● قال الإمام السيوطي رحمه اللّٰہ في كتاب تاريخ الخلفاء: كان هارون الرشيد شجاعًا مُحبًّا للفروسية، وبدت عليه أمارات النجابة والفلاح منذ صغره، حتىٰ أنه كان يقود الحملات الحربية في عهد أبيه الذي كان أميرًا علىٰ خُراسان، ثم تولىٰ الخلافة وعمره خمسةً وعشرين عامًا فقط، وكان مُحبًّا للعلماء كثير الحج والجهاد وكان مَلِكًا عادلًا لا يخشىٰ إلا اللّٰه.

○ وقد ذكر الخطيب البغداداي أن هارون الرشيد كان يُصلِّي مائة ركعة في اليوم والليلة، وكان يتصدق بألف درهم من ماله كل يوم، وكان إذا ذهب للحج أخذ معه الفقهاء وأبناءهم، وإذا لم يحج بعث ثلاثمائة رجل يحجون علىٰ نفقته الخاصة، قال عنه أبو عمار بن منصور: ما رأيت أكثر بكاءً عند الذكر من هارون الرشيد، والفضيل بن عياض.

○ كانت الروم تدفع الجزية للمسلمين في عهد الملكة ريني، ثم تولىٰ بعد ذلك ملك يُسمَّىٰ النقفور، فأراد أن يشمخ بأنفه علىٰ أمير المسلمين هارون الرشيد، فبعث له رسالةً يقول ما فحواها: "من نقفور ملك الروم إلىٰ هارون ملك العرب أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي كانت حمقاء، فإذا قرأت كتابي فاردُدْ ما حصلتم عليه من أموال، وإلا فالسيف بيننا وبينك".

○ فلما قرأ هارون الرشيد غضب غضبًا شديدًا كما لم يغضب من قبل، ثم كتب علىٰ ظهر الرسالة: "بسم اللّٰه الرحمـٰن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلىٰ نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه"، ثم ذهب بجيشٍ عظيمٍ وهزمه شرَّ هزيمةٍ وأدَّبه، وكان قبل موته يذهب إلىٰ قبره الذي سيُدفَن فيه ويبكي ويقول: "يا من لا يزول مُلكه، ارحم من يزول مُلكه".

 

المصدر: قناة روائع الكلم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 271 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2023 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,349

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.