مطالبة بسن قوانين كما في الدول المتقدمة للكشف على سائقي الشاحنات والحافلات وحوادث السيارات أهم أسباب الوفيات في المملكة

النوم أثناء القيادة.. مضاعفاته خطيرة وقاتلة


نوم أو نعاس السائق خلال القيادة من أسباب الحوادث

    تعتبر حوادث السيارات أهم أسباب الوفيات في المملكة. وللحوادث أسباب كثيرة تبحثها الجهات المختصة وتحاول علاجها مثل تجاوز السرعة وعدم الالتزام بالقوانين المرورية ولكنْ هناك سبب مهم تغفله الجهات المختصة ووسائل الإعلام وهو نوم أو نعاس السائق خلال القيادة. وقد أثار هذا الموضوع اهتمامي عندما قرأت تصريحا لسائق شحنة الغاز التي تسببت في وفيات وإصابات كثيرة وأضرار كبيرة، حيث ذكر السائق أنه كان ناعسا خلال قيادته للشاحنة. وقد صادف هذا الشهر (نوفمبر 2012) نشر بحث مهم في مجلة النوم، المجلة الرسمية للأكاديمية المرمرية لطب النوم عن أهمية فحص سائقي الشاحنات للتأكد من عدم إصابتهم باضطرابات في النوم تسبب زيادة النعاس. فقد أظهرت الدراسات في الدول الغربية أن حوالي 35% من سائقي الشاحنات ينامون اقل من 6 ساعات يوميا، كما أظهرت أبحاث أخرى أن نسبة كبيرة من سائقي الشاحنات يعانون من توقف التنفس اثناء النوم (21-80%) وهو مرض يسبب زيادة النعاس اثناء النوم وزيادة نسبة الحوادث. لذلك سرعت العديد من الدول مثل كندا، بريطانيا، استراليا ونيوزلندا أنظمة للكشف على ساقي الشاحنات للتأكد من عدم إصابتهم باضطرابات النوم التي تسبب زيادة النعاس. في هذا المقال سنستعرض الدراسات التي تعرضت لموضوع النعاس والنوم أثناء القيادة.

أثبتت الأبحاث العلمية التجريبية أن النوم غير الطبيعي الناتج عن نقص عدد ساعات النوم أو حدوث اضطرابات خلال النوم يؤدي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة، وهو أمر يدركه أكثر الناس. ومن مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة زيادة حوادث السيارات الناتجة عن نوم السائقين.

في البداية لا بد من التعرف على أسباب زيادة النعاس التي قد تؤدي إلى نوم السائق خلف عجلة القيادة، وهي كثيرة أهمها وأكثرها شيوعًا عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل، وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله. ونقص النوم أصبح مشكلة عالمية بسبب التغيرات التي صاحبت المدنية الحديثة، ويبدو أن هذه المشكلة شائعة في المملكة؛ حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجريناها وأجراها زملاء آخرون أن عدد ساعات النوم لدينا قد تكون أقل من المعدل المطلوب.

ومن المهم أن ندرك أن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، وكل إنسان يعرف عدد الساعات التي يحتاج إليها ليكون نشيطًا اليوم التالي.



من مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة زيادة الحوادث


وهناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم ومرض نوبات النعاس (النوم القهري).

ويعتبر النوم أثناء القيادة مشكلة شائعة ذات مضاعفات خطيرة وقاتلة. فقد أظهر استفتاء أجري في الولايات المتحدة أن 51 في المئة من السائقين يستمرون في قيادة سياراتهم حتى عند شعورهم بالنعاس الشديد، واعترف مليونا سائق بأنهم ناموا خلال قيادة السيارة مما نتج منه حوادث. وأظهر استفتاء آخر أجري في بريطانيا أن 11 في المئة من السائقين أقروا بنومهم على الأقل مرة واحدة خلال القيادة. وأظهرت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة (National Commission for Sleep Disorders) أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات ل36 في المئة من الحوادث المميتة، في حين أظهر تقرير نشرته إدارة النقل والبيئة في بريطانيا أن 20 في المئة من الحوادث المميتة والخطيرة نتجت من النعاس خلال القيادة. وأظهر الاستبيان أن خمس السائقين فقط يوقفون سياراتهم للحصول على غفوة عند شعورهم بالنعاس الشديد.

وقد وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن واحدًا من كل 30 سائقًا على الطرق الطويلة يشعر بنعاس شديد أثناء القيادة، كما أظهرت إحصاءات الإدارة الوطنية للمرور والأمن في الولايات المتحدة أن نعاس السائقين خلال القيادة يُعتبر السبب الرئيس لأكثر من 100 ألف حادث سنويًا.

وحدوث النوم والنعاس يصل أعلى نسبة عند السائقين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 سنة، وهذه الفئة العمرية عادة ما يكون التزامها بالأنظمة المرورية ضعيفًا مما يزيد الأمر سوءًا. وسبب زيادة النعاس لدى هذه الفئة العمرية ناتج عن السهر لساعات متأخرة ليلا والالتزام بمواعيد عمل مبكرة نهارًا، كما أن هذه الفئة تتضمن الطلاب الجامعيين الذين قد يسهرون لساعات متأخرة للمذاكرة، وقد أظهر بحث أجريناه أخيرًا أن طلاب كلية الطب ينامون ما معدله نحو 6 ساعات يوميًا، وهو أقل بكثير من المعدل اليومي المتعارف عليه لهذه الفئة العمرية.

كما أن نقص النوم يؤدي إلى حدة الطبع وسرعة الغضب مما قد ينتج عنه السرعة الزائدة وعدم التعاون مع السائقين الآخرين، وهذا يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.

وقد أظهرت الإحصاءات أن نسبة الحوادث الناتجة عن النعاس تزداد بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحًا.

أما في السعودية، فقد أظهرت النتائج الأولية لبحث نقوم به على عينة من السائقين في بعض مناطق المملكة متوسط أعمارهم 35 سنة وتم تقديم النتائج الأولية في مؤتمر الصدر الخليجي 2012 في دبي، أظهرت النتائج أن حوالي 18% من السائقين أقروا بأنهم ناموا على الأقل مرة واحدة خلال القيادة، وأقر 7% أنهم ناموا أكثر من مرة خلال القيادة. كما أقر 22% أنهم كانوا على وشك وقوع حادث بسبب النعاس. وعزا حوالي 70% زيادة نعاسهم خلال القيادة إلى عدم حصولهم على نوم كاف.

وهنا علينا أن نتذكر أن الحوادث المروّعة ترجع إلى نقص تركيز السائق لجزء من الثانية فقط.



يجب فحص سائقي الشاحنات بصورة دورية للتأكد من عدم وجود اضطرابات في النوم


وإضافة إلى ما سبق فإن بعض السائقين ينام خلف مقود السيارة بصورة متكررة حتى لو حصل على ساعات نوم كافية، كما أنه قد ينام في أوضاع كثيرة غير مناسبة للنوم كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز، وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل. والذين تنطبق عليهم هذه الصفات يكونون في الغالب مصابين بأحد اضطرابات النوم التي تسبب زيادة النعاس كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهي مشكلة طبية معروفة تحدث نتيجة لحدوث انسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي (الحلق) بصورة كاملة أو جزئية بسبب عيوب خلقية أو تضخم في أنسجة الحلق ويصاحبه عادة شخير، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعّال، الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. وهذه المشكلة أكثر شيوعًا عند أصحاب الأوزان الزائدة. وأظهرت دراسة أمريكية أجريت على 913 شخصًا ونشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن احتمال وقوع حوادث سيارات للمصابين بتوقف التنفس الخفيف أو الذين يعانون من الشخير الأولي هو ثلاثة أضعاف الإنسان السليم، وترتفع النسبة إلى سبعة أضعاف عند المصابين بتوقف التنفس المتوسط.

وللحد من مشكلة الحوادث الناتجة عن النوم أثناء القيادة فإن أنظمة المرور في كثير من الدول تمنع السائقين المصابين باضطرابات النوم التي تؤدي إلى زيادة النعاس من القيادة حتى يتم علاجهم طبيًا. كما أن بعض شركات السيارات بدأت في تطوير بعض الأساليب التي تكتشف نعاس السائق لتنبيهه عند حدوث النعاس كقياس عدد طرفات العين والتي تزيد عند النعاس، كما أن بعض الشركات تحاول قياس نشاط المخ الكهربي أثناء القيادة، وتحاول شركات أخرى تركيب كاميرا أسفل السيارة لاكتشاف ميلان السيارة البسيط عن مسارها الطبيعي وغيرها من المحاولات إدراكًا من المصنعين بخطورة النعاس أثناء النوم.

ونحن بدورنا ننصح السائقين بالتالي، لمساعدتهم على تفادي النعاس أثناء القيادة:

- الحصول على نوم كافٍ وعدم القيادة عند الشعور بالخمول.

- تجنب القيادة في الأوقات التي تعوّد جسمك فيها أن ينام سواء كان ذلك في الليل أو حتى وقت غفوتك النهارية المعتادة؛ لأن ساعتك الحيوية المتعودة على وقت معين للنوم قد تتغلب على رغبتك في البقاء مستيقظًا.

- لا تكابر وتذكّر أن الإغفاء لجزء من الثانية قد ينتج عنه حادث مميت. لذلك احصل على غفوة عند شعورك بالنعاس، واعلم أن الغفوات القصيرة من 15 إلى 20 دقيقة تستطيع أن تزيد نشاطك وتركيزك.

- عدم قيادة السيارة بعد تناول الأدوية التي تزيد النعاس كمضادات الحساسية والأدوية النفسية ومضادات الألم.

- إذا كنت تعاني من شدة النعاس خلال القيادة وفي أوقات وأماكن غير مناسبة للنوم فإننا ننصحك بمراجعة طبيبك لأنك قد تكون مصابًا بأحد اضطرابات النوم.

- على الرغم من الاعتقاد الشائع بين السائقين من أن رفع صوت المذياع أو التوقف والحركة لبعض الوقت أو فتح النافذة للسماح لنسمة الهواء بالدخول قد تبقي السائق مستيقظًا إلا أنه لم يثبت أن أيًا من ذلك يزيد من تركيز وانتباه السائق.

- تذكر أن المنبهات كالقهوة تحتاج إلى نصف ساعة لبدء عملها كما أن مفعولها يخبو بعد عدد قليل من الساعات.

كما أن الجهات المسئولة مطالبة بسن قوانين كما في الدول المتقدمة للكشف على سائقي الشاحنات وحافلات النقل للتأكد من عدم إصابتهم باضطرابات في النوم قد تؤثر على تركيزهم خلال القيادة.

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,329

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.