60 مليون حبة كبتاجون سنويا في قبضة مكافحة المخدرات
قامت المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومكتب الامم المتحدة بالرياض فى الآونة الأخيرة بتوجيه الجهود في ضرب بارونات المخدرات، حيث عقدت الندوة الاقليمية الثانية والتي استعرضت العديد من آخر المستجدات فى مجال المكافحة، كما بحثت سبل الاستفادة من الفضاء الالكتروني وتوظيف الاتصالات ووسائل الاعلام الجديد في وقاية المجتمعات من المخدرات، وشارك بالفعاليات خبراء من الدول العربية والعالمية .. التفاصيل تعرضها «اليوم» في التحقيق التالي..
يقول لـ «الـيـوم» مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية خبير الأمم المتحدة رئيس اللجنة الاعلامية المركزية عبدالإله الشريف ، ان الندوة تمت بإشراف مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج ، وأضاف أن الضربات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والجمارك بالمملكة استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة بفضل الله ، ثم بيقظة العاملين في هذه القطاعات ، حيث توالت عمليات كشف مخططات التهريب ، والقيام بالادوار المباشرة في إحكام السيطرة على المحاولات التي يقوم بها المفسدون بتهريب هذه السموم والترويج لها داخل المملكة مستهدفين الشباب بالدرجة الاولى بوسائلهم واغراضهم التدميرية ، ويشير الى انّ ما تم ضبطه خلال الـ6 سنوات الماضية أكثر من 370 مليون حبة كبتاجون وهذا يوضح مدى يقظة الجهات المختصة في مكافحة هذه الآفة من جهة ، وفي النظرة الاخرى ما يعد مؤشراً خطيراً على ما يسعى اليه التهريب للافساد وما يتبع التعاطي من نتائج سلبية في جميع الاتجاهات ، وبشكل خاص في الكبتاجون دون إغفال الانواع الاخرى من المخدرات ، ولكن هذه الحبوب تشكل الخطر الاكبر لاسباب غير
الضربات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والجمارك بالمملكة استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة بفضل الله ، ثم بيقظة العاملين في هذه القطاعات ، حيث توالت عمليات كشف مخططات التهريب ، والقيام بالادوار المباشرة في إحكام السيطرة على المحاولات التي يقوم بها المفسدون بتهريب هذه السموم والترويج لها داخل المملكة.
خافية على الجميع ، وأشار الى ان المديرية كثفت برامجها الوقائية خلال السنوات الماضية التي حظيت باشادة العديد من الجهات ذات العلاقة ومكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ووصفت هذه البرامج الاعلامية في المساهمة المشاركة في مجال التوعية بالتميز الناجح.
كذلك تتحمل المدارس دوراً اساسيا في رصد حالات التأخر الدراسي لدى الطلاب ، ويجب ان تقوم عملياً بوضع برامج متابعة خاصة كإجراء وقائي لعدم وقوعهم في المخدرات ، والعمل على تصحيح المعتقدات الخاطئة عن المخدرات لدى كل من الذكور والإناث ، والمساهمة التعاونية في توعية الأسر بأنواع الاضطرابات النفسية التي قد يعاني منها الأبناء، ومعالجتها بشكل مبكر، حتى لا تتفاقم وتؤدي إلى سلوكيات خاطئة كتعاطي المخدرات والتعريف بالطرق السليمة لمواجهة المشكلات الأسرية، من خلال عقد الدورات والندوات المتخصصة الى جانب التركيز على متابعة الابناء في كيفية قضاء وقت الفراغ ، وتنمية الوازع الديني لدى الشباب، من خلال برامج وآليات مدروسة تقيهم من الوقوع في التعاطي ، وبالاضافة الى ذلك لابد من تكثيف برامج التوعية بأضرار السجائر والشيشة في مجتمع الأحداث والشباب بكل الوسائل المتاحة، وبحملاتٍ توعوية علمية نظراً لانتشارها بين الأحداث والشباب من كل الأعمار.
التجربة السعودية مثال يحتذى به من الناحية المعلوماتية والوقائية
جانب من المخدرات المضبوطة
يؤكد الشريف على أن «الندوة تؤكد على اهتمام السعودية بإبراز قضية المخدرات، وتفعيل الاتفاقيات الدولية وذلك عبر حشد الجهود الدولية والعمل على تبادل المعلومات والخبرات؛ للاستفادة من تجارب الدول المشاركة في ميدان مكافحة تهريب المخدرات، ودعم الجهود الدولية المبذولة لحماية أرواح الناس من ضرر المخدرات».
وأشار إلى ما أثبتته قوى المكافحة من تميز وتقدم في تجربة المملكة في التصدي لهذا الخطر الجسيم، حيث يتجسد ذلك الحرص والاهتمام بتعزيز العلاقات مع جميع دول العالم والتعرف على الاستراتجيات التطبيقية العالمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات.
ويضيف الشريف ان «الندوة التي تشارك فيها 26 دولة و(5) منظمات دولية من مختلف دول العالم، استعرضت خلال جلساتها 23 ورقة عمل حيث ناقشت التجارب الدولية في رصد مكافحة المخدرات، ومنها التجربة السعودية والتي تعد مثالاً يحتذى في هذا المجال سواء من الناحية المعلوماتية أو الاستباقية أو الوقائية، كما تم إلقاء الضوء على أحدث البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية ودورها في خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، وكذلك الجهود الدولية في مراقبة السلائف والكيماويات والاحتواء المبكر ودور الأسرة في وقاية الأبناء».
إحصائيات : 7 مليارات ريال قيمة المخدرات المضبوطة
وتشير احصائيات تهريب المخدرات الى ان عمليات الضبط تبلغ 60 مليون حبة كبتاجون و19 طن حشيش و 45 كيلو هيروين في المتوسط السنوي منذ عام 1428 ، بينما تم خلال النصف الاول من هذا العام 1434 ضبط 7 كيلوجرامات من الهيروين و14 طن حشيش ومليوني حبة من مادة الإمفيتامين ، وكميات من الكراك المخدر والكوكايين والأفيون وتقدر قيمة الكمية الأخيرة بأكثر من مليار ريال ، وطبقا لهذا الاحصاء يتبين ان المجموع الكلي خلال 6 سنوات بلغ حوالي 370 مليون حبة كبتاجون و150 طن حشيش و380 كيلو هيروين تصل قيمتها السوقية الى أكثر من 7 مليارات ريال.
المسئولية تتحملها الأسرة والتعليم
يشير مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية خبير الأمم المتحدة رئيس اللجنة الاعلامية المركزية عبدالإله بن محمد الشريف الى أن المسئولية تتحملها الأسرة والتربية والتعليم في ايلاء المهمات الوقائية ما تستحقه من اهتمام، وذلك في المعرفة بمصادر الخطر الذي يهدد شباب الأمة وضرورة تفعيل هذه الادوار المجتمعية المشتركة التي تمثل الحاجز الاقوى في مقاومة ما يتبع التهريب من ترويج واغراءات مضللة، ومن جانب المديرية العامة لمكافحة المخدرات فقد أنهت تصميم برامج توعوية ووقائية استهدفت أفراد المجتمع بالتعاون مع عدد من الجامعات السعودية والمؤسسات التربوية والأمنية.
المراهقون أكثر الفئات وقوعا في براثن الإدمان
يؤكد مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية خبير الأمم المتحدة رئيس اللجنة الاعلامية المركزية عبدالإله الشريف على ضرورة الالتفات الى المعالجة بوقاية المراهقين باعتبارهم مستهدفين في الدرجة الاولى والاعتقاد بسهولة ايقاعهم في براثن المخدرات نتيجة الجهل بمدى الخطر ، وهو ما يتبين في دراسة حديثة أشارت الى علاقة هذه السن بالتعاطي بشكل كبير ومن ثم الادمان ، حيث تتوفر الدوافع وفي مقدمة أسبابها تأثير الأصدقاء بنسبة 70 بالمائة ، والتجربة وحب الفضول والترفيه ووجود عامل الفراغ ، وخرجت هذه الدراسة بنتائج تفيد أن التعاطي في دول الخليج يبدأ في سن ١٢ من العمر ، ورصدت الاحصائية 70 في المائة من المتعاطين بالبداية المبكرة ، وهنا تقع المشكلة لان تجربة المخدرات تنتقل لمرحلة الادمان ، وتبين النتائج خطورة الوضع الحالي وتفاقم المشكلة رغم الجهود الأمنية في المكافحة ، الامر الذي يوضح جذور القضية وما يجب ان يُتبع في الحلول بدءاً من الأسرة ومروراً بالتعليم وانتهاءً بالدور الاعلامي المطلوب عبر وسائل الاتصالات المتعددة في تكثيف التوعية ، وبشكل خاص توظيف الاعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل الوصول الاسرع الى القناعات العامة بما يواجه المجتمع من مخاطر وما يستوجب المشاركة والتعاون المسئول في التوعية ودرء الخطر.