قد يصعب تشخيصها ولا يتم التنبؤ بها في كثير من الحالات
الحمى المالطية.. الحليب غير المبستر ينقل البكتيريا الممرضة!
قد تنتقل عن طريق تناول الحليب الغير مبستر
هل تتناول الحليب الطبيعي غير المغلي؟
هل تشعر بآلام شديدة في أنحاء الجسم أو المفاصل؟
هل تصاحب هذه الآلام أعراض شديدة وارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في القيام والمشي؟
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض فإن احتمال إصابتك بالحمى المالطية في العظام والمفاصل يكون كبيراً. ولكن ماهي آثار مرض الحمى المالطية على العظام والمفاصل؟ وماهو مرض الحمى المالطية؟ وكيف تيم التشخيص والعلاج؟
مرض الحمى المالطية
إن مرض الحمى المالطية المعروفة علمياً باسم brucellosis)) هو مرض معروف وأحد الأمراض المعدية التي تتفشى وخصوصاً في دول العالم النامي والدول التي تكثر فيها رعاية الماشية. هذا المرض يحدث نتيجة الإصابة ببكتيريا الحمى المالطية. وعلى الرغم من أن هناك أكثر من نوع من أنواع هذه البكتيريا إلا أنها جميعاً تؤدي إلى مرض الحمى المالطية. وعلى الرغم من أن البكتيريا تنتشر في الجسم وتؤدي إلى إصابة أكثر من عضو وجزء في الجسم إلا أن أحد أهم هذه الأعضاء التي تصيبها هذه البكتيريا هو أجزاء الهيكل العظمي والمفاصل. وعادةً ما تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان عن طريق تناول الحليب أو الأغذية المشتقة من الحليب مثل الأجبان والقشطة وغيرها والتي تكون أتت من حيوانات مصابة بهذا المرض. والحقيقة هي أن هذا المرض ينتشر بشكل ما في الشرق الأوسط والدول الأفريقية نتيجة تناول الحليب ومشتقاته من غير غليها أو تعقيمها. وعندما تنتشر البكتيريا المسببة للمرض في الجسم فإنها تصيب أكثر من جزء كما ذكرنا سابقاً مثل الدورة الدموية والطحال والكبد وغير ذلك.
تتفشى خصوصاً في دول العالم النامي والدول التي تكثر فيها رعاية الماشية
الأعراض والتشخيص
عادةً ما يكون هناك تاريخ مرضي لتناول الحليب غير المبستر في الغالبية العظمى من المرضى. وعادةً ما يشتكي المريض من أعراض عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة والتعرق والشعور بالبرد وقشعرة وآلام في مختلف الجسم والشعور بوهن وهزل وضعف شديد في الجسم. كما أن المريض أو المريضة يشعر بانتفاخ وتورم في البطن وآلام في منطقة أعلى البطن. بالإضافة إلى كل ذلك فإن آلام الهيكل العظمي قد تكون شديدة وقد تظهر على شكل إلتهاب في مفصل واحد يكون مؤلماً ومتورماً مثل مفصل الركبة أو أحد مفاصل العمود الفقري أو المفصل العجزي الحرقفي أو أحد مفاصل الحوض. وفي أحياناً أخرى يكون المرض متركزاً في مفاصل العمود الفقري ويؤدي إلى آلام شديدة في الظهر قد تتركز في أعلى الظهر أو في أسفل الظهر وتزداد مع الحركة والقيام والمشي ولكنها تكون موجودة أيضاً حتى في وقت الراحة. وفي بعض المرضى قد يكون مفصل الورك هو الذي يتأثر أو حتى مفاصل اليد والطرف العلوي. وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بين هذه الأعراض وبين أعراض أمراض أخرى. وقد رأينا بعض المرضى يتم علاجهم على أنهم مرضى إنزلاق غضروفي أو مرضى روماتزم أو مرضى نقرس ويتم إعطاؤهم الأدوية لبضعة أيام أو بضعة أسابيع من دون نتيجة تذكر وذلك لأن الأعراض قد تتشابك وتختلف من مريض إلى آخر وفي بعض الأحيان قد لا يتم التنبه إلى التاريخ المرضي المهم الذي هو عبارة عن تناول الحليب غير المبستر كما ذكرنا سابقاً. أما بالنسبة للفحص السريري فعادةً ما ينقسم إلى شقين القسم الذي يبين الأعراض العامة والقسم الذي يبين الأعراض الخاصة بالمفصل المريض. بالنسبة للفحص العام فهو يبين وجود إارتفاع في درجة الحرارة ونقص في الوزن وأيضاً قد يظهر المريض بأن لديه إصفراراً في الجلد وهزل وإعياء كما أن فحص البطن قد يبين وجود تضخم في الطحال أو تضخم في الكبد.
تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان عن طريق تناول الحليب او مشتقاته
أما بالنسبة للفحص الخاص بالهيكل العظمي فإنه في الحالات الشديدة قد لا يتمكن المريض من الوقوف أو من المشي أو من تحريك المفصل المريض. كما أن المفصل المريض إذا كان مفصل الركبة أو الكاحل أو مفصل طرفي آخر يكون متورماً ومنتفخاً ولايستطيع المريض تحريكه. أما الجلد المحيط بالمفصل فقد يكون حاراً ويتغير لونه إلى اللون الأحمر. وفي حالات إصابة العمود الفقري بهذا المرض فإن لا يستطيع الوقوف أو المشي وقد لا يتمكن من الإنحناء. وفي الحالات الشديدة التي يصاحبها وجود خراج أو تكون صديد فإن الأوعية الدموية أوالأعصاب المحيطة بالمفصل أو الفقرات قد تتأثر ويؤدي هذا إلى وجود ضعف في الساقين أو تغير في الإحساس فيهما.
بعض المرضى قد يكون مفصل الورك هو الذي يتأثر أو مفاصل اليد
أما بالنسبة للتحاليل المطلوبة فهي عادةً ما تتكون من تحليل شامل للدم يبين وجود ارتفاع في كريات الدم البيضاء وقد يبين وجود أنيميا وفي بعض الأحيان تتم زراعة عينة الدم وقد تبين وجود الحمى المالطية وجرثومتها في الدم. كما أن هناك العديد من التحاليل المخبرية المتخصصة والتي تدل على وجود الحمى المالطية والتي من أهمها هو اختبار الحمى المالطية. وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى سحب عينة من المفصل المريض المتورم وإرسال السائل إلى المختبر لكي يتم عليه إجراء فحوص الحمى المالطية وجرثومتها. وفي كثير من الأحيان وعندما تكون الإصابة للعمود الفقري أو المفاصل شديدة فإنه يتم اللجوء إلى الأشعات السينية أو الأشعة الصوتية أو الأشعة المقطعية أوأشعة الرنين المغناطيسي وهي كلها تؤدي إلى معرفة حجم المرض والإصابة في العظام والمفاصل وأجزاء العمود الفقري. وبالنسبة لأشعة الرنين المغناطيسي فهي مفيدة جداً في تقيم كمية الصديد التي قد تنتج نتيجة الإصابة بهذه الجرثومة. بالإضافة إلى كل ماذكر فإن نسبة ترسب الدم عند هؤلاء المرضى تكون عالية جداً. وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى عمل بعض الفحوصات الأخرى للتأكد من عدم وجود مرض الدرن أو مرض الروماتزم عند هؤلاء المرضى وخصوصاً إذا كانت الصورة مختلطة.
الخطة العلاجية
الخطة العلاجية عند هؤلاء المرضى تتكون من أكثر من جزء. ففي المقام الأول يجب القضاء على جرثومة البروسيلا المسببة للحمى المالطية وذلك يكون عن طريق إعطاء جرعات كافية من المضادات الحيوية المناسبة لقتل مثل هذه الجرثومة. والجو الأمثل لإعطاء هذه المضادات الحيوية هو أن يتم وصفها والإشراف عليها من قبل استشاري متخصص بالأمراض المعدية. وتختلف مدة العلاج ولكنها عادةً ما تطلب العلاج لبضعة أشهر وقد يتم اللجوء إلى أكثر من نوع من هذه المضادات الحيوية. وخلال فترة العلاج تتم عملية مراقبة للفحوصات المخبرية للتأكد من أن المريض يستجيب وأن الجرثومة تقل في الجسم. أما الشق الثاني من الخطة العلاجية فهو يتكون من التحكم في الأعراض الناتجة عن إصابة الإجزاء المختلفة من العظام والمفاصل. وهذا يتطلب إعطاء جرعات مناسبة من الأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المضادة لالتهابات المفاصل. وفي البداية تكون الجرعات اللازمة من هذه الأدوية كبيرة أما مع مرور الوقت ومع بدأ التخلص من الجرثومة عن طريق المضادات الحيوية فإن الحاجة إلى المسكنات تقل تدريجياً. بالإضافة إلى ذلك فإنه يتم اللجوء إلى بعض الأجهزة المساندة مثل استخدام عكاكيز المشي أو استخدام عصاة عند المشي أو استخدام جبائر طبية مؤقتة أو أحزمة طبية للتقليل من الحركة بالجزء المصاب وبالتالي إلى تخفيف حدة الألم. أما الشق الثالث والأخير من علاج مرض الحمى المالطية في أجزاء الهيكل العظمي والعمود الفقري فهو الجزء المتعلق بالجراحة. وهذا الجزء يتم اللجوء إليه في بعض الحالات فقط وعندما يكون المرض شديداً. فإذا كانت هناك كمية كبيرة من الصديد في أحد المفاصل أو في أجزاء من العمود الفقري فإنه يكون من الضروري إخراج هذا الصديد والتخلص منه إما عن طريق التدخل الجراحي أو عن طريق وضع إبرة وشفط الصديد. كذلك فإنه في حالات الإصابة بالمرض التي تؤدي إلى نخر شديد في أجزاء من الفقرات ووجود كسر في هذه الفقرات فإنه قد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي الذي يكون ضرورياً لتنظيف الجزء المريض من الفقرة وإعادة تصنيعها وترميمها وتثبيتها ورفع الضغط على الأعصاب. ولكن على الرغم من الآثار الشديدة لهذه الجرثومة إلا أنه يجب الاعتراف بأنها من الجراثيم التي يسهل القضاء عليها بالمضادات الحيوية ولذلك فإن التدخل الجراحي نادراً مانكون بحاجة إلى اللجوء إليه وتتم عملية العلاج بالأدوية والشقين الأولين الذين ذكرناهم.
النصائح والتوصيات
مرض الحمى المالطية في العظام والمفاصل قد لا يتم التنبؤ له في كثير من الحالات. بل إن بعض الحالات التي تكون الأعراض المرضية فيها متركزة في مفصل واحد أو جزء واحد من الهيكل العظمي قد تتم بسهولة الخلط بين هذا المرض وبين أمراض أخرى مثل مرض خشونة العظام أومرض الروماتزم أو مرض النقرس. ومن هنا يكون التحدي في تشخيص هذه الحالات وإعطائه العلاج المناسب. ولذلك فيجب على الأطباء والمرضى التنبه لأعراض هذا المرض ويجب على المريض إفشاء أية معلومات تتعلق بالأعراض العامة التي ذكرناها سابقاً وبالتاريخ السابق لشرب الحليب غير معقم إن وجد.
مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.