ليست تنبؤات .. ولكنه استشراف وتوقع لمالات ومستقبل الثورة

البدء .. أصل الحكاية:

١) لقد خطط الغرب منذ الاستعمار وحتى الانتداب الفرنسي لسوريا على استبعاد السنة من حكمها وتسليمها للأقليات ولذا أنشأ جيش "الشرق" الذي مثل النصيريون فيه 80%! وبمجرد استقلال سوريا في عام 1946م كانت السيطرة للنصيرين وإن بدا للعيان حكم السنة.

 

٢) كان النصيريون يريدون دولة خاصة بهم في الساحل وما رسالة الأسد الجد للمستعمرين الفرنسيين إلا أحد شواهدها ولكن المستعمر الصليبي يعلم أن مقومات الدولة لا تتوفر في مثل هذه الدويلة الخداج ولذا أراد استبدالها بتسليم سوريا كلها لهم!.

 

3) حكم النصيريون سوريا منذ الاستقلال من وراء حجاب، وبعد انقلاب الأسد الأب حكموها مباشرة، واستعبدوا البلاد والعباد بالحديد والنار حتى قتلوا الآلاف وهجّروا الملايين!

 

بداية الثورة:

 

4) بعد بداية ثورة #سوريا المجيدة في 2011م استمات الغرب في إبقاء الوضع على حالة من خلال بعض المكاييج السياسية والتغييرات الشكلية والانتخابات المزيفة والدستور الصوري فلم تستطع هذه الخدع أن تنطلي على الشعب! واستمر في إذكاء ثورته هنا وهناك حتى انتشرت في سائر أرجاء سوريا!

 

5) لقد فزعت دول المركز في الغرب والشرق من هذه الثورة ورأت فيها من الخطورة الاستراتيجية التي تمس أمنها القومي ما لم تراه في بقية الثورات! .. ولذا صدعت بما تراه حقيقة بأن هناك ممنوعات دولية لا يمكن الرضى بها، ومن هذه الممنوعات إقامة دولة سنية في سوريا، وهو الشيء الذي زل به لسان وزير الخارجية الروسي لافروف عندما صرح بأن روسيا ضد قيام دولة سنيّة في سوريا بحجة الخوف على الأقليات في سوريا ولبنان والعراق! .. وما أقبحها من حجة! .. وهل البديل تسليط الأقليات على الأغلبية!!.

 

6) كعادتهم في الخبث والمكر والدهاء سارع الغرب والشرق إلى وضع الخطة (أ) والتي تقضي بتنحي بشار مع بقاء البنية الطائفية للدولة بتحكم النصيريين بالجيش والأمن وإعطاء الرئاسة والوزارة للسنة، وهو أمر شبيه بلبنان والذي تتحكم فيه أقلية مارونية بالجيش مقابل رئاسة الوزراء للأغلبية السنية!

 

7) تنبه الثوار على الأرض لهذه المكيدة وأعلنوا رفضها مما أوقع المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف في حرج من قبولها أو تمريرها والذي يعني نسف العلاقة بين ثوار الداخل وسياسي الخارج! ولذا لم تتمكن المعارضة السورية من التصريح بقبول أو مناقشة هذه الخيارات ليقينها بأن الثوار على الأرض لا يمكن أن يقبلوا بها، وقد يسحبوا تأييدهم لها لو تكشف لهم مناقشة مثل هذه الخيارات؛ لا سيما بعد مقتل ما يزيد على (100،000) من أحبابهم، ولذا حاول المجلس الوطني مراراً وتكراراً مغازلة الغرب من خلال تأكيداته المتكررة على علمانية الدولة ومدنيتها.

8) في سبيل إرغام الثوار على تنفيذ الخطة (أ) أعطى الغرب نظام الأسد الغطاء السياسي لإطلاق يده  قتلاَ وبطشاً وممارسة أبشع انواع الجرائم والانتهاكات دون حسيب أو رقيب .. ففعل الأعاجيب! ولأول مرة في تاريخ البشرية تنتهك الإنسانية تحت مرأى ومسمع العالم دون تحرك! فرأينا الرؤوس المفجرة والأعضاء المقطعة والأجساد المحروقة، وكيف يدفن الانسان حياً ويعذب حتى يموت صبراً!

 9) ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين! تسابق المسلمون لنصرة سوريا ورفعت رايات الجهاد هنا وهناك، وعاد ذلك الجيل الذي ما كنا نتوقع أن نراه من جديد! فهب العالم فزعا, البعيد قبل القريب لتدارك الوضع ولإعادة الأمور لنصابها بزعمه!  تكوين الدولة النصيرية:

 10) أيقن الغرب بعد المقاومة الشديدة واتساع أفق الثورة؛ باستحالة تطبيق خطته (أ) وأنه لا بد من الانتقال لخطة بديلة تضمن له مصالحه في المنطقة فانتقل للخطة (ب) القاضية بالبدء بإنشاء دولة علوية تحمي مصالحه وتحمي ربيبته إسرائيل!

 11) شدد الغرب حصاره الخانق على الثوار بالتهديد والمراقبة مع التعامي عن الجسور الجوية والبحرية من روسيا وإيران لتدعيم الأسد بالعتاد والعدة، حتى بلغ الأمر إلى تهديد مصانع الأسلحة في بعض الدول من تصدير السلاح إلى الثوار، والتهديد المباشر للدول العربية من مد يد العون لهم ، ونشر المخبرين لمراقبة أي قطعة سلاح تهرب من هنا وهناك! مع ذرف دموع التماسيح على الضحايا، والتظاهر بالتعاطف مع الثورة والثوار واللاجئين، بل بلغ من حماقة بعضهم أنه يصدر السلاح للأسد ويساهم في مساعدة اللاجئين!

 12) تزامن مع الحصار ضوء أخضر للأسد كي يستخدم كل ما في جعبته من الأسلحة لتحقيق الخطة (ب) من الدبابة والطائرة ومروراً بالصواريخ وانتهاء بالأسلحة الكيميائية والجرثومية! .. وكان على أولوية خطة الدولة العلوية ضم "حمص" ولو بدعم مباشر وتدخل سافر من حزب إبليس!

 ١3) "حمص" هي خاصرة #سوريا ومن يملكها يتحكم بالأطراف ولا معنى لدولة علوية دون "حمص" ولذا كان احتلالها أولوية بالنسبة للنظام ولمن يقف خلفه، ومفتاح "حمص" هي "القصير" وما نشاهده من استماتة للنظام ولحزب إبليس في حصارها ومحاولة احتلالها إلا دليل على أهميتها! 

١4) مع الثبات العجيب الذي أظهره مجاهدوا سوريا بدأ اليأس والقلق يدب في النظام والغرب باستحالة احتلال "حمص" والصبر على جرائم الحرب التي ترتكب تحت مرأى ومسمع العلم دون أن تحرك! مما يعني فشل مشروع دولة الخداج التي لا معنى لها دون "حمص"!

 

التدخل العسكري المباشر:

 

١5) بعد التفاهم الأمريكي الروسي بدأ الغرب برسم خطته الأخيرة (ج) بالتدخل العسكري المباشر لصنع الجيب العلوي المتصل مع لبنان!

 

١6) تواجد ألوية المشاة الروسية في قاعدة طرطوس وانتقال الأسطول الروسي للمرة الأولى من المحيط الهادي إلى البحر المتوسط مؤشر على البدء في التجهيز للخطة (ج).

١7) إدراج كتائب جهادية وشخصيات معينة على قائمة الإرهاب، والتهديد المتكرر باستخدام الطائرات بدون طيار ومحاولة زرع الفتنة بين الكتائب تصب في هذا الاتجاه وتدل عليه!

 

١8) تواجد الثوار في جبال الساحل قد يفسد الخطة (ج) لا سيما أنه قريب من حدود تركيا التي يعد قيام دولة علوية على مشارف حدودها خطرا استراتيجيا لا يمكن الرضى به لتواجد بضعة ملايين من النصيرية لديها! ولذا فمن المحتمل عدم موافقتها على قيام هذا الخداج وهذا يعني دعم عسكري للثوار أو تدخل مباشر!

    

والله بالغ أمره:

 

١9) مستقبل الأمة يكتب اليوم في #سوريا ولعل الله يعدها لأمر عظيم ويجهزها لحدث جلل وأحسب أن العالم مقبل على أحداث كبرى .. هل هو انهيار اقتصادي عظيم (انهيار الدولار)؟ أم أزمة الديون السيادية للدول؟ أم وباء عالمي مخيف! أم حدث كوني مهلك! .. الله أعلم

 

20) الشام أرض مباركة كما جاء في القرآن في خمسة مواضع، وهي ليست بأرض فتن كما قال صلى الله عليه وسلم : (اللهم بارك لنا في مكتنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في صاعنا، و بارك لنا في مدنا. فقال رجل: يا رسول الله! و في عراقنا، فأعرض عنه، فرددها ثلاثا، كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا فيعرض عنه، فقال: بها الزلازل والفتن، وفيها يطلع قرن الشيطان) رواه الهيثمي وصححه الألباني في السلسلة برقم (2246)، والملائكة باسطة أجنحتها على الشام وقت السلم فكيف بزمن الفتن والحروب! يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام! .. فقال الصحابة: يا رسول وبم ذلك قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3920).

 

21) بما أن عنوان صلاح الأمة وفسادها مدى صلاح أهل الشام وفسادهم، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (702)، وأن صلاح الجسد وفساده مرتبط بالقلب كما قال  صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) متفق عليه، فإن أهل سوريا ومن حولهم من أهل الشام هم (قلب الأمة) وبصلاحهم صلاحها وبفسادهم فسادها، وما تعيشه اليوم من مخاض عسير هو لنفي الخبث والفساد من جسدها، وعلامة على بداية صلاحها، والواقع يصدق ذلك فلم تقم للإسلام قائمة بعد سقوط الشام بأيدي البعثيين النصيريين! وقلب ناظريك في تاريخ الإسلام، فالأمة تكون شامخة عزيزة ما دامت الشام شامخة، ولعل من أكبر الأدلة التاريخية على بركة الشام، أن الخلافة الإسلامية لم تتسع رقعتها كما كان حالها يوم أن كانت دمشق حاضرتها، ولم يبدأ تناقص الأمة إلا بعد سقوطها!.

 

22) وبما أن الشام ليس بأرض فتن، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن وقوع الفتن فيها هو أمر عرضي وقصير، ومؤشر لأحداث عظمى ولذا أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، وأن وقوع الفتن هناك دليل على عودة الإيمان من جديد وانتشاره بين الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام) رواه المنذري والهيثمي وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (3092)، ولعل الفتن الواقعة اليوم في الشام هي مؤشر لعودة الإيمان من جديد.

 

23) إن فتنة الدجال وهي من أعظم الفتن إن لم تكن أعظمها، ستكون نهايتها في الشام كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (يأتي المسيح من قبل المشرق . همته المدينة . حتى ينزل دبر أحد . ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام . وهنالك يهلك) رواه مسلم برقم (1380).

 

24) وبما أن نصر الله والتمكين في الأرض لا يتأتى إلا بالإيمان فها هو يعود من جديد، وها هم المصلون العابدون يتزاحمون في المساجد، وهذه قوافل الشهداء تتسابق إلى ساحات الوغى في حمص وإدلب ودرعا وجميع أرجاء سوريا الحبيبة، قال تعالى : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [النور:55].

 

25)  بكاء السماء حياة الأرض ومن الألم يولد الأمل ومن بين فرث ودم يخرج اللبن {وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} لقد تخلت معظم الدول العربية والإسلامية عن الثورة بل سعت بعض الدول ضدها! وما يدريكم لعل ذلك من اصطفاء الله الحكيم لها: {واصطفيتك لنفسي} ولذا صنعها الله عز وجل على عينه: {ولتصنع على عيني} ومن اسماء الله (اللطيف) وهو الذي يصل لمراده بطرق خفية لا تخطر على بال أحد! فمن كان يظن أن طريق يوسف عليه السلام سيمر عبر رميه في الجب واستعباده وسجنه؟! ولذا قال وهو عزيز مصر: {إن ربي لطيف لما يشاء}! ومن كان يظن أن طفلاً سينجو من مذبحة فرعون ليكون هلاكه على يديه؟! بل الأعجب أن فرعون هو من سيربيه في قصره {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .. في بداية الإسلام تمنى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة السهلة، غير ذات الشوكة (عير أبي سفيان رضي الله عنه)، فقضى الله أمراً آخراً، أعمق أثراً، وأعظم نتيجة، فقال سبحانه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ}[الأنفال:7]، يقول أحد أئمة مساجد حمص وهو يتكلم عن هذا الأمر: "والله ما كان يخطر ببالنا التظاهر أو القيام بالثورة، وكأننا دفعنا إليها دفعاً، لم نكن نتخيل مجرد تخيل معارضة النظام بالكلام فضلاً عن الفعل والمقاومة! .. ولكننا رأينا أن الثورة في تونس نجحت في يومين، وثورة مصر في (18 يوماً) فتجرأنا على ذلك لتنقدح الثورة وتتآلف القلوب التي لم يخطر في الحسبان أن تتآلف، ولك أن تتصور أن الأخ كان يخاف من أخيه فما ظنك بجاره، ومع ذلك قامت الثورة وتآلفت القلوب، وزال كل ما بناه النظام في عقود، قال تعالى: {فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: 62 - 63]" انتهى كلامه .. فنتائج الثورة سيكون لها ما بعدها والله أعلم!

 

26) تنبأ صلى الله عليه وسلم بحصار العجم للعراق فرأيناه! وها نحن نعيش حصار الشام من قبل الروم! فهل نحن على أعتاب ثالث الآيات: الخليفة وحثي المال؟!!

 

وأخيراً .. إن مكر الغرب والشرق قد بلغ من عظمته ودهائه أن تزول منه الجبال كما أخبر سبحانه: {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ}[إبراهيم:46]، ولكن في المقابل: {وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ* فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}[النمل: 50 -51]، فالغرب غض الطرف عن المذابح ظناً منه أنها سترغم الشعب السوري الأبي على الرضوخ لمخططه .. ولكنه تناسى أن أهل الشام مباركين وهم غير الشعوب قاطبة .. وما يتعرضون إليه من ويلات ما هي إلا ضريبه التمكين الذي كتبه الله لهم في الغابرين لتسبق لهم السعادة بالدنيا والآخرة وإن غداً لناظره لقريب.

المصدر: مفضلة تويت ميل twitmail_fav@ Shared by ماجد آل عبدالجبار (@MajidAbduljabar)
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,123

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.