إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ

قال صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلُ السَّلامِ، وَحُسْنُ الْكَلامِ»

عندما نبادر الشخص بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد دخلت عليه من باب السلام، فإذا رد عليك السلام بمثله أو بأحسن منه فقد أغلق هو نفسه باب العداوة والبغضاء بينك وبينه.

عن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قلت يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة. قال:

«موجب الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام»

إطعام الطعام .. شيء مشترك بين البشرية جميعا فالكل يُحب الأكل ، فإذا كان مع الطعام سلام وحسن كلام فهذا هو الانسجام الذي تحدث عنه كل من صال وجال في عالم الإحسان.

إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا

النساء 31

عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ»

يقول الله تبارك وتعالى:

وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ

الشورى 37

وفي سورة النجم آية 37 لدينا كنز عظيم وباب كبير فيه رحمة وغفران وسعة من العزيز الحميد:

الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ

لابد لنا من التركيز بشدة في شيء يحتاجه كل من يريد أن يكون كريما على الله في الدنيا والآخرة، وهذا الشيء ذكره الله تبارك وتعالى لنا في الآية التالية:

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ

سورة فاطر الآية 6

كل ما وقع ويقع بيننا من خلافات ومشاكل سببها الشيطان الرجيم، فالكيس الفطن النبيه هو الذي يغير فكره ويفتح قلبه ليأخذ العفو الذي أمرنا به ربنا فيعفو عن الناس:

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ

سورة الأعراف

هل أدلكم على الوسيلة الفعالة للعفو عن الناس؟ ماشي خليكم معايا:

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

مشاركة الناس في أفرحهم ومواساتهم في أحزانهم كلها مسائل تقربنا من رحمة الله، ومع الرحمة تذوب الخلافات والمشاكل، لأن الإيمان مرتبط بالرحمة فقلب المؤمن دائما رحيم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا { سورة الأحزاب }

الآن لدينا الوسيلة الفعالة لإصلاح الماضي بكل ما فيه من أخطاء وأحزان، ثم أن كل ذلك يتحول إلى خبرة مكتسبة من خلال عفونا عن الناس عن فهم وطاعة للواحد القهار.

والحمد لله رب العالمين .