ما منْ فراقٍ بعدَ الموتِ
أقسمتُ بعشقي لكَ
لنْ يمسسني بشرٌ دونكَ ..
ثلاثةُ أعوامٍ منذُ رحيلكَ
و أنا في عزلةٍ
لا أزورُ سوى قبركَ ..
أعشقُ الترابُ الذي لفَ جثمانك َ
وأغارُ عليكَ من الأمواتِ الذينَ حولكَ ..
عشقنا ما كانَ عادياً
فاقَ عذارةُ الهيامِ
وبهِ تغنى كلُّ العشاقِ ..
أنتَ العاشقُ الوحيدُ
الذي ذابَ في غرامهِ قلبي
عشقاً و ولعاً
حتى بعدِ الموتِ ..
عشقكَ طاغٍ في أحاسيسي
إختاركَ خالقُ السماواتِ
لتكونَ للرفيقِ الأعلى خلاً
وبقيتُ في الارضِ
دونَ خليلُ ..
قطعتُ عهداً على نفسي
أنْ لا أخلفُ زيارتي لكَ
عندَ مطلعُ كلِّ فجرٍ
لكنْ عذراً حبيبي
طغى النومُ على أجفاني عنوةً
لذا زيارتي لكَ اليومَ
عندَ الغروبِ ..
عندما أدخلُ المقبرةَ
أشعرُ بأنَّ روحي
إليك تسبقني
ونسيمكَ العليلُ يلفُ بدني ..
أجلسُ على حافةِ القبرِ
محاورةً لكَ حبيبي
أُسلمُ عليكَ و أُطمئنكَ عن نفسي
ثمَ أبكي الفراقَ
و أشتهي أنْ أكونَ بجواركَ
في اللحدِ ..
ثمَ تأخذني بعضُ الذكرياتِ
التي كانتْ بيننا
في جولةٍ بين ماضٍ لنْ يعودْ
وحاضرٍ تنفذُ فيهِ الوعودْ
أضحكُ تارةٍ
و أبكي تارةٌ أُخرى
و أمسحُ دمعتي من فوقَ خدي
كطفلةٍ أضاعتْ دميتها
في غفلةٍ منَ الوقتِ ..
كلَّ ما وضعتُ رأسي
على الوسادةِ
لا أُريدُ أنْ أصحو
إلا وأنا على النعشِ
يحملوني على الأكتافِ
ليكونَ زفافي في هذهِ المقبرةِ ..
الدنيا غدرتنا
فرقتنا و لمْ تجمعنا
لكنَّ هنا موعدنا
ولن يفرقنا بعدَ الموتِ
من أحدٍ
لانَّ اللهَ يجمعُ كلَ العشاقِ
في الأخرةِ .....
الشاعرة ملاك الزين
٢٧/٨/٢٠٢٣ّ