|
![]() |
||||||||||||||||
|
ملخص الخطبة |
|||||||||||||||||
|
1- تعريف شهادة الزور. 2- مفاسد شهادة الزور. 3- الأدلة على تحريم شهادة الزور. 4- شمولية شهادة الزور. 5- من صور شهادة الزور. |
|||||||||||||||||
|
الخطبة الأولى |
|||||||||||||||||
أما بعد: فمع كبيرة من كبائر الذنوب انتشرت بين المسلمين وفي مجتمعاتهم حيث تَهَاوَنَ بأمرها كثيرٌ منهم واتخذوها مَطِيَّةً للوصول لكثير من الأغراض الدنيئة في دينهم ودنياهم، إنها شهادة الزور.والزور هو الكذب الذي قد سُوِّيَ وحُسِّنَ في الظاهر لِيُحْسَبَ أنه صدقٌ، وهو وصف الشيء على خلاف ما هو به وعليه فيشمل الكذب والباطل، هذا إذا اقتصر على المقصود بجانب من جوانبه التي إذا أضيف لها الشهادة أصبح المتبادر إليها في أذهان كثيرين بأن شهادة الزور التي هي الشهادة بالكذب ليتم التوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال. وشهادة الزور وقول الزور وعمل الزور كلها بمعنى متقارب.والأصل في الشهادة أن تكون مُسَانِدَةً لجانب الحقّ ومُعِينَةً للقضاة على إقامة العدل بين الناس، والحكم على الجناة الذين تنحرف بهم أهواؤهم وشهواتهم فيظلمون أو يبغون أو يأكلون أموال الناس بالباطل، فإذا تحوّلت الشهادة عن وظيفتها حتى تصبح سندًا للباطل ومُضَلِّلَةً للقضاة حتى يُحْكَمَ بغير الحق استنادًا إلى ما تضمنته من إثبات فحينئذٍ تحمل إِثْمَ جريمتيْن عظيمتيْن في وقت واحد: الأولى: عدم تأديتها وظيفتها الطبيعية الأولى الموافقة للفطرة السليمة، والثانية: قيامها بجريمة تُهْضَمُ فيها الحقوقُ ويُظْلَمُ فيها الْبُرَآءُ ويُسْتعانُ بها على الظلم والبغي والإثم والعدوان، وقد نهى الله المسلمين عن الظلم أيًا كان وعن التعاون على الإثم والعدوان بعدما أمرهم بالتعاون على البر والتقوى وعدم التعدي على أي شخص أو مجموعة مهما بلغت العداوة والبغضاء فقال تعالى:
|
|||||||||||||||||
|
الخطبة الثانية |
|||||||||||||||||
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام، وأبان لنا الشرائع والأحكام ورتّب عليها جزيل الفضل والإنعام، أحمده سبحانه وأشكره وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه.أما بعد: فيتبادر إلى أذهان كثير من الناس أن شهادة الزور مقصورة على تلك التي يذهب إليها شاهد الزور في المحاكم وغيرها مع فلان من الناس من أجل اقْتِطَاعِ جزءٍ من أرض فلانٍ أو أَخْذِهَا بالكامل أو اقتطاع أي مال نقدي أو غيره أو الشهادة على شخص في أمور أخرى باطلة، والحقيقة أن هذا المفهومَ السائدَ مفهومٌ خاطئٌ وحصرٌ وقصرٌ لا أساسَ له من الصحة في دين الإسلام حيث إن شهادة الزور أشمل وأوسع من ذلك، ويدخل فيها تلك الشهادة التي يطلبها شخص من أجل إعانة زواج أو غيرها من الإعانات والمساعدات حيث يطلبُ الشهادةَ بالتوقيع على الأوراق ليس على ذلك فقط، أو تلك الشهادة التي يطلبها أي شخص من إمام المسجد أو غيره بالشهادة على أنه يؤدي الصلاة في المسجد والحالُ يدلُّ على غير ذلك، أو أن فلانًا تَجَاوَزَ واجْتَازَ الاختبارَ ونجح فيه في أي مجال من المجالات سواء الشهادات الدراسية أو رخص القيادة أو شهادة مهنة معينة للحصول على عمل ووظيفة قد يُسِيءُ فيها ذلك الشخصُ ويَجُرُّ على البشر مَآسِيَ لا تَنْدَمِلُ مثل المهن الصحية وخاصة التخصصات الطبية، ولو نقف عند الشهادات المزورة في مجال رخص السائقين وأرباب الصناعات الأخرى والأطباء وغيرهم لطال بنا المقام ولكن الإشارة كافية.ومن شهادة الزور ذلك التوقيع لأي مسؤول في أي إدارة حكومية بأن فلانًا تم انتدابه لمدة شهر أو أقل من ذلك أو أكثر وهو قد ذهب للاصطياف أو أنه جالس لديهم في الإدارة، أو الشهادة لفلان بأنه استأجر سيارة بمبلغ معين ولمدة معلومة أيضًا والواقع خلاف ذلك، ويتهاون الناس بالتوقيع على ذلك وهم يعلمون علم اليقين أن ذلك غير صحيح ولكن من باب المجاملة والصحبة والصداقة وغيرها، والحقيقة أن ذلك شهادة زور وتزوير من الطرفين وكذب وأكل للمال بالباطل.ومن شهادة الزور تلك التقارير السرية في كل الإدارات والتي تُرْفَعُ عن الموظفين والتي لا يَصْدُقُ فيها كَاتِبُوهَا ومُعِدُّوهَا والذين يُوَقِّعونَ عليها أخيرًا، وتلك التي تُرْفَعُ ومنها: الْمُسْتَخْلَصَاتُ لِلْمُسْتَحَقَّاتِ في الجهات الحكومية والتي فيها من الكذب والتدليس والتزوير الشيء الكثير ليعطوا المؤسسات والشركات ما لا يستحقون من الأموال العامة، وتلك التقارير التي يعدها الموظفون السِّرِّيُّونَ في الجهات الأمنية عن الأشخاص والهيئات وهي مخالفة للواقع، وقد يستغل بعضُ ضعاف النفوس أشخاصًا يعرفونهم أو لهم قرابة وعلاقة معهم ليكتبوا عن شخص معين ما يريدون من افتراءات وكذب، وتلك التقارير التي يقدمها ذلك الشخص لجهته على خلاف الواقع تعتبر من شهادة الزور التي يتحمل إثمها هو شَخْصِيًّا ومَنْ نَاصَرَهُمْ وأوقعوه في ذلك الكذب والبهتان ليصلوا إلى أهدافهم اللئيمة باستغلال صاحب منصب وكلمة مسموعة لدى جهته الأمنية.ومن شهادة الزور تلك الأوراق التي يوقع عليها مجموعة ضد شخص معين كتبها أحد مرضى النفوس لخلافٍ مُعَيَّنٍ معه ولِحِقْدٍ دَفِينٍ في نفسه ثم وقّعوا معه، أحدهم مجاملة، وآخر لأنه جار، وثالث من أجل الثقة فيه، ورابع حمية جاهلية، وخامس يوقع عنه وعن غيره مساعدة للطرف الأول وانتقامًا من الطرف الثاني، وما علم أولئك أنهم شهودُ زورٍ، وعلى المسلم والمؤمن الحق في مثل هذه الأحوال أن يطلب إحالة ذلك للقضاء الشرعي ليحكم بالكتاب والسنة ويطبق عليهم حكم الله وحكم رسوله محمد
|
|||||||||||||||||
المصدر: المنبر
نشرت فى 14 إبريل 2013
بواسطة MuhammadAshadaw
بحث
تسجيل الدخول
مدونة محمد علي الزهراني
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »
عدد زيارات الموقع
1,008,130
المخدرات خطر ومواجهة



