بحث عن أضرار المخدرات والمفترات وأثارها على الفرد والمجتمع

 

  مقدمه

الحمد لله الذي شرع العبادة الحلال والحرام على السنة الرسل الكرام ، الذين ختمهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، والذي أحل الطيبات وحرم الخبائث والمنكرات ، ومن أقبحها وأخبثها المسكرات والمخدرات والمفترات .

وليس هذا البحث عن المسكرات ولكن هذا البحث خاص بالمخدرات والمفترات وهما آفة اجتماعية ، تفتك بالصحة ، وتدمر الأسرة والمجتمع ، وتخرب الميزانيات الخاصة والعامة ، وتضعف الإنتاج ، وتفسد العقول ، وتؤثر في حياة الأفراد والأمم .

ومن البديهي انه لا حياة للأمم إلا بحياة أفرادها  ، ولا قوة لها إلا بقوتهم ، فإذا ساءت حالتهم ساءت حالتها .

وبالتالي فإنها من أسباب تدهور الأمم القوية ، وهي سلاح في يد الاستعمار فضلا عما ينتظر شاربها من العقاب الدنيوي والعذاب الأخروي . وقد يزعم بعض الجاهلين بالتشريع الإسلامي واللغة العربية بأنه ليس بالقرآن ولا في السنة تحريم المخدرات والمفترات ، وأنه لم يرد عن الأمة والأوائل شيئا في تحريمها  .

والحقيقة أن زعمهم هذا باطل لأنهم يقولون على الله بغير علم ، وهم بذلك يعملون على إفساد المجتمع الإسلامي بالكذب على التشريع الإسلامي عن طريق دس السم في الدسم ، ولقد جاءت الدلائل والبراهين من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال الأطباء والعقل بأن المخدرات والمفترات لها أضرار جسيمة على البدن والنفس والمجتمع ، ونعلم جميعا أن قواعد التشريع الإسلامي نصت على تحريم الخمر ، وأن تحريمه ليس من العجب وإنما كان محرما لما فيه من الضرر ، لذا كانت المخدرات والمفترات في نظر التشريع الإسلامي محرمة ، وكان تحريمها من نوع تحريم الخمر إن لم يكن أشد . 

وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن شهي بن حوش عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مفتر ومسكر ) .

ــــــــــــــــــــــــــ

أولا المخدرات :-

1- تعريف المخدرات : عرفت المخدرات بأنها المادة التي يؤدي تعاطيها إلى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقد الوعي أو دونه ، كما أن هذه المادة تعطي شعورا كاذبا بالنشوة والسعادة مع الهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال .

وهذه المادة قد تكون صلبة أو سائلة أو مسحوقا ناعما أو بلوريا أو في شكل أقراص أو كبسولات وذلك وفقا لطبيعة ونوع المخدر .

2- معنى المخدرات : هي كل مادة خام ومستحضرة تحتوي على جواهر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع جسديا ونفسيا واجتماعيا  .

3- أنواع المخدرات في القانون المصري :- حصرها قانون المخدرات المصري في المادة الأولى منه بنصه على ( تعتبر المواد المذكورة بعد كجواهر مخدرة ) :

أ- الأفيون الخام والأفيون الطبي ومستحضراتها .ب- المورفين والكوكايين والدايونيين والهيروين وأشباه القلويات الأخرى للأفيون وجميع.  ج- الكوكا أوراقها وثمارها ومسحوقها .

  د- الكوكايين وأملاحه والتوفوكايين ومشتقاته .

 هـ القنب الهندي ( الحشيش ) وجميع مستحضراته ومشتقاته بأي اسم يعرف به .

ويجدر الإشارة بأن المواد المخدرة على أنواع كثيرة وفصائل متعددة تحمل كل منها اسما علميا خاصا بها ، فضلا عن مشتقاتها ومركباتها المختلفة كما أنها من المتعذر إيراد حصر لها في صلب التشريع هي والمفترات وقد يكشف المستقبل عن مواد مخدرة ومفترة غير معروفة حاليا .

ويجب أن نعلم أن المخدرات تعتبر نوعا من السموم ، قد تستخدم في بعض الحالات فتؤدي خدمات جليلة لو استخدمت بعلم وبقدر معين وبمعرفة طبيب مختص للعلاج في بعض الحالات المستعصية إذ تستخدم في العمليات الجراحية لتخدير المرضى ، ولكن الإدمان عليها يسبب انحلال جسماني واضمحلال تدريجي في القوة العقلية قد يؤدي بالمدمن إلى الجنون ويجعله فريسة الأوهام والأمراض

4-أضرارالمخدرات بالفردوالمجتمع :-

 يوجد أضرار كثيرة يصاب بها الفرد الذي يتعاطى المخدرات سواء بالنسبة لبدنه أو نفسيته الأمر الذي يؤدي إلى أن يؤثر ذلك على المجتمع تبعا لإصابة الفرد بتلك الأضرار وهذه الأضرار تتمثل في :

          أولا : الأضرار التي تصيب الفرد ماليا : فالمخدرات لها أضرار اقتصادية فتذهب بأموال شاربها سفها بغير علم إلى خزائن الذين اصطنعوها وصدروها وتفننوا في سبيل الإعلان عنها والإغراء بها ، فتسوء أحوال شاربها المادية ويفقد المرء ماله الذي بذله من أجل الحصول على المخدر ، فيصبح بعد ذلك من أخوان الشياطين بقول الله تعالى ( إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كافورا ) صدق الله العظيم .

 

       ثانيا :

أ‌-      المخدرات أخبث من الخمر لأنها من جهة تفسد العقل والجسد حتى يصير الرجل متخنثا وديوثا وغير ذلك من صفات الفساد ، والخمر أخبث من جهة أنها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة وكلاهما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، والحشيش داخل فيما حرمه الله ورسوله من أنواع الخمر والمسكر لفظا أو معنى ( وهو الذي يتعاطاه الفرد عن طريق التدخين بالجوزة مضرا بالأعصاب فضلا عن نقل العدوى لانتقال الجوزة من فم لأخر بخلاف إفساد جو المكان بالدخان مما يساعد على نقل الأمراض المعدية خاصة مرض ( السل ) الذي كثيرا ما يصاب به المدخنون بجانب بعض الأمراض العضوية في المعدة والكلى ، كما أن المتعاطين عن طريق الحقن يتعرضون بالإصابة بخراجات في مواضع حقنهم كما يتعرضون لأمراض خبيثة أخرى .

 

ب‌-  ومتعاطي المخدرات ينتهي غالبا إلى إدمانها فيصاب بالأثرة وانهيار العاطفة وعدم الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية والعائلية ، وضعف الإرادة والجبن ، وكراهية العمل ، واضمحلال جسمه وشحوب وجهه وتعثر مشيته وضعف أعصابه وينتهي بأعداد منهم إلى حضيض الجريمة أو الجنون .

 

ت‌-  تحول المدمن إلى شخص عصبي غير منتج وغير أمين ويفقد القدرة على التفكير والفكر وسداد الحكم على الأشياء وفقدان الذاكرة ، وقلة النوم وضعف القلب ، وضعف مناعة الجسم فتقلل من قدرته على مقاومة الأمراض .

 

ث‌-  الحشيش يذهب بنخوة الرجال وبالمعاني الفاضلة وتجعله إذا عاهد غدر وإذا أؤتمن خان . 

ج‌-   تدهور قدرات ومهارات متعاطي المخدرات في الوظائف العقلية مما يؤثر على بقية جوانب البناء النفسي للفرد وبالتالي يؤثر ذلك على عمله في المجتمع الصناعي والإنتاجي فيفقد ثقته في ذاته وشعوره بالأمن . 

ح‌-   الإدمان يجعل حال المدمن كحال المريض عقليا تماما ومن الآثار المباشرة للمخدرات ما يأتي:

أنها تصيب الفرد وخاصة ( الحشيش ) بمائة وعشرون مضرة دنيوية وأخروية وأنها تورث أكثر من ثلاثمائة داء في البدن كل داء لا يوجد له دواء في هذا الزمن منها على سبيل المثال :

تنقيص القوة ، فساد الدماء ، تقليل الماء ، تفتيت الكبد ، تقريح الجسد وتجفيف الرطوبات ، ضعف اللثة وتصفير اللون ، تسوس الأسنان ، وتورث البخر في الفم ، تولد السوداء والجذام والبرص ، والخرص وموتة الفجأة وتورث قصر الخطى والنسيان والضجر من الناس ، وتولد الغشاوة في العيون ، وتورث الجنون غالبا ، وتسقط المروءة ، وتفسد الفكرة ، وتولد الخيال الفاسد ، ونسيان الحال والمال والفراغ من أمور الآخرة ، وتنسي العبد ذكر ربه وتجعله ينشر أسرار الأخوان والأصحاب ، وتذهب الحياء وتكثر المراء وتنفي الفتوة والمروءة ، وتكشف العورة وتمنع الغيرة ، وتجعل صاحبها جليسا لإبليس ، وتفسد العقل وتقطع النسل وتجلب الأمراض والأسقام مع تولد البرص والجذام ، وتولد الرعشة وتحرك الدهشة ، وتسقط شعور الأجفان ، ويخفف المنى ، وتضر الأحشاء ، وتضعف النفس ، وتهز السعلة ، وتحبس البول ، وتزيد الخرص ، وتضعف العيون ، وتورث الكسل عن الصلاة وحضور الجماعة ، والوقوع في المحظور ، وجماع الآثام والوقوع في الحرام ، وأنواع الأمراض والسقام .

 

ثالثا : الأضرار النفسية والعقلية التي تصيب متعاطي المخدرات عموما وخاصة الأفيون منها :-

·       اضطراب الإدراك الحسي والتذكر والتفكير

·       انخفاض المستوى الذهني والكفاءة العقلية

·       اضطراب الوجدان

·       الخمول والبلادة والإهمال وعدم الاكتراث مع سلبية وتدهور في مستوى الطموح

·       الانطواء الاجتماعي والانهباط

·       تدهور في الكفاية الإنتاجية

·       العصبية والحساسية الشديدة والتوتر والانفعال

·       سوء الخلق كالتعصب والاحتيال والسرقة وخيانة الأمانة

 

رابعا : أضرار المخدرات بالمجتمع

          نذكر بعض أضرار المخدرات بالمجتمع ككل وليس على سبيل الحصر وهي :

·       تعتبر المخدرات من السموم القاتلة التي لم تتورع بعض الدول عن استخدامها لكسر شوكة الشعوب وتهديد مقاومتها وتفتيت كيانها الداخلي

·       قد تلجأ دولة إلى استخدام هذا السلاح الفتاك للنيل من الدولة التي تحاربها مثل اليابان عندما غزت الصين التي يتجاوز عدد سكانها خمسة أضعاف عدد سكان اليابان قبل الحرب العالمية الثانية وذلك للقضاء على هدف النضال وروح المقاومة في أبنائها بأقل جهد وأخطر سلاح .

·       تعاطي المخدرات لها أثار اجتماعيه واقتصاديه عاليه تتمثل في

·       قله الإنتاج الفردي للمتعاطي ، وفقدان طاقه بشريه منتجه ، وكثرة السلوك الاجرامى ،وتحطيم المتعاطين صحيا ونفسيا وخلقيا فيدخلون السجن وتتحمل الدولة ميزانيات النفقات.

·       المخدرات تفكك الروابط الأسرية والاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب المنحرف وترتكب الجرائم فينعكس على المجتمع مباشرة حيث يقل الإنتاج مما يتسبب في هدم كيان الوطن والأسرة.

·       المخدرات لها أضرار تصيب الأمن القومي نتيجة تعاطيها والاتجار فيها وتهريبها وهى لا تقل فتكا وتدميرا عن اى سلاح مما عرفته الحروب المعاصرة.

                        

                             ثانيا : المفترات :-

1-تعريف المفترات :-

        يعرف المفتر شرعا بأنه هو الذي إذا شرب حمى الجسد وصار فيه فتورا وهزالا وضعفا   وانكسارا.

        وعرفه ابن رجب : المفتر هو استرخاء الأطراف وصيرورتها إلى وهن وانكسار وألم ينتهي إلى حد الاسكار كالبنج ونحوه.

2-   معنى المفتر( لــــــــــغة )

المفتر:- الضعف

فتر جسمه:- لانت مفاصله وضعفه.

افتر الرجل :- ضعفت جفونه وانكسر طرفه.

والفتور:- هو ما يكون منة حرارة في جسده وانكسار في الأطراف مع الضعف والاسترخاء فى الأطراف قوه وضعفا حسب حالة وقدرة الشخص الصحية.

 

3-أنواع المفترات:-

القات – الداكورة – جوز الطيب – البنج (الشيكران) –الزعفران – الدخان بجميع أنواعه.

وهذه العناصر تحتوى على مواد مفترة وليس المسكر والمفتر والمخدر شيئا واحدا

 

يقول ابن دقيق العيد:-

السكران الذي اختل كلامه المنظوم، وانكشف سره المكتوم، ولا يعرف السماء من الأرض ولا الطول من العرض.

الخدر هو الضعف والثقل في البدن .

والفتر الذي يحدث الضعف والرخوة في الأطراف ، وعلى كل فالقاعدة الاساسيه هنا

هي :- كل مسكر مفتر ، وكل مخدر مفتر ، وليس كل مفتر مسكرا أو مخدرا

والتفتير :- هو ابتداء التخدير أو السكر ويعتبر هو ابتداء النشوة ومدخل لكل منهما.

 

4-أضرار المفترات:- 

أ – للفرد                                          ب – للمجتمع

أضرار المفترات على الفرد :-

الخمول والكسل في الجسم والقلق النفسي وضياع المال وذهاب والأوقات وسوء التغذية وذلك يؤدى إلى الاسكار ويورث الوهن والضعف والانكسار ويورث الخيال والخبال .

 

 وقد تؤدى أحيانا إلى قتل متعاطيها مثل( الداتورة). لأنها من النباتات السامة والمفترة.حيث تبدأ أعراض التسمم في الإنسان بعد دقائق من تعاطي بذورها ويحدث له جفاف في الحلق وزيادة في العطش وذلك لا يزول بالماء، ثم إغماءه شديدة يتسع بعدها حدقة العين ثم تشنج ثم الوفاة.

وأما بالنسبة للتدخين عموما فله أضرار خطيرة على الصحة وذلك على النحو الاتى.

 

على الجهاز العصبي :

 

يحدث عند المدخن ارتعاش في الأطراف وتقلصات عضلية + زيادة في إفرازات العرق+اضطراب في النوم + ضعف الذاكرة + ضعف القوه الجنسية.

 

وعلى الجهاز التنفسي :

يصاب المدخن بالسل وسرطان الرئة وأمراض الحنجرة والنزلات الشعبية والمزمنة وضيق فى الشعب الهوائية يسبب النهجان.

وعلى الجهاز الهضمي :

تهيج الغدد اللعابية والغشاء المخاطي وفقدان الشهية والاصابه بقرحه المعدة والاتنى عشر وأمراض القولون وسرطان الفم والبلعوم والمريء

وعلى القلب والاوعيه الدموية :

زيادة سرعه عدد دقات القلب وارتفاع ضغط الدم وحدوث نوبات قلبيه في مرضى القلب والذبحة الصدرية وانقباض الاوعيه الدموية للجلد والأطراف مما يسبب نقص وصول الدم إلى هذه الأعضاء وتصلب عام فى الشرايين

 

وعلى الأبصار :

ضعف في حدة الإبصار خاصة الألوان وضمور العصب البصري الذي يؤدى في النهاية إلى العمى .

 

وعلى الجنين :

نقص في وزن الطفل عند الولادة وقد يؤدى إلى الإجهاض وكثرة وفيات الأطفال  حديثي الولادة للأمهات المدخنات وذلك بسبب أصابه الاجنه بالأمراض السابقة .

هذا بخلاف أن المفتر له أضرار اقتصاديه بالفرد حيث يذهب أمواله عندما يضطر لاستقطاع جزء كبير من أمواله لتناول المفتر فتسوء أحواله المالية وأحوال أسرته التي تصبح ضحية لسفهه وتبذيره وقد قال الله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كافورا)

 

ب – أضرار المفترات على المجتمع:-

متناولوا المفترات لا يقومون بواجباتهم حيث يجلسون ساعات طوال لتناول هذه المفترات ومنهم من يهجر أسرته بسبب الجوع وضيق الحال خاصة مدمني القات

الأمراض الصحية والنفسية تؤدى بالفرد إلى ارتكاب الجرائم في المجتمع وعدم القيام بالواجبات الدينية والدنيوية فيتكاسل عن الصلاة وغيرها فتسوء أخلاقه وتسود الفوضى فى المجتمع بسبب الجرائم .

ويؤدى تناول المفترات إلى أثار اقتصاديه سيئة بالدول مما يتسبب في إنهاك الميزانيات للعلاج وقد تصاب هذه الدول بالحرائق أحيانا فتكون هناك خسائر فادحه بالدولة .

وتسبب عجز كبير في عدد العمال مما يقلل  الإنتاج في المجتمع بسبب الأمراض التي يصابون بها أو يموتون بسبب المفترات .

 

 

الحكم الشرعي في تناول المخدرات والمفترات

 

1-الحكم الشرعي في تعاطي المخدرات:

المخدرات تؤدى إلى ضرر بالغ الخطورة ومفاسد كثيرة تفتك بالبدن وبالمجتمع كما ذكرنا سابقا وقد علمنا سابقا أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر فى حديث أم سلمه وقال الحنفية  ( إن من قال بحل الحشيش زنديق مبتدع) وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار ، وان مبنى التشريع قائم على جلب المصالح ودرء المفاسد والمضار كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار ) ولقد كان من الضروري لشريعة تبنى إحكامها على حفظ المصالح ودفع المضار أن تحرم كل ماده من شأنها أن تحدث مثل تلك الأضرار أو اشد سواء أكانت تلك المادة مشروبا أو جامدا مأكولا أو مسحوقا أو مشموما .

والتشريع الاسلامى يدعو إلى المحافظة على الجسم والعقل كي يكون الإنسان صالحا فى مجتمعه وبالتالي فان تعاطي المخدرات حرام شرعا عملا بالقاعدة الشرعية التي تعتبر من أهم القواعد التشريعية الاسلاميه وهى دفع المضار وسد ذرائع الفساد ، ودرء المفاسد من المقاصد الضرورية للشريعة وذلك حماية للنفس.

2-الحكم الشرعي فى تناول المفترات:-

إن تناول المفترات حرام والتحريم بنص الحديث الشريف الذي رواه الإمام احمد بن حنبل فى مسنده وما رواه أبو داوود فى سننه بسند صحيح عن أم سلمه ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مفتر ومسكر ) ورواته رجال الصحاح

ويقول الفقيه ابن رسلان : نهى الرسول عن كل مفتر ومسكر وعطف المسكر على المفتر يدل على المغايرة بين السكر والتفتير لان العطف يقتضى التغاير بين الشيئين ... فيجوز حمل المسكر على الذي فيه شدة مطربه وهو محرم يجب فيه الحد ويحمل المفتر على النبات الذي فيه شدة مطربه، فيحرم أكله ولا حد فيه.

ولقد اجتمع معظم فقهاء المذاهب الأربعة على أن تناول أو تداول المخدرات أو المفترات حرام شرعا وتوجب التعزير والتحريم وذلك استنادا إلى القاعدة الشرعية ( كل ما يضر فأكله أو شربه حرام ) كما أن التبذير أصلا حرام .

ومعنى التبذير ما ينفقه الإنسان فى غير طاعة وفى غير منفعة ( وأي طاعة ومنفعة فى  هذا المخدر أو المفتر ...) وحتى لو فرض أن فيهما نفعا فان أضرارهما أضعاف أضعاف نفعهما وما كان ضرره اكبر من نفعه كان حرام لقوله تعالى ( وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة أيه 195.

وقوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) النساء أيه 29

وقوله تعالى (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر أيه 7.

وقوله تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) التغابن أيه 12 .

الحكم الشرعي فى تناول المخدرات والمفترات للتداوي

الرأي الراجح إن تناول القدر اللازم عن طريق الطبيب للتداوي من المسكر أو المخدر أو المفتر مباح أما أن كان تناولها لهوا ولعبا فهو حرام

ويعزر أي متناولها ولا يحد  .... ومن اضطر إلى تعاطي المسكر أو المخدر أو المفتر للتداوي فله ذلك بشرط أن يكون ذلك بإذن من طبيب غير فاسق وأن يكون المريض في حالة ضرورة ، والاضطرار في التشريع الإسلامي حالة تجعل صاحبها مضطرا دفعا للضرر المتمثل في مرضه نتيجة للظروف التي وجد فيها الشخص نفسه فعمل على الخلاص من هذا الضرر ولا يجد أمامه سبيلا إلا شرب المسكر أو المخدر

لقوله تعالى  ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) البقرة آية 173 .

                 ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ) الأنعام أيه 119.

                 ( فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ) المائدة 3

 

حكم تداول المخدرات والمفترات  :

قياسا على تحريم الخمر يكون تداول المخدرات أو المفترات محرما

فعن انس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن في الخمر عشرة........

عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها واكل ثمنها والمشترى لها ) صدق رسول الله

فيحرم حمل المخدرات أو المفترات واقتنائها وبيعها وشرائها وحملها من مكان إلى مكان بأي وسيله نقل أو بواسطة ادمي برا أو بحرا أو جوا وتحريم استئجار مكان لبيعها أو حفظها وأيضا يحرم مجالسه مقترفي المعاصي أيا كان نوعها فان فى مجالستهم إهدار لحرمات الله لأنه يحرم مجالسة الجليس السوء .

هذا بخلاف تحريم القانون كل من تعاطي أو تداول أو ضبط فى مكان اعد وهيئ لتعاطي المخدرات مع العلم بذلك بعقوبة الغرامة أو السجن أو الحبس طبقا للقانون ( هـــ طبقا لقانون العقوبات .  

المصدر: موقع السواعد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 16036 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

900,655

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.