب العجاب في كثير من الناس ينصح ويجتهد في النصيحة إلا أنه غير مستعد لقبول أي نصيحة وكأنه معصوم كامل لا يعتريه خطأ ولا نقصان! 
فالواجب علينا جميعا بلا استثناء ان نهيئ أنفسنا للأخذ بالنصيحة وقبول الحق متى ظهر لنا.

انحراف في المنهج أو سوء في الخلق

أخي القارئ الكريم يفترض ان نفرح اذا اسلم الكافر واتبع السنة المبتدع وتاب العاصي ونحزن اذا ارتد المسلم وابتدع السني وعصى المستقيم أليس كذلك؟ بينما نجد اليوم كثيرا من الناس يفرح إذا وقف على بينة أو دليل أو ربما شبهة من خلالها يكفر مسلما أو يبدع سنياً أو يفسق مستقيماً! وهذا لا شك أنه انحراف في المنهج أو سوء في الخلق. بل المسلم يكره أن عبداً من عباد الله يعصى الله تبارك وتعالى. ويجب على كل مسلم ان يحب للناس عامة وللمسلمين خاصة ما يحب لنفسه من ذا الذي يعقل ويفهم هذا المعنى اللطيف؟!

إلى من يهمه الأمر في وزارة الأوقاف الكويتية

من المعلوم أن وزارة الأوقاف هي الجهة المسؤولة عن المساجد في الدولة وهي الجهة المنظمة للأنشطة الشرعية والعلمية في المساجد ولها جهد كبير واضح تشكر عليه لا ينكره منصف والذي أريد ان أنبه عليه في مقالي ومقامي هذا عدم التفات الوزارة بل وتفريطها بتطبيق اللوائح والنظام على تلك الجماعة التي تطلق على نفسها «جماعة الدعوة والتبليغ» أو «الأحباب» وهي جماعة يغلب عليها الجهل والأمية. فأقول: لمن يهمه الأمر في وزارة الأوقاف الآتي:

  1. لماذا تمنع وزارة الأوقاف النوم في المساجد وتسمح لهذه الجماعة خاصة بالنوم فيها؟

  2. لماذا تمنع الوزارة الكلام والتدريس بدون إذن إلا لهذه الجماعة؟

  3. لماذا تأمر الوزارة بإغلاق المساجد ودورات مياهها بعد نصف ساعة من أداء الصلاة بينما تفتح لهذه الجماعة على مدار الساعة؟

  4. لماذا تخضع كل مساجد الدولة لإدارة الوزارة إلا مسجد هذه الجماعة في منطقة صبحان؟

  5. لماذا تسمح الوزارة لهذه الجماعة بالذات الطبخ وإعداد الطعام داخل المساجد وتلويث السجاد وانتشار الرائحة التي تؤذي المصلين؟

  6. لماذا لا ترسل الوزارة قرارا وزارياً أو ادارياً مكتوبا ومختوما يقضي بالمنع أو السماح لهذه الجماعة؟ وذلك لأن الأئمة منهم من يمنع ومنهم من يسمح وليس هناك قرار رسمي لا بالمنع ولا بالسماح الأمر الذي سبب إحراجاً كبيراً بين الأئمة ومديري المساجد!



فهل من مجيب من وزارة الأوقاف ينظر في حال هذه الجماعة ويحاسبها ويعاملها كما يحاسب ويعامل غيرها؟ 
 أسأل الله تعالى أن يوفقهم الى ما فيه الخير للعباد والبلاد، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 284 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,794

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.