شعور لذيذ بالخدر منذ البداية والاستمرار في تناولها يقلل مفعولها

الأدوية المهدئة والمنومة مع أدوية علاج الألم ... الخليط القاتل !

أنواع من الأدوية


    لعل من الأشياء اللافتة للانتباه هو ازدياد تعاطي الأدوية المهدئة على مستوى العالم ، فعلاج مثل الفاليوم (الدايازيبام) ، وهو أول دواء يُكتشف من الأدوية المهدئة الصغرى التي تُعرف بالبنزوديازابين ، وقد انتشر استخدام هذا الدواء ، حتى أصبح أكثر دواء يوصف في العالم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية!. بمعنى أن هذا الدواء يصرف أكثر من أدوية لأمراض مثل السكر وارتفاع الضغط.

بعد الفاليوم بدأت الشركات المختصة بالأدوية ، ترى أهمية هذا النوع من الأدوية والقوة الشرائية في الأسواق لمثل هذه الأدوية المهدُئة. فظهرت أدوية مهدئة كثيرة ولا زالت أدوية مهدئة تُنتج بشكلٍ مستمر ، نظراً للإقبال الشديد على مثل هذه الأدوية نظراً لارتفاع الضغوط النفسية والعصبية والحياتية في الوقت الحاضر ، ويجد الكثيرون بأن تناول حبوب مهُدئة يُساعد كثيراً في تخفيف الضغوط النفسية ويُشعرون بالاسترخاء ، وهذا يجعل الكثيرين يستمرئون تناول الأدوية المهدئة ، حتى تُصبح عادةً ، كما أن هذه الأدوية المهدئة قد تُساعد على النوم ، فيستخدمها البعض للمساعدة على النوم.

المشكلة الكبرى في هذه الأدوية المهدئة ، اصبحت منتشرة الآن في الدول العربية ، وبرغم الحذر وتقنين صرف هذه الأدوية إلا أن الكثيرين يستطيعون الحصول على هذه الأدوية بطرقٍ غير قانونية أو من السوق السوداء.

عند البدء في استخدام الأدوية المهدئة فإن من يتعاطى هذه الأدوية يشعر بشعور لذيذ من الخدر الذي يسري في جسده ويجعله مُخدراً بشكلٍ جميل ، تنقل الشخص إلى حالة نفسية مرتفعة من السرور والسعادة. لكن المشكلة أن باستمرار تناول هذه الأدوية يقل مفعول هذا الدواء ويضطر الشخص إلى رفع وزيادة الجرعة حتى يصل إلى المستوى الذي كان يشعر به عندما يتعاطى جرعة أقل. في حالاتٍ كثيرة في إن بعض من يتعاطى الأدوية المهدئة قد يصل إلى أن يتعاطى كميات وجرعات كبيرة قد تكون خطيرة ،خاصةً إذا كان يخلط معها أدويةٍ آخرى.

الأدوية المهدئة يجب أن تُعطى عن طريق طبيب متخصص ولوقت محدد وبجرعةٍ لا يزيد منها الشخص الذي يتناولها إلا تحت تأثير عوامل مُعينة وبإشراف طبي. أما إذا ترك الشخص نفسه لتأثير الأدوية المهدئة ، فإنه قد يرفع الجرعات إلى حدٍ عالٍ وقد يهدد هذا صحة الشخص ويجعله متُأثراً بمفعول هذا الدواء المهدئ.

الأدوية المهدئة الآن أصبحت كثيرة ومتنوعة ، ويمكن للشخص الحصول عليها من طرق غير شرعية ؛ مثل السوق السوداء والتي تبيع هذه الأدوية بأسعار خيالية ، ولكن من يتناول هذه الأدوية مستعد لدفع أي مبلغ لقاء الحصول على هذه الأدوية التي أصبح لا يستطيع الانفكاك من تناولها.

إن تناول الأدوية المهدئة يجب أن تكون مُقننة ، ويجب من يستخدمها أن يكون حذراً حتى لا يقع في مشكلة التعوّد على هذه الأدوية. ويُصبح الشخص متعّوداً على تناولها ويُصعب عليه تركها.

الأرق حالة مزعجة

ثمة بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى أن يتناولوا هذه الأدوية المهدئة لفترةٍ طويلة ، مثل الأشخاص كبار السن والذين لا يعملون في أماكن فيها أجهزة حساسة ، ولكن قد يكونوا متقاعدين وكباراً في السن ، عندئذ يقدّر الطبيب المعُالج مدى حاجة الشخص لأن يستمر في تناول الأدوية المهدئة ، وإذا رأى بأن لا ضرر من تناول الأشخاص الكبار في السن والذين لا يعملون وفي سنٍ متقدم ولا ضرر من أن يستمروا في الجرعة شريطة أن لا يتم زيادة الجرعة.

الأدوية الآخرى وهي الأدوية المنوّمة ، وهناك كثيرون من الأشخاص لا يفرقون بين الأدوية المنوّمة والأدوية المهدئة. فالأدوية المهدئة ، يمكن تناولها في الصباح مثلاً ، بعضها قد يُساعد على النوم ويأخذها الشخص في المساء وتُساعده على النوم. لكن الأدوية المنومة ، هي أدوية تؤخذ عند النوم ، وتُصرف للشخص الذي يُعاني من الأرق وليس لديه أسباب نفسية أو عضوية تجعله يُعاني من الأرق. هذه الأدوية أيضاً يجب أن تؤخذ تحت رعاية طبية ، ويجب ألا يكون هناك خلط بين الأدوية المنومة والمهدئة.

كثيرا من الأشخاص للأسف الشديد يتناولون الأدوية المنومة مع الأدوية المهدئة وهنا تكمن الخطورة ، ولأن الكثيرين لا يعرفون خطورة تناول هذه الأدوية معاً ، فقد تُسبب هذه الأدوية إلى الوفاة لا سمح الله.

تحدث هذه الأدوية مشاكل في مركز التنفس في الدماغ . فبعض الأشخاص لديهم أرق مُزمن ويُصابون بضيقة وتوتر ، ويُريدون أن يناموا بأي شكل ، خاصةً إذا كان لديهم عمل في اليوم التالي. بعض هؤلاء قد يتناولون عدة أنواع من الأدوية المهدئة والمنومة بكميات كبيرة مما قد يقود إلى تعطل جهاز التنفس في الدماغ وتحدث الوفاة. إن كثيراً من الأشخاص الذين يتوفون فجأة في سن الشباب أو منتصف العمر دون أن يكون هناك سبب واضح ، وتحدث لهم الوفاة فجأة فإن احتمال أن يكون الخلط في تناول الأدوية هو السبب في الوفاة.

أدوية آخرى أيضاً لها مفعول مُخدر وكثير من الأشخاص قد يتعوّدون على استخدامه بعض هذه الأدوية ؛ هي الأدوية التي تُعالج الألم . هذه الأدوية كثيراً ما يستخدمها الأشخاص دون داعٍ بل لأنهم يشعرون بأنها تُعطيهم أحساساً بالخدر وشعوراً بارتفاع المزاج ، وهذه الأدوية خطرة حقاً ، وهناك تشديد في صرفها خاصةً الحقن عن طريق الوريد أو العضل.

تؤثر على الدماغ

بعض الأشخاص يتناولون أدوية مهدئة مع أدوية منّومة مع أدوية مُخففة للألم ، وهنا يشكل هذا الخليط دواء قاتلاً نظراً لأن من يستخدمون هذه الخلطات غالباً ما يكونون أشخاصاً على علم بمفعول هذه الأدوية ، وأكثر من يستخدم هذه الخلطات هم الأثرياء من الفنانين وغيرهم الذين يكونون تحت ضغوط نفسية مستمرة.

لعل قضية أسطورة الغناء الأمريكي مايكل جاكسون ، وتناوله الأدوية بشكلٍ كبير ، خاصةً الأدوية التي تُستخدم لعلاج الألم والأدوية المنومة والأدوية المهدئة. وعند وفاته تبيّن أن سبب وفاته هو تعاطيه لأدوية تستخدم في التخدير مع أدوية آخرى منومة وأدوية مهدئة سببت في وفاته.

وقبل مايكل جاكسون توفيت آنا نيكول سميت التي أيضاً توفيت نتيجة تناول أدوية منوّمة وخليطاً من أدوية آخرى. وكذلك الممثل الاسترالي الذي يبلغ من العمر 28 عاماً وتوفي في كاليفورنيا نتيجة تناوله أدوية موصوفة له من الطبيب أو من عدة أطباء.

إن كثيرين ممن يتعاطون الأدوية المهدئة والمنوّمة والتي تُعالج الألم يستهينون بما يمكن أن يكون مفعول هذه الأدوية ، بل إن بعضهم يزيدون الطين بلة بتناول الكحول مع هذه الأدوية والتي تكون نتيجتها خطرة جداً ، وقد تقود إلى الوفاة بشكلٍ سريع دون أن يستطيع أحد أن ينتبه لما حدث.

الأشخاص الوحيدون من الشباب أو في منتصف العمر ، ويُعانون من الأرق قد يستخدمون أدوية منّومة ومهدئة وكحولاً لكي يستطيعوا أن يناموا ، وهذا يُشكّل خطورة كبيرة على حياة هؤلاء الأشخاص الوحيدين.

الأرق مشكلة صعبة ومُزعجة ، والشخص الذي لا يستطيع أن ينام قد يشعر بكآبة شديدة مما يستدعي أن يبحث عن أي مساعدة سواءً كانت أدوية أم كحول ، وقد قال لي صديق غير مسلم بأنه لا يستطيع أن ينام إلا بعد أن يتناول كأساً من الويسكي وقال بأنه حريص جداً على عدم تناول الأدوية المنومة أو المهدئة لأنها قد تُشكل خطراً على حياته وربما أدمن عليها. بينما كما يقول إن كأساً من الويسكي لا يؤثر صحياً وليس منه خطورة ، ولكن أعتقد أن هذا الشخص في المستقبل قد يضطر إلى زيادة الويسكي إلى أكثر من كأس ويدخل في دوامة زيادة الجرعات ، وهذا أمر مرّ عليّ في العيادة ، فأشخاص بدأوا بكأس للإسترخاء والنوم انتهى بهم الأمر إلى أن يُصبحوا مدمنين على الكحول وتدمّرت حياتهم بشكلٍ كبير

المصدر: جريدة الرياض ـــ د.ابراهيم بن حسن الخضير
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 650 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,474

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.