بقلم الباحث الدكتور/ أحمد عبد ربه عبدربه
إيمانا بدور الاعلام في البحث العلمي و ما يوافيه من اهتمام ملحوظ بالاستثمار في العلم و الابحاث ،يسعد كاسل جورنال أن تواصل مشوارها في دعم العلماء المصريين و العرب و نشر ابحاثهم الموثقة و التي اثبتت فاعلية و جدارة و تميز ،اليوم نستعرض بحثا موثقا هاما حول نبات المورينجا و تاثيرها على مرض السرطان للباحث د.احمد عبد ربه
أولا مورينجا أوليفيرا هي شجرة وهبها الله للإنسان:
هناك توجه عام لإستخدام العلاجات المعتمدة على النباتات وخاصة فى البلدان النامية مثل مصر.هذا التوجه يوفر أدوية أساسية للعديدمن الأمراض الخطيرة. في تلك البلدان، إستخدام تلك العلاجات البديلة للعلاج الكيميائى فى حالة المرضى المصابين بالسرطان يقلل الآثار و الأعباء والنفقات العالية تلك العلاجات الكيميائية المتاحة حاليا، لذا قام الكثيرون بالتحويل إلى الطبيعة لتوفير علاج غذائي آمن واسع النطاق.
مورينجا أوليفيرا هو نوع من أنواع النباتات الهامة التابعة لعائلة المورينجيسى، حيث تنمو الشجرة في مساحات شبه الهيمالايا في الهند وباكستان وبنغلاديش وأفغانستان. وبالإضافة إلى ذلك، تم إستخدام مورينجا أوليفيرا طبيا من قبل المصريين القدماء والإغريق. ومن بعد ذلك، تم نشر مزارع كثيرة من نبات مورينجا أوليفيرا عالميا وإنتشار فوائدها الطبية على مستوى جميع أنحاء العالم.
جميع أجزاء مورينجا أوليفيرا صالحة للأكل و قد أستخدمت منذ فترة طويلة من قبل البشر.أجزاء مختلفة من مورينجا أوليفيرا معروفة بأن لديها العديد من الأنشطة البيولوجية الجيدة، حيث أنها مكافحة للسرطان، ومضاده للأكسدة، وكذلك منشطهللمناعه، وعلاوة على ذلك، فقد إستخدمت مورينجا أوليفيرا لعلاج الملاريا، و ارتفاع ضغط الدم، والربو، والسكري، واضطرابات المعدة وطرد المشيمة المحتبسة.
مستويات المواد المضادة للتأكسد في الأجزاء المختلفة من نبات مورينجا أوليفيرا تم تحديدها مؤخرا.وكانت هناك اختلافات كبيرة في تركيز السكر وتوزيع مضادات الأكسدة في أجزاء مختلفة من نبات مورينجا أوليفيرا. وكان تركيز السكروز عالى في مناطق مختلفة من النباتات، بإستثناء الجلوكوز في جذور النباتات.تم الكشف عن رافينوز في ورقة النباتات، والجذر، في حين أن أعلى تركيز لمضادات الأكسدة لوحظ كالأتى: مجموع مضادات الأكسدة 1.8ملغم فى النبات، و 2.0 ملغم من حمض الاسكوربيك فى الأوراق، ومجموع الفينولات 64.1 غرام؛ و الكاروتينات فى الجزور 29.7 ملغ.و على الرغم من أن يوجد كمية كبيرة من البروتين الكلي الخام بنبات مورينجا أوليفيرا، فإن الورقة تحتوى على أعلى تركيز (76.1 ملغ).
2- مورينجا أوليفيرا: نبات مرشح كمضاد للسرطان
السرطان هو السبب الرئيسي للمرض والوفيات في جميع أنحاء العالم، مع ما يقرب من 14 مليون حالة جديدة و 8.2 مليون حالة وفاة بسبب السرطان، على التوالي.ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 70٪ على مدى العقدين القادمين.هناك 5 سرطانات أكثر شيوعا بين الرجال: سرطان الرئة والبروستاتا والقولون والمعدة وسرطان الكبد.أما بالنسبة للنساء تم تشخيص سرطان الثدي والقولون والرئة وعنق الرحم، وسرطان المعدة كأكثر السرطانات إنتشارا.مؤخرا، تم دراسةتأثير أوراق نبات مورينجا أوليفيرا على خلايا سرطانات الثدي والقولون والمستقيم.
نبات مورينجا أوليفيرا يعد من ضمن أكثر الخضروات شيوعا التي يستخدمها سكان الدول الاستوائية وشبه الاستوائية، ولقد وجد العلماء أن النبات يقوم بتنشيط موت الخلايا السرطانية المبرمج واعتقال دورة الخلية السرطانية لكل من القولون والمستقيم.وبالإضافة إلى ذلك، فإن تحليل مقتطفات من النبات وجد أنها تحتوى علىمركبات هامة مضادة للسرطان. من ناحية أخرى، تم تقييم التأثير المضاد للورم للأوراق و لمقتطفات نبات مورينجا أوليفيرا على خط خلايا سرطان الكبد. وقد وجد أن مستخلص الأوراق له تأثير مضاد للسرطان كبير على خلايا سرطان الكبد مقارنة بما كان عليه من مستخلص لحاء النبات.
3- النانوبيوتكنولوجى: نهج علاجي واعد
تقنية النانوبيوتكنولوجى أو البيونانوتكنولوجى هي مصطلح يشير إلى نقطة ربط بين مجالين علميين: تكنولوجيا النانو وعلم الأحياء.هذا الربط يساعد على تعيين نهج دمج جديد بين الأبحاث البيولوجية وتكنولوجيا النانو. إستراتيجية توصيلأدوية علاج السرطان عن طريق مركبات نانوميتريه تسمح لعلماء الأحياء تصور وتصميم أنظمة تسليم دوائى أمن يمكن أن تستخدم على وجه التحديد ضد السرطان أو معالجة أمراض أخرى.
4-مورينجا أوليفيرا: مضاد للسرطان جديد بتقنية النانوبيوتكنولوجى
بسبب الاهتمام المستمر بتكنولوجيا النانو فى التطبيقات المستقبلية لتقديم الخدمات الصحية والدواء لعلاج السرطان، تم تصميم مركبات نانوميتريه بوليمرية و توليف مركبات نانو المذيلات مع قياس مواصفاتها النانوميتريه الفيزيائية والكيميائية الفريدة الناتجة من تأثير حجم النانو. وافقت إدارة الاغذية والعقاقير الدولية على مركب النانو من بوليمر قابلة للتحلل، بيلجا، حيث يستخدم على نطاق واسع لتقديم العلاجات المختلفة بشكل طبيعي إلى الموقع المستهدف. ومع ذلك، إبتلاع المركبات النانوميتريه السريع من قبل البالعات يمثل تحديا كبيرا لتحقيق دواء فعال، لذلك فإن الفكر الجديد للتغلب على تلك الصعاب تتمثل فى طلاء سطح البوليمرات القابلة للتحلل لتصبح أكثر حيويه مع سمية منخفضة على خلايا الجسم الطبيعية، تلك الفكرة تم استخدامها للحد من آثار البلعمة وتعزيز طول العمر المركبات النانوميتريه.ومن المثير للاهتمام، فإن التعديل الكيميائيللمركبات النانوميتريه ليس فقط هدفه تلك التحسينات، ولكن يمكنك أيضا تقليل امتصاص بروتينات البلازما على سطح تلك المركبات.
5- المشروع الجارى: الهدف والاستراتيجية
الهدف من المشروع الحالي هو تقييم الآثار المضادة للسرطان بإستخدام أجزاء مختلفة من نبات مورينجا أوليفيرا، والمستمدة من الجمعية المصرية العلمية للمورينجا (ESSM)، بالمركز القومي للبحوث، الدقي، القاهرة، مصر.لقد قمنا بتصنيع مركبات نانو المذيلات من زيت البذرة وكذلك مركبات نانوميتريه من أجزاء أخرى بنبات مورينجا أوليفيرا وتوليفها وفحصها كيميائيا وفيزيائيا وذلك لإختبارها ضد سرطان الكبد، وسرطان الثدي، وخطوط الخلايا السرطانية للقولون والمستقيم، و ذلك بالمقارنة مع الخلايا الطبيعية لتحديدقدرتها على إستهداف الخلايا السرطانية، في حين تجنبها الخلايا الطبيعية مع تأثير سمية قليل كحد أدنى على تلك الخلايا الطبيعية.وبالتالي، فإن الجديدفى عملنا البحثىهو اختبار جميع أجزاء نبات مورينجا أوليفيرا في الشكل النانوميترى وكذانظائرها الحرة. وعلاوة على ذلك، تأثيراتها على الخلايا السرطانية المقاومة للتحقق من فعاليتها المستديمة.
نبذة عن المؤلف
تقرير الدكتور/ أحمد عبد ربه عبدربه، دكتوراه فى الكيمياء الحيوية، باحث (محاضر) في مجال علاج السرطان بتقنية النانو، قسم الهرمونات، شعبة البحوث الطبية، المركز القومي للبحوث، القاهرة، مصر،