<!--<!--<!--<!--

كثيراً ما يسعى الإنسان للقراءة والمعرفة عن فكرة التغيير وتطوير الذات

من أجل أداء أفضل فى أوجه الحياة المختلفة الإجتماعية والأكاديمية والمهنية.

لكن ماذا لو لم يكن المرء مدركاً لحقيقة ذاته وماتخفيه من مشاعر وأفكار قد تظهر وتنعكس فى

سلوكياته فلايرى إلا نقداً من الأخرين لا يعرف له سبباً أو تظهر فى شكل أعراض واضطرابات نفسية

عند هذه النقطة ماذا يغير؟إذن ما أقصده هل يمكن أن نغير أو نطور شيئاً لاندرك ماهيته؟

بالطبع لا إذن لابد أن نسأل أنفسنا دائماً من أين وكيف نبدأ رحلة التغيير والتطوير؟

وتعالوا نشوف بعض الأمثلة حتى تقترب الفكرة من أذهاننا.....

وذلك من خلال ثلاثة أمثلة من البشر قد نواجهها فى حياتنا اليومية

:1-فلان سألناه إنت مبسوط وراضى عن حياتك؟ قال أه الحمد لله أنا كويس

وربنا مدينى حاجات كتير أنا أحسن من غيرى-أنا دايماً أبص للى أقل منى مش اللى أعلى منى

-أنا أرضى بقليلى عشان ربنا يكرمنى غيرى مش لاقى اللقمة دى ...الخ وهكذا كلام جميل

ومتستف فى جمل لما تسمعه حتقول عداه العيب طبعاً

تعالى نشوفه فى حياته اليومية من ساعة ما يصحى الصبح زهقان

بينفخ رايح شغله قرفان وعلى مايوصل شغله يكون اتخانق مع طوب الأرض

وفى الشغل لاطايق زمايله ولاهم طايقينه وطول الوقت زمايله بيخافوا منه لأن لسان حاله

بيقول جتنا نيلة فى حظنا الهباب......هذا النوع من البشر لكى يتغير يحتاج أن يمر بعدة مراحل

مرحلة الإدراك لحقيقة المشاعر والأفكار ثم ربط مشاعره وأفكاره بمشاكله فى التواصل مع الأخرين

ثم التعليم والتدريب لكى يعدل سلوكه وسبل التواصل أى أنه يحتاج لمراحل عديدة أصعبها مرحلة إدراك

المشاعر والأفكار حيث أن هذه المرحلة يهرب منها كثير ممن لايروق لهم رؤية الذات

مع ما تبعثه تلك الرؤية من الألم ...إنه أقصى أشكال النمط الدفاعى فى الحياة وأقلها نضوجاً

شأنه فى ذلك شأن الأطفال فالطفل لايرى مشاعره وأفكاره ويهرب من أى خبرة شعورية مؤلمة

وفى الغالب الأطفال الذين يشكو أباؤهم من اضطراب سلوكياتهم يعانون خبرات شعورية مؤلمة

لايستطيعون إدراكها ويهربون منها بسوء السلوك إننا نرى فى هذا المثال من يضحكون على أنفسهم

ويصدقونها ونطبق عليه المثل القائل أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب

.2-المثال الثانى أقل وطأة فهو أقرب للتغير لأنه يشعر أنه هناك مشكلة ما بداخله وأنه يعانى لكن

أول الخيط مفقود إنه لايستطيع ربط مشاعره وأفكاره بسلوكياته

وهنا نبدأ من نقطة ربط الأفكار والمشاعر بالسلوك وننتقل منها إلى التدريب على كيفية تعديل السلوك

3-فى هذا المثال يدرك الشخص أن مشاعره وأفكاره سبب فى تأخره وفشله أحياناً اجتماعياً ووظيفياً

لكن لايعرف كيف يتغير وهذا أقلهم فى الشدة وأقربهم للتغيير والتطوير كما أنه أسهلهم أيضاً لأنه

مستبصر بذاته والبصيرة أو رؤية الذات عامل أساسى فى التطوير....

.نستنتج مما سبق أن التغيير إذن لابد أن يشمل ثلاثة محاور

وهى1- العاطفة

2-نمط التفكير

3-السلوك....

 

العلاقة بين العاطفة والأفكار والمفاهيم والسلوك

حينما نسعى لمساعدة شخص على التغيير قد يسلك بعض المعالجين أسلوب التغيير الأوحد

أى لو أن الفرد يعانى مشكلة فى سلوكه تعوق تواصله مع الأخرين يشرع فى تعليمه سبل التواصل

وكيف يغير السلوك للأفضل دون النظر لحقيقة مشاعر وعاطفة هذا الشخص أو مراجعة مفاهيمه وأفكاره

التى تشير إلى مفاهيمه التى اكتسبها فى مراحل عمره المختلفة عن ذاته وعن الأخر

والتى تؤثر فى السلوك لأننا لابد أن نعلم أن السلوك هو نتاج الفكر والمشاعر

أما عن المشاعر والأفكار أيهما يسبق الأخر

نجد أن هذه العلاقة أحياناً قد يصعب رصدها وتحديدها بدقة

حيث أن العلاقة بين الأفكار والمشاعر علاقة ديناميكية شديدة التعقيد

فأنت قد تصاب بالقلق والإكتئاب فتتغيرأفكارك وتغزوك أفكار شديدة التشاؤم تزيد من قلقك واكتئابك

بحيث تدخل فى حلقة مفرغة من الصعب تحديد نقطة البداية من خلالها

وبالمثل قد تسيطر عليك فكرة معينة مثل أنك خدعت فى أصدقائك أو من ظننت أنهم أصدقائك

أو أن زملاء العمل يكيدون لك أو أن زوجتك تغيرت عن ذى قبل أو أن زواجك لم تحقق فيه ما كنت تتمناه

وتؤدى هذه الأفكار إلى مشاعر الضيق والحزن ومن ثم تجتر المزيد من الأفكار التى تقلب مشاعرك

ومرة ثانية ندخل فى حلقة مفرغة لانعرف من أين بدأت..........

بيد أن المفاهيم وليست الأفكار هى ما نبحث عنها من أجل تحقيق التغيير

لأن المفاهيم هى التى تسبق المشاعر والمفاهيم الراسخة تؤدى إلى ظهور مايسمى بالأفكار

الأوتوماتيكية التى تكون فى الغالب أفكاراً سلبية إذن

-ماهى المفاهيم وكيف تؤدى إلى الأفكار الأوتوماتيكية السلبية

**المفهوم هو:

فكرة أو مجموعة من الأفكار تخضع للتجريد والتعميم وتختزن فى طبقات الوعى المختلفة

بحيث تنشأ عنها استجابات شعورية وسلوكية بشكل تلقائى.

والمفاهيم تتكون عن طريق التعلم والخبرات الحياتية المختلفة أى أنها تراكمية

ولاشك أن البيئة تؤثر بشكل أساسى فى تكوين مفاهيم الطفل

فمثلاً هناك مثل شعبى يعبر عن مفهوم بارنوى قد يتم تعليمه مبكراً للأطفال وهذا المثل يقول

(قعدتى بين أعتابى ولا قعدتى بين أحبابى)والأعتاب تشيرإلى المكوث فى المنزل...

أى أن تبقى وحيداً لاتختلط بالأخرين خير من أن يكون لك أحباب

وأصحاب هذا المثل يحتوى على فكرة مجردة معممة شوهت الحكمة فى أن الوحدة خير من جليس

السوء....أصبح المفهوم هنا الإنطواء والعزلة توفر عليك الجهد فى أن تتعرف على الأخرين

فيصدمك ماتراه من البعض من جوانب سلبية ولاتستطيع تقبله وهضمه بل تفضل التوقف

عن التواصل نهائياً فى سبيل راحة مزيفة ومن ثم تتصرف تلقائياً متى تقرب منك أحدهم

يطلب ودك بسلوك ينم عن نبذك ورفضك له إنك لاتفكر حينما تفعل ذلك ولاتستدعى فكرة أن

الوحدة أفضل من فكرة(ياه هو أنا لسه حا أجرب وأعرف ده حلو واللا وحش واللا...) يعنى تختصر وتعتزل

الأخرين بناء على حكم مسبق معمم أن الناس وحشة بالطبع هذا المفهوم ينطوى أيضاً على مفهوم

أخر ألا وهو مفهوم الأبيض والأسود وتصنيف البشر إلى حلو أعرفه ووحش ما أعرفوش....

وهكذا المفاهيم تؤدى إلى مشاعر وسلوكيات تلقائية دون استدعاء للفكرة.

وجدير بالذكر أن تكوين المفاهيم عملية مستمرة وديناميكية وتخضع لنمو الفرد وتطوره النفسى

فكلما كان الفرد أكثر وعياً كلما استطاع تعديل مفاهيمه إلى الأفضل

الذى يساعد على التكيف مع الحياة والأخرين بما لايتعارض مع المبادئ والمفاهيم الدينية والخلقية

-إذن المشكلة تنتج دائماً حينما لانعى ولاندرك مفاهيمنا السلبية مما قد يؤدى إلى تكوين المزيد من

المفاهيم الجديدة التى يتم ربطها بالمفاهيم القديمة المختزنة

ومن ثم يتكون بداخلنا تلال من المفاهيم السلبية دون وعى منا فلاندرك لماذا نتصرف هكذا

ولماذا نفشل فى كثير من أوجه الحياة.....

(1)          الوعى بالمشاعر

عدم الوعى بالمشاعر-ماذا يفعل بنا؟

تحدثنا عن أن التغيير فى السلوك لابد أن يسبقه تغيير فى المشاعر الناتجة عن فعل أو موقف معين

والتغيير فى المشاعر لابد أن يسبقه تغيير فى المفاهيم ...

.قبل أن أبدأ حوارى معكم اليوم لابد أن أشير إلى نقطة هامة أن تغير السلوك قد يتحقق

عند مجرد الوعى بـــ وإدراك ماهية المشاعر و حتى قبل أن تبدأ مرحلة تغيير المفاهيم

لأن مرحلة تغيير المفاهيم تعد رحلة أطول ولاتتحقق بسهولة أحياناً....

أى أن الترتيب كالأتى(إدراك المشاعر والتعبير عنها ثم تغير السلوك بشكل مؤقت

حتى يتم كشف المفاهيم الخفية وراء هذه المشاعر ثم تعديل هذه المفاهيم

ثم التغير الدائم فى المشاعر والسلوك)

سنفهم معاً لاتتعجلوا

لكن تعالوا معى أصطحبكم فى رحلة نرى فيها كيف أن عدم إدراك حقيقة المشاعر

وبالتالى عدم القدرة على التعبير عنها يؤدى إلى مشكلات لصاحبها ولمن حوله وقد تمتد إلى أبنائه أيضاً.....

وتابعونى فى هذه الحالات التى أعرضها لنتعلم أن عدم إدراك المشاعر والتعبير عنها مبكراً

يقودنا إلى العديد من المشكلات دون أن ندرى:

1- السيدة س فى الخامسة والخمسين من العمر جاءت تشكو من عدم النوم والقلق

وعدم الرغبة فى الذهاب للعمل وتناقص قدرتها الإنتاجية بوجه عام فى كافة مجالات الحياة

إنها تشعر على حد قولها إن مابقاش لها لزمة فى الحياة...وبالطبع كان تشخيص الحالة

حالة اكتئاب نفسى وقلق لكن مايعنينا كان ماهو السبب وراء هذا الإكتئاب....

اتضح بعد ذلك من عدة جلسات مع هذه السيدة أن أصل المشكلة كانت فى طبيعة

العلاقة الباردة بينها وبين زوجها ذلك الزوج السلبى والسبب الذى كان يعيش له هو التمويل الإقتصادى

للمنزل...فهو كريم على حد قولها ولايبخل على البيت لكنها كانت تصمت للحظات فى الحوار معها

ثم قالت يبدو وكأنه كان يفعل ذلك ويعطى بسخاء ثم يدير وجهه وينصرف لحاله....

وحينما سألتها هل عبرت له عن ذلك قالت عمرى ما حسيت إنى تعبانة غير لما اتكلمت دلوقت

أنا كرست حياتى لأولادى وسألتها هل ده ريحك قالت لأ اكتشفت إنى ضيعت عمرى على الفاضى

وانهم ماطمرش فيهم.....بنتى مصممة تتجوز واحد أنا مش موافقة عليه ولما قلت لها لو صممت عليه

انسى أن لك أم قالت حأتجوزه مهما حصل....بعد ماضيعت عمرى ده كان ردها....

وبالجلسات مع الحالة اتضح أن هذه السيدة لم تعش خبرة مشاعر الغضب تجاه زوجها أبداً ولكن كانت

دوماًتحولها لطاقة حب للأولاد إن هذا الخوف من معايشة هذا المشاكل كان ناتجاً من خوفها من الإنفصال

والطلاق لأن الإنفصال كان يعنى العودة لبيت الأهل وكانت تخشى العودة للأب البخيل كثير النقد واللوم

فكيف تعود للبيت بثلاثة أطفال؟...لكن كان من الواضح أن مشاعر هذه السيدة تجاه الأولاد

كانت تتأرجح بين الحب والغيظ أحياناً لأنهم كانوا- عاملاً هاماً ربطها بهذه الزيجة الفاشلة

وكان من الواضح أنها شديدة السيطرة عليهم لأن مشاعرها تجاهم تحولت إلى مشاعر تملك نظراً للخوف

الشديد من الإنفصال عنهم وهم الحاجز بينها وبين مشاعر الغضب القديمة التى لم تدركها ولم تعبر عنها

ولم تتخذ موقفاً واضحاً حيالها.....إذن نستطيع أن نقول هنا تم كبت لمشاعر الغضب الحقيقية وهذا الكبت

حدث لغضب أكثر تأصلاً فى عقلها ألا وهو الغضب من الأب فكان هناك مفهوم أن الغضب حالياً يعيدنى لبيت

الأب البخيل ومن ثم كان السلوك المسيطر على الأطفال والسيطرة تهدف إلى ألا يفلت هؤلاء منها

وتنكشف الحقيقة أى أن السلوك يعكس مشاعر كثيرة معقدة ومترابطة فى اللاوعى ومامن شك أن هذه

السيدة أيضاً كانت ترفض زواج ابنتها لأنها ترفض الإنفصال ولتأصل مفهوم

هم اللى اتجوزا أخذوا ايه من الجواز؟

2- الحالة الثانية:شاب فى الخامسة والعشرين من عمره من أسرة محترمة ومتدينة –

ارتبط بفتاة وأحبها وكان هناك مشروع ارتباط لكنها تركته فجأة لترتبط بأخر ولم تصرح له بأى أسباب

قال أنه لم يحزن فى هذه الفترة ولم ينهار كما توقع أهله لكن حدث شئ غريب لم يفهمه

وهو التحول فى شخصيته وسلوكه......وبالحوار مع هذا الشاب صرح بأنه لايشعر بأى شئ الأن

ولايشعر بالذنب...يشعر أنه لم يعد يحس ومستغرب إنه عنده تبلد غريب

مع العلم أنه لايتعاطى أى نوع من المخدرات...

.هذه الحالة التى يمر بها الشاب كتشخيص هى حالة اكتئاب نفسى مع أعراض وسواسية وما يحدث من

تبلد يطلق عليه اسم تنميل المشاعر وهى ظاهرة تحدث مع الإكتئاب والقلق والوسواس القهرى

وكأن الحزن الشديد يقاومه صاحبه فى هذه الحالة بالرفض التام والتوقف المفاجئ وكأنه شال الفيشة...

يعنى الأحساسيس لم تتبلد هو فقط بحاجة لأن يعيد الفيشة مرة أخرى من خلال المواجهة لمشاعر

الحزن...هذا الشاب ببساطة بمجرد شعوره بالحزن نتيجة الموقف الذى تعرض له قرر بشكل لاشعورى

ألا يحزن لكنه حزن وهذا أمر طبيعى لكنه رفض ادراك ومعايشة مشاعر الحزن لأن مفهومه الذى اتضح

بعد ذلك ان مافيش حاجة اسمها راجل ينهار عشان واحدة ست....وعندئذ حدث له التمرد والإنقلاب

على كل القيم الدينية والأخلاقية والإنفلات السلوكى ليصل إلى هذا الحال الذى يصعب فيه أن تصل به

للربط بين هذا السلوك وحقيقة المشاعر أى أن يقتنع أنه يفعل ذلك لأنه حزين...

أعزائى رأينا نموذجين نموذج لم يدرك مشاعر الغضب ولم يعبر عنها فعاشت عمرها ولم تفهم

ولم تعش علاقة حقيقية مع أولادها ونموذج رفض معايشة مشاعر الحزن والإعتراف بها وإدراكها فانفلت

سلوكه وأصابه المرض النفسى والتأخر والتراجع فى عمله وعلاقاته الإجتماعية.....

إن أول خطوة فى تطوير الذات أن يكون لدينا الشجاعة والقدرة على الإعتراف بمشاعرنا

وتحمل الألم النفسى الذى يصاحب خبرة الغضب والحزن والقلق...

 

جربت مرة إنك تكون فى غرفة ما منهمك فى عمل ما ودخل احد الأشخاص الغرفة وأحدث ضوضاء

ومع ذلك لم تشعر بوجوده....لكنه لوح لك أو ألقى السلام لكن لم تعرفه وانصرف لكن ظلت صورته أمام

وجهك ثم صممت أن تتتعرف عليه فتعرفت عليه فكلما رأيته بعد ذلك يدخل الغرفة التى تجلس بها أدركت

وجوده وعرفته وعرفت ماذا ستفعل بعد ذلك وكيف ستتعامل معه....

ايه رأيكم إن الغرفة دى تبقى عقلك والشخص اللى دخل وماعرفتوش يبقى مشاعرك أو عاطفتك

فى لحظة ما أتتك فجأة ولم تتعرف عليها ولم تدركها لكنها أصرت أن تقتحمك فلوحت لك حتى تراها فكنت

حكيما وشعرت بها لكن لم تعرفها بعد فلاحقتك فكنت مصراً أن تعرف حقيقتها وفعلت فعرفت كيف تتعامل

معها كلما جاءت إليك مقتحمة عقلك.....ياللا نفهم أكثر:

الوعى بالمشاعر له درجات فأنت قد لاتدرك وجود مشاعر لديك فى لحظة ما أو قد تدرك ذلك لكن

لاتستطيع أن تسمى هذه المشاعر لكن إذا أدركت وجودها وعرفت حقيقتها واستطعت تسميتها أصبحت

قادراً فى المرات القادمة على توقع متى تأتى وكيف تأتى هذه المشاعر وكيف تتصرف معها(يعنى مش

معقول كل يوم الصبح مثلاً مراتك –فرضاً-سبب نكدك بس قد كده مش قادر تشوف الحقيقة دى لدجة انك

دفنتها فى اللا وعى فتنكد عليك وانت مش واخد بالك انك اتضايقت أصلاً فتروح الشغل وأول ماحد يقول بس

صباح الخير ممكن تلاقى نفسك اتنرفزت وانت مش عارف ليه ويومك وعملك بقى نكد بدون سبب واضح

بالنسبة لك...وانت نفس الشئ زوجك اللى كل يوم يتمرد على كوب الشاى ناقص سكر لأ زايد سكر

–فين الشراب- ويزعق من العيشة الهباب لانه شايف نفسه عشانكوا بيسف التراب.... لكن من الأول

ماقدرتيش تشوفى الحقيقة المرة دى ولم تدركى انك حزينة وغضبانة من ده لكن الولاد كل يوم ياخدوا

الطريحة التمام من الضرب والطحن والعجن لأنهم قال ايه مش بيسمعو الكلام مع أنك نفسى تضربى

المحروس اللى نكد عليك وخبط الباب ونزل لكن ولا مرة عرفت انت أو هو ان فى مشاعر غضب

وعدوان مكبوتة تجاه شريك الحياة لازم نشوفها ونعرفها علشان نعرف ازاى نتعامل معاها ونصالحها ونقوم

نسلم عليها لما تدخل علينا الغرفة أقصد لما تقتحم عقلنا فى لحظة ما....

تعالوا نتكلم كلام منظم بقى فى درجات الوعى بالعاطفة:الوعى بالعاطفة إنما يعنى أن لديك ولدى

الأخرين مشاعر ما فى لحظة ما.وأيضاً القدرة على أن تسمى هذه المشاعر فى لحظته

ا(أنا دلوقت غضبان-سعيد-حزين-قرفان-مبسوط-مكتئب-....الخ)وكلما كان لديك قدرة عالية على الوعى

بمشاعرك لاستطعت التنبؤ بما يثير هذه المشاعر من مواقف وأشخاص

(أقدر أعرف مسبقاً ايه اللى بيضايقنى مين اللى بينرفزنى ايه اللى بيسعدنى...الخ)

وأيضاً مع القدرة العالية على الوعى بالمشاعر تستطيع التعرف على مشاعر الأخرين ومتى

وكيف يفرحون وماذا يحزنهم وماذا يحفزهم للعمل وماذا يثير مشاعر العدوان والغضب لديهم فتعرف كيف

وماذا ومتى تقول ومتى تكف عن الكلام.

إذن نستطيع أن نلخص درجات الوعى بالمشاعر كالأتى:

1-مجرد المعرفة أن هناك مشاعر

2-إدراك ماهية المشاعر

3-إدراك السبب فى هذه المشاعر (بإعمال العقل والتفكير).

سؤال يا أصدقائى؟ايه رأيك فى اللى يدرك مشاعره ويعرف أسبابها ويفضل بدل ايجاد حلول إنه يوقف هذه

المشاعر ويعمل مزاج أو مشاعر صناعية...؟هو فيه مشاعر صناعية؟

طبعاً(الإدمان بأشكاله المختلفة: مخدرات-الشات-الجنس)مطلوب تدوين أرائكم فى هذا الموضوع ؟

والأن على كل واحد متابع الموضوع معانا يجيب كل يوم ورقة وقلم ويدون مشاعره فى الأوقات المختلفة

-وايه اللى بيسعده وايه اللى بيغضبه وايه اللى بيحفزه على العمل وياريت يدرك مشاعر الأخرين

فيعرف ويدون تأثير كلامه أو كلام غيره على مشاعر الأخرين

(امتى بيزعلوا وامتى بيفرحوا وامتى بيغضبوا وايه بيولد هذه المشاعر عندهم )

وهذل لايعنى انك تقول كلمة فالأخر يزعل فتشعر بالذنب لكن أن تراجع هل أنت مسئول عن زعله؟

واللا أفكاره ومفاهيمه هى اللى لعبت دور أساسى فى إنه يزعل من أى كلمة؟

لأن الإستقبال يتأثر بما لدينا من مفاهيم

عارفين ايه الخطوة اللى بعد دى عشان نتغير:

تعالوا نفكر مع بعض

1-عندى مشاعر سلبية

2-حأفكر عشان أعرف جت منين

3-جزء كبير منها ناتج من مفاهيمى وأفكارى وجزء ناتج عن الناس اللى حواليا-يبقى فى حاجتين فاضلين

أفكرفيهم عشان أتغير(ازاى أراجع مفاهيمى السلبية وأعدلها وازاى أغير الأفكار الجامدة والأفكار المحطمة

للذات)والحاجة التانية ازاى أغير رؤيتى للأخرين....


وياحبذا لو فكرتم معى ماالمقصود بجمود الأفكار والأفكار المحطمة للذات

 

تغلب على المفاهيم المحطمة للذات

هذه المفاهيم التى تحتوى دائماً على كلمات مثل لازم-المفروض- الواجب إنه...

إنها مجموعة من الأفكار اللاشعورية المطلقة التى لاتقبل معنى مثل احتمال-جايز-ربما-مش يمكن...

تعالوا نشوفها مع بعض سريعاً وسأعرض دائماً الفكرة أو المفهوم الجامد ويليه المفهوم الأخر الأكثر

مرونة:

1-أصحابى لازم يكونوا أوفياء طول الوقت معايا-صاحبى أو صاحبتى خدعتنى أكيد العيب

فى أنا كان لازم.....تعالوا نصلح صاحبى خدعنى أو صاحبتى خدعتنى مثلاً

(خطفت منى خطيبى وده مثل لاقيته فى بعض الإستشارات) مش نهاية الكون ومش معنى كده إن أنا

الغلطان.. أهو اللى حصل

.2-عمرى ما كنت أتوقع إن فلان يعمل كده...مثلاً ده زميلى فى الشغل وتقرب من المدير اللى

عارفين انه حرامى أو مرتشى وكده هو حقق مكاسب فى العمل وأنا اللى تراجعت...

.يااه ده انسان منافق ووصولى ...

لأ مش شرط هو ممكن أذكى وعارف ازاى يتعامل معاه ويعمل شغله كويس من غير ما يكون منافق

ولاحاجة وبعدين مش لازم كل الناس تفكر زى ما أنا بأفكر كل واحد له أسلوبه

3-ايه ده أنا أعمل كده ده الناس تضحك على المفروض أعمل زى مالناس اتعودت انهم يشوفونى

وأعمل اللى هم شايفين انه صح طيب اللى عايز تعمله عيب أو حرام؟لأ خلاص إنت حر مش لازم تبقى

نسخة من الناس أشهر مثال دلوقت للأسف فى الشباب اللى مش بيعرف بنات ويروش يبقى منتقد

وكتير بأصادف من الشباب المحترم من يعانى هذه الأزمة انه مش عارف يبقى زى صحابه وهم بيضحكوا

عليه ولما بيحاول يعمل زيهم بيلاقى نفسه تايه أو مش عارف نفسه هنا بأقوله مش لازم تبقى

زى الناس انت صح

4-لازم أنجح علطول –لازم أكون الأول :ملحوظة بأشوفها فى الأباء دلوقت وهم بيزرعوها فى الأبناء

للأسف وعلطول كل ما أقابل حد يقولى ابنى هايل بيطلع الأول ...

نفسى أعرف هو مين بيطلع التانى اليومين دول...

طبعاً هذا الإبن يشب على معنى أن الإخفاق مره يساوى الفشل ولايستطيع بسهولة تحمل مشاعر

الإحباط فى أى أمر من الأمور ده غير أن وجوده وتقديره لذاته لايرتبط إلا بالنجاح المطلق وهو أمر مستحيل

فكلنا ننجح ونخفق أحياناً إذن لا أحتاج للنجاح فقط لأشعر بالراحة والسعادة فمصادر السعادة كثيرة

5-لازم أسعد الناس اللى حواليا طول الوقت مش مهم حتى لو على حساب سعادتى....

نموذج نراه كثيراً

أجى على نفسى عشان غيرى مايضايقش طيب وضيقى أنا حيروح فين؟

حيطلع على اللى أسعدتهم بعدشوية أكيد غضب وتبكيت وهم ونكد يبقى لازم أعمل اللى

يسعدنى عشان أعرف أسعد غيرى...

أكيد شفنا كتير النموذج ده فى الست اللى تسيب شغلها وأصحابها وأى من اهتماماتها السابقة

وتقول أنا كرست نفسى لبيتى وولادى وبس وتلاقيها كل يوم والتانى نكد على الراجل والعيال ..

ماهى مش لاقية نفسها ولامرتاحة حتريح اللى حواليها ازاى؟.....

كل النقاط اللى فاتت كانت تحتوى على لازم والمفروض...اللى جاى يحتوى

على القرارات المصيرية المطلقة

:1-بعد اللى حصل النهاردة مستحيل أرجع المدرسة أو الجامعة أو شغلى تانى...

أى كاناللى حصل ما يستاهلش إنى أضيع كل حاجة وبعدين حتى لو غلطت طيب ما كل الناس

بتغلط وأنا انسان طبيعى

2-استحالة أكمل المشروع اللى بدأته خلاص أنا فشلت:انتظر شوية وراجع الإيجابيات اللى حققتها فى

مشروعك وابحث عن الأخطاء لإصلاحها وفكر فى الخطط البديلة لإتمام هدفك

3-خلاص أنا مش قادر أستحمل أنا فاض بى...طيب ما أنت استحملت كتير زمان ايه اللى جد استحمل

شوية كمان(نموذج متكرر بين الأزواج الزوجة تقول خلاص أنا فاض بى استحملت كتير خلاص مش ممكن

أعيش معاه بعد النهارده)طيب ما أنت استحملت قبل كده يعنى تقدرى...

انت بس زهقانة شوية وبلاش قرارات دلوقت

4-الناس فى شغلى مش بيحبونى أو مش بيحترمونى حا أسيب المكان ده....

لأ نقول أنا واثق من نفسى وعارف كويس قوى انى جدير بالإحترام هم أحرار فى رأيهم....

المجموعة التالتة من المفاهيم:

دايماً وعمره ما حيحصل(الإفتراضات المطلقة المسبقة)

1-لوقلت لماما على...... عمرها ما حتوافق ...جرب المرة دى يمكن تكون رايقة وتوافق...

زوجى طول عمرى عارفاه لو قلت له على ....حيقول لأ ...ياستى جربى يمكن يكون مزاجه رايق

وراضى عنك انت والعيال ما تجربى

.2- ياسيدى لأ ما تقوليش جرب واتقدم لشغل تانى خلاص أنا شكلى عمرى ما حا أشتغل...

طيب مش يمكن المرة دى فى احتمال تشتغل لو اتقدمت للشغل فى احتمال تشتغل أو لأ لكن لو ما

اتقدمتش للشغل ده هو احتمال واحد مافيش غيره انك مش حتشتغل

3-الناس علطول حيلومونى وينتقدونى مافيش داعى للإختلاط...مش معقول طول الوقت نعجب كل

الناس لكن أكيد فى ناس انت بتعجبهم

المجموعة الرابعة من المفاهيم المحطمة للذات وهى التى تتعلق بالتقدير السلبى

للذات

1- أنا ضحية ال....مثلاً أسرة مفككة...لأ فكر انك قوى وتقدر تقهر الظروف دى

وبلاش تاخد المفهوم ده زريعة لتدمير حياتك

2-أنا فاشل...لأ أنا نجحت كتير قبل كده فى .....

3-أنا ماليش لازمة فى الدنيا ...لأ أنا ناس كتير بتحبنى ومحتاجين لى

4-أن إنسان سئ..لأ أنا الحمد لله باأحاول أكون كويس وأنا فعلاً كويس

هذه نماذج لبعض المفاهيم الكامنة فى العقل الباطن والتى تحرك مشاعرنا فى أوقات ما

ومن ثم يترتب على هذه المشاعر سلوكيات قد تضر بنا مثل العدوانية والسلبية والتكاسل والتراخى ...

وكثير منا قد يدرك مشاعره ومع مراحل النضج لاينتج عن هذه المشاعر سلوكيات مرفوضة من الناحية

الإجتماعية بل نتصرف بشياكة ولباقة برغم وجود عاطفة الغضب مثلاًُ فالعاطفة لاتهدأ إلا إذا عدلنا

المفاهيم وهو أمر قد يصعب على البعض بل على كثير منا لكن ماذا لو توقفنا عند مرحلة

ادراك المشاعر والتحكم فى سلوكنا دون تغيير المفاهيم إنها نواة تكوين الأمراض النفسجسمية

أو الأمراض السيكوسوماتيك

وهى الضغط وأمراض القلب والشرايين والصداع النصفى وقرحة المعدة والقولون العصبى

والإكزيما العصبية وهى أمراض هذا العصرعصر الغضب المكبوت  

د.نهلة نور الدين

أخصائى الطب النفسى...

المصدر: communication skills in councelling
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 985 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2011 بواسطة Mostasharnafsi

ساحة النقاش

dragon4

احسنتي د. نهلة :)

د.نهلة نور الدين حافظ

Mostasharnafsi
موقع يهدف لنشر الوعى بالصحة النفسية والتدريب على مهارات تطوير الذات من خلال برامج العلاج المعرفى السلوكى السيرة الذاتية: الاسم: نهلة نور الدين حافظ الجنسية: مصرية الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لطفلين المؤهلات الدراسية: ◊ بكالوريوس الطب والجراحة-قصر العيني- دفعة ديسمبر 1993-تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف. ◊ ماجستير الطب النفسي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

362,764