الشيخ الشريم .. القارئ الشجي والحافظ المتقن والشاعر اللبيب

يأتي الشيخ سعود الشريم كواحدٍ من أفضل القرّاء وأئمة الحرم، ويبقى صوته الشجي في نظر الكثيرين متفرداً، فهو من  القرّاء المتقنين لقراءة القرآن الكريم، وله طريقته الخاصّة، يقول عنه الشيخ صالح المغامسي: "أفضل مَن يقرأ القرآن في الوقت الحاضر قراءة صحيحة بعيداً عن التلحين والتغني والتغيُّر هو الشيخ سعود الشريم".

  اشتهر الشيخ منذ صغره بالحرص على حفظ القرآن الكريم ومداومته عليه، وقد قال عن ذلك: "طريقتي في الحفظ تخضع للاجتهاد الشخصي حيث لم تكن حلقات تحفيظ القرآن بهذا الانتشار الواسع المعين بقوة على التزام منهجٍ منضبطٍ في حفظ القرآن فلم يكن لي حينها وردٌ محدّدٌ للحفظ، فربما حفظت أحياناً حزباً كاملاً في اليوم الواحد وأحياناً أقل من صفحة، ولكن جملة المدة للحفظ لا تتجاوز ستة أشهر".

    وهو إضافة إلى ذلك أحد الباحثين الماهرين في أمور الشريعة، يقول عنه  فضيلة الشيخ ابن باز – رحمه الله - في مقدمة كتاب الشيخ سعود الشريم، الذي هو بعنوان (المنهاج للمعتمر والحاج): "قرأت ما كتبه الأخ في الله صاحب الفضيلة الشيخ: سعود الشريم في أحكام المناسك تحت عنوان (المنهاج للمعتمر والحاج)، فألفيته كتاباً قيماً كثير الفائدة قد اعتنى فيه مؤلفة بما يحتاج إليه الحجاج والمعتمرون ونبّه على كثير من المسائل التي ينبغي التنبيه إليها بالأدلة الشرعية، فجزاه الله خيراً وضاعف مثوبته ونفع بكتابه".

  والشيخ الشريم أيضاً أكاديمي حريص على التطوير ومواكبة المستجدات، شديد الاعتزاز بتخصّصه في الشريعة والدراسات الإسلامية، وهو عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

   يقول ضمن لقاء لصحيفة عكاظ معه: "كليات الشريعة ليست بمنأى عن احتياجات الناس، بل هي مواكبة لذلك وإن كانت بعض الأصوات تشير أو تلمز بعض كليات الشريعة بأنها لا تواكب العصر أو أنها بعيدة، هذا ليس بصحيح والدليل ما نراه في الواقع، لا تستغني عنهم وزارة التربية ووزارة التعليم والتعليم العالي ولا وزارة العدل أو المجلس الأعلى للقضاء. مخرجات كلية الشريعة في السوق حتى في تصنيف وزارة الخدمة المدنية لا تغطي الاحتياج الحقيقي، فأنت تحتاج إلى كذا معلم أو قاض".

  كما أن الشيخ الشريم من جانبٍ آخر هو شاعر جزل عميق العاطفة متفاعل مع هموم أمته، ولعل من آخر ما كتبه قصيدته عن الأزمة السورية، فقال في قصيدة مخاطبا بشار الأسد:

بشار أبشـر .. !!

بئسَ القريبُ إذا أهـَـانَ قريْبـــــَـــا

...وأذاقـــــهُ الَّتنـكيــلَ والتَّعذيْبــــــَــا

بئـسَ النِّـظـــامُ إذا تجبَّرَ حُكْـمـُـــهُ

فغـَــَـدا على أهلِ البِّـلادِ كئــيْــبــَـــا

 

إلى قوله :

يامـَـــنْ قـتـلتُـمْ دونَ قـلـبٍ أمَّـــــةً

وذبحتـموا صِبـيـانـَـهمْ وشَبــيْــبــَـا

قدْ كُـنْـتمٌـوْا صَوبَ العـدوِّ نَعـامــَـةً

وَعَوَيْـتـُمُـوْا نحوَالأقـَاربِ ذِيْـبــــَـا

 

وقوله:

بـشَّارُ أبْـشِـرْ بالـبَـوارِ أقولـُــــــهَا

قـَـدْ كـانَ ربُّك شـَاهِداً وحسِـيْـبـــَــا

بـشَّـاْر إنَّ الـذُّلَ يـأْتـي بـغْـتــــَــــةً

لِـيـَصِيـرَ عِـزُّ الظالِمـيـنَ نحِـيْبــَــــا

مَنْ ذاقَ طَعْـمَ اْلمُرِّ وسْطَ مَظاْلــِــمٍ

لابُدَّ يوْمــَــــاً أنْ يَـذوْقَ جَنِيْبـــــَـــا

 

  وقال فِي رِثَّاءِ ابْنِ بَازٍ - رَحِمَهُ اللهُ-:

شل القلوب أسـى والبيـن مثلمـة

والأرض مظلمـة يجتاحهـا قتـر

عفا الإمـام ولـم تخبـو مآثـره

عبد العزيز وهل يخفى لنا القمـر؟!

شيخ العلوم أبو الأشيـاخ مجتهـد

فـذّ أريـب نجيـب وصـفـه درر

 

إلى قوله:

من للفتاوى إذا ما غـاب عالمهـا

من للقرآن إذا ما أشكـل السـور

من للغيـور إذا تمضـي متارسـه

من للدعـاة كـذا للحـق ينتصـر

 

كما قال في رثاء الشيخ ابن العثيمين - رَحِمَهُ اللهُ - :

ياعبلُ لا تلومـي إنْ نسينـا

هواكِ حيـن كنـتِ تعذلينـا

ياعبلُ لا مـلامَ فـي جفـاءٍ

ففينـا مايـروّعُ الجنيـنـا

محمـد الصالـح يالقـومـي

لقينافـي المصـاب مالقينـا

آل عثيمـيـن ألا فصـبـراً

عزاؤكـم مصابُنـا عِزيـنـا

   هو سعود بن إبراهيم بن محمد آل شريم، وُلِدَ بمدينة الرياض عام 1386 هـ. درس المرحلة الابتدائية بمدرسة عرين، ثم المتوسطة في المدرسة النموذجية، ثم الثانوية في اليرموك الشاملة، والتي تخرج فيها عام 1404 هـ. وفي عام 1407هـ كانت أول إمامة له في صلاة التراويح بمسجده في الرياض بحي النهضة.

  وفي عام 1409هـ حصل على البكالوريوس من جامعة الإمام محمد بن سعود في العقيدة والمذاهب من كلية الشريعة وفي عام 1410هـ عُيّن دارساً في المعهد العالي للقضاء ونال درجة الماجستير فيه عام 1413 هـ

  من أبرز شيوخه الذين تلقى العلم على أيديهم  سماحة مفتى عام المملكة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ وكذلك الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، وكذلك الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل عضو المجلس الأعلى للقضاء سابقاً، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة في فقه البيوع، في أثناء الدراسة في المعهد العالي للقضاء.

  وفي عام 1412هـ، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه إمام وخطيب المسجد الحرام، وفي عام 1423هـ نال درجة الدكتوراة بامتيازٍ في الفقه المقارن. وناقش الرسالة سماحة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة، وفي عام 1425هـ تقريباً تم تعيينه عميداً لكلية الشريعة.  حصل أخيراً على درجة الأستاذية في الفقه وأصوله، ويعمل حالياً عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

 وفي عام 1432 هـ، صدر قرارٌ بتكليفه عميداً لكلية الدراسات القضائية والأنظمة (المستحدثة في جامعة أم القرى)، إضافة إلى عمله عميداً لكلية الشريعة، إلى أن يتم تعيين عميد لها, وقد تم ذلك.

 ومن أبرز مؤلفاته: (كيفية ثبوت المنسب)، و(كرامة الأنبياء)، و(المهدي المنتظر عند أهل السُّنَّة والجماعة)، و(المنهاج للمعتمر والحاج)، و(وميض من الحرم - خطب)، و(خالص الجمان تهذيب مناسك الحج من أضواء البيان).

المصدر: بروفايل - سبق - خاص:
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,443

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.