الاختلاط, وقفات نحتاجها
نحن نعلم أن هناك أنظمة وقوانين للدولة في كل وزاراتها من أول بنودها عدم الخروج على الكتاب والسنة وبالتالي نتساءل كيف يتم الالتفاف على هذه القوانين والسياسات ّ! كما حدث في تأنيث المحلات التجارية, والاختلاط في الكليات الطبية, والمشاركة النسائية في الأولمبياد, وظهور المذيعات في القنوات سواء في تمثيل, أو تقديم برامج, وأخبار وغير ذلك, نحتاج مساءلة قانونية لكل من يلتف على ذلك.
وقفة وطنية:
الاختلاط وتطبيعه, وإبرازه على أنه مطلب الشعب هو مخالفة للأنظمة وتأليب للرأي العام ومخالفة لفتاوى كبار علمائنا وهذا كله لانحتاجه أبداً ولا نقبله؛ لأنه يحدث حراكاً مجتمعياً مضاداً ونحن نريد لحمة اجتماعية خاصة في وقت اشتداد الفتن في الدول المحيطة بنا, نحن في أمس الحاجة لجمع الجميع على قلب واحد لتحيا بلادنا عزيزة شامخة بوحدة واحدة وستبقى كذلك رغم كيد الكائدين, فنحن مع ولاة أمرنا وندعو لهم في ظهر الغيب ونحب بلادنا الغالية ولا نرضى بخروج أحد عليها.
وقفة اقتصادية:
ماينفق على الرياضة والفن والثقافة الأولى أن ينفق في جلب كادر نسوي للتدريس في كل جامعاتنا وهن كثيرات بحمدالله؛ فالعالم الإسلامي مليئ بعضوات تدريس متفوقات ديناً وعلماً وأخلاقاً, ونحن أولى بهن من الدول الكافرة.
وقفة عقلية:
هل يعقل أن يكون الاختلاط وسيلة للرقي وهو مضاد للفطرة السوية عند كل الأمم؟! فالرجل بفطرته يميل للمرأة وكذا المرأة, والاختلاط وسيلة فاعلة لإشعال هذه الفطرة ودفعها نحو الحرام ولننظر حتى في الحيوانات يكون القتال من أجل أنثى أمراً فطرياً, فهل من العقل أن يكون الاختلاط وسيلة للزواج وإنشاء مجتمعات تتسم بالعفة والثقة المتبادلة؟ قطعاً لا؛ لأن من نظر للمرأة الأولى سينظر لغيرها والمرأة كذلك فالعمل والدراسة والمجتمع صار الجميع فضاء رحباً لتبادل النظرة ثم الابتسامة ثم اللقاء هل هناك من يشك في ذلك؟ بل الاختلاط يفتح أبواب المقارنة والرضا القهري بالواقع والهروب من كل ذلك بالعمل صباح مساء, وصار الجميع ينظر لحياته من خلال ثقب أبرة تضيق كل يوم على القلوب إنها حياة الاختلاط .
وإذا قلنا أن الاختلاط لايؤدي للرغبة الجنسية فإما نحن ملائكة أو مخلوقات فضائية جديدة؛ لأن الجن والحيوانات والنباتات فيها ذكر وأنثى وتلاقح وتكاثر, إن الاختلاط يعني هدم أسس البناء المجتمعي والفكري وقبل ذلك العقدي, الاختلاط هدم للعفة والحياء والحرية والخصوصية .
[الاختلاط = الهدم] ,لذا نحن في أمس الحاجة إلى مشروع تزكية يشمل: (تزكية القلب, وتزكية الفكر) فهل من مشمر؟
المصدر: دعوتها --بقلم/ د. حياة سعيد با أخضر .