منكرات الأفراح

 

الحمد لله مسبغ النعم ، ودافع النقم ، الـحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي تفضل بكثير النعم وتكرم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . . . أما بعد :

فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين ، قال تعالى : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، وقال سبحانه : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " .

أيها المؤمنون : بالشكر والإيمان تدوم النعم ، وبالجحود والعصيان تحل النقم ، فحافظوا على نعم الله التي بين أيديكم يدومها الله عليكم ، واحذروا كل الحذر من كفر النعم فيذهبها الله من بين أيديكم ، يقول الله تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " ، ويقول عز وجل : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " ، إن من أجل نعم الله علينا نعمة الزواج ، فالزواج راحة وسكن واطمئنان ، فالزوج لا يجد من يبث له همومه من أهل الدنيا إلا زوجته ، والزوجة كذلك ، فكل منهما سكن لصاحبه ، وبيت يضع فيه رحاله ، وصدق الله العظيم إذ يقول : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .

معاشر المسلمين : لقد شرع الله الزواج وجعله آية دالة على عظمته سبحانه فقال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله فكان دلالة على نبوته ورسالته ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " [ متفق عليه ] ، الزواج من سنن المرسلين ، قال تعالى : " ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية " ، وهو من النعم التي يحصل بها مصالح دينية ودنيوية ، فردية واجتماعية ، مما جعله من الأمور المطلوبة شرعاً ، قال الله تعالى : " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ، فما أعظم أن يحظى الرجل بزوجة صالحة دينة تقية ، طاهرة نقية ، إذا غاب عنها حفظته في نفسها وبيته وماله وولده ، وإذا حضر منزله أكرمته وأعلت منزلته ، وهونت عليه أحزانه ، وشتت همومه ، وأذهبت غمومه ، هذه هي الزوجة الصالحة ، قوامة بالليل ، صوامة بالنهار ، ولقد أوصى بهذه الفئة من النساء نبي الرحمة والهدى ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " [ متفق عليه ] فطوبى لمن حظي بذات الدين ، التي كلما غفل عن طاعة ربه ذكرته ، وكلما قصر أعانته ، وكلما تقاعس شدت من أزره ، تلكم هي المرأة النادرة الوجود اليوم .

معاشر المسلمين : كما أن للزوج حقوقاً على زوجته ، فالزوجة لها حقوقاً على زوجها ، فيجب على الزوج أن يعامل زوجته بلين الجانب وخفض الجناح ، مع أدب التنبيه والإيضاح ، ويتغاضى عن الهفوات الصغيرة ، والزلات البسيطة ، حتى تسير سفينة الأسرة إلى بر الأمان ، فالمرأة منكسرة ضعيفة ، حنونة لطيفة ، فلا بد من رفع مكانتها كما رفع الإسلام شأنها ، فهي أم الرجال ، ومعلمة الأجيال ، ومعدة الأبطال :

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق

فإذا وجد الود والتفاهم سادت المحبة أرجاء المنزل الصغير والمجتمع الكبير ، وعاش الناس في أمن وأمان ، وراحة بال واطمئنان ، هذه هي الحياة السعيدة التي ينشدها كل إنسان .

أمة الإسلام : في خضم الحياة ، وفي معترك البشرية ، حصلت الفتن والقلاقل ، وقلت الراحة وزادت المشاكل ، خصوصاً في هذه السنين القريبة ، والأزمنة الغريبة ، فكم هي حالات الطلاق بين الأزواج ، لقد غصت المحاكم الشرعية بالمشاكل الأسرية ، فقلما يخلو منها منزل وبيت ، وما ذاك إلا من أجل أمور محرمة شرعاً ، وممنوعة عرفاً ، اتخذها الناس شعارات وعلامات ، حيث بدأت الحياة الزوجية بأمور منكرة ، وعادات مدمرة ، أودت بسعادة الكثير من الأسر ، لقد تغيرت المفاهيم ، وانتكست القيم ، وأصبحت ليالي الأعراس لا تخلو من حرام وتقليد أعمى ، فلا غرابة أن ينتهي ذاك الزواج بالفشل الذريع ، والفراق السريع ، لقد أضحت ليالي الأفراح ، تعج بالمنكرات ، ومعصية رب البريات ، فليس بمستغرب أبداً أن يحصل زواج بالليل ، وشقاق بالنهار ، إن حفلات الزواج التي يجتمع فيها كثير من المدعوين لهي أحد المجالس التي يجب أن تعمر بذكر الله سبحانه وتعالى ، وأن يجتمع فيها الناس على ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، بدلاً من أن تقضى في اللهو واللعب ، وفيما لا يرضي الخالق سبحانه وتعالى، خاصة وأن هذه الليلة هي الليلة الأولى في حياة الزوجين ، فكان الأجدر أن يعمرانها بذكر الله سبحانه وتعالى كي يبارك لهما في حياتهما الزوجية ، وتكون بدايتهما خيراً ، وتكون بذرة طيبة ، وشجرة مثمرة ، ولعمر الله لأن يعمرانها بطاعة الله خير من أن يعمرانها بمعصيته عز وجل .

أيها المسلمون : بما أن الزواج نعمة من الله على عباده ، فمن حق هذه النعمة أن تُشكر ، وألا تُتخذ وسيلة للوقوع فيما حرم الله ، ألا وإن مما ينافي شكر هذه النعمة وقوع كثير من المخالفات والمنكرات التي تتعلق بها ، وإبراءً للذمة ، ونصحاً للأمة ، فهذه بعض منكرات الأفراح :

*** فمن منكرات الأفراح ، الدخول على النساء : فالكثير من الناس اليوم لا يبالي بالدخول على محارم المسلمين في ليالي الأفراح والزفاف ، غير مبالٍ بما قد يحصل من جراء ذلك الفعل المشين ، من المفاسد العظيمة ، والويلات الجسيمة ، ولا شك أن هذا دليل على قتل الغيرة لديهم ، وقلة الإيمان ، وضعف اليقين ، فوالله لقد سمعنا أموراً يندى لها الجبين ، وتذرف لها العيون ، وذلك بدخول أهل الزوجين إلى المحافل الخاصة بالنساء ، إن هذا لأمر ما أنزل الله به من سلطان ، فكيف أباحوا لأنفسهم ذلك المنكر العظيم ، ووالله لو علم أهل الغيرة والدين ، من الحاضرين ، لما أبقوا نساءهم ولا أنفسهم في مثل تلكم الليالي السوداء ، والظلم الدهماء ، غضباً لله وإنكاراً للمنكر ، وتناهٍ عن الإثم والعدوان ، ولكنهم لم يعهدوا حصول مثل هذا الأمر بين أبناء هذه البلاد الطيبة ، فسبحان الله كيف استحل أولئك الناس لأنفسهم الدخول على نساء المسلمين ، ولم يكن لهم في ذلك ضابط من الشرع ولا وازع من الدين ، بل قد جاء الأمر من الله تبارك وتعالى للرجال الأجانب بمخاطبة النساء الأجنبيات من وراء حجاب حتى لا تحصل الفتن ، وتثار الغرائز ، وحفظاً للأنساب ، ومنعاً لوسائل الفاحشة والرذيلة ، فقال تعالى : " وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " ، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء تحذيراً شديداً ، ولباب الذريعة سداً ، وللفاحشة منعاً وإرصاداً ، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : " الْحَمْوُ الْمَوْتُ " [ متفق عليه ] ، فكيف استساغ البعض من الناس الدخول على غير محارمه ، إنه والله ضعف الدين وقلة المروءة ، وخلع الحياء ونبذ الشيمة والعفاف ، والأدهى من ذلك والأمر ما يفعله بعض الساقطين والساقطات ممن انتسبوا لهذا الدين وهو من أفعالهم براء ، فتجدهم في حركات راقصة ، في غفلة وهمجية ، في تخضع وسفالة ، وخسة ودناءة ، وهم يتراقصون في محافل النساء ، والله يقول فيهم : " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً " ، ولقد صدق فيهم قول القائل :

وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا *** والله ما خضعوا لأجل الله

لقد نزل الرجال منهم إلى أسفل من منزلة البهائم ، تعلقوا بعادات دخيلة لم يعهدها أهل هذه البلاد من قبل ، ألا وإن تلك العادة لا تمت للدين بصلة ، ولا تنزل منه بمنزلة ، بل هي عادات كافرة سافرة ، والواجب أن يعتز المرء بدينه ولا يضره عادات الغرب وتقاليده ، فهي عادات باطلة ، ووبالها على العروسين عاجلاً أم آجلاً .

*** ومن منكرات الأفراح : التصوير المتحرك والثابت : فسبحان الله العظيم كيف انطمست المفاهيم ، واضمحلت الأخلاق والقيم عند كثير من الناس ، فأصبحوا يتباهون بما حرم الله عليهم عياناً بياناً ، فاستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل ، لقد اقتفوا أثر اليهود بحيلهم على الربا ، وهؤلاء المصورين والمصورات أقبح ذنباً وأعظم جرماً ، عرفوا الحق فتركوه ، وعرفوا الباطل فاتبعوه ، لقد حرم الله ورسوله التصوير بشتى صوره وأشكاله ما لم تدعو الحاجة والضرورة إليه كبطاقة الأحوال وجواز السفر وما شابهها ، أما الصور التذكارية والمجسمات التصويرية ، فحرام بالأدلة العقلية والنقلية ، ومن هذه الأدلة قوله تعالى في الحديث القدسي : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وهذا تعجيز لهم من الله تعالى لأنهم لن يستطيعوا أن يخلقوا من ذلك شيئاً ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم " [ أخرجه مسلم ] ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آكل الربا ، وموكله ، والواشمة ، والمستوشمة ، والمصور " [ أخرجه البخاري ] ، ومن محاذير التصوير وأخطاره ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة " [ متفق عليه ] ، فهذا خطر كبير ، وشر مستطير ، فالبيت الذي لا تدخله الملائكة ، لا شك ستدخله الشياطين فيعيثون فيه فساداً ونكالاً ، فاحذروا أيها المسلمون من أمر هذه عاقبته ، وتلك نهايته ، فالأمر ليس بالهين ، والسلامة أن يعافيك الله من ذلك كله ، وأخطر من ذلك وأعظم التصوير بكاميرا الفيديو وكاميرا الجوال ، التي تنقل الحركات حية كما كانت ، في المحافل والأعراس ، وإن المسلم الحق ليتسائل ما الفائدة المرجوة من ذلك التصوير ؟ أهو تقليد للغرب والشرق ؟ أم طغيان وبطر ؟ وإسراف وأشر ؟ فكل تلك الصفات مذمومة ، وعند الله مبغوضة ، وعند الناس مرفوضة ، فما الداعي لذلك إذن ، ومن يرضى من أهل العفة والغيرة والرجولة والدين، أن تصور زوجته أو ابنته أو أخته أو أمه أو قريبته في مثل تلك الليالي الظلماء ، ثم يعرضها الفساق واللاهون ليتسلوا بأعراض المسلمين ، فانتبهوا عباد الله من مغبة هذه الأمور المحرمة ، فوبالها على الزوجين أولاً ، ومن دعا إليها ورضي بها ثانياً .

*** ومن منكرات الأفراح : صعود الزوج مع زوجته على المنصة أمام النساء : فهذه مثل سابقتها في قلة الحياء ، وسوء الأدب ، فنجد أن بعض الناس قد نزع الحياء من وجهه ، وكاد أن ينحل من الدين برمته ، فسمح لنفسه بمعزل عن الناس ، بخلسة وخسة ، أن يدخل مع زوجته ويجلس معها على المنصة وربما قبلها أمام النساء الأجنبيات ، وربما كان معها أموراً أقبح من ذلك وأفظع ، مما قد يحرك نزوة الحاضرات ، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ، ما في هذا العمل المشين من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات ، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة ، فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة ، وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر ، فسبحان الله كيف بلغ الحد ببعض الناس إلى هذا المستوى السخيف ، المنافي للحياء ، ونحن أمة الإسلام ، أمة الإيمان والحياء ، كيف يليق بنا أن نخلع جلباب الحياء ، والحياء من الإيمان ، لنعري أنفسنا باتباع عادات وتقاليد تنافي شرعنا وتقاليدنا ؟ إن هذا العمل لهو دليل على ضعف الإيمان وذل الشخصية ، وأن فاعله ومن رضي به أصبح ذنباً لأعداء الملة والدين ، فلا يليق بنا ونحن أمة الإسلام ، أمة القوة والأنفة أن نذل شخصيتنا إلى هذا الحد ، فوالله إن هذه الأعمال المنكرة لا تزيد العبد من ربه إلا بعداً ، ولا تكسبه إلا وهناً ، وهذا نص فتوى هيئة كبار العلماء حول الموضوع : ظهور الزوج على المنصة بجوار زوجته أمام النساء الأجنبيات عنه اللاتي حضرن حفلة الزواج وهو يشاهدهن، وهن يشاهدنه، وكل متجمل أتم تجميل وفي أتم زينة لا يجوز، بل هو منكر يجب إنكاره والقضاء عليه من ولي الأمر الخاص للزوجين، وأولياء أمور النساء اللاتي حضرن حفل الزواج، فكل يأخذ على يد من جعله الله تحت ولايته، ويجب إنكاره من ولي الأمر العام من حكام وعلماء وهيئات الأمر بالمعروف، كل بحسب حاله من نفوذ أو إرشاد .

*** ومن منكرات الأفراح : استخدام المغنين والمغنيات : وهذا الأمر ظاهر البطلان ، وواضح التحريم والنكران ، فكيف يليق بالمسلم الذي عرف حدود الله تعالى أن ينتهكها من أجل ليلة لا يدري أيعيشها أم يموت فيها ؟ إن الإسلام حرم الغناء الفاحش تحريماً مؤبداً ، وإذا اقترن الغناء بآلات اللهو والموسيقى فهو محرم أشد الحرام ، ولقد جاء التحريم في كتاب الله العزيز في عدة مواضع منه ، فمن أدلة تحريم الغناء ، قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } ، ولهو الحديث هو الغناء كما فسره ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال : والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء ، رددها ثلاثاً ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في الغناء وأشباهه . وقال تعالى : { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } ، قال مجاهد : بصوتك : أي الغناء والمزامير ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر ( كناية عن الزنا ) والحرير والخمر والمعازف ( آلات اللهو والطرب والغناء ) " [ أخرجه البخاري معلقاً ووصله غيره ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في أمتي قذف ، ومسخ ، وخسف " قيل يا رسول الله : ومتى يكون ذلك ؟ قال : " إذا ظهرت المعازف ، وكثرت القيان ، وشربت الخمر " [ أخرجه الترمذي وغيره وهو حديث صحيح لغيره ] ، وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الغناء فقال : " إنما يفعله عندنا الفساق " فالمغني فاسق ، ومستمع الغناء فاسق ، ومن أدخل المغنين في بيته أو شاركوه في فرحه فهو فاسق مردود الشهادة ، سفيه ينبغي أن يُحجر عليه ، لفقده العقل والحكمة ، والأهلية في التصرف ، قال الشافعي رحمه الله : " إن الرجل إذا جمع الناس لسماع غناء الجارية فهو سفيه مردود الشهادة " ، فأي عقل بعد هذا النقل ، يرضى صاحبه أن يبدأ حياته الزوجية بمثل هذا المنكرات العظيمة ، والأدواء الخطيرة ، ولكنه الهوى والشهوات واتباع التقاليد والعادات المحرمة والممنوعة ، وتزيين الشيطان للباطل على أنه الحق ، وتلبيسه على سفهاء الأحلام ، وجهلاء الأفهام ، فانتبهوا رعاكم الله فالأمر خطير ، والخطب جسيم ، وعذاب الله أليم ، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .

أمة الإسلام : المشروع للنساء في ليالي الأفراح ، ضرب الدف المحاط بالجلد من جهة واحدة ، بكلام تقي نقي ، لا فاحشة فيه ولا رذيلة ، وبدون إظهار لأصوات النساء عبر المكبرات أو غيرها ، فصوت المرأة عورة ، والعجب كل العجب لمن يدفع

مبالغ مالية للطبالات والمغنيات ، لا لشيء يعود عليه بالنفع يوم القيامة ، بل يكون معه عرضة للسؤال والعقاب ، فيالها من مصيبة حطت على بلاد المسلمين ، ويا أسفا على أنصاف الرجال ، إن هذه الأموال التي تنفق على الفاسقات والساقطات ، لهو أحق بها من يتضور جوعاً ، ويهلك عطشاً من إخوانكم المسلمين ، الذين لا يجدون ما يسترون به عوراتهم ، ولا ما يسدون به جوعاهم ، ولا ما يطعمونه أطفالهم ، فقد فتكت بهم الأمراض ، وأهلكتهم الأسقام ، ومع ذلك فهناك فئة من المسلمين يبذرون أموالهم ، وينفقونها في سبيل الشيطان ، فيما يغضب الرحمن ، لتكون عليهم حسرة وندامة يوم القيامة .

*** ومن منكرات الأفراح : الاستعانة بالكذابين من الشعراء ، الذين قال الله فيهم : " والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون " ، قال الحسن البصري : قد والله رأينا أوديتهم التي يخوضون فيها : مرة في شتيمة فلان ، ومرة في مديحة فلان ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً " [ متفق عليه ] ، إن استخدام الشعراء في الأفراح لا يزيدها إلا جراحاً ، لما يسببه شعرهم من إثارة العداوة بين المسلمين ، وتضييع أوقاتهم بما لا فائدة منه ، ولما في شعرهم من رجوع لمعتقدات الجاهلية الجهلاء ، والأثرة العمياء ، من تفاخر بالأحساب ، وطعن في الأنساب ، وقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ : الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ ، وَالنِّيَاحَةُ " [ أخرجه مسلم ] ، فالشعراء فيهم كذب ودجل ، يمدحون قوماً بباطل ، ويذمون قوماً بباطل ، من أجل ابتزاز الأموال ، وتضييع الأوقات ، وكل ذلك من الباطل ، وخلط الحقائق ، وانتهاك الحرمات ، ولقد ذم الله صنفاً من الشعراء ، ومدح الصنف الآخر وهم الذين يبتغون من شعرهم وجه الله تعالى ، دفاعاً عن الإسلام وحثاً على مكارم الأخلاق ، ولو نظرنا إلى الشعر الذي يقال في حفلات الزواج والذي تضيع من أجله الأوقات ، فإنه يندرج تحت الصنف الأول المذموم ، الذي ذمه الله سبحانه وتعالى ، وأعظم من ذلك ما يفعله الكثير من المسلمين اليوم من العرضات وما يتخللها من تصفيق ورقص وهز بالأرجل والرؤوس والأكتاف ، والتي قال فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وأما سماع المكاء والتصدية- وهو التصفيق بالأيدي ، والمكاء مثل الصفير ونحوه ، فهذا سماع المشركين الذي ذكره الله في قوله تعالى : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } انتهى ، وإذا اقترن الشعر بدف أو مزمار أو طبل ، كان أشد حرمة ، وأعظم خطراً ، وأشد ضرراً ، ولا غرابة أن يبدأ فشل الزواج بتلك الليلة المظلمة ، والتي بدأت بمنكر ومعصية ، فما بني على باطل فهو باطل ، والباطل لا يستمر .

*** ومن منكرات الأفراح : ما يفعله كثير من الرجال أثناء زواجهم من تشبه بالنساء ، وتشبه بالكفار ، من حلق للحاهم وإهانة لها ، ورمى بها في سلات المهملات ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهبن من الرجال بالنساء " [ أخرجه البخاري ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تشبه بغيرنا ، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى " [ أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 5434 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " [ أخرجه أبو داود وأحمد وصححه شيخ الإسلام ، وصححه الألباني في غاية المرام ] ، اللحية من سنن الأنبياء ، وهدي المرسلين ، وهي علامة الرجولة ، ودليل العزة ، وصدق في اتباع الكتاب والسنة ، فأين الرجولة وأين القوامة ورجال يتبعون أذناب النساء ويريدون اللحاق بهن ، من تجمل وبهاء وزينة ، أين الرجال عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أعفوا اللحى ، وفروا اللحى ، أرخوا للحى ، أوفوا اللحى ، خالفوا اليهود ، خالفوا المجوس ، خالفوا المشركين " أحاديث في الصحيحين وغيرهما ، يحذر فيها نبي الرحمة والهدى رجال الأمة من حلق لحاهم ، ويزجرهم عن ذلك وينهاهم ، أفلا يقولون سمعنا واطعنا ، واتبعنا أمر نبينا ، أم على قلوب أقفالها .

*** ومن منكرات الأفراح : استخدام الأعيرة النارية ، التي أودت بحياة الكثير من المسلمين ، إثر طلق ناري طائش ، فتحولت الأفراح إلى مآتم وأتراح ، فلا بد من منع تلك المهازل ، لما تسببه من إزهاق النفوس البريئة ، وإهدار الأموال المحترمة ، فيجب الأخذ على أيدي السفهاء ، وأطرهم على الحق أطراً ، وقصرهم على الدين قصراً ، وإلا هلكوا وهلكوا جميعاً .

*** ومن منكرات الأفراح التي شاعت وذاعت ، استجار الكوش ، التي تكلف الأثمان ، وتقصم الظهور ، من أجل ليلة واحدة ، أنني أخاطب العقول ، وبذرة الدين في القلوب ، اتقوا الله أيها المسلمون ، فأموالكم وديعة بين أيديكم ، فاتقوا الله في أماناتكم ، وإياكم وخيانة الأمانة ، فأنت مسؤول عن هذا المال الذي بين يديك يوم القيامة ، واسمعوا يارعاكم الله هذا الحديث العظيم في أمر أمانة الأموال ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ " [ أخرجه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، فأعدوا للسؤال جواباً ، وللجواب صواباً ، فأنتم عن أموالكم موقوفون ومسؤولون ، قال تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " .

*** ومن منكرات الأفراح : أن تكون هذه الأعراس والأفراح في الفنادق والأماكن الباهضة التكاليف والأثمان ، التي تعجز الأزواج ، وتحجم الشباب عن الزواج ، وتكون مدعاة إلى العنوسة وفعل الفاحشة ، وما يتبع تلك القصور وغيرها من ذبح لكميات هائلة من الذبائح والأنعام ، التي يؤكل ربعها أو أقل من ذلك ، ثم يُرمى الباقي في صناديق المهملات ، فكيف ترمى نعم الله ولا تحترم ، لا سيما وأن هناك أخوة لنا في هذا الدين العظيم ، يموتون جوعاً ، ويقاسون آلاماً عظاماً بسبب الفقر والفاقة ، والعوز والحاجة ، فما أكثر الفقراء والمساكين والمحتاجين ، وسيحاجونكم يوم القيامة على تفريطكم ، وبخلكم ، قال تعالى : " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " ، إن هذا البذخ والإسراف ، والبطر والإجحاف ، الذي آلت إليه الأمة اليوم ، لهو نذير شر وبلاء ، وفتنة وشقاء ، قد تقع بهذه الأمة ، وقد نهى الله عز وجل عباده المؤمنين عن الإسراف والتبذير ، فقال جل وعلا : " ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " ، وقال تعالى : " ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً " ، فأمعنوا النظر في هذه الآيات العظام ، فلعلكم أن تكونوا فيها من الناجين بسلام ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، وجعلني وإياكم من المتبعين لسنة أفضل النبيين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى ، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الحب والنوى ، وإليه المرجع والمأوى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق وخير الورى ، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بسيرته وبسنته اقتدى . . أما بعد :

فما أشرت إليه في الخطبة الأولى من المنكرات التي تعج بها أفراح المسلمين اليوم ، ما هو إلا قليل من كثير ، وغيض من فيض مما نشاهد ونسمع ، عن تلكم المهازل التي عمت بها البلوى وطمت ، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن تلك الأمور منكرة ومحرمة ، وأن ذلك انحدار إلى الهاوية ، نسأل الله السلامة والعافية .

أمة الإسلام : كيف نرضى وقد سلم الله بلادنا ولله الحمد من استعمار الكفار ، ثم نرضى باستعمار القلوب والعقول بالأخلاق السافلة ، والأفكار المنحرفة ؟ كيف نرضى وقد من الله علينا بالتقدم بهذا الدين ، أن نرجع إلى الوراء بالبعد عن تعاليمه وتشريعاته ، يقول الله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " فالكل تحت مظلة هذا الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربنا ، فكل السكنات والحركات خاضعة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكيف يجدر بنا أن نتركه ونرغب عنه لعادات زائفة وتقاليد واهنة ، أوهن من بيت العنكبوت .

أيها المسلمون : ترفعوا عن السير وراء هذه التيارات الجارفة ، والعادات المزيفة ، واعلموا أننا متى سرنا وراء ذلك السراب الخادع ، بدون العرض على الشريعة الغراء ، فستكون نتائج ذلك وثماره حلول بلاءٍ لا يمكننا رفعه ، ولا نستطيع دفعه ، فقابلوا تلك التيارات والشعارات القبيحة ، بقوة الإيمان ، وبسالة الشجعان ، وألا ندع لها مكاناً في مجتمعنا ، لنكون أمة رفيعة منيعة ، تعتز بدينها ، فوالله من ابتغى العزة بغير هذا الدين أذله الله على رؤوس الخلائق أجمعين ، فلا فوز ولا فلاح ولا تقدم ولا نجاح إلا بالتمسك بعرى هذا الدين الحنيف ، والأخذ على أيدي السفهاء من الشباب والنساء ، فلا بد من قوامة الرجل على المرأة ، فـ " الرجال قوامون على النساء " ، وألا يرضخ الرجل لكل شاردة أو واردة تعرضها عليه المرأة ، وألا يستجيب لكل أمر ونهي ، فزمام الأمور بيد الرجل ، ولو ترك للمرأة أن تسرح وتمرح وتحكم كيف شاءت ومتى شاءت لحصلت المفاسد والفتن ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " [ أخرجه البخاري ] ، فلا بد أن يكون الرجل عاقلاً حكيماً ، يقدر للأمور قدرها ، ويعرف لها حقها ، فلا ينصاع لما تمليه عليه النساء ، بل يأخذ الحق وما وافق الشرع ، وينبذ ما سوى ذلك مما دخل علينا من أعدائنا من موضعات وتقليعات يرفضها الإسلام وينبذها .

أمة الإسلام : يا أهل الغيرة والدين ، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها ، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها ، فإن لم يتغير المنكر ، وجب عليه الخروج ، ومنع أهله من حضور تلك الليالي الحمراء والظلم الدهماء ، إنكاراً للمنكر ، وغضباً لله تعالى ، فاتقوا الله عباد الله ، وراجعوا دينكم ، وحاسبوا أنفسكم ، وزنوا أعمالكم ، فالموت أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد ، هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير والسراج المنير ، والرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، نبينا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ، فقد أمركم الله بذلك فقال عز من قائل سبحانه : " إن الله وملائكة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وعلى الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، وأدر الدائرة عليه ، ورد كيده وبالاً عليه ، اللهم طهر مجتمعات المسلمين من كل فاحشة ورذيلة ، وكل عادة دخيلة ، اللهم ُمنّ علينا جميعاً بالتوبة النصوح التي تمحوا بها ما سلف من الذنوب والعصيان ، اللهم ياحي ياقيوم ياذا لجلال والإكرام ، نسألك أن تنصر إخواننا المسلمين في العراق وفلسطين ، وأفغانستان والفلبين ، وفي كل مكان يا رب العالمين ، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، ومعيناً وظهيراً ، اللهم عليك باليهود والنصارى فإنهم لا يعجزونك ، اللهم شتت شملهم ، وخالف بين كلمتهم ، واجعلهم غنيمة للمسلمين ، اللهم ارحم أموات المسلمين ، واجعل قبورهم روضات من رياض الجنة ، ولا تجعلها حفراً من حفر النيران برحمتك يا أرحم الراحمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار . عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

اتقدم بخالص الشكر بعد شكر الله لموقع صيد الفوائد وأسأل الله لهم التوفيق واريد ان انوه ان أي من كتبي لا اسمح بطباعتها او التعديل فيها الا بعد الرجوع الي وفق الله الجميع

المصدر: صيد الفوائد _ يحيى بن موسى الزهراني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 433 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,669

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.