«رجال جبناء» يخشون مصارحة «أم العيال» ويفرضون الأمر الواقع

«علّمني قبل لا تتزوج عليّ»!


الزواج الثاني حق مشروع للرجل لكن لابد من إخبار زوجته الأولى

    كانت «مريم» تنظر إلى زوجها بتأمل ودهشة، حينما طلب منها أن يتحدث معها على إنفراد وبعيداً عن الأبناء في غرفتهما؛ لتقف تتأمل تقاسيم وجهه التي بدت عليها في بداية اللحظات الأولى الحرج الشديد، ثم سرعان ما تحول الحرج إلى بكاء شديد، لم تفهم «مريم» أسبابه، أخذت تمسك يديه وتسأله بود وعطف عن أسباب البكاء في محاولة منها أن يتوقف عن الانفعال والدموع، حيث شعرت بالألم الكبير وهي تراها تخرج من عيني زوجها، الذي لم يرفع رأسه من النظر إلى الأرض، فبادرته بالسؤال: «سلامتك أبونايف، خير إن شاء الله الأهل فيهم شيء؟»، فصمت قليلاً ثم قال بصوت منخفض: «أنا تزوجت»!، لتقف «مريم» عند ذهول الصدمة التي جعلتها تنظر إليه في دهشة وصمت و»غصّة» شعرت أنها تخنقها، حتى مرّ شريط الذاكرة أمامها، لتنهض الأسئلة بداخلها تنبش قلبها المتألم، الذي جاء السؤال الأول فيه بارزاً وجارحاً ومفاجئاً: «لماذا، لماذا لم تخبرني من قبل؟».

ولم يستطع زوج «مريم» أن يخبرها بقرار زواجه الثاني؛ لأنه كان يخشى عليها من الصدمة، ومن اتخاذها قرار الترك وعدم الاستمرار، ففضل أن يخبرها حتى يتزوج، لعل أن تقبل بالأمر الواقع، وتكمل الحياة معه.

صدمة المرأة أكبر حين تعرف من آخرين أو «حاسدين» أو بعد فوات الأوان

وعلى الرغم من أن هناك من لا يملك الشجاعة في إخبار الزوجة بقراره، إلاّ أن المرأة كثيراً ما تفضّل أن تعلم بقرار شريك حياتها؛ لأنها تشعر أن في إخبارها احتراماً لإنسانيتها، في الوقت الذي يخشى الكثير من لحظات المصارحة؛ لأنها قد تكون سبباً للخلافات المبكرة، مما يجعل "أم العيال" تغادر منزلها في لحظة غضب لا يمكن أن تهدأ سريعاً!.

ويبقى التعدد في الإسلام أمراً مشروعاً، إلاّ أنه لابد من إخبار الزوجة بذلك، وإذا لم تقتنع بالأسباب؛ فإن له الخيار في فرض الزواج الثاني أو العدول عنه، فالمصارحة والحديث عن الرغبة في زوجة ثانية أفضل من الصدمة وحدوث المفاجئة، بل ويُعد أفضل نفسياً على المرأة، كما أنه لابد أن يعي الأزواج أن الغضب وعدم القبول من الزوجة يُعد أمراً طبيعياً، فهي ترفض ذلك من حيث المبدأ، لكن إذا حدث ك"أمر واقع" فإنها تقبل.


قبل تحرير عقد الزواج من ثانية يمكن إشعار الأولى

وضوح وصدق

وقالت "هديل الحسين": إن الرجل عليه أن يكون واضحاً مع زوجته إلى أقصى درجات الصدق، ذلك الصدق الذي يدفعه لأن يصارحها برغبته في الزواج الثاني، مُضيفةً أن المرأة من حقها أن يكون لها الخيار في قبول زواجه أو رفضه مهما كانت الخسائر في ذلك، مُشيرةً إلى أن الزواج بامرأة أخرى يكسر الزوجة حتى وإن أبدت الموافقة؛ لأنها تشعر أن زوجها فضّل أن يكون مع غيرها، وأنه سيأتي بمن تقاسمها جميع الحقوق، وستأخذ من اهتمام زوجها الذي كانت تشعر أنها تمتلك فيه كل شيء حتى وقته، مُوضحةً أن الزوج الذي يقرر أن يتزوج بأخرى لابد أن يفهم أن في ذلك القرار هدم لشيء في نفس الزوجة الأولى، فحتى إن كان شرعاً يجوز التعدد، لكنه من الناحية العاطفية جارح للأولى، التي قد يخسرها، وعليه أن يحترم قرارها؛ فهو يرغب أن يُحترم قراره، إذن لابد أن يتفهم ما تشعر به.


العشرة بين الزوجين أكبر من أن يخفي الرجل على أم أولاده أمر زواجه

ألم أكبر

وأوضحت "منال محمد" أن الزوجة تتألم كثيراً حينما يتزوج زوجها عليها، ويختار من تقاسمها حياته معه، لكنها تعتقد أن الألم يكون أكبر حينما يخفي قراره بالزواج ورغبته في ذلك؛ لأنها تشعر بالخديعة هنا، وهي الحالة التي يكره أن يعيشها أي إنسان، مضيفةً أن الرجل يغضب كثيراً حينما تخفي عليه زوجته أمراً يتعلق بالأبناء أو بها، فكيف بالزوجة التي تعيش مع رجل يخطط لأن يرتبط بأخرى وهي تقاسمه ذات المنزل وذات الحياة، مبينةً أنه على الرجل أن لا يقرر الزواج بثانية إلاّ إذا كانت هناك ضرورة ملحة لذلك؛ لأن الزواج الثاني كثيراً ما يهدد استقرار الأسرة، خاصةً بعد قبول الأولى، لافتةً إلى أن المشاكل تكثر وتتحول إلى أزمات يومية بين الزوجتين، الضحية الكبيرة فيها الأبناء، ومن يدفع الثمن هو الزوج الذي سينهك في خلافات ومشاكسات، مؤكدةً على أن الزواج الثاني إذا لم تكن له ضرورة فإنه يعد مهدداً لكيان الأسرة ومدى استقرارها.

وأشارت إلى أنها تبدي استغرابها من الزوج الذي يؤكد شعوره بالراحة والاستقرار مع زوجته، لكنه يرغب في الزواج الثاني، وربما ارتبط مرة أو مرّتين في السر، مبينةً أن هناك من يتزوج ويطلّق وزوجته لا تعرف، خاصةً من يكون الغياب عن منزله سلوكاً دائماً لديه.

إخبارها أفضل

وذكرت "أم حسام" أنها اكتشفت ارتباط زوجها في السر، مضيفةً أنه حاول أن لا تشعر بزواجه بالبقاء معها ومع أبنائه طوال الوقت، وبعدم التغيب عن المنزل كثيراً إلاّ في حالات معدودة، الأمر الذي راق لها، بدلاً أن يصارحها فيقسم الحياة بحكمة العدل بين الزوجتين، مؤكدةً على أنها لم ترغب بمصارحة زوجها لها بزواجه الثاني؛ لأنه في حالة أن صارحها ستكون مضطره لأن تضغط عليه بتطليق الزوجة الثانية، أو تطليقها، وفي كلا الحالتين ظلم ومعاناة.

ورأى "د.عبدالغني الحربي" - أستاذ علم الاجتماع المساعد بقسم الخدمة الاجتماعية بجامعة أم القرى - أن التعدد في الإسلام أمر مشروع، إلاّ أنه من الطبيعي ألا تقبله الزوجة، مضيفاً أنه حينما يكون هناك مبرر للزواج من زوجة ثانية فإن إخبارها قبل الزواج أفضل من إخفاء الأمر؛ لأنه الأفضل والأجدى، فيحاول إقناع الزوجة في تلك الفترة بعرض مبرراته، وذلك أفضل من السرية في الموضوع؛ لأن الرجل لم يقدم على أمر غير شرعي، ناصحاً بالوضوح في ذلك القرار، فإذا لم تقتنع فإن الخيار له في فرض الزواج الثاني أو العدول عنه.



د.عبدالغني الحربي

شخصية الزوج

وأوضح "د.الحربي" أن إخفاء البعض لزواجهم الثاني على الزوجة الأولى يعود إلى شخصية الزوج، فهناك من يفضّل أن يضع الزوجة أمام الأمر الواقع، وهناك من يحاول الإخفاء لأنه يخشى عليها من الصدمة والرفض، مضيفاً أنه يتزوج ويتمتم على الموضوع، ثم يخبرها حتى ترضخ للأمر، مبيناً أن المصارحة والحديث مع الزوجة عن الرغبة في زوجة ثانية أفضل من الصدمة وحدوث المفاجأة، فإن ذلك أفضل حتى نفسياً على الزوجة، مؤكداً على أن الغضب وعدم القبول من الزوجة يُعد أمراً طبيعياً، ولكن على الزوجة أن تكون أكثر واقعية في موقفها، وأن تتقبل ذلك بطريقة إيجابية، وتبقى مع زوجها وأبنائها حتى لا تفسد بيتها، ذاكراً أن هناك أكثر من حالة لقبول الزوجة، فهي ترفض ذلك من حيث المبدأ، لكن إذا حدث كأمر واقع فإنها تقبل، وربما كانت مكانتها أعلى من الزوجة الثانية لدى الزوج، كما أنه لن ينقصها شيء، وذلك أفضل من إحداث الخلافات التي قد تؤثر على انطباع الزوج تجاهها. وأضاف أن تعدد الأسباب كثيرة في رغبة الرجل بالزواج من أخرى، فهناك من يثني على زوجته وعلى حياته معها، لكنه يصرّح أيضا أن لديه رغبة في الزواج الثاني، وهناك من لا يشعر أن هناك توافقاً مع زوجته، فيرغب في أخرى توافقه فكرياً أو نفسياً، فالأسباب تختلف باختلاف الرجل.

المصدر: جريدة الرياض - - عبير البراهيم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 151 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,732

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.