<!--

<!--<!--<!--<!--

سم الله الرحمن الرحيم

 

إلى كل مخلص في هذه الأمة‏:‏

إلى القادة والزعماء في كل مكانٍ من العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة‏:‏

أعداؤنا يقولون‏:‏ يجب أن ندمّر الإسلام لأنه مصدر القوة الوحيد للمسلمين، لنسيطر عليهم ، الإسلام يخيفنا، ومن أجل إبادته نحشد كل قوانا، حتى لا يبتلعنا ‏.‏‏.‏

فماذا تفعلون أنتم أيها القادة والزعماء ‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏‏.‏

بالإسلام تكتسحون العالم - كما يقول علماء العالم وسياسيوه - فلماذا تترددون ‏.‏‏.‏‏؟‏‏!‏ خذوه لعزتكم، لا تقاوموه فيهلككم الله بعذابه، ولا بد أن ينتصر المؤمنون به ‏.‏‏.‏‏.‏ اقرأوا إن شئتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تكون نبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضي ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ثم يكون ملكاً عضوضاً ‏(‏وراثياً‏)‏ ما شاء الله له أن يكون ثم ينقضى ، ثم تكون جبرية ‏(‏ديكتاتوريات‏)‏ ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعم الأرض‏"‏‏.‏

أيها السادة والقادة في دول العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة‏:‏

كونوا أعوان الإسلام لا أعداءه ‏.‏‏.‏ يرضى الله عنكم، ويرضي الناس عنكم، وتسعدوا ‏.‏‏.‏ وتلتف حولكم شعوبكم لتقودوها نحو أعظم ثورة عالمية عرفها التاريخ‏.‏

أيها السادة والقادة‏:‏

رسول الله كان يدعو قريشاً لتكون معه، كان يَعِد رجالاتها أن يرثوا بالإسلام الأرض، فأبى من أبى، وماتوا تحت أقدام جيوش العدل المنصورة التي انساحت في الأرض ‏.‏‏.‏‏.‏ وخلدهم التاريخ، لكن أين ‏.‏‏.‏‏.‏ في أقذر مكان منه، يلعنهم الناس إلى يوم الدين، وعذاب جهنم أشد وأنكى ‏.‏‏.‏‏.‏

ووعدنا رسول الله أن يعم ديننا الأرض، وسيعم بدون شك‏.‏

فلا تكونوا مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين أبد الدهر، بل كونوا مع المنصورين الخالدين والله غالب على أمره ‏.‏‏.‏‏.‏ ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏.‏ ‏.‏

طرابلس في 15/8/1974‏.‏

 نص الكتاب

إن المتتبع لتاريخ العلاقات ما بين الغرب وشعوب الإسلام، يلاحظ حقداً مريراً يملأ صدر الغرب حتى درجة الجنون، يصاحب هذا الحقد خوف رهيب من الإسلام إلى أبعد نقطة في النفسية الأوروبية‏.‏

هذا الحقد، وذلك الخوف، لا شأن لنا بهما إن كانا مجرد إحساس نفسي شخصي، أما إذا كانا من أهم العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب الإسلامية، سياسياً، واقتصادياً، وحتى هذه الساعة، فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم‏.‏

سوف تشهد لنا أقوال قادتهم أن للغرب، والحضارة الغربية بكل فروعها القومية، وألوانها السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير، إنها تحاول تدمير الإسلام، وإنهاء وجود شعوبه دون رحمة‏.‏

حاولوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا ‏.‏‏.‏ ثم ليعودوا إلينا، بجيوش حديثة، وفكر جديد ‏.‏‏.‏ وهدفهم تدمير الإسلام من جديد ‏.‏‏.‏

كان جنديهم ينادى بأعلى صوته، حين كان يلبس بذة الحرب قادماً لاستعمار بلاد الإسلام‏:‏

أماه ‏.‏‏.‏‏.‏أتمى صلاتك ‏.‏‏.‏ لا تكبى ‏.‏‏.‏بل اضحكي وتأملي ‏.‏‏.‏أنا ذاهب إلى طرابلس ‏.‏‏.‏‏.‏فرحاً مسروراً ‏.‏‏.‏سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة ‏.‏‏.‏‏.‏

سأحارب الديانة الإسلامية ‏.‏‏.‏‏.‏سأقاتل بكل قوتي لحمو القرآن ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏(‏ القومية والغزو الفكري - ص 208‏)‏

وانتصرت جيوش الحقد هذه على أمة الإسلام التي قادها أسوأ قادةٍ عرفهم التاريخ ‏.‏‏.‏‏.‏ اضطهدوا أممهم حتى سحقوها ‏.‏‏.‏

انتصرت جيوش الغرب بعد أن ذلل لها هؤلاء الحكام السبيل ‏.‏‏.‏‏.‏

فماذا فعلت هذه الجيوش‏؟‏‏.‏‏.‏

استباحت الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين ‏.‏‏.‏ ثم أحرقت الشعوب نفسها‏.‏

لنقرأ ما كتبه كتّابهم أنفسهم حول ما فعلوه أو يفعلونه بالمسلمين، ولن نستعرض هنا إلا بعض النماذج فقط ‏.‏‏.‏ من أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي المستباح‏:‏

 في الأندلس

تقول الدكتورة سيجريد هونكه‏:‏

في 2 يناير 1492 م رفع الكاردينال ‏(‏دبيدر‏)‏ الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية، فكان إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على أسبانيا‏.‏

وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوربا طوال العصور الوسطى، وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة، ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم‏.‏

لقد حُرِّم الإسلام على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حُرِّم عليهم استخدام اللغة العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كان يحرق حيًّا بعد أن يعذّب أشد العذاب‏.‏ ‏(‏القومية- ص 174‏)‏

وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في أسبانيا مسلم واحد يُظهر دينه

لكن كيف كانوا يعذبون‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏‏.‏ هل سمعت بدواوين التفتيش ‏.‏‏.‏ إن لم تكن قد سمعت فتعال أعرفك عليها‏.‏

بعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس، أرسل نابليون حملته إلى أسبانيا وأصدر مرسوماً سنة 1808 م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الأسبانية‏.‏

تحدث أحد الضباط الفرنسيين فقال‏:‏

‏"‏أخذنا حملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيش، وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها‏.‏ فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش‏.‏ فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه أن تطفر بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت ‏"‏دي ليل‏"‏ استمهلني قائلاً‏:‏ أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏ قلت له‏:‏ فتشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً‏.‏ فماذا تريد يا لفتنانت‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها‏.‏

عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة - وكنا نرقب الماء - فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف‏.‏ فصفق الضابط ‏"‏دي ليل‏"‏ من شدة فرحه، وقال ها هو الباب، انظروا، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير‏.‏

أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة‏.‏

وفُتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعى يده على كتفي متلطفاً، وقال لي‏:‏ يابني‏:‏ لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة‏.‏

قلت له، يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من النجس فينا، ومن القاتل السفاك‏!‏‏؟‏‏!‏‏.‏

وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها‏.‏

وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء‏.‏ ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض‏.‏

رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتـقزز طوال حياتي‏.‏

رأينا غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي

وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها‏.‏

كان السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم ، وهم في الرمق الأخير من الحياة‏.‏

كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء‏.‏

أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبّلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور‏.‏

ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت‏.‏

وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة‏.‏

كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره‏.‏ فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً‏.‏

كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين‏.‏

وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم‏(‏محاكم التفتيش للدكتور علي مظهر‏.‏ نقلا عن كتاب التعصب والتسامح للأستاذ محمد الغزالي‏.‏ صفحات 311-318 باختصار‏)‏‏.‏

هذا العذاب كان موجهاً ضد الطوائف المخالفة من المسيحيين فماذا كانوا يفعلون بالمسلمين‏؟‏‏؟‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ أشد وأنكى لا شك‏.‏

 دواوين التفتيش في البلاد الإسلامية

ويبدو أن دواوين التفتيش هذه قد انتقلت إلى بقاع العالم الإسلامي، ليسلطها حكام مجرمون فجرة على شعوبهم‏.‏ فقد ذكر لي شاهد عيان بعض أنواع التعذيب التي كانت تنفذ في أحد البلدان الإسلامية ضد مجموعة من العلماء المجاهدين فقال‏:‏

بعد يوم من التعذيب الشديد ساقنا الزبانية بالبسياط إلى زنزاناتنا، وأمرنا الجلادون أن نستعد ليوم آخر شديد‏.‏‏.‏ صباح اليوم التالي أمرنا الجلادون أن نخرج فوراً، كنا نستجمع كل قوتنا في أقدامنا الواهنة هرباً من السياط التي كانت تنزل علينا من حرس كان عددهم أكبر منا‏.‏

وأخيراً أوقفونا في سهل صحراوي، تحت أشعة الشمس اللاهبة، حول كومةٍ من الفحم الجيري، كان يعمل الحرس جاهدين لإشعاله، وقرب النار مصلبة خشبية تستند إلى ثلاثة أرجل‏.‏

اشتعلت كومة الفحم الحجري حتى احمرت، فجأة سمعنا شتائم تأتي من بعيد، التفتنا فوجدنا خمسة من الحرس يقودون شاباً عرفه بعضنا، كان اسمه ‏"‏جاويد خان إمامي‏"‏ أحد علماء ذلك البلد‏.‏

امتلأ الأفق بنباح كلاب مجنونة، رأينا عشرة من الحرس يقودون كلبين، يبلغ ارتفاع كل واحد منهما متراً، علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين‏.‏

اقترب الحرس بالشاب جاويد من كومة النار الحمراء ‏.‏‏.‏ وعيونه مغمضة بحزام سميك‏.‏

كنا نتفرج ‏.‏‏.‏ أكثر من مائة سجين، ومعنا أكثر من مائة وخمسين من الحرس، معهم البنادق والرشاشات‏.‏ فجأة اقترب من الشاب جاويد عشرة من الحراس، أجلسوه على الأرض، ووضعوا في حضنه مثلثاً خشبياً، ربطوه إليه ربطاً محكماً، بحيث يبقى قاعداً، لا يستطيع أن يتمدد، ثم حملوه جميعاً، وأجلسوه على الجمر الأحمر، فصرخ صرخة هائلة، ثم أغمى عليه‏.‏

سقط منا أكثر من نصفنا مغمى عليهم ‏.‏‏.‏ كانوا يصرخون متألمين ‏.‏‏.‏ وعمت رائحة شواء لحم جاويد المنطقة كلها، ومن حسن حظي أنني بكيت بكاء مراً‏.‏ لكنني لم أصب بالإغماء ‏.‏‏.‏ لأرى بقية القصة التي هي أفظع من أولها‏.‏

حُمل الشاب، وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه، وصلب على المصلبة الخشبية، وربط بها بإحكام، واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين، وفكوا القيود عن أفواههما، وتركوهما يأكلان لحم ظهر جاويد المشوى‏.‏ بدأت أشعر بالانهيار، وجننت عندما سمعت صرخة خافتة تصدر عن جاويد ‏.‏‏.‏ إنه لازال حياً والكلاب تأكل لحمه فقدت وعيي بعدها ‏.‏‏.‏

لم أفق إلا وأنا أصرخ في زنزانتى كالمجنون ‏.‏‏.‏ دون أن أشعر ‏.‏‏.‏ جاويد ‏.‏‏.‏ جاويد‏.‏‏.‏ أكلتك الكلاب يا جاويد ‏.‏‏.‏ جاويد ‏.‏‏.‏‏.‏ كان إخواني في الزنزانة قد ربطوني وأحاطوا رأسي وفمي بالأربطة حتى لا يسمع الجلادون صوتي فيكون مصيري كمصير جاويد، أو كمصير شاهان خاني الذي أصيب بالهستيريا مثلي، فأصبح يصرخ جاويد ‏.‏‏.‏ جاويد ‏.‏‏.‏ فأخذه الجلادون ووضعوا فوقه نصف برميل مملوء بالرمل، ثم سحبوه على الأسلاك الشائكة التي ربطوها صفاً أفقياً، فمات بعد أن تقطع لحمه ألف قطعة، وهو يصرخ‏:‏ الله أكبر ‏.‏‏.‏ الله أكبر ‏.‏‏.‏ لابد أن ندوسكم أيها الظالمون‏.‏

وأخيراً أغمى عليّ‏.‏

فتحت عيوني ‏.‏‏.‏ فوجئت أنني في أحد المشافى ، وفوجئت أكثر من ذلك بسفير بلدي يقف فوق رأسي، قال لي‏:‏ كيف حالك ‏.‏‏.‏ يبدو أنك ستشفى إن شاء الله‏.‏ لو لم تكن غريباً عن هذه البلاد لما استطعت إخراجك ‏.‏‏.‏ فاجأني سائلاً‏:‏ لكن بالله عليك، قل لي، من هو هذا جاويد الذي كنت تصرخ باسمه‏.‏ أخبرته بكل شيء، فامتـقع لونه حتى خشيت أن يغمى عليه‏.‏

لم نكمل حديثنا إلا والشرطة تسأل عني ‏.‏‏.‏ اقترب من سريري ضابط بوليس، وسلمني أمراً بمغادرة البلاد فوراً‏.‏ ولم تنجح تدخلات السفير في ضرورة إبقائي حتى أشفى، حملوني ووضعوني في باخرة أوصلتني إلى ميناء بلدي، كنت بثياب المستشفى، ليس معي أي وثيقة تثبت شخصيتي، اتصلت بأهلي تليفونيا، فلما حضرا لم يعرفوني لأول وهلة، حملوني إلى أول مستشفى، بقيت فيه ثلاثة أشهر في بكاء مستمر، ثم شفاني الله ‏.‏‏.‏‏.‏

وأنهى المسكين حديث قائلاً‏:‏

بقى أن تعرف أن مدير السجون يهودي، والمسؤول عن التعذيب خبير ألماني نازي، أطلقت تلك الحكومة في ذلك البلد الإسلامي يده يفعل في علماء المسلمين كيف يشاء‏.‏

 ومن الحبشة أمثلة أخرى

استولت الحبشة على أرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا وانكلترا ‏.‏‏.‏ فماذا فعلت فيها‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏‏.‏

صادرت معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في الوقت الذي يريد ‏.‏‏.‏‏.‏

فُتحت للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة، يجلد فيها الفلاحون بسياطٍ تزن أكثر من عشر كيلوا غرامات، وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، عندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس‏.‏

كل ذلك كان قبل استلام هيلاسيلاسي السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاماً، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس الأمريكى‏.‏

سن تشريعات لإذلال المسلمين منها أن عليهم أن يركعوا لموظفى الدولة وإلا يقتلوا‏.‏

أمر أن تستباح دماؤهم لأقل سبب، فقد وجد شرطى قتيلاً قرب قرية مسلمة، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول، الذي اعتدى على زوجته حاول أحد العلماء واسمه الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في أكواخٍ من الحشيش والقصب، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً‏.‏

ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق ‏.‏‏.‏ وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفـتت، وإلقاؤه جريحاً قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم‏.‏

أصدر هيلاسيلاسى أمراً بإغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين‏.‏

عين حُكاماً فجرة على مقاطعات أرتيريا منهم واحد عينه على مقاطعة جَمَة، ابتدأ عمله بأن أصدر أمراً أن لا يقطف الفلاحون ثمار أراضيهم إلا بعد موافقته، وكان لا يسمح بقطافها إلا بعد أن تتلف، وأخيراً صادر 90% من الأراضي، أخذ هو نصفها وأعطى الإمبراطور نصفها‏.‏ ونهب جميع ممتلكات الفلاحين المسلمين‏.‏‏.‏

أمرهم أن يبنوا كنيسة كبرى في الإقليم فبنوها ‏.‏‏.‏ ثم أمرهم أن يعمروا كنسية عند مدخل كل قرية أو بلدة ولم يكتف بذلك بل بنى دوراً للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي كان يسكر فيها الجنود، ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا بها ويتغوطوا ، وليراقصوا العاهرات فيها وهم سكارى‏.‏

كما فرض على الفلاحين أن يبيعوا أبقارهم لشركة أنكودا اليهودية‏.‏

كافأه الإمبراطور على أعماله هذه بأن عينه وزيراً للداخلية‏.‏

كانت حكومة الإمبراطور تلاحق كل مثقف مسلم‏.‏ لتزجه في السجن حتى الموت، أو تجبره على مغادرة البلاد حتى يبقى شعب أرتيريا المسلم مستعبداً جاهلاً‏.‏ وغير ذلك كثير‏(‏كفاح دين للأستاذ محمد الغزالي، صفحات 60 - 80‏)‏

والأمثلة من كل مكان من العالم الإسلامي، يكاد الصدر يتفجر ضيقاً من تذكرها ‏.‏‏.‏

لكنها بداية الخلاص إن شاء الله ‏.‏‏.‏ إنها سياط اليقظة التي ستُذهب نوم القرون، وتُخرج من تحت الأرض سكان القبور‏.‏

وما ذلك على الله بعزيز‏.‏

نتساءل أخيراً‏:‏

هل مواقف الغرب وأتباعه التي رأيناها هي مواقف عاطفية استثنائية‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏

لا ‏.‏‏.‏ إنها مواقف مقررة مسبقاً في فكر الغرب وعقول قادته ‏.‏‏.‏ يمارسها الغربيون وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وبإرادة واعية تماماً ‏.‏‏.‏‏.‏ وعن عمدٍ ‏.‏‏.‏

ولماذا ذلك كله ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏‏.‏‏.‏

هذا ما سنبينه بوضوح في هذه الدراسة التي سنبنيها على أقوال قادة الغرب فقط ‏.‏‏.‏ دون أن نُدخل فيها أي اجتهاد أو استنتاج لتسهل الحجة، ويظهر الحق، ويستنير طريق المضللين الذين يمارسون بأيديهم إبادة مقومات القوة في أممهم ليسهلوا على العدو الكبير المتربص التهامها‏.‏

وما أفظعها من مهمة يمارسها العملاء ‏.‏‏.‏ حين يدمرون أممهم، ثم يدفعونها في فم الغول الاستعماري البشع ‏.‏‏.‏‏.‏ ليلتهمها ‏.‏‏.‏‏.‏ فيارب متى ينتبهون ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏؟‏

 موقف الغرب من الإسلام

 الحروب الصليبية مستمرة

يبنى الغرب علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه‏:‏

1- فسياسة أمريكا معنا تخطط على هذا الأسس‏:‏

يقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م يقول‏:‏

‏"‏يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية‏"‏‏.‏ لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، بصور مختلفة‏.‏ ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي‏.‏

إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها‏.‏ إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية‏.‏ ‏(‏معركة المصير - صفحات 87-94‏)‏

 والحرب الصليبية الثامنة قادها اللنبى

يقول باترسون سمث في كتابه ‏"‏حياة المسيح الشعبية‏"‏ باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك، حينما بعثت انكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة، إن حملة اللنبى على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة، والأخيرة‏.‏ ‏(‏مجلة الطليعة القاهرية، مقال وليم سليمان، عدد ديسمبر عام 1966 - صفحة 84‏)‏

لذلك نشرت الصحف البريطانية صور اللنبى وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس‏:‏

اليوم انتهت الحروب الصليبية‏.‏

ونشرت هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف اللنبى وحده بل موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت الصحف‏:‏

هنأ لويد جورج وزير الخارجية البريطاني الجنرال اللنبى في البرلمان البريطاني، لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة‏.‏

 والفرنسيون أيضاً صليبيون

فالجنرال غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له‏:‏

‏"‏ها قد عدنا يا صلاح الدين‏"‏‏.‏‏(‏ القومية والغزو الفكري - ص 84‏)‏

ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم‏:‏

‏"‏إنها معركة بين الهلال والصليب‏"‏‏.‏‏(‏ مأساة مراكش - روم رولاند - ص 310‏)‏

 وقالوا عام 1967م بعد سقوط القدس

قال راندولف تشرشل‏:‏

لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود‏.‏ إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود‏.‏ ‏(‏راندولف تشرشل، حرب الأيام الستة - ص 129 من الترجمة العربية‏)‏

 والصهاينة أيضاً

عندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967 تجمهر الجنود حول حائط المبكى، وأخذوا يهتفون مع موشى دايان‏:‏

هذا يوم بيوم خيبر ‏.‏‏.‏‏.‏ يالثارات خيبر‏.‏وتابعوا هتافهم‏:‏حطوا المشمش عالتفاح، دين محمد ولى وراح ‏.‏‏.‏وهتفوا أيضاً‏:‏محمد مات ‏.‏‏.‏ خلف بنات ‏.‏‏.‏

كل ذلك دعا الشاعر محمد الفيتورى إلى تنظيم قصيدته الرائعة مخاطباً نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم‏:‏

يا سيدي ‏.‏‏.‏

عليك أفضل الصلاة والسلام ‏.‏‏.‏من أمة مُضاعة ‏.‏‏.‏تقذفها حضارة الخراب والظلام ‏.‏‏.‏يا سيدي ‏.‏‏.‏‏.‏ منذ ردمنا البحر بالسدود ‏.‏‏.‏وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود ‏.‏‏.‏متنا ‏.‏‏.‏وداست فوقنا ماشية اليهود‏.‏‏.‏ ‏(‏الشعب والأرض - ج1- ص 34 - ودرس من النكبة الثانية - ص 76‏)‏

 واستغلت إسرائيل صليبية الغرب

خرج أعوانها بمظاهرات قبل حرب الـ 1967 تحمل لافتات في باريس، سار تحت هذه اللافتات جان بول سارتر، كتبت على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين، هما‏:‏

‏"‏قاتلوا المسلمين‏"‏

فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط ‏.‏‏.‏‏.‏ كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدات كتبت عليها ‏"‏هزيمة الهلال‏"‏‏.‏ بيعت بالملايين ‏.‏‏.‏‏.‏ لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين ‏(‏طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية - ص 20 -21‏)‏

 الجدار الصلب

نتساءل هنا‏:‏

هل يشن الغرب حرباً صليبيةً على العالم الإسلامي استجابةً لظروف تاريخية التحم فيها الإسلام مع المسيحية، وانتزع من المسيحية أممها وعواصمها‏؟‏‏؟‏

أم أن هناك عوامل أخرى تدفع الغرب إلى شن حروبه الصليبية ضد عالم الإسلام‏؟‏ ‏.‏‏.‏‏.‏يبدو من تصريحات قادة الغرب أنهم يشنون الحرب على الإسلام لعوامل أخرى‏.‏‏.‏‏.‏إنهم يرونه الجدار الصلب الذي يقف في وجه سيطرتهم على العالم واستغلالهم له‏:‏

1- فهم يرونه الجدار الوحيد أمام الاستعمار‏:‏

يقول لورنس براون‏:‏

‏"‏إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربى‏"‏‏(‏ التبشير والاستعمار - ص 104‏)‏

ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً‏:‏

ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق‏.‏ ‏(‏الإسلام على مفترق الطرق، لمحمد أسد - ص 39‏)‏

ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر‏:‏

إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم‏(‏المنار - عدد 9/11/1962‏)‏‏.‏

2- ويرون أن الإسلام هو الجدار الذي يقف في وجه انتشار النفوذ الشيوعي‏:‏

في افتتاحية عدد 22 أيار عام 1952من جريدة ‏"‏كيزيل أوزباخستان‏"‏ الجريدة اليومية للحزب الشيوعي الأورباخستاني ذكر المحرر ما يلي‏:‏

من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائياً‏.‏ ‏(‏الإسلام والتنمية الاقتصادية - جاك أوسترى - 56‏)‏‏.‏

3- ويرون أنه الجدار الذي يحول دون انتشار المسيحية‏:‏

يقول أحد المبشرين ‏:‏

إن القوة الكامنة في الإسلام هي التي وقفت سداً منيعاً في وجه انتشار المسيحية ، وهي التي أخضعت البلاد التي كانت خاضعة للنصرانية‏(‏جذور البلاء - ص 201‏)‏‏.‏

ويقول أشعياء بومان في مقالة نشرها في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية‏:‏

لم يتفق قط أن شعباً مسيحياً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً‏.‏ ‏(‏التبشير والاستعمار للخالدين وفورخ - ص 131 - الطبعة الرابعة‏)‏‏.‏

4- ويرون أن الإسلام هو الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل‏:‏

يقول بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سابقاً‏:‏

إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد‏.‏ ‏(‏جريدة الكفاح الإسلامي لعام 1955 - عدد الأسبوع الثاني من نيسان‏.‏‏)‏

وحدّث ضابط عربي كبير وقع أسيراً في أيدي اليهود عام 1948 أن قائد الجيش اليهودي دعاه إلى مكتبه قبيل إطلاق سراحه، وتلطف معه في الحديث‏.‏

سأله الضابط المصري ‏:‏ هل أستطيع أن أسأل لماذا لم تهاجموا قرية صور باهر ‏؟‏0

وصور باهر قرية قريبة من القدس‏.‏

أطرق القائد الإسرائيلي إطراقة طويلة ثم قال‏:‏ أجيبك بصراحة، إننا لم نهاجم صور باهر لأن فيها قوة كبيرة من المتطوعين المسلمين المتعصبين‏.‏

دهش الضابط المصرى، وسأل فوراً‏:‏ وماذا في ذلك، لقد هجمتم على مواقع أخرى فيها قوات أكثر ‏.‏‏.‏ وفي ظروف أصعب ‏؟‏‏!‏‏.‏

أجابه القائد الإٍسرائيلي‏:‏ إن ما تقوله صحيح، لكننا وجدنا أن هؤلاء المتطوعين من المسلمين المتعصبين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين، يختلفون تماماً، فالقتال عندهم ليس وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة إليهم، بل هو هواية يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني، وهم في ذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن عقيدة راسخة لحماية إسرائيل‏.‏

ولكن هناك فارقاً عظيماً بين جنودنا وهؤلاء المتطوعين المسلمين‏.‏ إن جنودنا يقاتلون لتأسيس وطن يعيشون فيه، أما الجنود المتطوعون من المسلمين فهم يقاتلون ليموتوا، إنهم يطلبون الموت بشغف أقرب إلى الجنون، ويندفعون إليه كأنهم الشياطين، إن الهجوم على أمثال هؤلاء مخاطرة كبيرة، يشبه الهجوم على غابة مملوءة بالوحوش، ونحن لا نحب مثل هذه المغامرة المخيفة، ثم إن الهجوم عليهم قد يثير علينا المناطق الأخرى فيعملون مثل عملهم، فيفسدوا علينا كل شيء، ويتحقق لهم ما يريدون‏.‏

دهش الضابط المصرى لإجابة القائد الإسرئيلي، لكنه تابع سؤاله ليعرف منه السبب الحقيقي الذي يخيف اليهود من هؤلاء المتطوعين المسلمين‏.‏

قال له‏:‏ قل لي برأيك الصريح، ما الذي أصاب هؤلاء حتى أحبوا الموت، وتحولوا إلى قوة ماردة تتحدى كل شيءٍ معقول‏؟‏‏!‏‏!‏‏.‏

أجابه الإسرائيلي بعفوية‏:‏ إنه الدين الإسلامي يا سيادة الضابط‏.‏ ثم تلعثم، وحاول أن يخفى إجابته، فقال‏:‏

إن هؤلاء لم تتح لهم الفرصة كما أتيحت لك، كي يدرسوا الأمور دراسة واعية تفتح عيونهم على حقائق الحياة، وتحررهم من الخرافة وشعوذات المتاجرين بالدين، إنهم لا يزالون ضحايا تعساء لوعد الإسلام لهم بالجنة التي تنتظرهم بعد الموت‏.‏

وتابع مسترسلاً‏:‏ إن هؤلاء المتعصبين من المسلمين

المصدر: المكتبة الاسلاميه -http://bookstree.com/books/111/viewchp.asp-BID=268&CID=1.htm
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 24 مارس 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,450

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.