بعد الاختبارات ... حبة واحدة من «الأبيض» قد تجعل مستقبلك كله «أسود» !

 
شاب توفي اثر تعاطيه جرعة من المنشطات

هناك رجل اتاه الله من زينة الحياة الدنيا : المال والجاه وكثرة الأبناء ...وأغدق عليه من واسع فضله وأوتي من كل شيء سببا .......ولكن يأبى الله الكمال إلا لنفسه سبحانه ...حيث ان لديه ابنا مضى من عمره خمس وعشرون سنة لم يوفقه الله في الدراسة .....فاقترحت ام ذلك الولد ان يأخذه معه في الشركة ويعلمه التجارة وكيفية التعامل مع الناس بدلا من جلوسه في المنزل او "هيتانه" مع أصحابه الذين كانت تتوجس الأم منهم خيفة......وكان والده يعطيه بعض المهام ليعلمه التجارة ولكنه كان دوما ذلك الولد الذي لايعتمد عليه ....كثير النوم ..قليل الاكل...سريع الانفعال والهيجان ...سيجارته دوما في يده ....ولكن يظل قلب الأب لا ييأس فهو يتوقع ان يتعدل ابنه مع الايام وان يصلح الدهر مالم يستطع هو وزوجته اصلاحه ........ وفي احد الايام أخذه معه الى احدى مزارعه مع لفيف من الأقارب والأصدقاء ......وكان هذا الابن يحب الانطواء كثيرا .... فذهب وقضى بعض الوقت بالقرب من سيارته وفجأة اغمي عليه وتشنج ....فقاموا بإسعافه الى اقرب مستوصف فقيل لهم ان لديه صرعا ......وعند مراجعته المستشفى اعطي العلاج اللازم للاستمرار عليه .......ولكنه ظل يصرع بين حين واخر ...وفي كل مرة يتم تغيير او زيادة دواء الصرع .......وبعد عدة اشهر افاق الابن من النوم بصداع يكاد أن يفجّر رأسه مع ألم شديد في الصدر وخفقان سريع في الصدر اتضح بعد وصوله الى المستشفى انها حالة ارتفاع حاد في الضغط مع جلطة حادة في القلب وتبين لاحقا ان لديه ضعفا شديدا في عضلة القلب .......وكان ذلك بمثابة الصدمة لوالديه فهو صغير السن بالنسبة للجلطات وفحوصاته السنوية في المانيا كانت كلها طبيعية من ضغط وسكر وكلسترول وتخطيط قلب....ولأنه شاب نحيل جدا واضح عليه سوء التغذية ومنظر اسنانه مصفرة ومتكسرة وسيئة الرائحة تشبه الى حد ما وصف اسنان مدمنين الامفيتامين ... قام الطبييب بعد اخذ اذن الأم والأب - وبعد تردد منهما - بتحليل البول للمواد السامة .......وكانت المفاجأه بأن تحليل البول ايجابي للكبتاجون والحشيش ......وبعد استقرار حالته ونقاش طويل مع المريض واسرته تم تحويله الى المستشفى الخاص بالادمان لعلاجه.

"الشباب والفراغ والجده" مكونات الخطر على أبنائنا :

وأهم هذه المخدرات وأكثرها انتشارا بين الشباب في العالم ككل وبالذات في ايام الامتحانات هي منشطات الجهاز العصبي واكثرها انتشارا هي الكبتاجون ( ميثيل امفيتامين ) الذي يسمى عند العامة بعدة مصطلحات مثل أبو ملف ، الأبيض ، أبوداب ، قضوم ،القشطة ، أبو قوسين ، المتخفي،ابو وجه، ابو زهرة، ابو مقص ، ابو شمس، ابو استفهام ، ابو كرسي وحديثا تسمى الليكزس او في اكس ار....الخ .وفي اللغه الانجليزية speed ،ectasy.....والمشكلة ان هؤلاء المروجين يخاطبون كل فئة بماتحب...فمثلا للبنات حبوب وردية بمسميات نسائية وللشباب الوان بيضاء بمسميات تجذب الشباب ، واضرار الحبوب المنشطة من مشتقات الامفيتامين تشمل اضطراب النفسية وضعف القدرة على التركيز وضعف الذاكرة والهوس وامراض الفم والجهاز الهضمي وسوء التغذية وهي معروفة ومثبتة علميا لكن اخطرها على الاطلاق هو اصابة القلب بالوفاة المفاجئة...ومما يزيد الطين بله ان 90% من هؤلاء الشباب يستخدمون في نفس الوقت انواعا اخرى من الممنوعات مثل الكحوليات او المخدرات الاخرى كالحشيش او الكوكائين .

أشكال مختلفة من الحبوب المنشطة

تأثير "أبو قوسين" على القلب:

-تسارع نبضات القلب وعدم انتظامها

-التهاب عضلة القلب ومن ثم ضعف العضلة

-ارتفاع الضغط الحاد

- ارتجاع صمامات القلب وبالذات الصمام الاورطي سواء كان مع او بدون تمزق بطانة الشريان الأبهر فيحصل معهم انخفاض الضغط الحاد وبالذات ان كثيرا منهم لايأكلون ولايشربون لفترات طويله فيتعرضون للجفاف.

-تضيق شرايين القلب ومن ثم جلطات القلب الحادة المفاجئة.

- الوفاة المفاجئة وخصوصا بعد حالات الهياج وعند أخذ كميات كبيره من الحبوب ......وعادة تكون الوفاة بدون مقدمات نهائيا.... خصوصا فيمن لديه امراض سابقة في القلب سواء أكانت معلومة لديه أم لا .

هل هناك ضرر من أخذ حبوب "القشطة" في المناسبات فقط؟

هناك معلومة خاطئة منتشرة بين الشباب ويروج لها من يستخدمون ويبيعون تلك الحبوب انها لا ضرر لها نهائيا ولا يدمن عليها ومن الممكن اخذها وقت الحاجة الى السهر سواء في مذاكرة امتحان او سياقة شاحنة لمسافات طويلة او حراسة منشأة لفترة طويلة او الاستمتاع في الحفلات والمناسبات بدون انقطاع ليومين او ثلاثة ايام متواصلة ........ ولذلك يسألني كثير من الشباب هل هناك من ضرر من استخدام حبوب "القشطة" في المناسبات فقط؟....والجواب الذي لا مراء فيه ان الكبتاجون بأنواعه المختلفة يسبب اضرارا وخيمة على القلب في فترة التناول وبعد ذلك على المدى البعيد حسب ما أوضحنا اعلاه وأخطرها هي الوفاة المفاجئة التي قد تكون بدون مقدمات نهائيا ....وقد اطلعت على ثلاث حالات وفاة قلبية مفاجئة لشباب كان سببها "تقضيم الأبيض".. ولذلك يجب الاجتناب عنه نهائيا ومحاربته على جميع المستويات فقد تواصت جميع الاديان على حفظ الابدان والارواح ولا يشك عاقل في ضرر تلك المواد السامة .

العلاج من الإدمان ليس عيباً

والمفهوم الذي يجب ان يعرفه الشباب ان العلاج من الادمان ليس عيبا ولا حراما بل هو شرف وفضيلة وواجب فمواجهة الخطأ وعلاجه افضل بكثير من الاستمرار عليه ....والإدمان من الممكن ان يحدث في أي شعوب الارض ..وفي أي طبقة من طبقات المجتمع ...وقد يصيب أياً من الجنسين .


شاب تشنج وتوفي بعد تعاطيه الامفيتامينات

وكلكم مسؤول عن رعيته

والشاهد يتلخص في ان ابناءنا وبناتنا هم أغلى ما نملك وواجب علينا تحذيرهم من اضرار هذه الآفات ورفع الوعي لديهم بالذات في ايام الامتحانات التي مضت ومراقبتهم فيمن يزورهم ومن يخرجون معه وكيفية طريقة نومهم واكلهم واكتشاف المشكلة مبكرا اذا وقعت ومساعدتهم بالعلاج التأهيلي ...فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 487 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,888

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.