( رجعتُ إليك / ربيع دهام )
رجعتُ إليكَ
ومنارةُ الحب وفاءْ
ودستُ على زَهْوي
على دمعي
وعلى الكبرياءْ
أنا ما أتيتُكَ طفلةً نادمةً
أنا أتيتُكَ حبيبةً
لعينيكَ تحنُّ
وعاشقةً
لجمرِ المودّةِ تشتاقْ
فلماذا؟
لماذا بدل أن تضمَّني تُبعِدني؟
لماذا ترفضني ...
تدفعني ... تجرحني؟
مكسورةً أمامك كنتُ
وكم صعبةٌ مهانة النساءْ
كنتُ قاسيةً نعمْ
وكنتُ متجبِّرةً نعمْ
وكنتُ مهملةً
متغطرسةً
وكنتُ ... وكنتُ ... وكنتُ
وكنتُ بحاجةٍ إلى رجلٍ
إذا ما ضعفتُ يقوّيني
وإذا ما بكيتُ
يشيل الكَرَبَ عن زمني
إلى رجلٍ
أنهل من حبِّهِ النورَ
وأرشف من نُبله الشفاءْ
بحاجةٍ لأنتَ
تحمل الوردَ وتغمرني
ومِن بين الكلِّ تفهمني
تسمع في قلبي
نبضاً يئنُّ
قبل أنْ يخرجَ
مِن ثغري النداء
ما بك تغيّرتَ؟
ما بك تحوّلتَ؟
ما بك أراك
بِشوك الزّهر تذبحني
وتشهرُ بوجهي
نصال السيفِ عداءْ
صرتُ في البيت خادمةً
صرتُ في القلب جاريةً
وصرتُ آلة للطبخِ
وللطهوِ
وما ساعدتَني يوماً
بحملِ وعاءْ
ولا صبّحتني بقبلةٍ صغيرةِ
على فمي،
على خدّي،
على رأسي،
كأنكَ بدّلتَ جلد قلبك
كأن بيتك صار
من وجودي فيه يستاءْ
سلعةٌ صرت في المزادِ العلنيِّ
معروضةٌ للبيعِ وللشراء
أنا ما أتيتك طفلةً نادمةً
أنا أتيتك حبيبةً
لعينيك تحنُّ
وعاشقةً
للسعة الحنوِّ تشتاقْ
فأرجوك عُدْ
عُد للذي كنتَه
أو احزم حقائبك
من داخلي وارحل
قد جرحت يوماً كبريائي
وكم صعبة مهانة النساء...