عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش)

اطبع الموضوع 

مؤسس الدولة الأموية في الأندلس الملقب بصقر قريش. هو عبدا لرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدا ‏لملك. ولد في دمشق عام 113هـ. هرب إلى فلسطين ثم أفريقيا بعد استيلاء العباسيين على الخلافة ‏وملاحقتهم لأمراء الأمويين. حصل على تأييد قبائل البربر في المغرب، وبدأ بالسعي إلى حكم الأندلس التي ‏كانت تعيش خلافات بين اليمنيين والمضريين. كاتب أمراء الأندلس فوعدوا بتأييده، ونزل في المنكّب ‏بالأندلس عام 138هـ وتوجه إلى اشبيلية حيث لقي الترحيب. حارب حاكم البلاد يوسف الفهري وانتصر ‏عليه، ثم دخل قرطبة ونودي به أميراً سنة 140هـ، فدشن بذلك عهد الدولة الأموية في الأندلس الذي ‏استمر حتى 172هـ. استمر حكمه ثلاثة وثلاثين عاماً تقريبا قضاها في توطيد أركان حكمه وإخماد الثورات ‏بعد ما كثرت عليه الثورات التهبت حوله تريد حرقه أكثر من خمس وعشرين ثوره قامت ضده، كما حارب ‏شارلمان ملك فرنسا وانتصر عليه. ترك لابنه هشام دولة قوية وخلف آثاراً معمارية عظيمة أهمها جامع ‏قرطبة0 لايكاد يطأ المسلمون أرضا حتى يبدؤوا ببناء مسجد او بيت لله يكون مركز نور وهداية وإعلاء ‏لكلمة الله أينما حل أسس جيشا دائما تعداده مائة ألف مقاتل وشكل من أربعين ألف مقاتل حرسه الخاص ، ‏واستقرت السلطة المركزية بيده ، ولعل الأمر الذي ساعد الداخل على ان يكون رجل الأندلس الأول والأقوى ‏هو اعتناوه بتكوين جيش قوي مدرب يحفظ به الامن الداخلي ، ويصد به العدوان الخارجي ، ويمكنه من ‏الجهاد في سبيل الله وهذه حقيقة هامة ينبغي ان تقوم عليها الدولة المسلمة اليوم ، فلا ينبغى الاعتماد على ‏ما تحمله من عقيدة ربانية ومبادئ سامية بل لابد لذلك من قوة تحميه وتدافع عنه0 ومن أعماله رحمه الله ‏استجلب الأشجار لتزرع في الأندلس منها النخيل والرمان ، وشكل الأسطول البحري لحماية سواحل ‏الأندلس0 ‏
بنى مدينة قرطبه وسورها وبنى مسجدها في عام 170 هـ وهو مسجد قرطبه الكبير ، وجعل مدينة قرطبه ‏تضاهي بغداد بالمنشات العمرانية وبأسواقها، وبنى قصر سماه قصر الرصافة يتتبع اثأر جده هشام بن ‏عبدالملك الذى بنى في الشام قصره المسمى برصافة هشام 0 ودون الدواوين ورتب شؤون الدولة اذ قسم ‏الأندلس الى مناطق إدارية ، وضبط الأمن فيها ، وكان يتفقد احوال الرعية ، ولما خشي من الاغتيال ارسل ‏غيره ليقوم بهذا الأمر ويبلغه عن كل كبيرة وصغيره عن أحوال الناس ، وكان كريما سخيا يحفظ كرامة ‏الناس ، فقد أعلن الا يطلب منه احد حاجته على ملأ من الناس ، بل انه يرسل اليه كتابه فيلبيها له دون ‏إبطاء ، وكان شاعر جيد الشعر ، أديب ، شجع الشعراء وأغدق عليهم العطاء0‏
ماكان عبد الرحمن الداخل ليبلغ ما بلغه الا بعد ان واجه الموت مرات ومرات وعبر البحر وقاسى الجوع ‏والاذى شريد طريدا لا يملك إلا 0همة اعتى من الجبال وهدفا ما ضعف يوما في سبيل تحقيقه ، وقصة ‏الداخل عنوان عريض لكل حامل دعوة او يملك صاحب غاية او طالب للمعالي ان الطريق مليء بالمشاق ‏لامكان فيه للضعيف اوالمتردد ولا من يؤثر الدعة والراحة0‏
لولا المشقة ساد الناس كلهم 0000000 الجـــود يفقر والإقدام قتَل
رحم الله الداخل وغفر له، لوحق وعمره 19 عام ، وفر ووصل الى الحكم في الأندلس وعمره 29 عاما ‏واستمرت إمارته ثلاثة وثلاثين عاما تقريبا، فأسس دولة، وفتح الأمصار،وشاد البناء،وعمر العمران ، وكان ‏يخالط الناس في أحوالهم ويقر أمور إمارته بنفسه ، وهو نموذج للصبر والمصابره قدوة لإتباع الهمة ‏العالية والطموح 0صدق عليه قول ابي جعفر المنصور _الخليفة العباسىـ إنه حقا : صقر قريش0 وكانت ‏وفاته عام 172 هـ رحمة الله 0‏

وما علينا إلا أن ننشئ ناشئتنا على حب الوطن ، ونعلم أبنائنا حب الديار والأرض دون أي تعصب او ‏كراهية فحب الوطن فطرة في الانسان السليم ، وبدهي ان يتذكر المرء بلده واهله وهذا لاينافى مع الايمان ‏فالصحابه رضوان الله عليهم كانو يتغنون بحب مكه وشعابها وهم في المدينه المنوره ، فكان بلال رضى ‏الله عنه اذا اقلعت عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول
الا ليت شعري هل ابيتن ليلة 0000 بواد وحـولي اذخـر وجليل‏
وهل أردن يوما مياه مجنـة 0000 وهل يبدُوَنّ لي شامة وخليل
‏ فقال علية الصلاة والسلام : اللهم حبب إلينا المدينه0‏

 

المصدر: المراجع كتاب التاريخ الإسلامي ( د- محمود شاكر)‏ التاريخ الاندلسى (د- عبدا لرحمن علي الحجى)‏ كتاب نهاية الأندلس ( محمد عبدالله عنان )‏ الأندلس التاريخ المصور ( د طارق السويدان ) ‏
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 258 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,418

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.