«الحشيش والأمفيتامين والكحول» على قائمة الأكثر تعاطيا بين النساء المدمنات

شبكات المخدرات تستهدفهن أكثر من الرجال

25% من مضبوطات الكبتاجون ضبطت في السعودية وفقا لإحصاءات من الأمم المتحدة («الشرق الأوسط»)

 


تزايدت في السنوات القليلة الماضية وتيرة حملات الاتجار بالمخدرات وتهريبها لمنطقة الشرق الأوسط، لتصل نسبة ما تم القبض عليه في السعودية وحدها من إجمالي المضبوطات عالميا، حسب تقديرات من مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، ما يزيد على 25 في المائة، وخاصة في مادة (الأمفيتامين) المعروفة (بالكبتاجون)، ويرجع عدد من الخبراء والمتابعين لشأن الأمني تلك المعدلات المرتفعة إلى ما تواجهه البلاد من تركيز لشبكات المخدرات عليها، لاعتبارات دينية وسياسية واجتماعية وجغرافية.

وعلى الرغم من وجود المعاهدات الدولية والحرب الدائمة على شبكات المخدرات، فإن مشكلة تزايد أعداد المتعاطين لا تزال مستمرة بين الرجال والنساء، وآثارها المختلفة تتنامى بشكل مخيف، نظرا لما يسببه انتشارها من مضاعفات أمنية واجتماعية وصحية وأسرية كبرى.

وأوضح الدكتور محمد شاوش استشاري الطب النفسي أن عدم وجود إحصائيات توضح نسبة الإدمان عند النساء في السعودية، يعد مدعاة للخوف، موضحا أن ما تسجله العيادات الطبيبة المتخصصة في معالجة ظاهرة الإدمان بين الإناث محليا يشير بشكل جلي إلى تفاقم تلك الظاهرة.

وفي ذات الاتجاه يؤكد خالد السعدون مدير العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالنيابة في مستشفى الأمل بالمنطقة الشرقية، أنه لا توجد نسبة محددة تبين نسبة الإدمان لدى السيدات، مؤكدا على أن ما يتم رصده من حالات لدى مستشفيات الأمل في السعودية يؤكد وجود حالات إدمان بين النساء السعوديات.

ولفت شاوش إلى أن كثيرا من شبكات المخدرات الإقليمية والدولية، تستهدف بشكل رئيسي النساء والطالبات والموظفات، من خلال تصنيع مواد وخلطات من المخدرات، وإطلاق أسماء جذابة ومواصفات لتأثيرها على رفع المزاج، وتحسين الثقة بالنفس، وتحسين الأداء الاجتماعي والجنسي، وترويج هذه المنتجات من خلال بني جنسهن بطرق خبيثة ومعلومات مغلوطة مضللة.

وأشار شاوش إلى أن عددا من الأبحاث المبنية على البراهين تلقي الضوء على النواحي البيولوجية التي توضح الفروق، والآثار السلبية للإدمان في النساء، بشكل علمي.

وكانت الأبحاث الطبية والنفسية تؤكد وجود فروقا جوهرية بين المدمنين من الرجال والنساء في كل مراحل الإدمان، فالنساء يصلن إلى الاعتمادية (الإدمان) بشكل أسرع من الرجال، وعلى جرعات من المخدر أقل، كما أنهن يدخلن إلى المراحل الاعتمادية الكيميائية بشكل سريع، فيما تعاني النساء أكثر من الرجال في القدرة على التوقف عن التعاطي، كما أن النساء، بحسب تلك الأبحاث المتخصصة، أكثر عرضة لمخاطر الانتكاسات أثناء التعافي.

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن العلم الحديث أكد أن النساء المدمنات يعانين من المضاعفات الصحية بصورة أسرع من الرجال المدمنين، وخصوصا المتعاطين للكحول مثل أمراض الكبد، وتليفه، وارتفاع ضغط الدم، ومشيرا إلى أن ما يحدث في الدماغ من تهتك للأنسجة العصبية من الكحول أو المنشطات يكون شديدا، ولافتا إلى أن النساء المتعاطيات للكحول والمخدرات بأنواعها، يكن عرضة لأمراض الصدر والرئتين والقلق النفسي والاكتئاب الشديد، واضطرابات الأكل.

وشدد على أن تعاطي المنشطات (الأمفيتامينات والكوكايين والحشيش) يزيد الإحساس بالنشاط والطاقة، والسلوكيات الاندفاعية والجنسية المحرمة، كما يرتبط الإدمان في النساء بالتعرض للتحرش أثناء الطفولة، أو الاعتداءات والعنف، أو الاغتصاب في كثير من الحالات.

ومن جانبه، بيّن مدير العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالنيابة في مستشفى الأمل بالمنطقة الشرقية، أن أكثر المواد المخدرة إدمانا بين النساء هي الحشيش والأمفيتامين والكحول، وتتراوح الفئات العمرية بين النساء المدمنات بين 19 و24 سنة، مبينا أن هذه الفئة العمرية هي الأكثر من يأتي لمستشفى الأمل لتلقي العلاج.

وبالعودة إلى شاوش، فإنه يرى أن التغيرات الهرمونية الأنثوية أثناء الدورة الشهرية، هي التي تتسبب في تأثر النساء أكثر من الرجال بالمخدرات، مبينا أن الإحساس بالمتعة والنشوة من المخدرات يزيد في هذه الفترة، وكذلك الاشتياق المرضي، وعدم الاندماج والتقبل المطلق لما يعرف بتنشيط الدافعية للتغيير والعلاج.

واعتبر هرمون الاستروجين أحد الهرمونات الأنثوية المؤثرة على عملية الاشتياق للمخدر، من خلال تغيير إفراز مادة (الدوبامين) في الدماغ، وتعزى أيضا إلى قلة السوائل في جسم المرأة، وزيادة نسبة الدهون مقارنة بالذكور.

إضافة إلى أن العمليات الكيميائية المتعلقة بتحويل الكحول إلى مركب (الاستيتلايتم) بالشكل الطبيعي في النساء، تتسبب في تراكم مادة (الأسيتالدهايد) السامة، وبالتالي زيادة تأثيرها السلبي على الكبد والجهاز العصبي، الذي يؤدي إلى اضطراب الذاكرة.

وبين شاوش العلاقة التي تربط بين المخدرات والسرطان في النساء، والتي أثبتتها الأبحاث الطبية، من خلال إجراء دراسة على 150 ألف حالة من النساء على مستوى العالم، أكد الباحثون البريطانيون من خلالها، أن تعاطي الكحول حتى ولو بنسبة بسيطة، يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.

كما أن تعاطي المنشطات والمواد المبدلة للمزاج، تزيد من فرص الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، حيث يزيد عدد الفيروسات إلى أكثر من 5 أضعاف. كما تزيد المنشطات من تلف الدماغ المضاعف في وجود فيروس الإيدز.

وترتفع نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي) في النساء؛ سواء من خلال التعاطي الوريدي، أو التعاطي عن طريق الفم مباشرة.

أما عن تأثير المخدرات على الحمل، يشير الدكتور شاوش إلى وجود كثير من المضاعفات، خصوصا مع الكحول، وما قد يسببه من تشوهات خلقية ومضاعفات صحية بالغة.

ولفت استشاري الطب النفسي إلى أن المنشطات، تؤدي إلى الإجهاض المبكر، وتؤثر على نمو الأعضاء، مثل الدماغ والقلب والمعدة والكلى، ويكون الأطفال المتعرضون لهذه المواد أثناء الحمل، أكثر احتمالا للإصابة بمشكلات التعلم والتركيز وفرط الحركة، والسلوكيات العصبية والاندفاعية.

ويرى الدكتور محمد الشاوش أن الوقاية والبرامج الموجهة للحد من الوقوع في المخدرات، تمثل حجر الأساس، ولكن في ظل وجود حالات الإدمان في النساء، من الضروري الأخذ في الاعتبار الظروف البيولوجية والاجتماعية والتخطيط السليم في شمولية العلاج، بحيث يشمل الجوانب الصحية، وتغيير الظروف المؤدية إلى الإدمان، والتركيز على الجوانب الأسرية.

إضافة إلى توفر مراكز العلاج والبيئة العلاجية المناسبة، بعيدا عن تكريس وصمة الإدمان، من خلال مراكز أسرية ومراكز التوجيه والإرشاد.

وأكد الشاوش على أهمية توفير الخدمات التخصصية في المستشفيات العامة، بعيدا عن مستشفيات الأمل، أو مراكز الإدمان في البيئة السعودية والخليجية، نظرا لحساسية المجتمع لهذه المشكلة، وعدم قدرته على تغيير النظرة السلبية للمتعافين من الإدمان.

كما يرى استشاري الطب النفسي ضرورة تقديم العلاج بطرق تزيد من تفاعل المدمنات، ورفع دافعيتهم للعلاج، دون تكريس النظرة السلبية للأخطاء والسلوكيات التي تقع منهم.

وكلما استطاع المعالجون التركيز على بناء الشخصية، وزيادة الثقة بالنفس وتحقيق الذات وفك شفرة العقد المركبة الكامنة، مع زيادة تحسين فرص التكافؤ الزواجي، والإحساس بالأمومة، وتوفير فرص العمل والعلاقات البينية وتقليل نسبة المخاطر الصحية، كانت النتائج أفضل، وقلت نسبة الانتكاسة.

وأكد الدكتور محمد الشاوش أن الدعم الاجتماعي من خلال نظام حكومي جاد، ومقنن ومتخصص لهذه الفئات، يحقق لهم الأمان والاستقرار النفسي والدعم المطلوب. معتبرا توفره في الأنظمة الصحية والاجتماعية، ضرورة لتحقيق النتائج المرجوة.

وطالب استشاري الطب النفسي بضرورة النظر إلى هذه المشكلة، كمشكلة متنامية ومعقدة وذات أبعاد مختلفة، لارتباطها بالظواهر المختلفة، كارتفاع نسبة الجريمة والدعارة والإرهاب، وتدمير المبادئ والقيم الدينية والاجتماعية النبيلة، وتهديد أمن البلدان، من خلال اختراقات أمنية من قبل عناصر نسائية.

من جانبه، أكد السعدون أن مجمع مستشفى الأمل في الشرقية يقوم بعمل المحاضرات التوعوية ضد أضرار المخدرات والمسكرات والتدخين بشكل مستمر، لمصلحة طلاب المدارس والجامعات وعدة جهات حكومية (مدنية وعسكرية)، بالإضافة لتنظيم المعارض والملتقيات والندوات التي تصب في نفس المجال، إلى جانب المشاركة في المناسبات الصحية الدولية والإقليمية والمحلية.

المصدر: الشرق الاوسط ـــــجدة: أسماء الغابري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,537

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.