سعد بن معاذ رضي الله عنه
هتز لموته عرش الرحمن .. لم يقضي في الاسلام إلا ست سنوات
اسلم وعمره ثلاثون وتوفي وله ست وثلاثون ..
احترت في قصته وبحثت عن السبب الذي يجعل له ذلك الفضل كله حتي يهتز له عرش الرحمن تبارك وتعالي ..فوجدت أن إخلاصه سبب ذلك .. ومواقفه العظيمة الخالدة التي طالما نستشنق عطرها عند قراءة سيرة النبي العظيم .. أسلم سعد بن معاذ فكان إسلامه سبباً في إسلام قبيلته كلها فهو سيدهم وعظيمهم ، أسلم فاسلمت الأوس بإسلامه فكانت نعم النصير والمعين لرسول الله..
لما حاصر رسول الله يهود بني قريظة لخيانتهم العهد والميثاق طلبوا النزول علي حكم سعد بن معاذ وقد كان حليفهم في الجاهليه فطمعوا أن يعفوا عنهم فحكم فيهم كما قال الرسول " حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات" حكم بقتل الرجال وسبي الذرية والأموال " ..
ولما طعن المنافقون في عرض رسول الله واذوه أشد الاذي ، في احب نساءه إليه ورموها بالبهتان ، صعد رسول الله المنبر وقال " الا رجل يعذرني في اهلي فوالله ما علمت عنهم الا خيرا"
فقال سعد بن معاذ ذلك الجبل الأشم : " انا أعذرك يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وان كان من اخواننا من الخزرج أمرتنا بما شئت " فقام من يدافع عن راس النفاق حتي نزلت براءة الصديقة بآيات تتلي الي يوم القيامة ..
ولما كان يوم الخندق واجتمعت غطفان وقريش لإبادة المسلمين في عشرة آلاف فارس وتخندق الرسول واصحابه ، أرسل الرسول الي غطفان أن ارجعوا عنا ولكم ثلث ثمار المدينة فوافقوا ، وقبل كتابة المعاهدة ارسل رسول الله الي سيد الأوس والخزرج ارسل الي سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فعرض عليهم الأمر ، فقال سعد في عزة المسلم :" يا رسول الله اهذا أمر أمرك به الله فنفعله أم شي تحبه ام أمر تفعله لنا "
فقال رسول الله " بل أمر أفعله لكم ، ولقد وجدت العرب رمتكم عن قوس واحدة فأحببت أن أخزل عنكم " أو كما قال .
فقال سعد رضي الله عنه :" يا رسول الله والله لقد كنا في الجاهلية ولا يطمع أحد أن يأخذ شيئا من ثمارنا الا قري أو بيع , أفبعد أن أعزنا الله بالإسلام نعطي الدنية لا والله " وقطعت الصحيفة وما هي إلا أيام حتي نزل نصر الله ..
ذلك سعد سنوات قليلات وأعمال جليلات نصر الله به الدين واعز به الإسلام .. فرضي الله عنه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم دفنه يروي لنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- ما حدث لسعد من كرامات دالة على صلاحه وقبوله عند الله وشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك.
قال أنس -رضي الله عنه-: «لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ؟! وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ» (رواه الترمذي).
يا الله! جاءت الملائكة لهذا العبد الصالح يحملونه، ويشهدون توديعه والصلاة عليه ودفنه. فيا لها من كرامات لهذا العبد الصالح!
وكانت أم سعد تبكيه حِينَ اُحْتُمِلَ نَعْشُهُ، فقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
«كُلُّ نَائِحَةٍ تَكْذِبُ، إلَّا نَائِحَةَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»