قبل 200 سنة تقريبا كانت امريكا لا طاقة لها على حرب الجزائر :
____________________
مع بداية عام 1791م ظهر اتجاه جديد للجزائر و بدا في توقيع هدنة مع البرتغال ، و معنى هذه الهدنة هو حركة الأسطول الجزائري في المحيط الأطلنطي بحرية ، و هذا لم يكن في صالح أمريكا ، و في عام 1785 ميلادي خرجت سفينة اميركية من ميناء بوسطن وكانت تسمى (ماريا) ،
وكانت تبحر في مياه تسمى (قادش) ، فاستولى عليها المجاهدون المسلمون التابعون للجزائر ، وبعد مدة قصيرة استولوا كذلك على سفينة تابعة لفيلادلفيا، وفي عام 1793 ميلادي استولوا على 11 سفينة أميركية، فبعد عام من فقد هذه السفن اعطى المؤتمر الاميركي للرئيس جورج واشنطن صلاحية صرف مبلغ 688.888 دولارا ذهبيا ، لانشاء سفن متينة يمكنها صد هجمات المسلمين ، وكان هذا هو حجر الاساس لبناء الاسطول البحري الاميركي وقوة المشاة البحرية ،
ولكن كانت هذه المهمة تحتاج لوقت طويل ، فخلال بناء هذا الاسطول ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، اتصلت واشنطن بالجزائر وطلبت الهدنة ، و تقدم الدبلماسي الامريكي جون لامب بطلب استقبال إلى داي الجزائر بوساطة قناصل بعض الدول الأوربية منهم القنصلية الفرنسية التي توسلت من اجل الحصول على رخصة الاستقبال ، وتوجت تلك المساعي بالإيجاب والقبول من الديوان الجزائري .
وبموجب معاهدة 21 صفر الخير 1210 هـ الموافق 5/9/1795م، المكونة من 22 مادة باللغة التركية ، وقعت اميركا على ما يلي:
(تدفع الولايات المتحدة الاميركية إلى ولاية الجزائر التابعة لدولة الخلافة العثمانية فورا مبلغ 642 الف دولار ذهبي، وتدفع لها سنويا مبلغ 12 الف ليرة عثمانية ذهبية، وفي مقابل ذلك يطلق سراح الاسرى الاميركيين الموجودين في الجزائر، ولا تتعرض ولاية الجزائر لاي سفينة اميركية، لا في الاطلسي، ولا في البحر الابيض)
وقد وقع وصدق على المعاهدة جورج واشنطن بنفسه، ومن جانب الجزائر بكلر بك حسن باشا.
وقد كانت هذه هي المعاهدة الوحيدة في تاريخ أميركا التي توقعها بغير لغتها الانكليزية، وهي المعاهدة الوحيدة في تاريخ اميركا التي تتعهد بها بدفع ضريبة مالية لدولة اجنبية ، انظر للعزة عندما يكون للمسلمين دولة .
____________________
#التاريخ_الإسلامي