( السموم الفتاكة )

لخطبة الأولى :
الحمد لله الذي حكم فأحكم وحلَّل وحرم، أحمده على ما عرَّف وعلَّم، وفقَّه في دينه وفهَّم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مهَّد قواعد الدين في كتابه المحكم وأنزله هدايةً لجميع الأمم. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين من عُرْبٍ وعجم، بملة حنيفية، لم يزل يدعو بها وإليها ويناضل ببراهينها صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم على ذلك السبيل، وسائر المنتمين إلى ذلك القبيل، وسلم تسليماً كثيراً..
أما بعد: فاتقوا الله وراقبوه، واخشوا ربكم واحذروه، واتبعوا أمره وأطيعوه، واجتنبوا ما نهاكم عنه واتركوه، لتفوزوا برحمته، وتدخلوا جنته، وتشملكم مغفرته.
أيها المسلمون : خطر داهم وشر مداهم وبلاء قائم بل هو من الجرائم العظيمة والكبائر المهلكة والذنوب المفسدة للفرد والمجتمع فما وقع أحد في شباكها إلا دمرته ولا تعاطاها أحد إلا أفسدته بأنواع الفساد ولاانتشرت في مجتمع إلاأحاط به الشر كله، ووقع في أنواع من البلاء وحدثت فيه كبارالذنوب ووقعت فيه مفاسد يعجِز عن علاجها العقلاء والمصلحون
فأعداؤنا لايألون خبالاً{ وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر}اتَّخذوا أسلحة كثيرة للفتك والسيطرة واستلاب عقول وأموال الأمة فهجموا عليها هجومًا شرسًا من جهاتٍ عديدة بخططٍ وأهداف بعيدة المدى فلم يجدوا أشد فتكا وأكثرخطرا من آفة العصر ومصيبة الدهرالتي تُذهب العقول وتُهلك النفوس وتأتي على الأموال ومع ذلك فبعض عقول السفهاء تطلبها والنفوس الضعيفة تهواها والأموال تبذل رخيصة من السفهاء في سبيل الحصول عليها إنها المخدرات وتهريبها وترويجها بين أبناء المسلمين؛ لتحطيم البلاد كلِّها اجتماعيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا وفي كلّ المجالات حتى أضحت حرب المخدّرات أحدَ أنواع الحروب المعاصرة الخطيرة وتَفَنَّنُوا في إرسالِها بشَتَّى الصورومختلف المسمّيات وجعلوا تناوُلها وحَمْلها أمرًا في غايةِ السهولة للصغار قبل الكبار،وللذكور والإناث حتى انتشرتْ وخاصة عند فئة الشباب وتفَنَّنَ المجرمون في زمانِنا المعاصر في إنتاج أنواعها واستُخْدِمَ العقلُ لتدْميرالعقلِ
والمصيبة أن مروجيها المنحطين السفلة،أحيانا هم من أبناء جلدتنا وتجارتهم رائجة، وبضاعتهم بالأطنان مستوردة
لا تُنقِصُها أحيانا مصادرة،ولا تقللها مقاومة مع أن أثمانها مرتفعة، ولكن لا يستعصي دفعها على أفقر الفقراء مع أن
المخدرات ضياع للحياة، وسجن وآهات، أو جنون أوهلاك، ولكن يبقى الأمل ما دام في العمر فسحة، وفي العقل فكرة،
المخدرات : قضية متكررة، ومشكلة مستجدة،وفاجعة موجعة، تَجتَمِعُ عَلَى هَذِهِ البِلادِ المُبَارَكَةِ بل على أمة الإسلام الأَيدِي الخَفِيَّةُ؛ لِتَنَالَ مِن دِينِهَا، وَتُفسِدَ عُقُولَ شَبَابِهَا، وَلِتَأسِرَ أَلبَابَهُم بما لا يَستَطِيعُونَ الانفِكَاكَ عَنهُ وَلا التَّخَلُّصَ مِنهُ؛ بِالقَنَوَاتِ وَالفَضَائِيَّاتِ حِينًا، وَبِالشَّبَكَاتِ وَأَجهِزَةِ الاتِّصَالاتِ حِينًا، وَحِينًا بِالمُسكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ،إِذْ بها تَختَلُّ العُقُولُ وَتَزِيغُ الإفهام،وَبها يُضعَفُ الاقتِصَادُ وَتُؤكَلُ الأَموَالُ وَمِن ثَمَّ يُملَكُ الزِّمَامُ وَيُمسَكُ بِالخِطَامِ وَيُقسَرُ الفَردُ عَلَى مَالايَرضَاهُ،وَيُجبَرُ عَلَى مَا كَانَ يَأنَفُ مِنهُ فَتَنتَشِرُ السَّرِقَاتُ وَيَكثُرُ السَّطوُ وَيَختَلُّ الأَمنُ وَتُرَوَّعُ النُّفُوسُ،بل قد تصل إلى حد الاستهتار بالأنفس وإزهاق الأرواح فَتُشَلُّ حَرَكَةُ الفَردِ وَيَقِلُّ إِنتَاجُهُ وَيَعُمُّ الفَقرُ وَتَتَمَزَّقُ الأُسَرُ وَتَتَشَتَّتُ العِلاقَاتُ وَتَنقَطِعُ الصِّلاتُ وَيُصبِحُ كَيَانُ المُجتَمَعِ ضَعِيفًا وَبُنيَانُهُ هَشًّا فَيَغدُو أُلعُوبَةً في أَيدِي الأَسَافِلِ وَالأَرَاذِلِ يُحَرِّكُونَهُ مَتى شاءوا وإِلى مَا أَرَادُوا وَيَأخُذُونَ بِهِ إلى هَاوِيَةِ الجَرِيمَةِ وَمُستَنقَعَاتِ الرَّذِيلَةِ فَتُنحَرُ إِذْ ذَاكَ أَعرَاضٌ وَيُقتَلُ العَفَافٌ، وَتُوأَدُ الفَضِيلَةٌ وَيُسلَبُ الحَيَاءٌ.
المخدرات وما أدراك ما المخدرات؟ أشكال وألوان،أقنعة كثيرة لوجه واحد قبيح، وأسماء وصفات لسموم ومسكرات
ما جلبت على البشرية إلا البغضاء والعداوات.فالله قد حرمها فقال{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}وبين خطرها وضررها: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}
عباد الله، إن أشرف وأعظم موهبة وهبها الله للإنسان عقل ميزه به فأخبرنا سبحانه وتعالى { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها بأن جعل له فؤادا يفقه وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية فالعقل جوهرة وهبها الله للإنسان فبالعقل يميّز الإنسان بين الخير والشرّ والنفع والضرّ ويسعى في مصالحه الدينيّة والدنيويّة، فإذا أزال الإنسان عقله لم يكن بينه وبين البهائم فرق، بل هو أضلّ منها { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} بل قد يُنتفع بالحيوان؛ أما الإنسان فلا يُنتفع به بعد زوال عقله، بل يكون عالةً على غيره، يُخشى شرّه ولا يُرجى خيره
ومع كلِّ ذلك فقد أبى بعض التائهين إلاّ الانحطاط إلى درَك الذلّة والانحدارَ إلى المهانة والقِلّة؛ فأزالوا عقولَهم معارضين بذلك العقل والشرعَ والجِبِلّة؛ وذلك بتعاطي الخمور والمسكرات، والمفتّرات والمخدّرات.
ويا عجبًا من عاقل يسعى في زوال عقله ويعرض نفسه إلى حالة يكون فيها أنزل من حالة البهائم وقد يتسبب في هلاكها ثم إلى النار لقوله صلى الله عليه وسلم  : (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جنهم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جنهم خالداً مخلدا فيها أبداً ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا) نعوذ بالله من قلب يستحوذ عليه العدو المبين الشيطان الرجيم ويزين للمسكين معصية الرحمن، فياعبدالله إذا أنعم الله عليك وبسط لك في الرزق لا تقابل شكر نعمة الله بكفرها وتعدي ما أحل الله لك إلى ما حرم عليك من المطاعم والمشارب وترضى لنفسك بتناول الخبيث الضار لنفسك ومالك ودينك وتنزل نفسك من درجة الكمال التي أعدها الله لك وتحولها إلى آلة هدم للفضيلة ونشرللرذيلة بتعاطيها وهي تنبذ الدين والأخلاق والعقل والمال والجسم والذرية وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى وزجر عنها فقال: (اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر) وقد لعن الله في الخمر عشرة فقال صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتاه فقال : يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وشاربها وبائعها ومبتاعها وساقيها ومستاقها " فكيف يرضى عاقل لنفسه بتناول ما يكون سببًا لطرده عن رحمة الله وأن يوقع نفسه فيما يحول بينه وبين الجنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث) وهو الذي يقر السوء في أهله وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبيَّ قال "كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكلّ مسكرٍ حرامٌ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يُدمنها لم يتُب؛ لم يشربها في الآخرة" رواه مسلم وروى الإمام أحمد أنّ النبيّ قال: "مُدمن الخمر إن مات لقِيَ الله كعابدِ وثنٍ".
والخمريا عباد الله كل ما خامرالعقل أي غطاه سواء كان مأكولًا أو مشروبًا رطبًا أو يابسًا؛ وقال صلى الله عليه وسلم (إن على الله عهدًا لمن شرب الخمر أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار) وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: "يجيء يوم القيامة شارب الخمر مسودًا وجهه مزرقة عيناه مائل شقه أو قال شدقه مدلية لسانه يسيل لعابه على صدره يقزره كل من يراه"
ثم اعلمواياعبادالله أن كل ما أسكر كثيره فقليله حرام لأن الله قد حرمه ولعن متعاطيه فالقليل والكثير منه سواء،
قال بعض الصالحين: مات لي ولد صغير فلما دفنته رأيته بعد في المنام وقد شاب رأسه فقلت: يا ولدي دفنتك وأنت صغير فـما الذي شيبك؟ قال: يا أبت دفن إلى جانبي رجل ممن كان يشرب الخمر في الدنيا فزفرت جهنم لقدومه زفرة لم يبق منها طفل إلا شاب رأسه من شدة زفرتها، نعوذ بالله منها ونسأل الله العفو والعافية إنه جواد كريم
تلك نصوصُ زجرٍ ووعيد يقفُ عند حدّها من يعلَم أنه محاسَبٌ غدًا أمامَ الله العظيم.
والمخدّرات بأنواعها لاشك أنها شرٌّ من الخمر؛ فهي تفسد العقل، وتدمّر الجسد، وتُذهب المالَ، وتقتُل الغيرةَ، فهي تشارك الخمر في الإسكار، وتزيد عليه في كثرة الأضرار. وقد أجمع الناس كلّهم من المسلمين والكفّار على ضررِ المسكرات والمخدّرات ووبالها على الأفراد والمجتمعات، وتنادت لحربها جميع الدول وتعاهدت، وأدرك الجميع مخاطرها حتى قال المنظرون "إنّ خطرَ المخدّرات وتأثيرها المدمّر أشدُّ فتكًا من الحروب التي تأكل الأخضر واليابسَ، وتدمِّر الحضارات، وتقضي على القدرات وتعطّل الطاقات".
نتحدّث عن تلك السموم في وقتٍ ضجّت بالشكوى فيه البيوت واصطلى بنارها من تعاطاها ومن عاشره وأحالت حياتَهم جحيمًا لا يُطاق فوالدٌ يشكي وأمٌّ تبكي وزوجةٌ حيرى وأولادٌ تائهون في ضيعةٍ كبرى ومن عوفي فليحمدِ الله
المخدّرات تفسد العقل وتقطع النسل وتورث الجنون وتجلب الوساوس والهموم وأمراضًا عقليّة وعضويّة ليس لها شفاء، وتجعل صاحبَها حيوانًا هائجًا ليس له صاحب، وتُرديه في أَسوَأ المهالك، مع ما تورثه من قلّة الغيرة وزوال الحميّة؛ حتى يصير متعاطيها ديّوثًا وممسوخًا.
ما تفكّكتِ الأسَر إلاّ من أثرها، وتفشّتِ الجرائم إلا بسببها، ومع غلائها فإنّ مروِّجَها من أفقر الناس وأتعسهم حالاً.
لأن متعاطيها: تستنزف مالَه حتى يضيقَ بالنفقة الواجبة على نفسه وأهل بيته ، فتصبح أسرتُه عالةً يتكفّفون الناس، وربّما باعَ أهلَه وعِرضَه مقابلَ جرعَةِ مخدّر أو شَربةِ مسكرٍ، فهل من قلوبٍ تعي أو عقولٍ تفكّر في النهاية الموحشة والآثارالمدمّرة لهذه البلايا؟!مع فَقدِ الدين وضياعِ الإيمان والنبي يقول "ولا يشرب الخمرَ حين يشربها وهو مؤمن" وقد قال عثمان بن عفان "إنه والله لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجلٍ إلا يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر"
ولانتشار هذا الوباء ياعبادالله أسبابٌ وبواعث؛ منها ضَعف الإيمان، وضَعفُ الوازع الدينيّ، والأزمة الروحيّة التي سبّبتها كثرة المعاصي، ووسائلُ الإلهاء والتغفيل؛ فأبعدت الناس عن هدي الله وذكره، وهوّنت عليهم ارتكاب أيّ محظور، وأنتجت قلّةَ الخوف من الله، فلا يفكّر أحدهم في عذاب الآخرة ولا عقاب الدنيا،
وتحمل وسائلُ الإعلام عبئاً كبيرًا من مسؤوليّة ذلك، حين تعرض البرامجُ والمسلسلاتُ شربَ الخمروتعاطيها على أنّه أمرٌ طبيعيّ ومن خصائص المجتمعات الراقية، وتُقحم ذلك في الدعايات للهو والمتعة. فهي تلعب دورا مهما في الترويج للمخدرات وللأسف!وخاصة الغربية منها، وذلك بنشر المستوى الفكري والأخلاقي الهابط وبإبعاد الشباب عن الدين وبالإثارة الجنسية وجعل من يسمون بالفنانين نجوما وأبطال يقتدى بهم ليقلدهم الشباب وبعضهم مصابون بداء شرب الخمور وإدمان المخدرات .تعلم الأبناء كيف يحتالون ويسخرون برجال الأمن حتى إذا لم يبق على نهاية(الفيلم) سوى بضع دقائق قبض عليهم وربما انتهى بانتصارهم! فأي أثر تتركه أمثال هذه المشاهد وما فيها من مغامرات على الشباب المراهق المغامر؟ ويكفي لأصحاب الفضائيات العقلاء أن أقول: اعلموا أن اليهود تسيطر على وسائل الإعلام العالمية، مع ذلك رضي أناس من بني جلدتنا أن يستعمرهم اليهود حتى داخل بيوتهم! فهل يتنبه هؤلاء قبل فوات الأوان؟
ومن أسباب الإدمان السفر للخارج وإذا سافر ضعيف الإيمان إلى بلاد الكفر والإباحيّة؛ وقع في المحظور وأدمن عليها،عاد لبلده باحثًا عنها. لقد أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من الشباب بدؤوا تعاطي المخدرات أول مرة خارج البلاد باسم السياحة الموهومة، وهي صياغة مرسومة حيث الحانات والمراقص والملاهي الليلية
أيها الشباب: انتبه للخطر، فكم من سفر قاد لسقر، وكانت البداية هي النهاية.
ومن أسباب الإدمان الفراغ القاتل والبطالة تلك السوقٌ الرائجة للمخدّرات والمسكرات، خاصةً عند مصاحبةِ أصدقاء السوء ،يزيّن شياطين الإنس والجن لهم أن فيها المتعةَ والهروبَ من الواقع، مع أن هذه المتعة المزعومة يعقبُها صحوٌ أليم، وتنقل ذويها إلى عالم التبلّد والبلاهة،إنك حين تسمع لحسرات المدمنين، وكلهم بلا استثناء أجمعوا على أن السبب الأول في الوقوع في الهاوية هم جلساء السوء، فرفاق الشرّ، يهوّنون عليهم الأمر ويجرّئونهم على المنكروالمشكلة في الجليس: أن كل صاحب يدعي طهر جليسه، ونزاهة أنيسه، ولا يعرف السوء فيه إلا بعد الوقوع في الورطة! إن من شبابنا من لا يفرق بين بائع المسك ونافخ الكير؛ فانتبه أخي{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} فلا يغرنك منه أحيانا حسن هيئته وزينته في ملبسه أومنصبه أومركبه
أما سمعتم عن قصة أحد ضحايا المخدرات الذي خدعه صاحبه ودسَّ له المخدر في(الساندويتش) حتى أدمن عليه، وبدأ يبيعه(الساندويتش)الملغمة بالمخدرات بمئات الريالات! وهكذا؛ فإن رفقاء السوء يحاولون التأثير على أخلاق وسلوكيات المجموعة ويصورون لهم أن تعاطي المخدرات رمز للرجولة والقوة والتحرر من قيود المجتمع.واستمع لقول قائل من خلف القضبان بكل حسرة وندامة يقول :
لكنهم رفقةُ السوءِ الذين قضَوا *** أيامهم لعبا ما مثلَه لعِبُ
رافقتهم آكلا من جنس ما أكلوا *** وقد شربت من الكأس التي شربوا
يا قاتَل الله من باعوا ضمائرهم *** وألبسوني لباس الخوف وانسحبوا
كانوا معي إخوةً حتى إذا علموا *** أني فقدتُّ معاني همَّتي ذهبوا
شعارهم كسب أموالٍ وإن فَنِيَتْ *** أجيالُ أمَّتِهِم أو ناله عطب
كم ثروةٍ كسبوها من تجارتهم *** وأهدروها كأن القوم ما كسبوا!
ومن الأسباب: إهمال الوالدين، وسوء التربية، ومن أراد الدليل على إهمال بعض الآباء فلينظر إلى بعض الشباب وهم في الشوارع والأرصفة إلى ساعات متأخرة من الليل. بل والله العظيم! لتعجب عندما ترى بعينيك أطفالا دون العاشرة وقد سهروا ليلهم يقطعون الشوارع بدون حسيب ولا رقيب، وفي زوايا الأحياء والاستراحات ومن باب التقليد والفضول وحب الاستطلاع والمغامرة!. ربما وقعوا في شباك المخدرات
ومن الأسباب: المشاكل الأسرية، فيا أيها الأبوان! احذروا الخلاف والنقاش أمام الأولاد؛ فإن له آثارا نفسية سلبية، إياكم وانقسام البيت إلى فريقين! فيبقى الأبناء في صراع نفسي، هل ينضمون لفريق الأم، أو لفريق الأب؟ مما يؤدي إلى تفكك الأسرة، ومن ثم الفرار إلى المخدرات ملاذا ومهربا من ضغط المشاكل الأسرية.
ومن الأسباب: مشاكل الحياة، ومصائب الدنيا وهمومها؛ كالفشل في العمل أو الزواج، أو الدراسة أو المرض، وغيرها من مشاكل الدنيا؛ وبسبب ضعف الإيمان، وانعدام التوكل على الله، وعدم التسليم لأمر الله واحتساب الأجر والصبر، يصاب الإنسان بالإحباط واليأس، ولا يجد ملاذا سوى الخمور والمخدرات، ولو تدبر آية واحدة في القرآن لكفته؛ وهي قوله تعالى { وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
ومن الأسباب أيضا: الفقر والحاجة للمال، بل الجشع والطمع عند بعض ضعاف النفوس، والفقرليس عيبا؛ ولكن بعض الناس فيه من الكسل والخمول ما يجعله يسلك طرق خبيثة للحصول على المال بكل الوسائل، ولو كانت ممنوعة، فكم من مهرب ومروج باع دينه وضميره ووطنه من أجل المال! فلا مانع لديه أن يموت الناس من أجل أن يحيا هو حياة الترف والشهوات، بل كم من مدمن باع عرضه وشرفه من أجل المخدرات!.
يقول أحد رجال مكافحة المخدرات أنهم قبضوا على شاب أصبح رهين الإدمان، حتى أفلس، ومن ثم أصبح يسرق مجوهرات أمه وأختيه، وهو العائل الوحيد لهن، فلما سرق جميع ما لديهن من مجوهرات، بدأ ببيع أثاث المنزل قطعة قطعة، حتى لم يبق شيء يبيعه، أتدرون عباد الله ماذا فعل؟! لم يجد هذا المجرم إلا أن يوقع أخته الكبرى بشراك الإدمان، والمسكينة لا تعلم، ثم أخذ يتاجر بعرضها وشرفها، من أجل المال والإدمان!.
ولم يقف جنون هذا المجرم عند هذا الحد، بل سولت له نفسه المريضة وجشعه المسعور أن يزيد دخله فيم يجد سوى أمه العجوز المسكينة التي أخذ يدس لها المخدر في طعامها، حتى أوقعها هي أيضا في الإدمان، وجعلها بضاعة لموبوئي الجنس والشذوذ.فإنا لله وإنا إليه راجعون!
أحداث تفوق تصوُّرَخيالِ أهلِ الفِطَرِالسليمة ولا يتصور أحد أنها أحداث شاذة بل هي شرارات يتطاير شررها هنا وهناك مما يوجب تعاون الجميع مع رجال المكافحة ومن يعنيهم الأمر للقضاء عليها ولو جلستَ مع رجال المكافحة، أو بعض المدمنين النادمين، لعرفتَ حقيقة عالم الهلوسة والجنون فكم في ظلمات السجون ودهاليز المستشفيات من مآسٍ وأهوال
ومن الأسباب: الظن أن الخمور والمخدرات تزيد الباءة والنشاط الجنسي، ويكفي أن أقول: إنه ثبت طبيا أن المتعاطي تنخفض لديه إفرازات الغدة النخاعية من الهرمونات المنمية للغدة التناسلية، مما يفقده الرغبة في الجنس، بل ربما أصيب بالعنة وفقدان الباءة، والعاقل يعلم الضعف والهزال والقلق الذي يتصف به المتعاطي، ولكنها الأوهام والتخيلات، التي توقع البعض من هؤلاء في الهوس والسعار الجنسي الذي قد يصل إلى نكاح المحارم، والعياذ بالله!.
ومن أسباب الإدمان : التدخين الذي هو بوّابة المخدّرات، وضررُه على الدين والبدن والمال بيِّنٌ ظاهر، ولا يجادل فيه إلا مكابر.وأفتى العلماءُ بتحريمه، وتنادَتِ المنظّماتُ العالميّة بتجريمِه واتَّفق الأطباء على ضرره وأنه سببٌ رئيسٌ للهلاك ولأمراضٍ مُرديةٍ كثيرة.وحرّمتِ الدولُ المتحضِّرةُ تعاطيَه في الأماكن العامّة، ومنعت بَيعَه للمراهقين؛ للقناعة بشرّه وضرّه وخطره. وهذه المفتِّراتُ من الدخان والقات والشيشة مع ما فيها من شرٍّوضرّ فهي سببٌ للاجتماع على المفاسد والخلوةِ برُفقاء السوء والنُّفرة من أهل الخيروالصلاح والوحشة منهم ومن مجالسهم وهو أصلُ الأخلاق الرديئة وسوءالطباع واللؤم والخيانة.يتعلم المراهق التدخين،فالأنامل التي اعتادت على سيجارة التدخين لا تصعب عليها سيجارة الحشيش! وهكذا تبدأ النهاية!. إِنَّ شَبَابَنَا لَمُستَهدَفُونَ في دِينِهِم وَعُقُولِهِم، مَغزُوُّونَ في أَخلاقِهِم وَأَعراضِهِم. وَمِن هُنَا فَقَد آنَ الأوَانُ لِتَحَرُّكِ الآبَاءِ وَأَولِيَاءِ الأُمُورِ لِحِمَايَةِ أَبنَائِهِم ممَّا يَضُرُّهُم، وَتَزوِيدِهِم بِكُلِّ مَا يَنفَعُهُم وَيَرفَعُهُ.. لقد مَرَّ علينا في بلادنا هذه زمانٌ كان الذي يشربُ فيه الدخان يقاطَعُ ويُهْجَر ويُرْمَى بالفسْق ثم أدْخَل أعداءُ الله أنواعًا وأشكالاً منَ المخَدِّرات والمسكرات، فوقع فيها الغافلون؛ فأصبح الناسُ يحذِّرون منها، والآن تسَلَّط أعداء الله على كلِّ البلاد بلا استثناء بمختلف أنواع السموم، لَقَد آنَ الأَوَانُ لاشتِغَالِ الآبَاءِ بِالمُهِمَّاتِ وَتَركِ مَا هُم فِيهِ مِن تَوَافِهَ وَتُرَّهَاتٍ..
كَيفَ تَنَامُ أَعيُنُ بَعضِ الآبَاءِ قَرِيرَةً وَتَرتَاحُ قُلُوبُهُم، وَأَبنَاؤُهُم يَقضُونَ مُعظَمَ أَوقَاتِهِم خَارِجَ البُيُوتِ بَعِيدًا عَن رَقَابَتِهِم؟ وَكَيفَ يَشتَغِلُ آخَرُونَ بِدَعَوَاتٍ وَوَلائِمَ وَمُنَاسَبَاتٍ، وَيَهتَمُّونَ بِمُفَاخَرَاتٍ وَمُكَاثََرَاتٍ وَعَصَبِيَّاتٍ، وَيَسعَونَ لإِحيَاءِ أَمجَادٍ فَارِغَةٍ وَاجتِرَارِ قِصَصٍ خَاوِيَةٍ، وَالخَلَلُ يَدِبُّ إِلى بُيُوتِهِم، وَأَبنَاؤُهُم يَتَفَلَّتُونَ مِن بَينِ أَيدِيهِم.
عَجِيبٌ أَن يَحصُرَ رِجَالٌ اهتِمَامَهُم بما لَدَيهِم مِن أَنعَامٍ من إبل وغنم، فَيَقضُوا مُعظَمَ أَوقَاتِهِم في العِنَايَةِ بها، لا يَتَوَانَونَ في جَلبِ طَعَامِهَا وَسَقيِهَا، وَلا يُقَصِّرُونَ في عِلاجِهَا، بَل وَيَتَفَنَّنُونَ في مكان مَأوَاهَا وَمُرَاحِهَا..
وَآخَرُونَ يَدفَعُونَ الأَموَالَ في بِنَاءِ الاستِرَاحَاتِ وَتَزيِينِهَا؛ لِيَقضُوا فِيهَا السَّاعَاتِ مَعَ زُمَلائِهِم وَأَقرَانِهِم، ثم لا يُكَلِّفَ أَحَدٌ مِن هَؤُلاءِ نَفسَهُ أَن يَسأَلَ عَن وَلَدِهِ وَيَرعَى فَلَذَةِ كَبِدِهِ؛ فَإِمَّا أَن يَترُكَهُ مَعَ الهَمَلِ، وَإِمَّا أَن يُوَكِّلَ بِهِ الذِّئَابَ الضَّارِيَةَ.
أَيُّهَا الإِخوَةُ: إِنَّ أَمَانَةَ التَّربِيَةِ لَثَقِيلَةٌ، وَإِنَّ وَاجِبَ الأُبُوَّةِ لَكَبِيرٌ، وَإِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلاًّّ عَن أَمَانَتِهِ وَمُحَاسِبُهُ عَن وَاجِبِهِ
قَالَ سُبحَانَهُ:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ*وَاعلَمُوا أَنَّمَا أَموَالُكُم وَأَولاَدُكُم فِتنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيم}وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم " كُلُّكُم رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ) وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام " إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا استَرعَاهُ حَفِظَ أَم ضَيَّعَ حَتى يَسأَلَ الرَّجُلَ عَن أَهلِ بَيتِهِ) فأ ين آباء وأمهات هؤلاء؟ من شباب وفتيات تربية أسواق وقنوات وغناء ومجلات، إنه عقوق للأبناء والبنات فتربية الأولاد مسؤولية وأمانة عظيمة
هذا طالب في الصف الثاني المتوسط ابتلي بتعاطي الحشيش بسبب أصدقاء السوء، ويقول: إن التدخين للحشيش لمرة واحدة يكلفه بين مائتين إلى ثلاثمائة ريال يحصل عليها من والده ووالدته وأخواته الكبار ولم يعلم أبوه بتعاطيه للحشيش إلا بعد دخوله دار الملاحظة! وقد كان أبوه ضعيف المتابعة له، قليل الجلوس معه
أيها الوالدان: من سوء التربية الإغراق في الترف والدلال المفرط، واسمعا لهذه الأم تقول: مات زوجي، وأنا في ريعان شبابي، فعشت لابنتي ولابني،وكبرإبني وأصبح صبيا فاشلا يدخن بشراهة ويطلب منى ثمن الدخان،فأعطيه تزوجَت أخته وذات يوم دخلت عليه حجرته الخاصة ووجدته يعطي لنفسه حقنة هيروين ثرت عليه وصرخت فصفعني على وجهي، حاولت أن أقاومه، ولكنه كان الأقوى والأقسى، فاقد العقل والوعي ثم أصبح يأخذ المال مني بالقوة،وفي يوم دخل فجرا واتجه إلى غرفتي، وكان منظره بشعا قال كلاما لم أفهمه، اقترب مني بلا وعي، مزق ثيابي، وحاول الاعتداء علي تمكنت من الإفلات من يديه، وخرجت مذعورة من بيتي حتى وصلت إلى بيت ابنتي رويت لها ما حدث من أخيها بكل صراحة؛ فطلبت مني الإقامة معها، عشت معها شهرا، ثم طلبت منها أن أعود إلى بيتي وذهبنا إلى البيت أنا وابنتي وابنتها ووجدنا أن ابني قد باع الكثيرمن أثاث البيت وفي الثالثة صباحا عاد بمنظره البشع وحاول الاعتداء الوحشي على الطفلة التي هي حفيدتي، حاولنا أن نخلصها من يديه فلم نتمكن فذهبت مسرعة إلى المطبخ، وجئت بالسكين وغرسته في ظهرهثم جلست بجوار الجثة أبكي هذه هي النهاية.فلاحول ولاقوة إلابالله بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين
]الخطبة الثانيةالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين وأشهدأن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:فاتقوا الله حق تقواه؛ فما أعظم أجرَ المتقين، وما أسعد حال الطائعين
فإنّ الحديثَ أيها المسلمون :عن تفشي المسكرات والمخدّرات ونِسَبها وآثارها وقصصها ومآسيها لهو حديث مؤلم، ولكن السكوت عنه لا يزيد الأمرَ إلا إيلامًا؛ لذا فلا بدّ من الوعي بحقائق الأمور وإدراك حجمِ الخطر، ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع ومؤسّساته؛ للحدّ من هذا الوباء وصدّه قبل استفحال الداء.
لا بدّ من تنمية الرقابةِ الذاتيّة بالإيمان والخوف من اللهِ في القلوب ولن يردع البشرَ شيءٌ كوازع الدِّيانة.
ثم النصيحة المكرّرة والوصيّة المؤكّدة بالحرص على الأبناء والبنات ومتابعتهم وملاحظتهم، بالتربية والمراقبة والثقة والمتابعة من الوالدين أمّا إذا كانت الثقة عمياء أو وضِعت في غير محلّها فإنّ نتاجَها الحسرةُ والندامة
ولا بدّ من تكثيفِ التوعية بأضرار المسكرات والمخدّرات في المدارس وفي وسائل الإعلام،وقد أحسنت إدارة التربية والتعليم بهذه المحافظة بإقامة برنامج نحو حياة طية خالية من المخدرات " الذي تنظمه الإدارة بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة للمخدرات والذي يهدف إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتقديم رسالة توعوية عن أضرار المخدرات.
وتجب العناية بالشباب وملءُ فراغهم بما ينفعهم وينفع مجتمعهم.
وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفةُ كلِّ مسلمٍ، ولو ائتمرنا بيننا وتناهينا وتناصحنا؛ لما وجَدَ الشيطان سبيلاً إلى ضعيفٍ بيننا.فلا بدّ أن يتكاتفَ أفراد المجتمع مع الجهاتِ المسؤولة على نبذِ المروّجين والتبليغ عنهم، والحذر من التستّر عليهم أو التهاون معهم، أما المبتلى بالتعاطي فهو مريض بحاجةٍ إلى المساعدة، لا إلى مجرّد الشفقة والسكوت السلبيّ.
وهنا لا بدّ من الإشادة بما يبذله رجال الأمن وجهاتُ مكافحة المخدّرات، ومن يقومون بالتوعيةِ بأضرار التدخين من جهود مشكورةٍ للحدّ منها ومتابعتها والتحذير والتوعية، وننتظر منهم ومن غيرهم المزيد، أعانهم الله وسدّدهم وأنجح مساعيَهم، وعافانا الله وإياكم والمسلمين من كلّ سوءٍ ومكروه.
أيها الأحبة : ومع ما سنّته البلادُ مشكورة من عقوباتٍ رادعةٍ؛ فلا زال طوفان المخدّرات المدمّر تئنُّ منه خفايا البيوت وأروقةُ المحاكم وجدرانُ السجون؛ مما يُنبيك عن غَور الجرح وعمق المأساة.
وإقامة القصاص وقتل المهرِّبين والمرَوِّجين، الذين يَتَكَرَّر منهم ذلك أثرٌ في الحدِّ من انتشارِ هذا الوباءِ، وإنَّ الله لَيَزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن وهذه كلمات من شاب يتحسر فيقول: تذكرت أيام الصبا عندما كنت أصلي الفجر في المسجد، وأقرأ آيات من القرآن، وأنا في سعادة حقيقية... والآن... كنت على أبواب الحصول على (الدكتوراه) من أمريكا... ولكني فشلت، فقد أدمنت هذا السائل اللعين، وفقدت زوجتي بعد أن حاولت أن أجرها معي لطريق الإدمان، ندمت في وقت لا ينفع فيه الندم، فها أنا أكتب قصتي من داخل أسوار السجن... أشعر بهموم الدنيا. وضاع الأمل.
واسمعوا لتلك الزهرة الجميلة وهي في أيام زواجها الأولى، وبعد أسبوع واحد فقط من زواجها اكتشفت أن فارس أحلامها يتعاطى(الهيروين) تقول الزوجة: طلب مني أن أحضر له جرعة من المسحوق المدمر، أتدرون ما هو الثمن؟ إنه عرضي وشرفي، يريد أن أعرض جسدي وجاذبيتي لأولئك الكلاب، وعند هذا الحد عرفت أي طريق سلكت، وأي نهاية تنتظرني، ووجدت نفسي أندفع لضربه على رأسه بتمثال من الجبس حتى سقط جثة هامدة، ثم انفجرت في نوبة بكاء حادة. وهكذا ضاع الأمل والحلم في العيش السعيد!.
إنه الإدمان نهاية الإنسان هل تصدقون أيها الإخوة أن حجم مبيعات تجار المخدرات في العالم نحوأربعمائة بليون دولار؟ كما قال رئيس برنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة، هل تصدقون أن أجهزة مكافحة المخدرات العربية ضبطت قرابة نصف مليون كيلو جرام من المخدرات مختلفة الأنواع؟ ونحو أربعين مليون حبة من(الكبتاجون) في عامين فقط وفي مملكتنا الحبيبة -حماها الله- وفي عام واحد فقط تم ضبط ألف وسبعمائة واثنين كيلو جرام من مادة الحشيش؟ وتسعة ملايين وسبع مئة وتسعة وخمسين ألفا وستمائة قرص(كبتاجون) وعشرة كيلوات وسبعمائة وواحد وخمسين جراما من مادة(الهيروين) المخدر، ومئة وستة وستون جراما من مادة(الكوكايين)؟!.
هذه الكميات كفيلة بتدمير شعب بأكمله لولا عناية الله، ثم الجهود المبذولة من رجال مكافحة المخدرات ورجال الجمارك وحرس الحدود وبعض المواطنين المخلصين الذين كان لهم دورأساسي في كشف بعضها جزا الهي الجميع خير الجزاء وحفظ الله بلادنا من كل سوء. ألم تعلم ياعبدالله أن الشرور كلها من ضياع الدين الذي هو رأس مال المسلم واضاعة العقل والمال والعيال والشرف والرجولة والمرؤة والحياء والحشمة والنزاهة وإضاعة البر والصلة وحصول التفكك الأسري والجرائم بأنواعها : من السرقات والسطو والقتل والزنا واللواط والوقوع على المحارم وبيع الأعراض بجرعة من المخدرات وضرب الآباء ولأمهات بل وقتلهم وما في الواقع مما لا يخفى لخير شاهد ودليل صدق
ألم أقل لكم أيها الإخوة إنها حرب شرسة قذرة لا يمكن أن نتخيل حجمها؟ فيا أخا الإيمان يا مَن تُقاد بأمر الإسلام وتنتهي عند حدوده كفاكَ تحذير القرآن وأنها رجسٌ من عمَل الشيطان فهل أنت مُنتهٍ عن العصيان؟
يا عبد الله: في السنة المطَهَّرة بيان أنَّ الإيمان وشُرْبَ الخمرلايَجْتَمِعان فهل ترضى لنفسك أن تكونَ من أتباع الشيطان
أَتَأْمَنُ أَيُّهَا السَّكْرَانُ جَهْلاً بِأَنْ تَفْجَأْكَ فِي السُّكْرِ المَنِيَّهْ
فَتَضْحَى عِبْرَةً لِلنَّاسِ طُرًّا وَتَلْقَى اللهَ مِنْ شَرِّ البَرِيَّهْ كفاك أن تعلم أنها تدهورُ الصحة العامة، والوقوعُ في أمراض مستعصية كالإيدز تسلم صاحبها إلى الموت وأنها تفقد الرجولة، والميل إلى الفجور من الرجل أو المرأة ومن أعظم مضارِّ المخدرات: ثقل الطاعة وكراهيتها وبغضها وكراهية الصالحين وبغضهم وعدم مجالستهم، والبعد عن مجالس الذكر ومواطن العبادة، وحب الجرائم وإلف المعاصي، ومصاحبة الأشرار وصداقتهم ومودتهم ومن أضرارها تسلط الشياطين على متعاطيها، وبُعْد ملائكة الرحمة عنه حتى تورده جهنم؛ قال الله تعالى { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} أَيُّهَا المُسلِمُونَ: إِنَّ المُبتَلَينَ بِالمُخَدِّرَاتِ مَرضَى يَحتَاجُونَ إِلى الرِّعَايَةِ وَالعِلاجِ، وَغَرقَى يَتَشَوَّفُونَ إِلى المُسَاعَدَةِ وَالإِنقَاذِ، وَمِن ثَمَّ فَلا بُدَّ مِن فَتحِ القُلُوبِ لهم وَمَدِّ جُسُورِ المَحَبَّةِ إِلَيهِم؛ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ وَنَصِيحَةٍ مُخلِصَةٍ، في مُعَامَلَةٍ حَسَنَةٍ وَعِلاقَةٍ حَمِيمَةٍ، وَأَسَالِيبَ مُنَوَّعَةٍ وَطُرُقٍ مُختَلِفَةٍ، يُمزَجُ فِيهَا بَينَ التَّرغِيبِ وَالتَّرهِيبِ، وَيُقرَنُ فِيهَا الثَّوَابُ بِالعِقَابِ، وَهَذَا يَفرِضُ عَلَى المُصلِحِ وَالمُرَبِّي التَّحَلِّي بِالصَّبرِ وَالتَّحَمُّلِ، في طُولِ نَفَسٍ وَسَعَةِ بَالٍ وَبُعدِ نَظَرٍ مَعَ تَعَلُّقٍ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلحَاحٍ عَلَيهِ بِالدُّعَاءِ لِهَؤُلاءِ المُبتَلَينَ بِالهِدَايَةِ وَالتَّوفِيقِ
أَمَّا أَنتُم أَيُّهَا الشَّبَابُ وَالفِتيَانُ، يَا أَبنَاءَنَا وَيَا فَلَذَاتِ أَكبادِنَا، فَاعلَمُوا أَنَّ المُخَدِّرَاتِ طَرِيقٌ مُوحِشَةٌ وَغَايَةٌ مَسدُودَةٌ، بِدَايَتُهَا الفُضُولُ وَالتَّجرِبَةُ، وَوَسَطُهَا مُجَارَاةُ الأَصحَابِ بِلا وَعيٍ وَلا تَفكِيرٍ، وَفي أَثنَائِهَا سَيرٌ خَلفَ رُفَقَاءِ السُّوءِ وَاتِّبَاعٌ لِهَوَى النُّفُوسِ، وَآخِرُهَا الإِدمَانُ وَتَدمِيرُ النَّفسِ وَتَضيِيعُ الحَيَاةِ، وَسُوءُ العَاقِبَةِ في الدُّنيَا وَخُسرَانُ الآخِرَةِ.
أَيُّهَا الشَّبَابُ: إِنَّ الحَيَاةَ مَرَاحِلُ وَمَحَطَّاتٌ، وَلِكُلِّ مَرحَلَةٍ آمَالُهَا وَأَحلامُهَا، وَوَقُودُ الحَيَاةِ الطُّمُوحُ وَنُورُهَا الأَمَلُ، وَالأَتقِيَاءُ الأَسوِيَاءُ الأَصِحَّاءُ، هُمُ القَادِرُونَ وَحدَهُم عَلَى المُضِيِّ في دُرُوبِ الحَيَاةِ بِثَبَاتٍ وَعَزِيمَةٍ، وَهُمُ الصَّابِرُونَ عَلَى مِحَنِهَا بِشِدَّةٍ وَقوَّةٍ، المُوَاجِهُونَ لأَموَاجِهَا بِإِصرَارٍ وَصَلابَةٍ، وَهُمُ المُخَطِّطُونَ لِلمُستَقبَلِ الزَّاهِرِ وَالبُنَاةُ لِلحَضَارَةِ الشَّامِخَةِ، بما يَملِكُونَ مِن عُقُولٍ سَلِيمَةٍ وَأَفكَارٍ صَحِيحَةٍ
وَأَمَّا المُدمِنُونَ فَهُم مُعتَلُّو الأَبدَانِ مُختَلُّو العُقُولِ ضِعَافُ النُّفُوسِ سَاقِطُو الهِمَمِ لا يَرسُمُونَ أَهدَافًا وَلا يُخَطِّطُونَ لِنَجَاحٍ وَلا يَستَمتِعُونَ بِحَاضِرٍ وَلا يَرقُبُونَ نَيلَ مُرَادٍ. ومن ابْتُلي بشيء من هذا،فليَتُبْ إلى الله تبارك وتعالى فإن الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وقد أمر بالتوبة فقال{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} والله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده فبادروا إلى التوبة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "كلكم خَطَّاء وخير الخطائين التوابون" والله تبارك وتعالى إذا علم صدق النية فإنه يعين على ذلك قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه الندم ومن احتاج إلى أن يعان فليتجه إلى الأطباء وخاصة في المستشفيات المعدة لتوجيه المدمنين وعلاجهم، وليقبل نصح الناصحين وليخلع هواه ويبتعد عن رفقة السوء؛ فإن هؤلاء هم الذين أوقعوه فيما هو فيه وسيوقعونه غدًا فيما هو أعظم في نار جهنم، أو أن يقع في السجن بأسبابهم وأن يضيع كثيراً من عمره أو يضيع عمره كله.
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ يَا شَبَابَنَا وَكُونُوا أَقوِيَاءَ بِدِينِكُم مُتَوَكِّلِينَ عَلَى رَبِّكُم، قَوُّوا عَزَائِمَكُم وَإِرَادَاتِكُم، وَلا تَجعَلُوا أَنفُسَكُم عَبِيدًا لِلمُخَدِّرَاتِ، تَسُوقُكُم نَشوَةُ دَقَائِقَ وَتَقُودُكُم مُتعَةُ لَحَظَاتٍ، ثم تَكُونُوا رَهَائِنَ في أَيدِي المُرَوِّجِينَ وَالمُفسِدِينَ أيها المسلمون، النصيحة المكرّرة والوصيّة المؤكّدة هي الحرص على الأبناء والبنات ومتابعتهم وملاحظتهم، بل التربية والمراقبة والثقة والمتابعة، أمّا إذا كانت الثقة عمياء أو وضِعت في غير محلّها فإنّ نتاجَها الحسرةُ والندامة. على الآباء والأمّهات والمربّين والمربّيات أن يقوموا بواجبِهم بصدقٍ وعزمٍ وإخلاصٍ جدّيةٍ، والحذَرَ والحذَر من التّهاونِ واللامُبالاة؛ فإنّ الفرد لو وقع فريسةً للمخدّرات صعُب الخلاص والفكاك. وأما المروج كيف تطيب نفسُه بأن يدمر نفسَه ومجتمعه وأن يسعى للإفساد في الأرض وأن يكون من حزب الشيطان،أينفعه ماله؟ أتنفعه دنياه؟ ألايتق الله في نفسه ويرجع إلى الله عز وجل ويكن داعياً إلى الخير، ولا يكن سبباً في الشر وداعياً إليه ويأتي يوم القيامة وقد تحمل وزره وأوزار من باع عليهم تلك السموم وروجها لهم من أجل طمع مادي أواتباع للهوى والعياذبالله
فاللهمّ احفظنا واحفظ علينا، وعافنا في أنفسنا وفي ديننا وأهلنا، وقنا والمسلمين شرَّ هذه البلايا، ورُدَّ ضالَّ المسلمين إليك ردًّا جميلاً.
يا أيها المجتمع كن متعاوناً على فعل الخيرات ومحاربة المنكرات فإن الله تبارك وتعالى جعل من صفات المؤمنين المسلمين أن يوصي بعضُهم بعضاً لكل خيروأن يتآمروا بالمعروف وأن يتناهوا عن المنكرقال الله تعالى { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} لأن سكوت بعض الناس على مروجيها والباعة لها دون إبلاغ عنهم ساعد على انتشارها بين الناس , والضحية في النهاية أبناءنا وبناتنا واخوتنا ومجتمعنا 0ولا يتعلل أحد بأنه غير قادر على الإصلاح والحيلولة دون هذا الداء ودون الناس
فإنه مطروح عليه هذا السؤال ….. ما عملت أو ماذا قدمت ؟ وأترك للجميع الإجابة في قرارة النفس
أحبتي في الله في يوم الثلاثاء الماضي توفي صاحب السمو الملكي الأمير / سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وقد كان مبادراً للخير محباً للناس وحاملاً هَمَّ الوطن حتى في آخر أيامه –رحمه الله.وعمل مايزيد على خمسة وأربعين عاما في إمارة الرياض نائبا ثم أميرا فجزاه الله خير الجزاء وغفر الله له وأسكنه فسيح جنته اللهم لاتحرمنا أجره ولاتفتنا بعده واغفر اللهم لنا وله وأصلح الله ذريته وبارك الله في عقبه الذي خلفه لإمارة المنطقة صاحب السمو الملكي الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود و نائب أمير منطقة الرياض سمو الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ووفقهم لكل خير
هذا وصلّوا وسلّموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبد الله رسول الله وخاتم أنبيائه.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم صلِّ على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهم وارضَ عنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين والكفر والكافرين، ودمر أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين، واحمِ حوزة الإسلام إنك على كل شيء قدير اللهم اكفنا شر المخدرات، وندرأ بك اللهم في نحور مروجيها ونعوذ بك من شرورهم
اللهم ألف بين قلوب المسلمين، وأصلح ذات بينهم اللهم فقه المسلمين في الدين يا رب العالمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يا قوي يا متين، اللهم أحبط كيد أعداء الإسلام،اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم يارب العالمين
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضلَّ يا رب العالمين
اللهم فرج عن إخواننا في فلسطين. وعن إخواننا في بلاد الشام ، وعن إخواننا في مالي اللهم فكَّ كربهم وأحقن دمائهم وانصرهم على عدوك وعدوهم ياقوي يامتين
اللهم تولَّ أمر إخواننا المؤمنين في العراق وفي مصرواهدهم سبل السلام وأكفهم شر الأشرار وكيد الفجار من كل مكان يا رب العالمين اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان اللهم احفظ بلادنا من كل شر ومكروه يارب العالمين.ووفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يارب العالمين، واحفظه إنك على كل شيء قدير، اللهم وانصر به دينك وأعلِ به كلمتك، اللهم أعنه يارب العالمين على ما فيه الخيرُ للإسلام والمسلمين وللبلاد والعباد إنك على كل شيء قدير اللهم وفق ولي عهده لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وانصر به دينك إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق النائب الثاني لما تحب وترضى ولما فيه الخير يارب العالمين للبلاد والعباد اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا هنيئا مريئا سحا غدقا نافعا غير ضار تسقي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا برحمتك ياأرحم الراحمين اللهم إنا خلق من خلقك فلاتمنع عنا بذنوبنا فضلك يارب العالمين
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجميع أقاربنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله:{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُون}
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

المصدر: اضرار المخدرات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 215 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,479

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.