authentication required

تغريدات حول بالوفاء بالوعد

 

د. عمر المقبل
(@dr_almuqbil)


 1- الوفاء بالوعد معنى تتفق عليه جميع الفطر السليمة، وفي كل الشرائع، وقد جاءت شريعتنا بالتأكيد عليه بصور متخلفة ـ كما سيأتي ـ

2- وفي المقابل، فإخلاف الوعد من معائب الأخلاق عند العرب الجاهليين، فكيف في دين الإسلام الذي ما زاد هذه المعاني إلا تأكيداً

3- ومن أشد الآيات في هذا المعنى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تَقولوا ما لا تفعلون)، وهي والله شديدة لمن تدبرها.

4- ومما امتدح به إسماعيل عليه السلام: {إنه كان صادق الوعد} لا يكذب وعده ولا يخلف، ولكنه كان إذا وعد ربه، أو عبدا من عباده وعدا وفى به.

5- وفي صحيح السنة، جُعلت صفة إخلاف الوعد من صفات المنافقين، وهذا مما يرجح أن إخلاف الوعد محرّم، وليس مكروهاً كما اختاره بعض العلماء

6- ولعظيم آثار إخلاف الوعد الشرعية والاجتماعية، فإنه خليق بالمؤمن أن يعتني بهذا الموضوع، وأن يوليه أهميةً بالغة، فكم أورث إهماله من عدوات

7- وأفسد من علاقات، ولكن مع هذا فيجب أن ينظر له كأي خطأ آخر، يعالج بعلم وحكمة، فإن من مقاصد الشريعة: جمع القلوب، ومنع أسباب الفرق

8- ولذلك فسأذكر بعض الأسباب المعينة على احترام المواعيد، وكيف نتجاوز آثار الإخلاف السلبية لو حصل شيء من إخلاف الوعد غير المقصود.

9- وسأذكر ـ أيضاً ـ في تغريدات قادمة إن شاء الله تعالى بعض المواقف العجيبة في احترام المواعيد من قدوات قديمة ومعاصرة.

10 - وسيكون هذا في مثل هذا الوقت بإذن الله تعالى من يوم الغد، نسأل الله الإعانة والتوفيق.



11- مما يعين على الاهتمام بالموعد: تذكر النصوص التي تحث على ذلك، وتحذر من إخلافه وتذم فاعله، ألا يكفي أن إخلاف الوعد أنه رُبُع النفاق المذكور في الحديث.

12- ومما يعين: أن تتصور أن الذي دعاك شخصية مهمة جداً، لو لم تحضر لفاتك خيرٌ دنيوي كبير! هل ستخلف؟ إذن، فالذي دعاك للوفاء بالوعد: محمد صلى الله عليه وسلم.

13- ومما يعين: الصدق مع الله ـ في هذا وغيره ـ هو العلامة الفارقة بين معظمي شعائر الله وغيرهم، فراقب الله في وفائك وإخلافك، ومرادي يتضح في الآتي:

14- فبعضهم قد يدعى، فيوافق وهو يبيّت النية على إرسال رسالة جوال قبيل الموعد: (المعذرة حصل ظرف طارئ وان أحضر) فإن صدق نجى، وإلا فقد(وعد فأخلف، وحدث فكذب)

15 - (وعد فأخلف، وحدث فكذب).

ومما يعين: الاحتساب في إجابة الدعوة، فهذا مجرّب، بل يقلب الإجابة إلى لذة التعبد لله بالإجابة

16- يحسن الاعتذار المبكر قدر الإمكان، قبل أن يرتب الداعي أموره على أساس الأشخاص الذين دعاهم.

17- مما يعين: تذكر الآثار السلبية لإخلاف الموعد. أما الشرعية فقد سبق بعضها، وأما الاجتماعية: فبما يورثه قلة الاهتمام بالموعد وصاحبه من إحن وضغائن، تعكس مقصود الداعي.

18- تعوّد أن تعتذر مبكراً قدر الإمكان، مع توضيح سبب الاعتذار ما أمكن ليطمئن الداعي أن سببك وجيه، لا غير ذلك، وإن قدر ونسيت الموعد فبادر واعتذر.

19- من تجربة: فالاعتذار بالصوت والمكالمة أولى ـ ما أمكن ذلك ـ من الرسالة، فللصوت نبراته المعبّرة التي قد لا تحملها الرسائل النصية.

20- إياك والمنّة على صاحب الموعد بوفائك بوعدك، فهذا حق عليك، وحق له، بل أظهر المنّة له بكونه دعاك، ثم قابل ذلك أنت بما يليق من الثناء على الوفاء، النتيجة: حب ووئام.

21-اقرأ في سير المهتمين بالمواعيد (وسأعيد إرسال بعض التغريدات في هذا الباب بعد قليل).

بقيت بعض المعاني في هذا الباب، أكملها يوم غد بمشيئة الله.



1. هذه تتمة للتغريدات الـ(21) السابقة أختم هذه الليلة بهذه المجموعة من التغريدات التي تتعلق بموضوع الوعد.

2. يظن كثيرون أن الحديث عن الوعد خاص بالمواعيد، وهذا قصور شديد، بل هو شامل لكل موعد، سواء كان بين العبد وربّه، أو بين الولد ووالديه، أو بين الزوجين أو بين الأصدقاء، أو بين الراعي والرعيّة، أو أي صورة.

3. الالتزام بالوعد مبدأ شرعي، وإنساني، وقد لاحظت ـ بسبب ضعف الثقافة في هذا الباب ـ أن اناس يتضايقون من الحازم في أوقاته، والحقيقة أن اللوم ينبغي أن يقع على الذي يهوّن من شأنها.

4. ولذلك، من المهم أن يتربّى الأولاد على هذا المبدأ من صغرهم، وأن يعوّدوا عليه، وأن يكون الوالدان قدوة في ذلك.

5. من المواقف التي لا أنساها، أن شيخنا العثيمين رحمه الله أعطى موعداً لأحد طلابه ليتغدى معه، فتأخر الطالب ـ ومعه آخرون ـ عشر دقائق، فأدخلهم الشيخ للبيت، وقال: الأولاد سيتغدون معكم، وأما أنا فأعتذر! قال هذا الطالب: يا شيخ إنما أردناك أنت! قال: لم تأتوا على الموعد. يقول هذا الطالب: فكان هذا درساً لي لا أنساه.

6. هناك كتاب أنصح به في هذا الموضوع، اسمه : ( ظاهر التهاون بالمواعيد ) للدكتور محمد موسى الشريف، وشريط للدكتور ناصر العمر بعنوان: (إنه كان صادق الوعد).

7. وختاماً: أذكّر بأن التعبد لله تعالى فيما يأتي الإنسان ويذر، من أعظم ما يسّهل على العبد القيام بالأوامر، وترك النواهي، أسأل الله تعالى أن يرزقنا التعبد لله فيما نأتي ونذر، والحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مدونة محمد علي الزهراني

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

1,006,598

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.